ستيلانتس تنفق 6 مليارات دولار على محركات الإيثانول الجديدة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
تعتبر ستيلانتس هي شركة السيارات العملاقة التالية التي تشير إلى أنها لا تنوي التخلي عن السيارات التي تعمل بالمكبس في أي وقت قريب. تنفق مجموعة السيارات التي تمتلك 14 علامة تجارية ما يعادل 6 مليارات دولار في أمريكا الجنوبية على المحركات والمركبات الجديدة.
ويوصف هذا الإنفاق بأنه أكبر استثمار على الإطلاق في قطاع السيارات في أمريكا الجنوبية، وسيدعم إطلاق أكثر من 40 سيارة وتطوير محركات تعمل بالوقود المرن.
تخطط ستيلانتس أيضًا للمركبات ذات الإعدادات الهجينة المرنة والمكونات الإضافية الهجينة المرنة لتحقيق كفاءة أفضل من خلال الجمع بين محرك الاحتراق متعدد الاستخدامات والبطارية. بالإضافة إلى ذلك، ستنتج سيارة كهربائية واحدة على الأقل في المنطقة. وسيتم تنفيذ الاستثمارات بين عامي 2025 و 2030.
يتم تطوير هذه المحركات الكهربائية ذات الوقود المرن لاستيعاب نماذج متعددة عبر مجموعة ستيلانتس الواسعة. علاوة على ذلك، ستكون جميعها متوافقة مع خطوط الإنتاج الحالية في أمريكا الجنوبية لإبقاء التكاليف منخفضة.
ومن المقرر طرح نماذج هجينة جديدة تعمل بالوقود المرن في أواخر عام 2024، وستحصل بعض المركبات على ناقل حركة أوتوماتيكي مزدوج القابض.
وتمثل المنطقة أعمالاً ضخمة لمجموعة شركات السيارات، مع الأخذ في الاعتبار أن شركة ستيلانتس تمتلك حصة سوقية تبلغ 31.4 بالمائة في البرازيل و23.5 بالمائة في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية. كما أنها تتصدر مخططات المبيعات في الأرجنتين وتشيلي.
وفي العام الماضي، قامت ستيلانتس بنقل أكثر من 878.000 مركبة في المنطقة. كما أنها الشركة الرائدة في قطاع المركبات التجارية بحصة تبلغ 28.6 بالمائة.
يرجع السبب الرئيسي وراء كون فيات العلامة التجارية الأكثر مبيعًا لشركة ستيلانتس في عام 2023، للعام الثالث على التوالي، كان بسبب أدائها الممتاز في أمريكا الجنوبية. إن شركة صناعة السيارات الإيطالية هي ظل لما كانت عليه في السابق في موطنها في أوروبا وغائبة تقريبًا في أمريكا الشمالية ولكنها تقوم بأعمال تجارية كبيرة في العديد من دول أمريكا اللاتينية.
وأعربت تويوتا عن التزامها طويل الأمد بمحركات الاحتراق من خلال الإعلان عن بدء التطوير لعائلة جديدة من محركات الاحتراق الداخلي. في حين أن لوائح الانبعاثات ليست قاسية في أمريكا الجنوبية كما هي في أوروبا، إلا أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على السيارات الجديدة ذات الانبعاثات الضارة اعتبارًا من عام 2035 قد يتم تأجيله، وذلك حسب ما صرح به لوتز ميشكي، المدير المالي لشركة بورشه، في بداية العام في مقابلة مع مجلة اوتوموتيف نيوز أوروبا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا ستيلانتس المحركات الكهربائية صناعة السيارات محرك الاحتراق فی أمریکا الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: أمريكا ستفتقد بشدة زمن الوصاية والنفوذ على أوروبا
واجه دعاة الدفاع الأوروبي المشترك رحلة صعبة على مدار العقود الماضية؛ سعيا لامتلاك القدرة على العمل المستقل، وتوفير الأمن للقارة العجوز، مع الاستجابة للأزمات الدولية المختلفة .
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن أهمية هذا الملف زادت مؤخرا مع قناعة الدول الأوروبية بأن الولايات المتحدة لم تعد تريد تقديم أي تمويل لتوفير الأمن للقارة الأوروبية لاسيما في ظل الأزمة الأوكرانية الراهنة.
وترى المجلة الأمريكية أن المصاعب الحالية في العلاقات الأمريكية الأوروبية ليست سوى البداية، متساءلة: ماذا سيحدث إذا لم يكتف البيت الأبيض بالانسحاب من دعم أوكرانيا، بل اعتبر الغزو الروسي القادم لأوروبا (وفقا للمجلة) مجرد "مناوشة حدودية" لا تستحق التدخل الأمريكي؟ والأسوأ من ذلك، ماذا لو عارض البيت الأبيض المتحالف (حينها) مع روسيا بشدة أي تدخل أوروبي لمساعدة الدولة التي غزتها؟ بمعنى تعطيل واشنطن لاستخدام أي أسلحة بها تكنولوجيا أمريكية متقدمة، ومنع الوصول إلى الأقمار الصناعية وغيرها من البنى التحتية الحيوية، وغلق مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن أوروبا واستشعارا منها بخطورة الوضع، بدأت تخطو خطوات جادة وإحداث إنفراجة حقيقية في المحادثات بشأن اتفاقية دفاع وأمن جديدة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والتي ستنهي أزمة استمرت تسع سنوات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث من المرجح توقيع هذه الاتفاقية في مايو المقبل. كما أن الدول الأعضاء الكبرى في الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وفرنسا، أصبحت الآن أكثر استعدادا لرؤية المفوضية الأوروبية - بقيادة وزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورسولا فون دير لاين - تتولى زمام المبادرة.
وأوضحت المجلة أن أوروبا تشعر بأن عمليات بيع الأسلحة أمريكية الصنع أو أي نوع من الأنظمة عالية التقنية في أوروبا تمر بوقت عصيب، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر فعليا بشأن تقييد ميزات طائرات الجيل السادس المقاتلة الجديدة من طراز F-47 المباعة للحلفاء، قائلا: "نود تخفيفها بنسبة 10% تقريبا، وهو أمر منطقي على الأرجح لأنهم قد لا يصبحون حلفاءنا يوما ما، أليس كذلك؟"
وبينت المجلة أن التوجهات الأمريكية الأخيرة دفعت دولا أوروبية وحلفاء لواشنطن لإعادة التفكير بشأن صفقات الأسلحة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، أفادت تقارير أن البرتغال وكندا تدرسان إلغاء جزءا من صفقة شراء مقاتلات "الشبح إف-35 لايتنينج 2" من شركة لوكهيد مارتن. كما تراجعت إيطاليا عن صفقة الاستحواذ على ستارلينك بعد حجب إيلون ماسك خدمة الأقمار الصناعية عن أوكرانيا، فيما يناقش الدانماركيون ما إذا كانت تهديدات ترامب لجرينلاند تعني أن عليهم اختيار نظام الدفاع الجوي الفرنسي الإيطالي "سامب/تي إن جي" بدلا من صواريخ باتريوت الأمريكية، وذلك قبيل توقيع عقد بهذا الشأن في وقت لاحق من هذا العام .
ولفتت " فورين بوليسي" إلى أن خطط إنشاء أداة مالية أوروبية رئيسية لتمويل الدفاع تتقدم هي الأخرى حاليا، حيث سيتم بموجبها تمويل العقود مع مصنعي الأسلحة الأوروبيين فقط، وهو الأمر الذي لن يُكلف الولايات المتحدة وظائف وأرباحا وضرائب فحسب، بل سيقوض نفوذها في أوروبا أيضا.
ونبهت المجلة إلى تضرر مجال آخر من مجالات النفوذ الأمريكي في أوروبا جراء التطورات الأخيرة، وهو تبادل المعلومات الاستخباراتية. فعلى مدى عقود، منحت القدرات الهائلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ووكالة استخبارات الدفاع، ووكالة الأمن القومي، وغيرها من الوكالات، الجانب الأمريكي اليد العليا في علاقاته مع نظرائه الأوروبيين. وقد ساعدت معلومات من الجانب الأمريكي دولا مثل ألمانيا وإستونيا في القبض على جواسيس روس. وفي المقابل، كانت الوكالات الأوروبية سعيدة بالمساعدة في أي قدرات متخصصة قد تكون مفيدة.
ولكن حاليا لم يعد الأمر كذلك فكبار مسؤولي الاستخبارات الأوروبيون يفكرون الآن مرتين قبل مشاركة أدق المعلومات مع نظرائهم الأمريكيين، خشية من تقلبات الإدارة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، توقفت عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية مع أوكرانيا لمعاقبة حكومة كييف على ترددها في الالتزام بخطط وقف إطلاق النار الأمريكية .
وعن فرص الاعتماد الأوروبي على الذات حاليا، ترى "فورين بوليسي" أن عملية الانتقال ستكون فوضوية، حيث لا تزال أوروبا تعاني من نقص حاد في القوات والدبابات والمدفعية والذخائر واللوجستيات ووسائل المراقبة وغيرها من الأصول اللازمة لدفاع تقليدي قوي؛ كما تفتقر إلى القوة الجوية والأسلحة بعيدة المدى اللازمة للردع التقليدي الفعال. لذا، فإن توفير قوة طمأنة حتى ولو كانت متواضعة في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار يبدو ضربا من الخيال بدون الدعم اللوجستي الأمريكي وغيره.
وتؤكد المجلة الأمريكية أنه رغم هذه الصعوبات، إلا أن المسار واضح، فكلما زاد ترامب من إعلانه "أمريكا أولا"، كلما سمع الأوروبيون عبارة "لا أحد يستطيع"، وكلما اندفعوا بعيدا عن حطام تحالف اعتبروه على سبيل الخطأ أمرا مفروغا منه. وأن كل خطوة أمريكية في هذا الاتجاه تزيد من نفوذ أوروبا وتضعف نفوذ الولايات المتحدة.
وخلصت المجلة إلى أن الأمور تسير حاليا في اتجاه ينتهي بالولايات المتحدة إلى ما طالما رغبت في تجنبه، وهو: أوروبا ماكرة ومتنامية القوة ومستقلة في التفكير، فيما لن يكون من المبالغة حينها بناء نصب تذكاري لترامب في وسط بروكسل، ليُضاف إلى مؤسسي الوحدة الأوروبية أمثال جان مونيه، وروبرت شومان، وسيمون ويل؛ وذلك لدوره في دفع أوروبا لتجاوز خلافاتها والوحدة.
وربما لن يكون هذا الأمر سيئا تماما حسب المتصور، حيث قد يكون الكيان الجديد (أوروبا قوية وموحدة) شريكا كفؤا وفعالا للإدارات الأمريكية المستقبلية في التعامل مع الصين، ومكافحة تغير المناخ، وغيرها. لكنه سيكون أقرب إلى شراكة بين أنداد، بمعنى أن الأوروبيين سيكون لهم أفكارهم وأولوياتهم الخاصة في قضايا أخرى مثل الإدارة المالية العالمية، والصراع في الشرق الأوسط، والقانون الدولي. لذا، فإن الأمريكيين سيتفقدون بلا شك لعصر الوصاية على أوروبا.