نائبات في البرلمان الأوروبي يكافحن التمييز على أساس الجنس
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
خلال خمس سنوات من تبوئهن لمناصبهن، أخذت ثلاث نائبات في البرلمان الأوروبي انتُخبن في العام 2019 الكلمة ليتحدثن عن تحديات تواجهها المرأة وواجهنها هن أنفسهن وأبرزها محاربة التمييز على أساس الجنس بشأن المسائل "التقنية"، وفقدان حقهن في التصويت أثناء إجازة الأمومة، ومواجهة هجمات عبر الإنترنت.
وأكدت النائبة في البرلمان الأوروبي أورور لالوك أنّه "يتوجّب على المرأة أن تعمل أكثر بكثير من الرجل، لأنها في المقابل لن تحصل على مكافأة إذا ارتكبت أي خطأ فني".
انتُخبت لالوك في العام 2019 في صفوف الحركة الفرنسية المؤيدة لأوروبا "بلاس بوبليك" التي يرأسها رافايل غلوكسمان، وهي عضو في ثاني أكبر مجموعة سياسية في البرلمان "الاشتراكيون والديمقراطيون".
اقرأ أيضااليوم العالمي لحقوق المرأة: 8 مارس... ليس يوما للاحتفال
وركزت لالوك (44 عاماً) عملها على النظام المصرفي والمالي إذ أنها خبيرة اقتصادية. وحين انضمت إلى لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية، انتقلت إلى عالم مليء بـ "الرجال ذوي البدلات الرمادية" لأن عدد الرجال في هذه اللجنة ضعف عدد النساء. وقالت: "يتم ربط النساء بالسياسات الاجتماعية والأسرية أو بحقوق الإنسان". وتابعت: "كل ما هو جدّي وتقني، ما زال يُعتبر للأسف من مهام الرجال".
وأشارت لالوك إلى أنها تتعرض لحملة مضايقات عبر الإنترنت عندما تعمل على أنظمة العملات المشفرة، فيُقال لها مثلا "عودي إلى مطبخك، البلهاء، ماذا تعرف؟". وأضافت: "يتحدّثون معها فورًا عن شكلها، ويطلقون هجمات تمييزية على أساس النوع الاجتماعي بحقها، وذات طبيعة جنسية".
40 بالمئة من النساء في البرلمانأكدت النائبة البلجيكية في البرلمان الأوروبي أسيتا كانكو عضو حزب "إن- في أي" N-VA (القوميون الفلمنكيون) أن النساء "يتعرضن لهجمات، وتتم مراقبتهن في كل الأوقات". وأضافت: "إذا عملتِ، لن يكون الأمر جيدًا بما فيه الكفاية أبدًا".
وتنتمي كانكو البالغة 43 عامًا والتي عملت خصوصاً على قضايا أمنية أو على قضايا العنف ضد النساء، إلى صفوف مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (اليمين القومي).
وقالت النائبة وهي أم عازبة لمراهقة تبلغ 16 عاماً: "أريد أن أعمل بجد، وأتابع قضاياي بدقة، ولكنني أريد أيضًا أن أكون في المنزل من أجل ابنتي، وهذا أمر معقد، وهو أحد الأسباب التي تجعل العديد من النساء لا يرغبن في دخول السياسة".
اقرأ أيضاعقد دون تقدم.. تقرير للأمم المتحدة يؤكد أن الأحكام المسبقة بحق النساء "راسخة بعمق"
وانتقلت كانكو إلى بلجيكا منذ العام 2004 بعدما أمضت شبابها في بوركينا فاسو، وأسست حضانة "بولين" لمساعدة النساء على الانطلاق والنجاح في مجال السياسة.
وفي العام 1979 خلال أول انتخابات بالاقتراع المباشر، وفي حين أصبحت سيمون فاي أول رئيسة للبرلمان الأوروبي، كانت النساء يمثلن 16,6 بالمئة من أعضاء البرلمان الأوروبي فقط.
وحالياً، حوالي أربعة من كل عشرة نواب من النساء. ويتخطى هذا الرقم "المتوسط العالمي في البرلمانات الوطنية (26,5 بالمئة في بداية العام 2023)، وهو أعلى من المتوسط الأوروبي في البرلمانات الوطنية (31 بالمئة)"، حسبما أفاد روزاموند شريفز وإيونيل زامفير في تقرير لخدمة الأبحاث في البرلمان الأوروبي نُشر في ربيع 2023.
تحديد نصيب رجال/نساءلكن لفت الباحثان إلى وجود "فروقات كبيرة بين الدول الأعضاء". وتقع رومانيا في أسفل الترتيب إذ أن 15 بالمئة من نوابها في البرلمان الأوروبي من النساء، بينما تحتل فنلندا المركز الأول في هذا المجال مع بعثة تضم 57 بالمئة من النائبات. أما فرنسا فممثلة من خلال 38 نائبة في البرلمان الأوروبي، أي أقل بقليل من نصف عدد أعضائها الـ 79 من النساء.
اقرأ أيضاما هي الظروف التي تعيش فيها النساء في غزة مع استمرار الحرب؟
ولتحقيق المساواة، يُطرح اعتماد إجراءات عدة مثل تخصيص حصة (كوتا) للرجال والنساء.
وخلال انتخابات العام 2019، اعتمدت 11 دولة نظام تخصيص مقاعد للرجال وأخرى للنساء لتجنّب نقص التمثيل. ولكن أكدت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ليلى شايبي (يسار راديكالي) أنّ الصعوبات تبقى قائمة بالنسبة للنساء حتى بعد انتخابهن.
وقالت شايبي (41 عاماً) وهي أم لطفلة أنجبتها في العام 2023: "خلال كل فترة إجازة الأمومة، لا يتم احتساب أصواتنا، ولا يمكننا تفويض أحدهم أو التصويت عن بعد كما فعلنا خلال فترة كوفيد".
وناقشت النائبة في المجموعة اليسارية إلى جانب أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي هذه المسألة مع رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا، من دون التوصل إلى نتيجة بعد.
وقالت في البرلمان في حزيران/يونيو 2023 خلال مداخلة نُشرت عبر مقطع فيديو على حسابها على "تيك توك" وحصدت 1,4 مليون مشاهدة إنه "لا يجب أن نضطر إلى الاختيار بين ممارسة مهام ولايتنا بشكل صحيح وإنجاب طفل".
وشدّدت النائبة أورور لالوك على أهمية تغيير الأوضاع قائلةً: "يجب أن تدخل النساء المعترك السياسي، ليكن قدوة لبناتنا".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل حقوق المرأة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج حقوق الإنسان البرلمان الأوروبي حقوق المرأة فرنسا الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبي اليوم العالمي للمرأة أوروبا إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی البرلمان الأوروبی بالمئة من من النساء فی العام
إقرأ أيضاً:
غوتيريش زار لبنان لتعزيز أصوات النساء في تعافي البلاد
رحّبت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبنان باعتبارها لحظة محورية للدعوة إلى إصلاحات تستجيب للنوع الاجتماعي في مسارات الحكم والتعافي وإعادة الإعمار والمصالحة في البلاد. وقالت في بيان:"تأتي هذه الزيارة عقب انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا لجمهورية لبنان وتعيين القاضي نواف سلام رئيسًا للوزراء، بعد أكثر من عامين من الجمود السياسي. تمثّل زيارة الأمين العام فرصة حاسمة لرفع أصوات النساء في المشهد السياسي اللبناني، لا سيما مع تولي الحكومة الجديدة التحديات المتعلقة بالتعافي الاجتماعي والاقتصادي وتطبيق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024". اضاف البيان:"كجزء من زيارته، شارك الأمين العام في حوار نظمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان. جمع الاجتماع 20 ناشطة بارزة في حقوق المرأة وممثلات عن منظمات المجتمع المدني النسوية بالإضافة إلى ناشطات بيئة وشابات بانيات للسلام يعملن في جميع أنحاء البلاد لمعالجة احتياجات وتحديات مجتمعهن عبر الأبعاد الإنسانية والتنموية والسلامية. حضرت الاجتماع المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت.
"الآن هو الوقت للنضال. النضال للدفاع عن وجود النساء في هيئات صنع القرار في عملية إعادة الإعمار. سنكون بالكامل بجانبكن، لأن هذا ضروري للبنان"، قال غوتيريش". وتابع: "ركزت المناقشة على الإصلاحات الضرورية لتعزيز المساواة بين الجنسين في لبنان. خدم الاجتماع كمنصة لقائدات نساء متنوعات لعرض مطالبهن الرئيسية على الحكومة الجديدة، لضمان أن تكون جهود التعافي والمصالحة وإعادة الإعمار في لبنان تستجيب للنوع الاجتماعي وشاملة"
"إنّ مجرد أنكً أقررت بالحاجة إلى هذا الاجتماع هو بصيص أمل"، قالت رباب الصدر، رئيسة مؤسسة الإمام الصدر. "النساء الواثقات والمتمكنات والمشاركات هن المفتاح للسلام المستدام في لبنان". "لقد شهد لبنان ثماني محاولات للتعافي وفشلت جميعها في تحقيق السلام الدائم. هذه المحاولات فشلت لأنها لم تكن شاملة لأصوات النساء. القيادة النسائية في الحكومة ضرورية للمؤسسات الديمقراطية الحقيقية"، أضافت لمياء بساط، رئيسة "معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي". مع وجود 6 بالمائة فقط من النساء في البرلمان و5 بالمائة في المجالس البلدية، يظل لبنان بعيدًا عن تحقيق الحد الأدنى المرجعي المتمثل في 30 بالمائة من النساء في هياكل الحوكمة. الحاجة إلى إصلاحات عاجلة لضمان المشاركة المتساوية للنساء في صنع القرار السياسي ملحة في ضوء الانتخابات البلدية القادمة في أيار 2025 والانتخابات البرلمانية في 2026. تناولت المشاركات أيضًا أولويات أخرى يجب معالجتها، بما في ذلك: تأهيل قطاع الغذاء اللبناني والحاجة الملحة لاستعادة الأراضي المدمرة في الجنوب، الملوثة نتيجة التصعيد الأخير؛ شمول الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك عن طريق إصلاح البنية التحتية المتضررة مع مراعاة سهولة الوصول إليها؛ حماية النساء الأكثر ضعفًا، مثل اللاجئات الفلسطينيات، من خلال تبني إصلاحات مراعية للنوع الاجتماعي طال انتظارها حول التشريعات الخاصة بالأحوال السخصية، وهي حاليًا موزّعة بحسب الاختلافات الدينية والاختلافات المنوطة بالجنسية؛ فضلاُ عن الحاجة إلى المساءلة بعد النزاع بما يتماشى مع القانون الدولي. رحّبت جيلان المسيري، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الوقت المهم لتأكيد الحاجة إلى قرارات جريئة لحماية حقوق النساء وتعزيزها من خلال تنفيذ إصلاحات طويلة الأمد بما يتماشى مع دستور لبنان والتزامات حقوق الإنسان الدولية. "إنّ تفاعل الأمين العام مع القيادات النسائية المحلية سيساعد على رفع مساهماتهن واحتياجاتهن وتعزيز دورهن كفاعلات رئيسيات في عملية التعافي وإعادة الإعمار المقبلة. كما يعزز التزام الأمم المتحدة بالمساواة بين الجنسين كعنصر أساسي في تعافي لبنان وتنميته المستدامة في مرحلة حيث هذه الرسالة حاسمة"، قالت المسيري.
تدعو هيئة الأمم المتحدة للمرأة القيادة السياسية الجديدة في لبنان إلى اغتنام هذه اللحظة التاريخية لتنفيذ إصلاحات طويلة الأمد تعزز إطار الحوكمة الشاملة الذي يمكّن النساء ويعزز دورهن في تشكيل مستقبل البلاد".