اعتقال جندي أميركي باع الصين أسرارا عسكرية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أعلنت السلطات الأميركية أمس الخميس أنها ألقت القبض على محلل استخباراتي في الجيش وجندي بتهمة التآمر لبيع معلومات دفاعية حساسة إلى مواطن أجنبي يعيش في هونغ كونغ.
وقال بيان صادر عن وزارة العدل الأميركية أنه تم احتجاز الرقيب كوربين شولتز -الذي يحمل تصريحا أمنيا يخوله الإطلاع على معلومات سرية للغاية- في قاعدة فورت كامبل العسكرية على الحدود بين كنتاكي وتينيسي.
وتم توجيه اتهامات إلى شولتز بـ"التآمر للحصول على معلومات خاصة بالدفاع الوطني والكشف عنها، وتصدير البيانات الفنية المتعلقة بمواد دفاعية دون ترخيص، والتآمر لتصدير مواد دفاعية دون ترخيص، ورشوة مسؤول عام"، حسبما جاء في بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ويتهم شولتز بالتآمر مع مواطن أجنبي زعم أنه يعيش في هونغ كونغ ويعمل لدى شركة استشارات جيوسياسية مقرها في الخارج للكشف عن معلومات تتعلق بالدفاع الوطني الأميركي.
ولم تحدد لائحة الاتهام الموجهة إلى شولتز الدولة التي يُزعم أنه كان يزودها بمعلومات عسكرية حساسة، لكن تقارير إعلامية حددتها بأنها الصين.
ووفق لائحة الاتهام، زوّد شولتز منذ يونيو/حزيران 2022 جهة اتصال في هونغ كونغ بوثائق وخرائط وصور تتعلق بالدفاع الوطني الأميركي، ويُزعم أنه تلقى مقابل المستندات والمعلومات ما لا يقل عن 14 دفعة نقدية يبلغ إجماليها 42 ألف دولار.
وأشارت وزارة العدل إلى أن المعلومات تتضمن خططا أميركية محتملة في حال تعرض تايوان لهجوم عسكري، كما تضمنت وثائق تتعلق بالطائرات المقاتلة والمروحيات والمعدات التي تفوق سرعة الصوت ونظام راجمات الصواريخ (هيمارس).
كما تتضمن المعلومات دراسات بشأن التطوير المستقبلي للقوات المسلحة الأميركية ودراسات عن دول كبرى مثل الصين وملخصات التدريبات والعمليات العسكرية، وفقا لوزارة العدل.
وقالت لاريسا ناب -من مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي- "إن السلوك المزعوم في لائحة الاتهام اليوم يمثل خيانة خطيرة للقسم بالدفاع عن بلادنا".
وأضافت "بدلا من حماية معلومات الدفاع الوطني تآمر المدعى عليه مع مواطن أجنبي لبيعها، مما قد يعرض أمننا القومي للخطر".
وتأتي لائحة اتهام شولتز بعد وقت قصير من اعتقال عنصرين في البحرية الأميركية في كاليفورنيا بتهمة التجسس لصالح الصين.
ففي أغسطس/آب الماضي تم اعتقال جينتشاو وي الجندي في البحرية الأميركية وينهينغ تشاو -وهو ضابط برتبة صغيرة في البحرية- بتهمة التجسس لصالح الصين، وقد حُكم على الأخير في يناير/كانون الثاني الماضي بالسجن 27 شهرا بعد إقراره بالذنب بتهمة التآمر مع ضابط مخابرات أجنبي وقبول رشوة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
قيادة في «مهب الريح».. المستشار الألماني يقاوم ثورة خصومه داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحاول عدة شخصيات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا التشكيك في إعادة انتخاب المستشار أولاف شولتز.
وفي عالم السياسة الألمانية المهذب، رأى البعض فى ذلك باعتباره محاولة "انقلاب". وتحديدًا، تحدث شخصان من الحزب الديمقراطي الاشتراكي حول جدوى إعادة انتخاب أولاف شولتز، بينما كان المستشار يشارك في قمة مجموعة العشرين في ريو، على بعد ١٠ آلاف كيلومتر من برلين.
وقال ديرك فيزه وفيبكي إسدار، نائبا الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البوندستاج عن شمال الراين وستفاليا: "إن سمعة أولاف شولتز الحالية مرتبطة بقوة بالائتلاف. ومع القليل من الإدراك، سيتم بالتأكيد الحكم على عمله وقراراته من أجل بلادنا بشكل أكثر إيجابية.. باختصار: لنترك للتاريخ الحكم على سجل المتقاعد المستقبلي شولتز، الذي قاد حكومته إلى الحائط، ولنجد بديلًا له بشكل عاجل، وهو في هذه الحالة وزير الدفاع بوريس بيستوريوس".
حالة اضطرابفي السابق، اتخذ العديد من ديناصورات الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بما في ذلك وزير الاقتصاد السابق زيجمار جابرييل والمستشار السابق جيرهارد شرودر، موقفًا أيضًا: الأول من خلال دعوة رفاقه إلى اتخاذ القرار بترشيح بديل عن شولتز، والثاني من خلال المطالبة باستمراره. لكن كلام النائبين من شمال الراين وستفاليا، وهي منطقة رئيسية في ألمانيا، وضع الحزب في حالة من الاضطراب. ومنذ ذلك الحين، يخشى الناشطون أن يكون الوقت قد فات، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات، لتغيير مواقفهم.
وكانت إقالة أولاف شولتز لوزير المالية زعيم الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر، سببًا في قرار البوندستاج بالدعوة لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في ٢٣ فبراير. وكان المستشار نفسه مبتهجًا بقراره، واعتبره علامة على إضفاء الشرعية الإضافية على ترشيحه، وإلغاء الفوضى التي ولدتها السنوات الثلاث التي قضاها في منصبه.
كما اعتقد كبار الشخصيات في الحزب، بما في ذلك زعيم كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البوندستاج، وممثل الجناح اليساري، رولف موتزينيتش، أنهم قادرون على التغلب على هذه الحلقة، من خلال الدعوة إلى استمرار الوضع الراهن. وقال "أنا على قناعة راسخة بأن أولاف شولتز قد فعل الخير لهذا البلد خلال السنوات الثلاث الماضية. وأنا شخصيًا مقتنع بذلك أيضًا".. على عكس الألمان أنفسهم حيث يقول ١٥٪ منهم فقط إنهم على استعداد للتصويت لصالح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في حين تراجع شولتز إلى المركز العشرين في تصنيف السياسيين المفضلين، فيما يأتى وزير الدفاع بوريس بيستوريوس في المقدمة.
الانزعاج منتشريجسد وزير الدفاع خطًا أكثر يمينية في مواجهة التقليد السلمي للحزب الذي لا يروق للعديد من المتعاطفين مع القضية الأوكرانية، إلا أن بوريس بيستوريوس لا يتمتع ببنية رجل دولة، كما يتردد داخل الحزب، وقد يواجه ترشيحه نفس مصير كامالا هاريس في الولايات المتحدة.
ويوضح الناشطون أن الحزب يجنى ثمار عدم شعبية شولتز، دون أن يتحمل قادته عناء مواجهة هذه الحالة المزاجية. وكانت هذه الأمور واضحة خلال الانتخابات الأوروبية، وتعززت خلال الانتخابات الإقليمية في ولايات جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة. وحرص ديتمار فويدكي، رئيس قائمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في براندنبورج، حيث ينتمي شولتز، فى دائرته الانتخابية على عدم الظهور أبدًا برفقة المستشار خلال الحملة الانتخابية. وقد أعيد انتخابه.
ومنذ ذلك الحين، استمر الإحباط في التصاعد. وقال نائب برلماني من ولاية راينلاند المنتهية ولايته، مستهدفًا "الأفيال" بالحزب بشرط عدم الكشف عن هويته: "يجب على قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن تُظهر للبلاد كيفية النقاش بشكل مفتوح وعادل والتوقف عن الرغبة في فرض ترشيحها بأوامر عليا كما لو كانت واجبة النفاذ"، فيما يتوقع البافاري باتريك ليتل أن "الرفاق سوف يتساءلون عما إذا كان الأمر يستحق توزيع منشورات في منتصف الشتاء تكرر أن شولتز هو الأفضل".. وعلى أية حال، الأيام المقبلة حبلى بما ينتظر الحزب الاشتراكى الديمقراطى من تطورات تنعكس على مستقبل الحكومة الألمانية القادمة وشكل تكوينها.