سلط تقرير غربي الضوء على تنافس القوات اليمنية المناهضة لجماعة الحوثي للحصول على دعم أمريكي لمواجهة الحوثيين تحت مزاعم تأمين الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي.

 

وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية أنه في الأسابيع الأخيرة بعث القادة الرئيسيون المناهضون للحوثيين في اليمن نفس الرسالة إلى الولايات المتحدة، وحثوها على تقديم الدعم في القتال ضد الحوثيين على الأرض.

 

وتقول إليونورا أرديماني، وهي زميلة أبحاث مشاركة أولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، ضمن تقرير نشره معهد الشرق الأوسط “إن تقديم المساعدة العسكرية مازال افتراضياً، لكنه يبدو معقولاً أكثر فأكثر نظرا إلى التطورات في المشهد اليمني، الناجمة عن هجمات الحوثيين المستمرة على الشحن البحري في البحر الأحمر”.

 

وتضيف أرديماني أنه على هذه الخلفية تتنافس الآن القوى المناهضة للحوثيين في اليمن لتحسين صورتها الدبلوماسية أيضًا، وتحاول تقديم نفسها كحلفاء يمكن الاعتماد عليهم في أعين أصحاب المصلحة الغربيين.

 

وبحسب التقرير فإن تقارب رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي تدريجياً مع موقف عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اقترح أن قوات الحكومة اليمنية يمكن أن تكمل الضربات الجوية الأميركية على الأرض في محاولة لإزالة تهديد الحوثيين للملاحة البحرية.

 

ووفقا للتقرير يهدف كلا الخصمين إلى الاستفادة من المخاوف الغربية المتزايدة بشأن القدرات الهجومية للحوثيين حيث يعتقد العليمي أنه قادر على زيادة مركزية السلطة وتعزيز قيادته، في حين يعتقد الزبيدي أنه قادر على حشد الدعم لدولة جنوبية مستقبلية.

 

وقالت الصحيفة "إن كل هذا يحدث في الوقت الذي أصبحت فيه حقيقة قاسية واضحة بشكل متزايد: لم تنجح الغارات الجوية الأميركية البريطانية ضد المواقع العسكرية للحوثيين، ولا عملية حارس الرخاء التي تقودها الولايات المتحدة والبعثات البحرية أسبيدس بقيادة اليونان، في حث الحوثيين على وقف هجماتهم حتى الآن".

 

وتابعت "هذا يعني أن خيارات واشنطن الإستراتيجية تضيق. وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، قد تدفع هذه الديناميكيات الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدة “التدريب والتجهيز” للقوات المناهضة للحوثيين في اليمن بهدف تقويض قدرات الجماعة المدعومة من إيران، خاصة في منطقة تهامة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.

 

وأردفت "لا يمكن استبعاد مثل هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر نظراً للإستراتيجية التدريجية التي تبنتها واشنطن حتى الآن، لكنها ستثير مجموعة من الأسئلة وستكون لها تداعيات وخيمة، بدءاً بما قد تعنيه بالنسبة إلى العملية الدبلوماسية في اليمن".

 

وأشارت إلى أنه منذ أن بدأ الحوثيون التصعيد ضد السفن في البحر الأحمر كثفت الولايات المتحدة اتصالاتها مع الجماعات اليمنية المنتشرة في المناطق الساحلية التي تسيطر عليها رسميا الحكومة المعترف بها دوليا (عدن، المخا). وكجزء من هذا التواصل كانت الولايات المتحدة قد بدأت أيضا بالتعامل مع قوات مستقلة عن الحكومة المعترف بها دوليًا أو حتى خارجية عنها، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المشتركة.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحكومة اليمنية الحوثي أمريكا البحر الأحمر الولایات المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: اليمن قد يواجه اجتياحا بريا أميركيا لمنع هجمات الحوثيين

رجح الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي أن تكون الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وحلفاؤها أمس السبت لجماعة أنصار الله (الحوثيون) مقدمة لعملية برية تستهدف تقليص مناطق سيطرة الجماعة في اليمن.

وأمس السبت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أمر بتوجيه ضربة قوية إلى قادة الحوثيين وقواعدهم العسكرية، لكن الجماعة قالت إن الغارات استهدفت أحياء سكنية في العاصمة صنعاء.

وأكد الرئيس الأميركي أن إدارته "لن تتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية، وسنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا".

ودعا ترامب إيران إلى وقف دعم هذه الجماعة و"عدم تهديد الشعب الأميركي أو رئيسه أو ممرات الشحن العالمية".

وفي تحليل للجزيرة، قال الفلاحي إن الولايات المتحدة لا تستهدف فقط ردع الحوثيين وإيران من خلال هذه الضربات، ولكنها أيضا قد تمهد الطريق لعملية برية تنفذها قوات الشرعية اليمنية.

مواقع عسكرية مهمة

واستهدفت الضربات الأميركية مواقع كانت معروفة بوجود قادة الحوثيين الكبار فيها -خصوصا منطقة الجيراف شمال صنعاء- "لكنهم انسحبوا منها قبل 6 أشهر، وبقيت المنطقة للتدريب والتحشيد"، بحسب الفلاحي.

كما أن لدى الحوثيين منصات صواريخ متحركة، مما يمكنه من نقلها وشن هجمات بها من أي مكان، مما يعني أن استهداف بعض القواعد لن يوقف هجمات الجماعة، برأي الخبير العسكري.

إعلان

وعلى عكس إدارة جو بايدن أعادت إدارة ترامب وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب، وهي أيضا تعمل فعليا على تقليص نفوذ إيران في المنطقة، بما في ذلك القدرات التي حصل عليها الحوثيون من إيران.

لذلك، لا يستبعد الفلاحي أن تكون الضربات الاستباقية نهجا أميركيا في المنطقة خلال عهد ترامب، و"قد نشهد مزيدا من الضربات في مناطق مختلفة، وربما تستمر هذه العملية لفترة طويلة".

اجتياح بري محتمل

وقد يشمل توسيع العمليات ضرب أهداف اقتصادية إستراتيجية مثل ميناء الحديدة الذي يمثل رئة الجماعة حاليا، فضلا عن إمكانية الانتقال إلى عمل عسكري بري ربما يتوقف على تعاطي الجماعة مع الهجوم الأخير.

وأشار الخبير العسكري أيضا إلى أن صحيفة واشنطن بوست تحدثت عن امتلاك الحوثيين تقنية حديثة جدا ستجعل طائراتهم المسيرة أكثر خطرا على إسرائيل وعلى القوات الأميركية في المنطقة.

وخلص إلى أن هذه العملية قد تتوقف في حالة توقف الحوثيين عن استهداف السفن في البحر الأحمر والنأي بأنفسهم عن الحرب في قطاع غزة.

كما لم يستبعد الفلاحي أن تصل الأمور إلى مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات في عدد من الأمور، بما فيها نفوذ إيران في المنطقة وبرنامجها النووي، وهي أمور قال ترامب صراحة إن كل الخيارات متاحة في التعامل معها.

في الأثناء، نقلت وكالة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع قوله إنه لا توغل بريا أو غزوا سيحدث في اليمن، وإن ما سيحدث هو توجيه سلسلة من الضربات الإستراتيجية.

ومساء أمس السبت، قالت الجماعة اليمنية إن الغارات التي تعرضت لها صنعاء أدت إلى سقوط "9 شهداء و9 جرحى مدنيين".

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي: سقوط صاروخ قبالة سواحل اليمن وإسقاط 11 مسيرة للحوثيين
  • الولايات المتحدة تقول إن الضربات ضد الحوثيين ستستمر لأجل غير مسمى
  • مسئول عسكري أمريكي: الضربات ضد الحوثيين استغرقت وقتًا للتنظيم
  • خبير عسكري: ما يقوم به ترامب في اليمن يتجاوز الحوثيين إلى المنطقة كلها
  • خبير عسكري: اليمن قد يواجه اجتياحا بريا أميركيا لمنع هجمات الحوثيين
  • إعلام أمريكي: الولايات المتحدة تبدأ تنفيذ ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • محدث: غارات جوية أمريكية على مواقع للحوثيين في اليمن
  • الولايات المتحدة تشن هجوما واسع النطاق على مواقع للحوثيين في اليمن
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين منظمة إرهابية يكشف استراتيجية روسيا في اليمن