كمال عدوان، سياسي وقيادي فلسطيني ولد عام 1935 وكان عضوا في أول مجلس وطني فلسطيني عام 1964 ومن مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1965، اغتاله جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) في بيروت في العاشر من أبريل/نيسان 1973 مع اثنين من رفاق دربه النضالي.

مولده ودراسته

ولد أحمد كمال عبد الحميد عدوان عام 1935 في قرية بربرة الواقعة في الجزء الجنوبي من الساحل الفلسطيني على الطريق بين غزة ويافا، انتقلت عائلته للعيش في قطاع غزة بعد حرب 1948 وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ولما بلغ عمر الـ17 توفي والده، وأصبح أخوه الأكبر محمد علي معيلا للأسرة.

درس كمال المرحلة الابتدائية في مدرسة بربرة، وأكمل دراسته الابتدائية بعد تهجيرهم إلى غزة في مدرسة الرمال التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة الإمام الشافعي وتعرف في تلك المرحلة على ياسر عرفات وخليل الوزير ورياض الزعنون. الذين شاركوه تأسيس حركة فتح لاحقا.

بعد تخرجه من الثانوية؛ انتقل إلى مصر لدراسة هندسة البترول والمعادن في جامعة القاهرة عام 1955، ولكن حالته المادية المتواضعة كانت عائقا أمام استكماله الدراسة، فسافر إلى السعودية ليعمل في مؤسسة أرامكو بمدينة الدمام.

ثم غادرها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة ليشارك في المقاومة ثم عاد لاحقا إلى السعودية وبعدها انتقل إلى قطر لمدة عام وتعرف فيها على محمود عباس ويوسف أبو نجار، وفي عام 1968 انتقل إلى عمان ثم لاحقا إلى دمشق وبيروت.

في عام 1965 تزوج من مها الجيوسي وأنجب منها ابنته "دانة" في سبتمبر/أيلول 1968 وابنه "رامي" في أبريل/نيسان 1970، وأكمل حياته في بيروت.

حياته السياسية والنضالية

انضم عدوان إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1952 ثم تركها عام 1954، وبعد ذلك تبلورت لديه فكرة العمل الفدائي المسلح وأسس بناء على ذلك خلية فدائية ضمت 12 مقاتلا، وشارك مع الجماعة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956.

مع نهاية العدوان الثلاثي على مصر والاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة؛ بدأت تتشكل فكرة إنشاء جبهة فلسطينية سياسية لتوحيد التجمعات الفلسطينية المنتشرة في البلاد العربية، فكان إنشاء حركة فتح نتيجة تلك الفترة، وكانت بقيادة ياسر عرفات وخليل الوزير في الكويت، وكمال عدوان في السعودية، واستلم عدوان قيادة التنظيم في قطر بعد انتقاله إليها.

في عام 1964؛ عُقد أول مؤتمر للمجلس الوطني الفلسطيني في مايو/أيار 1964، وكان نتيجة للقمة العربية الأولى التي عُقدت في يناير/كانون الثاني من العام نفسه، وكُلِّف حينها أحمد أسعد الشقيري بالتواصل مع التجمعات الفلسطينية والدول العربية، ونتج عنه أن اختير كمال عدوان ضمن أعضاء المجلس.

غادر كمال عدوان قطر متجها إلى العاصمة الأردنية عمّان في أبريل/نيسان 1968، وذلك بعد تفرغه للعمل السياسي في فتح، إذ اختارته قيادة الحركة ليرأس مكتب الإعلام، فأنشأ صحيفة تصدر بشكل دوري، وأقام علاقات جيدة مع الجهات العربية والدولية.

وفي سبتمبر/أيلول 1970 نشب صراع بين القوات الأردنية المسلحة ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، إثر محاولة اغتيال الملك حسين، وتم اتهام منظمة التحرير بالضلوع فيها.

وانتهت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين (عرفت بأحداث أيلول الأسود) إلى خروج الفدائيين الفلسطينيين إلى سوريا ولبنان، ومن المغادرين كان كمال عدوان الذي توجه بداية إلى سوريا ثم إلى لبنان.

في الأول من يناير/كانون الثاني 1971 عقدت حركة فتح مؤتمرها الثالث، وتم انتخاب كمال عضوا في لجنتها المركزية، إضافة لتكليفه بالإشراف على القطاع الغربي، الذي كان يشمل المهمات العسكرية والميدانية في الأراضي الفلسطينية، وذلك مع استمرار إدارته للمكتب الإعلامي في الحركة.

شهدت فترة قيادته للقطاع الغربي عمليات فدائية متنوعة الأساليب، إذ أضاف الفدائيون في عملياتهم تحت قيادته فكرة العبوات الناسفة والتفجيرات ضد القوات الإسرائيلية.

المقاوم الفلسطيني الشهيد كمال عدوان (مواقع التواصل الاجتماعي)

كما أسس شبكة من المجموعات ولكل منها قيادة تتصل به مباشرة بدون تواصل داخلي فيما بينها، وذلك تفاديا لكشف هيكل وخلايا العمل الفدائي في حال اكتشاف إحدى المجموعات من قِبل الاحتلال، فزاد بذلك عدد العمليات التي استهدفت المستوطنات الإسرائيلية.

وتزامن ذلك كله مع اهتمام كمال عدوان بتشجيع طلاب الجامعات في فلسطين على التظاهر المستمر ضد سلوك قوات الاحتلال، كما تم اختياره ليكون عضوا في اللجنة التحضيرية لاختيار أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني، الذي عُقد في القاهرة في مارس/آذار عام 1972.

اغتيال كمال عدوان ورفاقه

في التاسع من أبريل/نيسان 1973 نقل سلاح البحرية الإسرائيلي جنودا إسرائيليين من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ميناء بيروت، وذلك عبر 19 زورقا مطاطيا، بينهم 21 جنديا من "سرية هيئة الأركان العامة"، و34 جنديا من القوات الخاصة البحرية، و20 جنديا من سرية المظليين، ثم انتقلوا من الميناء عبر سيارات أوصلتهم إلى نقاط تنفيذ العملية المخطط لها، والتي كانت تستهدف قيادات من حركة التحرير الفلسطينية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيروت، إضافة إلى وصول جنود إسرائيليين إلى بيروت عبر مروحيات وقاموا بعمليات إنزال في أماكن محددة تتمركز فيها المقاومة الفلسطينية.

قاد إيهود باراك جنود القوات الخاصة الواصلين إلى بيروت، وكان معه كلٌّ من سييريت متكال وعمرام ليفين وموكي بتسار نائبا له، وكان هدفهم الوصول إلى 3 من قيادات حركة فتح واغتيالهم، بينما توجهت مجموعة أخرى من الجنود إلى المقر الرئيسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واشتبكت مع مقاتليها، بعدها فخخ الجنود الإسرائيليون المبنى وفجروه، وهو ما أدى إلى انهيار جزء منه واستشهاد عدد من عناصر الجبهة.

في اليوم التالي تنكر إيهود باراك ومن معه بثياب نسائية، وهو ما سهل تنقلهم وسط بيروت ووصولهم إلى مقر قيادة حركة فتح، وهاجموه، وهذا ما أدى إلى استشهاد القائد العام لقوات العاصفة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان أبو يوسف النجار.

واستشهد أيضا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والناطق الرسمي لها كمال ناصر، إضافة إلى كمال عدوان ونحو 30 فلسطينيا من منتسبي حركة فتح والجبهة الديمقراطية.

ونتيجة عملية اغتيال القادة؛ قررت قيادة منظمة التحرير وقف نشاطها مؤقتا بسبب اختفاء وثائق من مكاتب الحركة في بيروت بعد العملية، وتلك الوثائق كانت مرتبطة بمعلومات عن مجموعات فدائية داخل الأراضي المحتلة، وبعد مرور 21 ساعة على العملية قدم رئيس الحكومة اللبنانية حينها صائب سلام استقالته عقب رفض الرئيس اللبناني سليمان فرنجية إقالة عدد من كبار الضباط في الجيش بسبب فشلهم في رصد الهجوم الإسرائيلي مُسبقا أو مواجهته.

كما أطلق الإعلام الإسرائيلي على العملية لاحقا اسم "ربيع الشباب"، ووضعها ضمن سردية الرد على عمليات حركة فتح في خطف الطائرات التي تحمل الإسرائيليين و"عملية ميونخ" التي استهدفت البعثة الرياضية الإسرائيلية في مدينة ميونخ الألمانية، والتي خططت لها حركة فتح ونفذتها ردا على اغتيال الكاتب غسان كنفاني.

عملية فدائية باسم "كمال عدوان"

في التاسع من مارس/آذار 1978 انطلقت سفينة من الساحل اللبناني تقل 13 مقاتلا فلسطينيا من ضمنهم "جهاد"، وهو الاسم الحركي للفدائية دلال المغربي، وحملت المجموعة اسم "فرقة دير ياسين"، ثم استقلوا زوارق مطاطية بقوا فيها يومين في البحر بسبب الرياح القوية وسوء الأحوال الجوية، وأوصلتهم لاحقا إلى الشاطئ المجاور لمستوطنة "معجان ميكائيل" التي تقع على بعد 25 كيلومترا جنوب مدينة حيفا.

وعلى الطريق الواصل بين تل أبيب وحيفا، وفي 11 مارس/آذار؛ كانت حافلة تحمل إسرائيليين تتوجه إلى تل أبيب، فخطفها الفدائيون واشتبكوا مع مجموعة من الجيش الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى مقتل كل من في الحافلة وجنديين إسرائيليين واستشهاد 9 مقاومين بينهم دلال.

كما أسرت إسرائيل في هذه العملية الفدائيين محمود فياض وخالد أبو أصبع، اللذين بقيا في السجون الإسرائيلية حتى عام 1985 وخرجا بعد صفقة تبادل بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحكومة الإسرائيلية، وحملت العملية اسم "كمال عدوان" ردا على اغتياله، وكانت نتيجتها أن شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية على جنوب لبنان في الشهر نفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبریل نیسان کمال عدوان فی بیروت حرکة فتح

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم في الضفة الغربية

قال المتحدث باسم حركة فتح الدكتور ماهر النمورة، إنه يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكدا في الوقت ذاته صمود الشعب الفلسطيني على كامل أرضه ورفضه المساس بحقوقه من خلال التهجير وتمسكه بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وحسبما أبرزت "قناة القاهرة الإخبارية" أضاف النمورة: " الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم في الضفة الغربية، ولاسيما في جنين وطولكرم، حيث يتعرض الفلسطنيون للعدوان المستمر منذ أسابيع، بالإضافة إلى سقوط عشرات الشهداء أمام مسمع ومرأى العالم أجمع".

 

ودعا المتحدث باسم فتح جميع الجهات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوطات تجاه الاحتلال الإسرائيلي، لوقف هذه الجرائم المستمرة منذ عدة أسابيع في شمال الضفة الغربية.

 

وحول الإجراءات والنقاشات التي تدور داخل حركة فتح للتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي على الضفة الغربية، قال النمورة "هناك اتصالات مستمرة مع السلطة الفلسطينية لدراسة الأوضاع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في محافظات الضفة الغربية، وكذلك استمرار الحصار على أهالي قطاع غزة من أجل إيصال رسالة للعالم أجمع أن الاحتلال الاسرائيلي لن يتوقف عن ممارسة هذه الجرائم".

 

وأشار إلى إجراء الرئيس محمود عباس"أبو مازن" العديد من الاتصالات مع جميع الجهات الدولية وزعماء العالم والمنظمات الدولية للضغط على الاحتلال الاسرائيلي لوقف هذه الجرائم التي ترتكب بحق أهالي جنين وطولكرم من اعتقالات وممارسات، خاصة من القاطنين في المستوطنات ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة الخليل الواقعة في الضفة الغربية.

 

اعتقال 380 فلسطينياً في الضفة الغربية


أكد  نادي الأسير الفلسطيني، في بيانٍ له اليوم الثلاثاء، على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيد عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في محافظات الضفة تحديداً في محافظتي جنين ومخيمها وطوباس.

اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل

وذكر النادي في بيانه أن حصيلة حالات الاعتقالات في الضفة بلغت منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ما لا يقل عن 380 حالة اعتقال.

ويأتي ذلك في إطار تصعيد التعديات الإسرائيلية على أهالي فلسطين في الضفة والقطاع في ظل رغبة الاحتلال في إفراغ الأرض من أهلها من أجل توسيع نشاطه الاستيطاني.
يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من ظروف احتجاز قاسية تنتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان، حيث يتعرضون لسياسات تعسفية تشمل الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي، والتعذيب الجسدي والنفسي. يواجه العديد من الأسرى الاعتقال الإداري، وهو إجراء يسمح لسلطات الاحتلال باحتجاز الفلسطينيين دون توجيه تهم محددة أو محاكمات عادلة، مما يحرمهم من حقهم في الدفاع عن أنفسهم. كما يُحتجز بعض الأسرى لفترات طويلة في العزل الانفرادي، مما يؤدي إلى تدهور صحتهم النفسية والجسدية. إضافة إلى ذلك، يعاني الأسرى المرضى من الإهمال الطبي، حيث ترفض إدارة السجون تقديم العلاج المناسب أو تأجيله حتى تتفاقم حالتهم، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأسرى داخل السجون نتيجة الإهمال المتعمد.

إلى جانب ذلك، يتعرض الأسرى الفلسطينيون لممارسات تعسفية تشمل الاعتداءات الجسدية أثناء الاعتقال والتحقيق، والحرمان من الزيارات العائلية، والعقوبات الجماعية مثل تقليص ساعات الفورة (الخروج إلى الساحة) وسحب الأدوات الأساسية من الزنازين. كما يتم استهداف الأسرى الأطفال والنساء بمعاملة قاسية، حيث يتم احتجازهم في ظروف غير إنسانية، ما يؤثر سلبًا على مستقبلهم. وعلى الرغم من هذه المعاناة، يواصل الأسرى الفلسطينيون نضالهم من داخل السجون من خلال الإضرابات عن الطعام والاحتجاجات الجماعية للمطالبة بحقوقهم الأساسية. ورغم المطالبات الدولية بوقف الانتهاكات الإسرائيلية وتحسين أوضاع الأسرى، تستمر سلطات الاحتلال في فرض سياسات قمعية بحقهم، مما يجعل قضية الأسرى أحد أبرز ملفات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وسط دعوات بضرورة التدخل الدولي لإنهاء هذه الانتهاكات وتحقيق العدالة للأسرى الفلسطينيين.


 

 

مقالات مشابهة

  • حركة المجاهدين: حديث ترامب بشأن غزة رغبات سراب ستحطمها المقاومة
  • رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
  • حركة فتح: العدوان الإسرائيلي يهدف لتصفية القضية وتدمير السيادة الفلسطينية (فيديو)
  • السياحة الفلسطينية: تضرر 226 موقعا أثريا في غزة جراء عدوان الاحتلال
  • حركة فتح: العدوان الإسرائيلي يستهدف تصفية القضية وتدمير السيادة الفلسطينية
  • باحث: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن نزعها
  • حركة فتح: الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم في الضفة الغربية
  • حركة فتح تدعو حماس لتسليم الحكم في غزة إلى السلطة الفلسطينية
  • الرئيس عون لوفد نقابة المحامين في بيروت: ‏أنتم الجناح المكمِّل لعمل القضاء
  • استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي على طولكرم وارتفاع أعداد النازحين