كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، "إن شهداءنا الأبرار على مر السنين تركوا بصماتهم البارزة كرموز للتضحية والفداء النبيل، حيث تظل قصصهم وتضحياتهم مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة"، مؤكدًا أن تضحيات الشهداء تعبر عن قمة الوفاء والإخلاص لله والوطن، فهم قدَّموا أرواحهم فداءً لقِيَمهم ومبادئهم، ودفاعًا عن تراب الوطن وشعبه ومقدراته؛ مما جعلهم مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمَّتهم.

وأضاف المفتي في تصريحات له بمناسبة "يوم الشهيد" الذي يوافق يوم 9 مارس من كل عام، إنَّ الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في أكثر من موضع في كتابه الكريم عن فضل الشهداء وتقديره لهم سبحانه وتعالى حيث قال: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

وأشار إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بيَّن لنا فضل الشهادة وما ينتظر الشهيد في الآخرة، فقال عن شهداء أُحد: «لما أصيب إخوانكم بأُحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خُضر تَرِد أنهارَ الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: مَن يبلِّغ إخواننا عنَّا أنَّا أحياء في الجنة نُرزق؛ لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله سبحانه: أنا أبلغهم عنكم». قال: فأنزل الله: «{ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله} إلى آخر الآية».

وتوجَّه المفتي إلى أبطال قواتنا المسلحة والشرطة بخالص الشكر والتقدير لما يبذلونه من تضحيات كبيرة من أجل حماية البلاد والعباد، وحفظ استقرار الوطن وسلامة أراضيه.

وتوجَّه مفتي الجمهورية بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يُنزل شهداءنا منازل الأبرار وأن يجعلهم في عليين ويسكنهم الفردوس الأعلى، وأن يحفظ مصرنا الحبيبة وشعبها الأبيَّ بحفظه الجميل، وأن يُديم الله علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

يُذكر أنَّ الاحتفال بـ"يوم الشهيد" يوافق 9 مارس من كل عام في ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء حرب الاستنزاف؛ تكريمًا له وفخرًا ببطولاته التي جسَّدت أسمى معاني التضحية والفداء التي كانت –وستظل- مبعث فخر واعتزاز للقوات المسلحة المصرية على مر التاريخ والعصور.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: رمضان 2024 كأس مصر طالبة العريش مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مناسبة يوم الشهيد طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير

زياد الحداء

كان له من اسمه النصيب الأكبر فهو الليث الذي نصر الله به الدين والذي قط لم يهزم في حياته، يحذو بذلك حذو جده رسول الله وآل بيته الأطهار، الذين لم يعرف لهم التاريخ انكساراً أَو تراجعاً أمام أي ظالم مهما كانت قوته.

كان حسن الخلق والمكارم لين الجانب وحريصاً على أُمَّـة الإسلام، أبلى فأحسن البلاء كان غيث الرحمة والطمأنينة في زمن الصمت والهزيمة، قابل هزيمة الأُمَّــة وبأس العدوّ بعزيمة القرآن الكريم وصلابة محمد والكرار، وقوة الحق، كان كما اسمه نصر الله الذي لم يغلب في حياته ولم يقبل بالهزيمة، قال فصدق أقواله بالأفعال.

في زمن هزمت فيه الأُمَّــة وقدمت صورة مخزية ومذلة عن الإسلام وتراجعت من الساحة وتركتها لليهود ليتحَرّكوا فيها كيفما يشاؤون، كان نصر الله كالغيث في صحراء أُمَّـة محمد، وقدم شاهداً على أن الإسلام لا يمكن أن يهزم مهما كان الوضع ومهما كانت التحديات بالرغم مما كان يعانيه من قلة ذات اليد وضعف كبير في الإمْكَانات المادية وخلو المشهد من أي موقف عربي مساند.

كان يعيش ظروفاً جعلت كُـلّ الدول العربية حينها ذليلة خاضعة خاشعة للكفر وتسبح من خيفته، لكنه من يحمل في دمه قوة وصلابة وعزيمة “هيهات منا الذلة” فتحَرّك في قيادة الحزب بكل عنفوان وتحقّق على يديه انتصار الأُمَّــة والدين ولم يهزم منذ ذلك اليوم إلى يوم استشهاده.

إنهم من حفظوا ماء وجه الأُمَّــة ومن قدم الشاهد على أن الإسلام لا يقبل الهزمة، إنهم سادة المجاهدين في هذا العالم، بهذه الطريقة تكلم عنهم قائد المسيرة القرآنية المباركة، وليس هو فقط فكل شريف في العالم يعرف ويحب السيد حسن نصر الله وحزب الله ويعتبره رمز الإنسانية والحرية والشرف العظيم.

على مدى سنوات حياته الجهادية المباركة كانت مواقفه كلها مشرفة فهو لم يقبل بالظلم، وسعى إلى مد يد العون إلى كُـلّ مظلوم وبكل قوته ولم ينتظر حتى يوجهه أحد أَو يطلب منه ذلك ولم ينتظر كذلك ثناء أَو شكر من أحد، ونحن في يمن الأنصار لن ننسى موقفه الحر والكبير وقد نصرنا في وقت تركنا كُـلّ العالم ووقف نصر الله ولم يخف من أحد ليقدم لنا يد النصرة، ولن ينسى أبناء اليمن أصداء زئير ليث آل محمد في نصرتهم أبداً ولن يتركوا ذلك دين على رقابهم إن شاء الله، ثم توج حياته بالشهادة في ميدان حرب مع رأس الكفر والطاغوت مدافعاً عن الشعب الفلسطيني المغلوب، في أقدس وأعظم مواقف يسجلها التاريخ، وأعلى المراتب عند الله تعالى.

ولكن بقدر مكانة هذا القائد العظيم ومنزلته وتأثيره المحلى والإقليمي والعالمي تكون الحجّـة أكبر على الأُمَّــة في التحَرّك ومواصلة دربه والسير على نهجه، وإن لم تفعل واختارت القعود والسكوت والخوف فَــإنَّ العاقبة ستكون أشد بكثير وسيأتي دور الجميع، وكل على حسب مسؤوليته، فدماء القادة حجّـة الله على الأمم، ولم يعد هناك أي عذر للتخلف والتقاعس عن مشروع الجهاد في سبيل الله من بعد ذلك إلَّا النفاق الواضح والعياذ بالله.

وبالنسبة للعدو فَــإنَّ قتل القائد لا يمثل انتهاء خطره عليكم وإنما يمثل شعلة أكبر من العزم والتصميم على اجتثاثكم من هذه الأرض العربية ومن بلاد المسلمين، فالغاية ليست في شخصية الشهيد القائد نصر الله ولا سليماني ولا إسماعيل هنية وليست في شخصية أحد؛ فقد مات محمد بن عبدالله الذي هو أعظم بني آدم كافة وسيدهم، بل إن الغاية هي نصر دين الله، هذا الدين الذي لا يفني ولا يمكن لكم أن تغتالوه، كما أن النصر نستمده من الله تعالى وليس من سواه وهو الذي لا يمكن لكم أن تطاله أيديكم التي تتفاخرون أنها تطال كُـلّ أعدائكم ((مَنْ كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)) فأنتم أعداء الله الذي لن تستطيع كُـلّ قوتكم أن تقف أمام بأسه ونحن نتحَرّك على هذا الأَسَاس.

وما القائد حسن نصر الله إلَّا أحد أبناء هذه الأُمَّــة التي تحمل هذا المشروع فإنْ قُتل واستشهد لن ننقلب من بعده، ولن نستكين والأيّام ستشهد على ذلك وقد رأينا جميعاً كم من العظماء القادة ارتقوا شهداء فجاء من بعدهم من هم أشد بأساً وعزيمة يواصلون نفس الطريق وعلى نفس الخطى ((وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسرافنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)).

مقالات مشابهة

  • كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟
  • جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة
  • علي جمعه يوضح فضل الصلاة على النبي: يُكْفي همك ويغفر لك ذنبك
  • رسالة مجاهدي حزب الله إلى الشهيد حسن نصر الله
  • في اليوم العالمي للمُسنِّين.. كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟
  • استمرار الاحتفالات بالمولد النبوي بأوقاف الفيوم
  • تركوا بيوتهم ورحلوا
  • ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لعباده إلا بشروط.. أحدها شائع بين الناس
  • أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ
  • نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير