رحيل مؤثر للكويتي محمد الشارخ.. أول من أدخل العربية إلى الكمبيوتر
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
الكويت – أثار رحيل المبرمج الكويتي محمد الشارخ، لليوم الثاني على التوالي، مشاعر حزن في الأوساط العربية نظرًا لمكانته الفريدة كونه أول من أدخل اللغة العربية إلى الحواسيب.
ومساء الأربعاء، نعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت (رسمي)، في بيان، الشارخ، عن عمر ناهز 82 عامًا.
الشارخ الذي ولد عام 1942 في الكويت، هو وفق بيان المجلس، “أول من أدخل اللغة العربية إلى الحواسيب في التاريخ، وطوّر القارئ الآلي، والترجمة الآلية والنطق الآلي، وهو مؤسس ورئيس ’شركة صخر’ عام 1982”.
حصل الشارخ على “جائزة الدولة التقديرية عام 2018 في الكويت، وعلى جائزة “خدمة الإسلام” من قبل جائزة “الملك فيصل” في المملكة العربية السعودية عام 2021″، وفق البيان ذاته.
ولم يُسدل الستار على صفحة الشارخ بهذا البيان وحسب، بل تواصلت مئات بيانات النعي منذ الأربعاء، والتي تذكر مناقب الرجل وتنعيه للأمة العربية.
ووفق إعلام كويتي، فقد حقق الشارخ أيضا “العديد من الإنجازات خلال مسيرته المهنية، منها تطوير برنامج القرآن الكريم وكتب الحديث باللغة الإنجليزية للكمبيوتر عام 1985”.
كما أنه “صاحب أرشيف المعلومات الإسلامية والتعرف الضوئي على الحروف العربية عام 1994، ونطق الحروف العربية عام 1998، والترجمة من وإلى العربية عام 2002، وترجمة التخاطب الآلي عام 2010”.
كذلك عمل الشارخ خلال مسيرته المثمرة على “تطوير العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية وتعلم البرمجة للناشئة والتي تجاوز عددها الـ 90 برنامجًا، ونشر كتب تعليم الكمبيوتر وتدريب المدرسين وتأسيس معاهد تعليم برمجة الحاسب”.
وتحت عنوان “وفاة رجل يستحق الرثاء”، قال الإعلامي المصري أحمد منصور، اليوم الخميس، في منشور على منصة إكس: “توفي في الكويت رجل الأعمال المبتكر والمكتشف محمد الشارخ الذي صنع للعرب مجدًا ومكانة من خلال اقتحامه مجال تقنية المعلومات وعلوم الكومبيوتر في وقت مبكّر، فأصبح له فضل بما قام به على العرب جميعًا”.
وأوضح أن “الشارخ مؤسس ’كومبيوتر صخر’، وهو أول من أدخل اللغة العربية في أجهزة الكومبيوتر، والحرف العربي مكتوبًا ومنطوقًا، وهو صاحب براءات اختراع دولية في هذا المجال”.
وأضاف: “هذا الرجل هو الذي أجبر عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت على الشراكة معه، علاوة على شركات كثيرة عالمية، كما سعت (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) يونسكو ومعهد العالم العربي في باريس، للاستفادة من مشروعاته، وهو أول من اعتنى بالنص القرآني وترجماته على الكومبيوتر وكتب السنّة النبوية وأرشفتها”.
وتابع: “أنجز الشارخ للعرب أعظم أرشيف إلكتروني للمجلات الثقافية والأدبية العربية منذ تعرّف العرب على الطباعة، وأرشف أكثر من 325 ألف مقال لأكثر من 50 ألف كاتب ومفكر وأديب، وأنفق على جميع مشروعاته من ماله الخاص واستثماراته الخاصة، بدون دعم من أي حكومة”.
ووفق منصور، تخرّج الشارخ من “كلية الاقتصاد والعلوم السياسية” في جامعة القاهرة في مصر ثم حصل على الماجستير من جامعة ماساتشوستس الأمريكية.
فيما وصف الصحفي والكاتب الكويتي، داهم القحطاني، الشارخ، في منشور على منصة إكس، بأنه “عبقري، وصانع مجد اللغة العربية في عالم الحواسيب والإنترنت”.
والأربعاء، نعى ولي عهد دبي، حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الشارخ، عبر إكس قائلا: “خالص التعازي في وفاة رائد قطاع البرمجة في الوطن العربي، رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ”.
وأشار إلى أن “تأسيس شركة ’صخر’ للحاسب الآلي في العام 1982، كان بداية لثورة تكنولوجية وبرمجية نجني ثمارها اليوم، وسيظلّ إرثه في مجال البرمجة ودعمه للغة العربية محركا أساسيا لمستقبل هذا القطاع”.
بدوره، قال رئيس البرلمان الكويتي السابق، مرزوق الغانم، في نعيه للشارخ عبر إكس: “فقدت الكويت واحدًا من أبرز رجالاتها المخلصين الذين ساهموا برفع اسم البلد في شتى المحافل الدولية والإسلامية”.
وعدّد الغانم، مناقب الشارخ التي ذكرها آخرون، ومنها، “أول من أنتج برنامج حاسوبي للقرآن الكريم وكتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تحديث أرشيف المعلومات الإسلامية الذي يضم القرآن الكريم وموسوعة الحديث الشريف وموسوعة الفقه الإسلامي”.
في السياق ذاته، نعت “جائزة الملك فيصل” السعودية، عبر إكس، الشارخ، مشيرة إلى “جهوده المتميزة للاستفادة من التقنية مبكرًا في خدمة لغة القرآن الكريم والثقافة العربية الإسلامية”.
فيما قال الكاتب المصري، جمال سلطان، عبر حسابه في إكس، إن الشارخ “رجل عظيم، له فضل على أجيال من العرب والناطقين بالعربية في كل مكان (..) رحمه الله، وجزاه خيرًا عن أجيال عربية من المحيط إلى الخليج تربّت على إنجازاته، أو أفادت منها”.
كذلك، نعى الشاعر والناقد الإماراتي البارز، علي بن تميم، الشارخ، عبر إكس قائلا: “رحم الله رائد الأعمال الصديق محمد الشارخ، مؤسس شركة صخر التي كانت حجر أساس صلب في علاقة اللغة العربية بعلوم البرمجة والكمبيوتر وعالم الرقمنة والتكنولوجيا”.
وأكد أن “مشروع الشارخ يستحق الرعاية والبناء على القواعد الصلبة التي أرساها من أجل وجود رقمي يليق بمكانة اللغة العربية”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: اللغة العربیة محمد الشارخ أول من أدخل عبر إکس
إقرأ أيضاً:
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة
شمال سوريا ـ يعتزم اللاجئ السوري المقيم جنوبي تركيا حسان الحلبي تسجيل ابنه البالغ من العمر 11 عاما في دورة لتعليم اللغة العربية لدى أحد المدرسين في مدينة غازي عنتاب، بهدف تحضيره لاستكمال تعليمه في سوريا، بعد أن قررت الأسرة العودة إلى ديارها عقب انتهاء العام الدراسي.
ويقول الحلبي إن ابنه بالكاد يستطيع معرفة أحرف اللغة العربية، مع عدم القدرة على القراءة والكتابة بها، كونه بدأ دراسته في تركيا ضمن المدارس الحكومية هناك، وبات يتقن اللغة التركية بعد وصوله إلى الصف الخامس.
ويؤكد الحلبي -في حديث للجزيرة نت- أن مشكلة متابعة ابنه تحصيله الدراسي في وطنه الأم سوريا تشكل له تحديًا كبيرًا، ولديه مخاوف من أن يفشل ابنه في التعليم بالمدارس السورية، وهو المتفوق في صفه والمحبوب من مدرسيه ورفاقه الأتراك.
ويشير الحلبي إلى ضرورة أن يتقن الطلاب العائدون العربية من خلال دورات مكثفة قد يقومون بها في بلد اللجوء أو سوريا لدى عودتهم، داعيًا وزارة التربية في حكومة تصريف الأعمال السورية للنظر إلى الأمر على محمل الجد ومحاولة تقديم المساعدة للطلاب العائدين.
اندماج أطفال اللاجئين السوريين في المدارس التركية أفقدهم لغتهم العربية (الجزيرة) معضلة كبيرةويواجه اللاجئون السوريون العائدون من تركيا وآخرون يعتزمون العودة معضلة كبيرة تتجلى في فقدان أولادهم اللغة العربية الأم، نتيجة دراستهم خلال سنوات باللغة التركية بالمدارس الحكومية في تركيا.
إعلانووفق إحصائيات رسمية لوزارة التعليم التركية، فإن هناك حوالي مليون و30 ألف طالب سوري في سن الدراسة منتظمون في المدارس التركية، مع توقعات بعودة العديد من الأسر السورية إلى ديارها مع انتهاء العام الدراسي وحلول فصل الصيف.
ويعزو أغلب السوريين عدم تعلم أبنائهم للغة العربية إلى فقدانهم الأمل بالعودة إلى سوريا بعد مرور أكثر من عقد على وجودهم في بلدان اللجوء، بالتزامن مع رغبتهم بأن يندمج أطفالهم في المجتمعات المضيفة.
غالية رحال لاجئة سورية تقيم جنوب تركيا تشير إلى أن ابنها يستطيع قراءة اللغة العربية بصعوبة شديدة، رغم أنها دأبت على إرساله إلى دورات تحفيظ القرآن الكريم في الجامع القريب من منزلهم خلال فصول الصيف السابقة.
وتعرب رحال للجزيرة نت عن مخاوفها بشأن مستقبل ابنها الدراسي، بعد عودتهم إلى مدينتهم في ريف إدلب، لافتة إلى أنها ستقوم بتحضيره عبر دورات باللغة العربية، كي يستطيع الدخول إلى المدارس السورية.
وتشير اللاجئة السورية إلى إمكانية أن يستكمل الطلاب العائدون من تركيا تعليمهم باللغة التركية عبر مدارس خاصة معترف بها من قبل وزارة التعليم السورية، كحل مقترح لهذه المشكلة التي سوف تواجه مئات الآلاف من الأسر العائدة في المستقبل.
لاجئون سوريون متخوفون من صعوبة استكمال أطفالهم التعليم لدى عودتهم إلى ديارهم (الفرنسية) صعوبة الاندماجأما اللاجئ السوري محمود ديبة العائد إلى مدينة حلب حديثًا فقد اشتكى من أن ابنته التي كانت تدرس في الصف الخامس بتركيا غير قادرة على الاندماج في صفها، مشيرًا إلى أنه يعتزم إلحاقها بدورة كي تتعلم العربية.
ويقول للجزيرة نت إن التحول في موضوع اللغة والتعليم شكّل صدمة لابنته وهي غير قادرة على استيعاب ما يحدث لها خصوصًا لدى الكتابة والقراءة، مرجحًا أن يقوم بإيقاف تعليمها الحكومي ريثما تتمكن من العربية بشكل مقبول يجعلها تستطيع الاستمرار.
إعلانويعرب ديبة عن ندمه لعدم تدريسه ابنته للعربية خلال السنوات العشر التي أقام بها في تركيا، لاعتقاده بأن العودة كانت شبه مستحيلة وليست في الحسبان مع وجود النظام السابق.
صفوف خاصة للعائدينويتحمل المسؤولية والحجم الأكبر لهذه المشكلة الأهل، وفق مدرس اللغة العربية عبد الرحيم محمد، موضحًا أن هناك بعض الأسر اللاجئة في تركيا رسخت لدى أطفالها الانتماء للوطن من خلال تعليم العربية ودفعهم إلى الاطلاع على تاريخ الوطن الأم سوريا وثقافته.
ويقول محمد- في حديث للجزيرة نت- إن مشكلة اللغة تحتاج إلى حلول حكومية ومن غير الممكن حلها من قبل الأهالي عبر جهود فردية، داعيا إلى إدماج الأطفال العائدين في تركيا في صفوف دراسية خاصة لا يجدون فيها تفاوتا ويكون الجميع في مستوى واحد.
ورأى محمد أن وضع الطلاب في هذه الصفوف هي خطوة أولى يمكن أن تستمر عاما أو أكثر، قبل نقلهم إلى الصفوف الدراسية مع الطلاب السوريين المتقنين للغة العربية منذ نعومة أظفارهم.
وعن فكرة استمرارية تعليم الأطفال السوريين القادمين من تركيا باللغة التركية، رأى محمد أنها فكرة "مصيبة" إذا كان الطلاب سوف يستكملون تعليمهم في الجامعات التركية، مؤكدًا أن أغلب العائدين يرغبون بتعلم أبنائهم العربية ومتابعة تحصيلهم العلمي العالي في سوريا.