نظم حي العرب في بورسعيد أمسية فنية أمس استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وسط إقبال كبير من أهالي بورسعيد على الحفل المقام في حديقة سعد زغلول بنطاق حي العرب.

حضر الاحتفال الدكتور منصور بكري سكرتير عام محافظة بورسعيد، وفوزي الوالي رئيس حي العرب، ولمياء الجيار رئيس حي الشرق، والعميد نعمان علي رئيس مدينة بورفؤاد، وسامي الرشيدي عضو مجلس الشيوخ السابق.

وأكد الدكتور منصور بكري سكرتير عام محافظة بورسعيد، أن اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد يدعم إقامة هذه الحفلات خلال شهر رمضان والتي يتخللها أمسيات فنية وثقافية تؤكد دور بورسعيد في دعم الوطن على مدار عمرها، كما أشاد بأهالي بورسعيد الذين حرصوا على حضور الحفل والظهور بمظهر حضاري متميز.

إحياء ليالي رمضان

وقال فوزي الوالي رئيس حي العرب، إن حفل اليوم هو بداية لإحياء ليالي رمضان، موضحا أن الشهر الفضيل سيشهد إقامة احتفالات أسبوعية في عدد من مناطق الحي، مشيرا إلى أن إقامة الحفل في حديقة عامة تسمح لأهالي بورسعيد الاستمتاع به.

أغاني السمسمية 

وبدأ الحفل بقراءة القرآن الكريم وابتهالات دينية ومدح للرسول محمد، وعدد من أغاني رمضان، ثم أحيت فرقة نغم السمسمية الحفل بعدد من الأغاني التي تمثل الكلور الشعبي لمحافظة بورسعيد، منها «بتغني لمين يا حمام» و«على نور الفنار غنى يا سمسمية»، كما قدم حامد بندق، أحد أبناء المحافظة، فوانيس رمضان على الأطفال المشاركين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السمسمية بورسعيد إحتفال

إقرأ أيضاً:

ليالي السحور والنوم تحت السماء

 

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

أواصل اليوم الكتابة عن ذكريات رمضان في قريتي السباخ بولاية إبراء في محافظة شمال الشرقية؛ حيث كُنَّا كأطفالٍ نستقبل هذا الشهر الكريم بفرحٍ غامر، نعيشُ أجواءً روحانية واجتماعية لا تزال راسخة في الذاكرة. لم تكن العادات الرمضانية تختلف كثيرًا بين القرى العمانية، فالترابط الاجتماعي والتقاليد الأصيلة جعلت من رمضان شهرًا استثنائيًا، تسوده المحبة والبساطة.

أتحدث اليوم عن "السحور"، ومع اقتراب موعد السحور، كانت الحياة تدب في البيوت مجددًا؛ فالأمهات يستعدن لإعداد وجبة الطعام على ضوء القناديل؛ حيث لم تكن الكهرباء قد دخلت قريتنا آنذاك كما هو الحال اليوم. وكُنَّا نعتبر السحور جزءًا أساسيًا من الصيام؛ امتثالًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة". وكانت مادة السحور تتكون غالبًا من الأرز بالحليب، المعروف محليًا بـ"اليمبا"، إلى جانب عصير الليمون البارد والماء المخزن في الجحال الفخارية؛ ليبقى مُنعشًا حتى وقت تناوله. كُنَّا نُحلِّي بالكاسترد التي يتم تجهيزها قبيل المغرب وتزين بالزبيب والهيل. لم يكن السحور مجرد طعام؛ بل كان لحظة تجمع عائلي؛ حيث يجلس الجميع في سكينة، وسط همسات الليل وضوء القناديل المتراقص، فيما يتبادل الجيران أطباقهم في لفتة تعكس روح التكافل.

كانت حرارة الصيف داخل بيوتنا المبنية بالطين والجص تدفع الأهالي للخروج إلى النوم في "المسيلة"، وهي الساحة المطلة على الوادي؛ حيث الهواء العليل، وتهب الكوس لتقلل من الحرارة. كُنَّا جميعًا عقب صلاة التراويح نتوجه إلى المسيلة كل واحد يحمل منامه، وهي عبارة عن الدوشك والوسادة واللحاف الخفيف، لتغطيتنا من لسعات البعوض؛ وكان الجميع الرجال والنساء والأطفال جميعهم يفترشون الأرض، ولكل فئة موقعها الخاص؛ فالنساء والفتيات في زاوية، والرجال في زاوية أخرى، أما نحن الأطفال فكان لنا ركن بعيد قليلًا؛ حيث نُمنَح مساحة للحديث والسهر دون إزعاج الكبار.

كنا نتحلق في مجموعات صغيرة، نتبادل القصص والضحكات الخافتة، نخشى أن نوقظ آباءنا الذين أنهكهم الصيام. في الخلفية، كان بعض الشباب يستمعون للمذياع بصوت منخفض، تتسلل منه أخبار إذاعة "بي بي سي"، أو آيات قرآنية تُضفي على الليل سكينة خاصة. كان لهذا المشهد طابع فريد؛ حيث يلتقي نسيم الليل بهمسات المذياع، وأصواتنا التي تتلاشى شيئًا فشيئًا مع غلبة النعاس.

ومع اقتراب الفجر، كان الهواء يزداد برودة؛ فنلتحف بقطع القماش الخفيفة، أو نتكور على أنفسنا بحثًا عن الدفء. ومع أول أذان للفجر، تبدأ الحياة تدب في المكان مجددًا، يستيقظ الجميع، لتأدية صلاه الفجر جماعة وتعود الحركة إلى البيوت استعدادًا ليوم صيام جديد.

وكنا نلاحظ الآباء يتوضؤون في مجرى الوادي قبيل السحور والذهاب إلى مسجد القرية لأداء صلاة قيام الليل .

كانت هذه العادات، رغم بساطتها، تشكل جزءًا من هوية رمضان؛ حيث اجتمع الإيمان، والدفء العائلي، وروح الجماعة في ليالٍ لا تُنسى، نعيش اليوم على ذكراها بكل حنين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس اتحاد المحامين العرب يدين قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة
  • لماذا البط وجبة إفطار رمضانية رئيسية على مائدة البورسعيدية
  • ليالي السحور والنوم تحت السماء
  • مختار جمعة: الصالحون كانوا يستعدون لرمضان بالدعاء قبل حلوله بستة أشهر
  • بسطات السحور تزين شوارع بغداد مع أولى ليالي رمضان (صور)
  • رئيس الوزراء المصري يؤكد على ضرورة إنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية    
  • طيلة شهر رمضان.. مبادرة في كركوك لاستقبال المرضى مجاناً
  • إياد مشعل: أغاني مسلسلات رمضان تؤثر على نسبة المشاهدات
  • ترميم وإصلاح المساجد لاستقبال رمضان في غزة
  • النجم العالمى مصرى: بعمل ميكس أغاني بين الشرقي والغربي