عليان عليان في الذكرى أل (17) لانتصار المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله ، يحضرني اللقاء الذي أجرته قناة تلفزيونية مصرية مع الكاتب والصحفي والمؤرخ العربي الأبرز، الأستاذ “محمد حسنين هيكل” بعد لقائه مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث قال بوضوح ” إن نصر الله قائد قومي عربي كبير وحقيقي ، ومثل ظاهرة مقاومة عربية في مواجهة الكيان الصهيوني “.
فحرب تموز التي خاضها حزب الله باقتدار على مدى (34) يوماً ، كانت له اليد العليا في بدايتها وفي نهايتها ، وأذل فيها العسكرية الصهيونية ، لدرجة أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك” يهودا أولمرت” توسل الإدارة الأمريكية البحث عن مخرج لوقفها ، بعد أن ألحقت المقاومة خسائر كبيرة بقواته في جبهتي البر والبحر ، وبعد أن دك الكيان الصهيوني بآلاف الصواريخ التي أصابت أهدافها بدقة ، وبعد أن جر قوات
العدو إلى كمائن محكمة باستخدامه تكتيك الأنفاق ، ألحق خلالها خسائر هائلة على صعيد القتلى والجرحى ، وخسائر هائلة على صعيد تدمير دبابات الميركافا بصواريخ الكورنيت الروسية ، وألحق به خسائر معنوية بحيث بات الجنود الصهاينة يعانون من فوبيا ” حزب الله” ويخشون حتى اللحظة الراهنة من أية مواجهة معه، رغم سلسلة المناورات العسكرية ومناورات الجبهة الداخلية ، في محاولة يائسة للتخلص من فوبيا المقاومة.. أهداف العدو الصهيوني من حرب تموز العدوانية ما يجب الإشارة إليه هنا ونحن نستحضر حرب تموز الظافرة ، أن أسر الجنديين الإسرائيليين لم تكن السبب الرئيسي للحرب ، بل كانت مجرد الشرارة لإشعالها في السياق التكتيكي ، في حين أن الأسباب الحقيقية للحرب وفق العديد من المراقبين العسكريين والمحللين السياسيين، تعود لعدة اعتبارات أهمها : 1-أن العدو الصهيوني أراد أن يثأر لهزيمته في مايو ( أيار) 2000 حين انسحب من جنوب لبنان – عدا مزارع شبعا- بدون قيد أو شرط ، جراء الخسائر البشرية الهائلة التي ألحقتها المقاومة بجنوده. 2- أن العدو أراد أن يغير المعادلة السياسية في لبنان لصالح قوى اليمين والانعزال اللبناني بضربه البنية القتالية لحزب الله ، وضرب حاضنته الشعبية. 3- أن العدو الصهيوني أراد الاستفراد بسورية بعد ضرب حزب الله ، خاصةً بعد خروج قواتها ” قوات الردع ” من لبنان ، ولتهيئة الظروف لإقامة شرق أوسط جديد ، وهو ما أفصحت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس للصحفيين المرافقين لها أثناء توجهها لبيروت أثناء الحرب. 4- أن العدو أراد أن يستثمر التوقيت الملائم لشن الحرب على حزب الله ، ممثلاً بانصياع معظم العواصم العربية لمفردات المشروع الصهيو أميركي للتسوية. لقد خاض حزب الله حرب تموز في مواجهة العدوان، بالاستناد إلى تحالفه مع إيران وسورية التي فتحت مستودعات سلاحها أمام حزب الله ليغرف منها ما يشاء- على حد تعبير نصر الله –وبات العدوان الصهيوني في حينه، مغطى سياسياً بموقف دول الغرب الرأسمالي وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا واليابان التي أجمعت على أن ما تقوم به ( إسرائيل) من عدوان على لبنان ،يأتي في إطار الحق المشروع للدفاع عن النفس ، متجاهلةً حقيقة أن الكيان الصهيوني لا يزال يحتل جزءاً من أراضي الجنوب اللبناني، وأن هذا العدوان يصيب بشكل أساسي المدنيين وقد تبنت هذه الدول شرط العدو الصهيوني لوقف العدوان ، ممثلاً بإعادة الجنديين الأسيرين ، وذهب مفوض السياسة الخارجية الأوروبية السابق ” خافير سولانا” أثناء وجوده في بيروت، إلى موقف أكثر فظاظة حين طالب بالإفراج عن الجنديين الأسيرين بدون قيد أو شرط ونزع سلا حزب الله . لكن هذه العنتريات الغربية لن تفت في عضد المقاومة ، إذ أنه وبعد من صدور قرار بوقف إطلاق النار في 14 أغسطس ( آب) 2006 ، وفق قرار مجلس الأمن رقم 1701 جرت مفاوضات غير مباشرة بين حزب الله والكيان الصهيوني، انتهت إلى اتفاق في 16 يوليو ( تموز 2008 ، أطلق بموجبها الحزب سراح رفات الجنديين الإسرائيليين المعتقلين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف ، و في المقابل رضخت حكومة العدو لاشتراطات ومطالب حزب الله ، بإطلاق سراح عضو جبهة التحرير الفلسطينية سمير القنطار ، وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وخضر زيدان الأربعة المقاتلين من حزب الله الذين أسرهم العدو في ، كما أعادت حكومة العدو رفات حوالي 200 مسلح لبناني وفلسطيني قتلوا ودفنوا في فلسطين المحتلة عام 1948 ، ثمانية منهم كانوا مقاتلين من حزب الله قد قتلوا في الحرب الأخيرة. الفرز الرسمي والشعبي ونحن نستحضر ذكرى الانتصار ،نتوقف أمام الفرز في الساحة الشعبية والرسمية العربية على النحو التالي : 1-أن انتصار تموز خلق حالة من الالتفاف الشعبي العربي حول المقاومة ومشروعها وباتت صور الأمين العام لحزب الله ،ترفع في مختلف المسيرات على نحو يذكرنا برفع صور خالد الذكر جمال عبد الناصر ، في مختلف المظاهرات والتجمعات الجماهيرية. 2-حقت حرب تموز حالة غير مسبوقة من الفرز في النظام العربي الرسمي ، ففي حين اصطفت الجزائر وسورية ونظام الرئيس المقاوم إميل لحود في لبنان، إلى جانب المقاومة وقفت دول عربية أخرى ضد المقاومة، لدرجة أن معظم دول الخليجية طالبت الإدارة الأمريكية الضغط على (إسرائيل)، للاستمرار في الحرب لاجتثاث حزب الله من الخارطة السياسية اللبنانية ، وكان رد واشنطن بأن (اسرائيل) تستجديها للتدخل لوقف الحرب . وتحضرني في ذكرى حرب تموز موقف الحكومة السعودية آنذاك ، التي كانت أول من حدد موقفاً من عمليتي حزب الله والمقاومة الفلسطينية ، بشأن أسر الجنود الصهاينة ، ففي بيانها الصادر في 14 تموز 2006 ، انتقدت الحكومة السعودية العملية البطولية والمعقدة التي نفذها حزب الله ، والتي أدت إلى مصرع ثمانية جنود صهاينة ، وأسر اثنين واصفاً إياها بالمغامرة غير المحسوبة ، وأنها تفرق بين المقاومة المشروعة والشرعية والمغامرات غير المحسوبة، التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن ورائها ، دون الرجوع للسلطة الشرعية ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية . وذهب وزير الخارجية السعودية الأسبق سعود الفيصل إلى ما هو أبعد من ذلك ، حيث وضع المقاومة اللبنانية في إطار تنفيذ أدوار إقليمية ، وأن العملية التي نفذها حزب الله لخدمة أجندة قوى خارجية في إشارة إلى إيران ،مؤكداً رفضه لما أسماه بتدخل قوى غير عربية في لبنان ، محملا حزب الله مسؤولية الحرب ” دون أن يأتي على ذكر العدوان الصهيوني المتصل على جنوب لبنان منذ عقود ، وعلى دور المقاومة في لجم العدوان وإجباره على الهروب من معظم مناطق جنوب لبنان في مايو ( أيار) 2000 . وجاء اجتماع وزراء الخارجية العرب إثر اندلاع الحرب ، ليكشف إصرار عدد من الدول العربية على توفير الغطاء السياسي الكامل للعدوان الصهيوني ، ففي حين قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، أنه يحلم بموقف عربي رسمي مساند للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ، تصدى له سعود الفيصل بقوله ” إنها أحلام شيطانية” بينما تعامل وزير الخارجية الكويتي مع الأمر بسخرية ، قائلا ” إنها أحلام وردية؟!” ووصلت الأمور بدول مجلس التعاون الخليجي لاحقاً أن تضع حزب الله على قائمة الإرهاب وأن تعمل على توريط الجامعة العربية بهذا الشأن، ناهيك أنها عملت على طرد المئات من المواطنين اللبنانيين من بلدانها بذريعة دعمها أو تضامنها مع حزب الل مخرجات حرب تموز لقد جاءت مخرجات حرب تموز ، لتؤكد بوضوح أن العدو فشل في تحقيق أهداف العدو سالفة الذكر ، وأن المقاومة بنت على هذا الانتصار مشروعها الاستراتيجي في إطار محور المقاومة ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي: 1-أن المقاومة خرجت منتصرة في هذه الحرب، وأصبحت الرقم الصعب في المعادلة السياسية اللبنانية وفي المنطقة، ولا يمكن تجاوزها. 2- كما أنها راكمت لاحقاً قوتها العسكرية ، سواء على صعيد امتلاك الصواريخ الدقيقة التي تقدرها أوساط العدو ما بين ( 150-200) ألف صاروخ ، أو على صعيد القدرة على خوض الحرب بشقيها العصابي أو الكلاسيكي، مستفيدة من تجربتها القتالية في سورية ضد فصائل الإرهاب ، ومن تجربتها الظافرة في جبال القلمون في لبنان التي انتهت بهزيمة نكراء لفصيلي الإرهاب الرئيسيين ” داعش وجبهة النصرة” ، أو على صعيد امتلاك المسيرات والدفاعات الجوية المتطورة ، ومن ثم فإنها شكلت لاحقا عامل دعم أساسي لسورية في إفشال المؤامرة الصهيو أميركية الرجعية عليها. 3- أفشلت المقاومة اللبنانية مشروع الشرق الأوسط الجديد من البوابة اللبنانية ، وشكلت اللبنة الأساسية لمحور المقاومة، الذي أجهز على المشروع الشرق أوسطي بشكل نهائي من خلال تكامل دور حزب الله مع سورية وإيران والمقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية. 4- أن انتصار حزب الله في حرب تموز ، أنهى إلى غير رجعة مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ، وشكل رافعة للمقاومة الفلسطينية من خلال دعمها بالأسلحة المتطورة، وفي الذاكرة قوافل الأسلحة، التي عمل حزب الله على إيصالها إلى غزة من السودان بعد وصولها من طهران ، والتي تعرضت للقصف الصهيوني، ما أدى إلى ارتقاء شهداء من الحزب ، ناهيك أن العديد من مقاتلي حزب الله جرى اعتقالهم من قبل نظام مبارك أثناء نقل الأسلحة عبر الأنفاق. 5- أن حزب الله قوض إلى حد كبير قوة الردع الإسرائيلية ، وتبدى ذلك في دور الحزب في مفاوضات الجانب اللبناني غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي بوساطة الوسيط الأميركي “آموس هو كشتاين” بخصوص النفط والغاز في ساحل المتوسط، حين لوح باستخدام القوة عبر مسيراته فوق كاريش، ما أجبر حكومة العدو على الرضوخ لمعظم المطالب اللبنانية. كما أن الحزب في مناورته العسكرية الأخيرة ، وجه رسالة موجهة للكيان الصهيوني بأنه أعجز من أن يغير المعادلات التي صنعها حزب الله، منذ الانتصار الأول في 25 أيار 2000 وفي الانتصار التاريخي الثاني عام 2006، وأن الحزب الذي صنع الانتصارين التاريخيين بأسلحة تقليدية، قادر على صنع انتصار تاريخي جديد، يضع حداً لوجود الكيان نفسه، إذا ما وقع العدو في خطأ التقدير بالاستناد إلى عقيدة قتالية ومهارات قتالية عالية وأسلحة متطورة جديدة من ضمنها الصواريخ الدقيق كما كشفت المناورة الأخيرة للحزب ، بأن استراتيجيته لن تقتصر على تحرير ما تبقى من أراضي الجنوب المحتلة “تلال كفار شوبا ومزارع شبعا وبلدة الغجر”، بل تتعداها باتجاه تحرير فلسطين، وقد عبرت المناورة عن هذه الاستراتيجية بإيماءات واضحة الدلالة من ضمنها: مشاركة “قوة الرضوان فيها” على وقع تسجيل صوتي للسيد نصر الله يعلن “أن مقاتلي الحزب باتوا يملكون الجاهزية المطلوبة لاقتحام الجليل في أي حرب مقبلة، إذا اقتضت الحاجة” شعارات من قبيل “يا قدس إننا قادمون” قرب صورة لمسجد قبة الصخرة، و” قسَماً سنعبر” و”بأس شديد”. وأخيراً فإن العدو بات يتحدث يومياً عن الخطر الاستراتيجي والوجودي الذي يشكله حزب الله على ( إسرائيل) وعن القوة القاهرة التي يمتلكها حزب الله ، فرئيس الأركان السابق في “جيش” الاحتلال، غادي آيزنكوت، تحدث إلى وسائل إعلام إسرائيلية عن قوة حزب الله معتبرًا إنّ “قوة النار التي يملكها حزب الله هي من الأقوى في العالم ، مشيراً إلى أن “عدداً قليلاً من الدول في العالم لديه قوة النار التي يملكها حزب الله”، مؤكداً أنّ “هذه القوة لا تملكها إيطاليا، ولا ألمانيا، ولا عدة دول في أوروبا”، وفي الوقت نفسه، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست سابقاً، “عوفر شيلح”، إنّ “إسرائيل” تلتزم بقوة الخطوط الحمر التي حددها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وهي عدم تنفيذ هجمات على أرض لبنان، وعدم المس بعناصر حزب الله . انتهى
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
الکیان الصهیونی
العدو الصهیونی
لحزب الله
فی لبنان
أن العدو
حزب الله
حرب تموز
نصر الله
على صعید
فی حین
إقرأ أيضاً:
تصعيد كبير بين العدو والمقاومة اللبنانية بالتزامن مع حديث عن قرب اتفاق لوقف إطلاق النار: حزب الله يستهدف مواقع حساسة لكيان الاحتلال ويدك 8834 مبنى و343 موقعاً صهيونياً
الثورة / متابعة محمد هاشم
شنّ جيش العدو الإسرائيلي، أمس، غارات عنيفة على بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق عديدة جنوب لبنان مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، فيما تمكن مجاهدو “حزب الله” من قتل وجرح عسكريين صهاينة واستهداف مستوطنات العدو ومواقع حساسة وتجمعات جنود العدو في مختلف المناطق، تزامنا مع الحديث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأعلن “حزب الله”، أمس، في سلسلة بيانات، قتل وجرح عسكريين صهاينة باستهداف دبابة من نوع ميركافا جنوب لبنان، وقصف “مستوطنة كريات شمونة بصلية من الصواريخ النوعية”، دون تحديد نوعها.
وأضاف أنه “استهدف تجمعات لقوّات صهيونية في مستوطنتي المنارة وأفيفيم بصليةٍ صاروخية”، فيما نفّذ “هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة معاليه غولاني (مقر قيادة لواء حرمون 810)، وأصابت أهدافها بدقّة”.
كما شن هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على موقع حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل، وأصابت أهدافها بدقّة”.و“قصف معسكر تدريب لقوات المشاة في شفي تسيون جنوبي مستوطنة نهاريا، للمرة الأولى، بصليةٍ من الصواريخ النوعية”.
في المقابل أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ، أن الغارات الصهيونية على بلدتي صريفا والبازورية في قضاء صور جنوب البلاد، أدّت إلى إصابة 7 أشخاص بجروح.
من جانبها قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الطيران الحربي الصهيوني شن غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، حيث استهدف مناطق برج البراجنة والرمل العالي وتحويطة الغدير.
وأضافت أن الطيران الحربي المعادي جدد غاراته الجوية مستهدفا للمرة الثانية امس بلدة أرنون في قضاء النبطية.
وتابعت أن “الحارة الشرقية في جديدة مرجعيون جنوب لبنان تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي”، فيما شنّت الطائرات الحربية غارة عنيفة على حوش صور واستهدفت أحياء سكنية.
وذكرت الوكالة أن “جيش الاحتلال استمر بعمليات التفجير في بلدة الخيام، كما أغار الطيران الحربي على البلدة أيضا”.
وقالت إن “الهدوء الحذر سيطر صباح أمس على بلدتي البياضة والناقورة بعد فشل محاولات تقدّم جنود العدو باتجاهها، في وقت يتركز القصف المدفعي على أطرافهما وأطراف بلدة طيرحرفا”.
وفي وقت سابق أمس قالت هيئة البث “الإسرائيلية” إن تل أبيب تستعد لمناقشة مسودة اتفاق لوقف إطلاق نار محتمل مع لبنان “تمهيداً للمصادقة عليه”.
فيما أعلن مسؤولون لبنانيون قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع “إسرائيل”، وأن إعلانه قد يكون خلال 36 ساعة “بعدما أصبح شبه مكتمل”.
ويأتي الحديث عن قرب وقف إطلاق النار في ظل تكثيف جيش الاحتلال عدوانه على لبنان، يقابله تصعيد لـ”حزب الله” في رده بالصواريخ والمسيرات على مدن إسرائيلية لا سيما نهاريا وحيفا وتل أبيب.
وقالت صحيفة عبرية، أمس، إن هجمات “حزب الله” دمرت وألحقت أضرارا بـ 8834 مبنى و7029 مركبة و343 موقعا زراعيا شمال الأراضي المحتلة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه في المستوطنات الواقعة على طول خط المواجهة مع لبنان، “لا يوجد تقريبا أي مبنى لا يتطلب التجديد أو الهدم وإعادة الإعمار”.
وأشارت إلى أن “هجمات حزب الله دمرت وألحقت أضرارا ب 8834 مبنى و7029 مركبة و343 موقعا زراعيا”.
ونقلت الصحيفة عن دائرة ضريبة الأملاك “الإسرائيلية” إنه “حتى الآن، تم دفع حوالي 140 مليون شيكل (38.4 مليون دولار) للتعويض عن الأضرار، لكن هناك العديد من الإصابات في الشمال التي لم يتم الإبلاغ عنها بعد، لأن الإصابات في مناطق لا يمكن دخولها وفقا للتعليمات العسكرية”.
وأضافت: “بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الإصابات غير المدفوعة، لأن المقاولين لا يستطيعون القدوم لإعادة تأهيل الضرر، ويتم تقديم تعويض بشكل عام مقابل الترميم الفعلي”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لمعطيات وزارة الدفاع، فإن المستوطنات الخمس الواقعة قرب الحدود الأكثر تضررا هي: المنارة وشتولا وكريات شمونة وزرعيت ونهاريا.
وقالت إنه يأتي على رأس قائمة المستوطنات التي شهدت أكبر عدد من الإصابات الناجمة عن حوادث إطلاق النار والتدمير، شلومي وكريات شمونة ونهاريا والمنارة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن قوله: “ليست المنازل والمباني العامة التي تضررت بنيران حزب الله أو نشاط الجيش الإسرائيلي هي وحدها التي تتطلب التجديد والهدم وإعادة الإعمار”.
وأضاف: “في الواقع يحتاج كل منزل من بين آلاف المنازل إلى أعمال إعادة تأهيل ستستغرق شهورا بشرط العثور على عدد كاف من مقاولي التجديد والقوى العاملة الموهوبة لتنفيذ المهام”.
وأردف شتيرن: “العديد من سكان كريات شمونة لم يأتوا إلى منازلهم ولو مرة واحدة، بسبب الخوف من التعرض لوابل كثيف من إطلاق النار ودون سابق إنذار”.
وتابع: “عندما يرون أين عادوا وما هو الواقع الذي عادوا إليه ستكون الموجة الثانية من المغادرة أوسع”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يؤدي اتفاق المحتمل مع “حزب الله” الذي سيؤدي لوقف إطلاق النار إلى إعادة عشرات آلاف النازحين إلى 42 مستوطنة أُجلوا منها قبل أكثر من عام.
وأسفر العدوان الصهيوني على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و768 شهيدا و15 ألفا و699 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.