عربي21:
2025-01-09@09:27:52 GMT

انهيار الأونروا بغطاء دولي… تدمير لحق العودة

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

ما معنى تفكيك منظمة دولية إنسانية تعمل في الميدان منذ 75 سنة، بناء على رغبة دولة واحدة؟ كيف لممثل ذلك الكيان أن يقف بكل صلافة أمام جلسة للجمعية العامة بحضور ممثلين عن 193 دولة ودولتين مراقبتين، ويتهم الأمم المتحدة بكاملها بالتعاون "مع الإرهابيين بدل التعاون مع الديمقراطية الإسرائيلية"، ولا يحتج أحد. ويمضي جلعاد إردان، المستوطن برتبة سفير، ممثل الكيان في خطابه، قائلا: "الأمم المتحدة ليست متعاونة مع الإرهاب فحسب، بل إن الأمم المتحدة نفسها منظمة إرهابية في غزة".

هذا ما تفوه به ممثل الكيان الذي تلطخت يداه بدماء الشعب الفلسطيني في الشهور الخمسة الماضية، وحوّل قطاع غزة إلى أرض بلقع عن آخرها تدفن في أحشائها عشرات الألوف من الضحايا الأبرياء، معظمهم نساء وأطفال. إضافة إلى تدمير المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ودور المسنين ورياض الأطفال وملاجئ الفارين من آلة الموت، ثم يقف هذا المستوطن ليحاضر حول الديمقراطية وحقوق المرأة وتعريف الإرهاب والطريقة السليمة لإنهاء حرب الإبادة عن طريق استسلام المقاومة.

وبدل أن يتم طرد ممثل الكيان من المنتظم الدولي، الذي تعرض لإهانة جماعية نادرة، كما طرد ممثل نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا في سبعينيات القرن الماضي، تقوم 16 دولة بتبني الرواية الإسرائيلية فورا ودون انتظار نتائج التحقيق الذي أطلقه الأمين في التهم التي وردت من مصدر واحد فقط، وزارة الخارجية الإسرائيلية، ضد 12 موظفا بالضلوع في عملية "طوفان الأقصى". لكن أمام هذا المنبر وسّع المستوطن اتهاماته للأونروا مدعيا أن من بين 13 ألف موظف للوكالة في غزة هناك 12 في المئة أعضاء في حركة حماس، ومئات منهم "إرهابيون نشيطون". واسمعوا قوله: "لقد أثبتت الأونروا أنها جزء من آلة الإرهاب التابعة لحماس. أونروا جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل". ووعد أن يمنع أي نشاط للأونروا في غزة والأراضي المحتلة وإسرائيل. أي أنه سيتم تفكيكها وطرد موظفيها وإلغاء مكاتبها.

وقد رد المتحدث الرسمي للأمين العام على تهمة انتماء هذا العدد الخيالي من موظفي الوكالة لحركة حماس، بأن جميع الموظفين الذين ينتمون للأونروا في مناطق عملها يتم عرض أسمائهم على الدول المضيفة، في إسرائيل والأردن ولبنان وسوريا، ويتم التمحيص في أسمائهم وهوياتهم وانتماءاتهم. فكيف تحولوا إلى إرهابيين؟ ولماذا تم اعتماد أسمائهم من قبل الكيان نفسه، ولو كان هناك من يشك في انتمائه لأي حركة مقاومة ما كان يمكن أن يتم توظيفه أصلاً. إذن هدف إسرائيل المعلن والواضح وهو تفكيك الوكالة. وقد بدأ هذا الهدف يأخذ خطوات عملية على الأرض، حيث منع وصول موظفي الأونروا في الضفة الغربية إلى مقرها في منطقة الشيخ جراح بالقدس الشرقية. كما تم إغلاق مركز التدريب المهني في مخيم قلندية. ويبدو أن هدف التفكيك مشترك مع الست عشرة دولة التي أوقفت دعم الوكالة بما يعادل 450 مليون دولار. فهل يمكن أن يكون هذا القرار صدفة؟ وهل صدفة أن هذه الدول التي أوقفت تمويل الأونروا هي نفسها التي دعمت الكيان بالمال والسلاح والحماية من المساءلة، ووقعت معه العديد من الاتفاقيات التجارية كشريك مميز ومفضل. لقد وضع الكيان الصهيوني الآن على رأس أولوياته، بالإضافة إلى تدمير مقومات الحياة في غزة، تفكيك أونروا، لما تمثله من شهادة دولية عنوانها "نكبة 1948" وقرار الأمم المتحدة الشهير 194 الذي أقر بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وذرياتهم. يبدو أن الكيان توصل إلى قناعة أن فرصة تدميرها قائمة الآن وإن ضاعت هذه الفرصة فلن تتكرر أبدا.

ولأن الوكالة قد لا تستمر بعد نهاية شهر مارس الحالي أو لغاية الشهر المقبل إن لم يتم حل الأزمة المالية، عقدت الجمعية العامة جلسة خاصة للاستماع إلى المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، يوم الإثنين الماضي، لتقديم تقرير شامل حول أزمة الوكالة. وقد ألقى المفوض العام كلمة مؤثرة وقوية حول التهم الباطلة غير المؤكدة للوكالة والحملة الظالمة لتشويها، محذرا من تفكيك الوكالة الذي أحس به عندما اصطفت الدول الـ16 خلف التهمة الإسرائيلية وتبنتها تماما قبل ظهور نتائج التحقيق. قال لازاريني، إن السلطات الإسرائيلية أخبرته قبل أسبوع من صدور حكم محكمة العدل الدولية أن 12 موظفاً من بين 30 ألف موظف في الأونروا، تدعي أنهم شاركوا في هجمات 7 أكتوبر، مؤكدا أنه لم يتلق أي معلومات أخرى بهذا الشأن منذ ذلك اليوم، ولكن خطورة الادعاءات تطلبت منه القيام بعمل عاجل، فأنهى عقود الموظفين المعنيين من أجل صالح الوكالة، وأطلق الأمين العام فورا عمليتين متوازيتين للتحقق في التهم: تحقيق مستقل يجريه مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، للكشف عن الحقائق بشأن هذه الادعاءات، وبشكل منفصل تجري مراجعة مستقلة لنهج الأونروا بشأن التعامل مع إدارة المخاطر والحياد. ومع هذه التدابير العاجلة والحاسمة، ورغم أن الادعاءات غير موثقة إلا أن 16 دولة علقت تمويلها للأونروا، دون انتظار نتائج التحقيق. الأونروا، كما أشار المفوض العام، غير قادرة على امتصاص الصدمات المالية، خاصة في ظل استمرار الحرب على غزة. فكيف لمن يتباكون على المأساة الإنسانية في غزة، وضرورة زيادة حجم المساعدات، وعدم عرقلة مسيرها وتوزيعها، يقومون بوقف تمويل الجهاز الذي يجلب هذه المساعدات ويوزعها على المحتاجين لأنه أدرى الناس بطبيعة غزة وسكانها.

أعلن لازاريني بكل صراحة ووضوح في كلمته أمام الجمعية وأمام الصحافة، أن محاولة القضاء على الأونروا "لا تتعلق بادعاءات انتهاكات الحياد من عدد من موظفيها، ولكن يوجد خلفها هدف سياسي يتمثل في القضاء على وضع "اللاجئين" وضمان أن تلك القضية لن تكون جزءا من التسوية السياسية النهائية". هذه هي الحقيقة.. المطلوب القضاء على فكرة حق العودة وتعلق الفلسطيني جداً وأباً وحفيداً بوطنه وأرضه وحقله وبيته في فلسطين التاريخية. وما أثار حنق الإسرائيليين أيضا أن الأونروا، أعدت تقريرا داخلياً عن ارتكاب انتهاكات في سجون إسرائيلية ضد غزيين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، وهو ما يساعد في كشف انتهاكات كبرى لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات الإسرائيلية. وقال لازاريني إن الوكالة جمعت هذا التقرير عبر تولي المسؤولية عن الأمور اللوجيستية عند معبر كرم أبو سالم، وإنها ترى المعتقلين العائدين، وبعضهم يعود بعد أسبوعين أو شهرين. وذكر أن معظمهم يعودون مصابين بصدمات بسبب المحنة التي مروا بها. وقد شاركت الوكالة هذا التقرير مع الجهات الحقوقية ذات الصلة التي تتعامل مع قضية الاحتجاز.

إن الهدف الواضح للكيان الصهيوني من حرب الإبادة على غزة هو تدمير القضية الفلسطينية مرة وإلى الأبد، وإفراغ غزة، الشوكة الدائمة في حلق الكيان، من سكانها، وجعل العيش فيها مستحيلا، كي يرحل الناس منها كرها أو طوعا، دفعة واحدة أو بالتقسيط. وبعد الانتهاء من غزة، أو هكذا يحلمون، سينثني جيش الإبادة للتعامل مع الضفة الغربية والقدس وتفريغ العدد الأكبر من السكان والاستيلاء على الأرض. لم تعد الطبقة الإسرائيلية الحاكمة والمتنفذة تنكر أنها لن تسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة تجمع غزة إلى الضفة الغربية بما فيها القدس، وإلغاء الأونروا سيكون الخطة المسبقة والضرورية لتصفية القضية الفلسطينية. لقد ظل لاجئو فلسطين منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 حملة الشعلة ورأس الحربة في مواجهة الاستعمار الاستيطاني الإحلالي في فلسطين وخارج فلسطين. اللاجئ هو حامل الذاكرة والمفتاح والأمل. يربي سواعده وسواعد أبنائه وبناته في المخيمات صانعة البطولة والأبطال استعدادا للمنازلة الكبرى. إن تدمير الأونروا كمقدمة لإلغاء حق العودة سيكون وخيم العواقب، وليس أمام الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية والدول الصديقة والحليفة إلا أن يعملوا معا لإنقاذ الوكالة من أزمتها المالية كي تبقى الوكالة الشاهد على نكبة الشعب الفلسطيني المستمرة والمتواصلة والمتعاظمة منذ 75 عاما إلى أن يتم تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة وتقرير المصير، وليس ذلك ببعيد على شعب البطولات والصمود والصبر.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الأونروا غزة أونروا طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تدمير قبر الشاعر أبو العلاء المعرّي أول الغيث في مطر الجولاني

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

لم يدم طويلاً، القناع ( السلمي )، الذي ارتدته (هيئة تحرير الشام).. ولم تصمد رسائل التطمينات التي قدمها أبو محمد الجولاني – أحمد الشرع – إلى المجتمع الدولي – كما لم تقوَ أيام العسل ( الجولانية) على الوقوف أمام العقيدة السلفية الدموية، والنزعة الإجرامية المتجذرة في اعماق هذا التنظيم الإرهابي.. وفي الوقت نفسه لم تنفع محاولات التحسين والتجميل التي اقترحتها سياسة (الثعلب) اردوغان، والتي ظهرت جلية على لباس الجولاني المدني، وأدائه المتزن، ونبرته الواثقة وهو يتحدث مع ضيوفه في قصر (الشعب) الرئاسي بعد هروب بشار الأسد، رغم أن شكل الرجل بلحيته (الداعشية) وعينيه القاسيتين بدا غريباً وغير متلائم بالمرة مع بدلته المدنية وربطة العنق التي يتراءى لي أنه أُكره أو أُجبر على ارتدائها..فضلاً عن أن الجولاني الذي أوصاه معلموه الأتراك، وشجعه الأمريكيون، على القبول بالجلوس مع النساء (السافرات) سواء أكن من السوريات أو الأجنبيات – لم ينجح بتنفيذ التوصية، بعد أن رفض مصافحتهن رفضاً قاطعاً، فصارت فضيحة مدوية أمام كاميرات العالم، ومثال على ذلك امتناعه عن مصافحة وزيرة خارجية المانيا قبل يومين، الأمر الذي جعل حكومة المانيا تعلق على ذلك بتصريح رسمي قالت فيه ان ” القضية ليست في عدم المصافحة، أو في حقوق المرأة، إنما هي مؤشر على مدى حرية المجتمع السوري تحت سلطة من هذا النوع ” ..!

لذا استطيع القول اليوم، إن الأقنعة والمساحيق المدنية والديمقراطية، لم تثبت كثيراً أمام القوة الآيدلوجية العنفية، والذكورية المتأصلة لدى الجولاني وافراد تنظيمه، إذ سرعان ما سقط المكياج أمام أول امتحان حقيقي يخوضه نظام تحرير الشام ورئيسه .. فالقضية برأيي أكبر من مكياج تشذيب اللحية، أو ارتداء بدلة وربطة عنق.. فمن وعى وتثقف على مؤلفات وأفكار وعقائد ابن تيمية، وتربي على يد عتاة التطرف والكراهية كالزرقاوي والظواهري وابو بكر البغدادي لايمكن أن يصبح (ديمقراطياً) ورجلاً مسالماً و ( حباباً ) بمجرد ان يخلع بدلة القتل، ويرتدى (القاط ) وربطة العنق ..!

قد يتهمني بعض القراء بالتشاؤم، والاستعجال بإطلاق الرأي على الرجل، لكن الحقيقة واضحة وضوح الشمس، فما يجري في سوريا اليوم ينذر بمستقبل مظلم، وأيام سود لهذا البلد المظلوم، وهذا الشعب الجميل الذي يكفيه عذابه ومعاناته على مدى نصف قرن على يد عصابة الأسد، وتكفيه كؤوس المر التي تجرعها في معتقلات المخابرات، و أقبية ( الشبيحة ) والمليشيات وغيرها من مجاميع البعث الفاشية ..

إن الشعب السوري لا يستحق هذا الاضطهاد والاذى والتدمير والوجع المتواصل، فهو الشعب الذي قدم للثقافة والشعر والموسيقى والمسرح العربي والإنساني أعظم الأسماء والرموز الإبداعية.

وما يحصل اليوم في حمص مثلاً، من اغتيالات واختطاف وتغييب، وما يرافق ” الحملة الأمنية ” التي أعلنت عنها إدارة العمليات العسكرية لملاحقة من سمّتهم

” فلول النظام” في ظل محاولات التعتيم وقطع الاتصالات واختلاق المبررات والأكاذيب بحجج واهية، لهو أمر يدعو للأسى، ويكشف أيضاً عن حقيقة هذا التنظيم التكفيري العفن، ويفضح سياسة التسويق والتلميع التي تقودها تركيا وقطر بقوة، وتدعمها أمريكا وبعض دول اوربا .. فمحافظة حمص لم تكن الوحيدة التي تعاني، إنما ثمة محافظات ومناطق أخرى عديدة تعرضت من قبل عناصر هيئة تحرير الشام إلى فوضى وإطلاق نار واستعراضات للقوة، وهجمات واعتداءات على خلفيات طائفية بحتة.

وبحسب مصادر أهلية، فإن مسلحين ملثّمين يتبعون لإدارة العمليات، قاموا بإطلاق النار بشكل كثيف في أحياء المدينة، قبل أن يقوموا بتحطيم أبواب المنازل واقتحامها. كما تم القبض على عدد من الضباط في الجيش المنحل واقتيادهم إلى جهة مجهولة، بعد أن تم الاعتداء عليهم بالضرب أمام السكان، وإذلال بعضهم عبر إجبارهم على تقليد أصوات حيوانات امام عوائلهم وأطفالهم. إن ما جرى بأحياء حمص قد جرى مثله في مناطق الريف، حيث حصلت فيها أعمال انتقام وهجمات مسلحة منظمة، ذهب ضحيتها عدد من المواطنين، بينهم شقيقة وخالة الفنان الشعبي السوري المعروف (بهاء اليوسف). وإذا كانت ( ديمقراطية) الجولاني لا تستوعب مغنياً شعبياً مثل بهاء اليوسف، فكيف ستستوعب فنانين ذوي ألسنة طويلة لاذعة مثل دريد لحام وياسر العظمة و ايمن زيدان وباسم ياخور وغيرهم، وكيف إذاً ستقبل بوقوف فنانات جميلات كميادة الحناوي وأصالة نصري وامل عرفه وغيرهن على مسارح دمشق واللاذقية وغيرها؟!.
وهنا اود أن أستعين بالبيان الذي أصدرته قبل يومين مجموعة ” السلم الأهلي في حمص”وهي مجموعة أنشأتها فاعليات أهلية في المحافظة بعد سقوط نظام الأسد، وذلك «لضمان تعزيز السلم الأهلي في مدينة حمص، وبناء جسور التواصل بين جميع مكوّنات المجتمع بمختلف أطيافهم”، وقد كشفت فيه بعض جوانب الاعتداءات التي يتعرض لها سكان حمص.. وذكر البيان: « أنه تم تسجيل حالات تفتيش للهواتف المحمولة من دون مبرّر قانوني، وتدمير ممتلكات شخصية في حمص، مثل الآلات الموسيقية، وطرح أسئلة بطرق مهينة حول الانتماءات الطائفية. كما تم توثيق العديد من الحالات المشابهة بالصور ومقاطع الفيديو في عدة مناطق مثل شارع محمد الفاضل، و إسكندرون، ومحيط خزان المياه في الزهراء، ومحيط ساحة السبع شجرات في السبيل.

كما تم تسجيل استخدام مفرط للقوة في حالات (تفتيش ) عدة، تم فيها إجبار النساء والرجال على الوقوف بشكل منفصل مع توجيه إهانات لفظية وشتائم إليهم. وفي أحياء أخرى مثل المضابع، سُجلت الكثير من حالات الضرب والشتم لمواطنين ومواطنات، أو شتم بعض النساء لأنهن لم يكنّ يرتدين أوشحة على رؤوسهن، فضلاً عن إطلاق النار في الهواء في الأحياء مع دخول القوات إليها، بطريقة عشوائية تثير الذعر والرعب غير المبرر .

وفيما أكدت المجموعة توثيق حالات فرضت فيها القوات العسكرية على بعض الموقوفين ” إصدار أصوات مشابهة لأصوات بعض الحيوانات، بغرض الحط من قيمتهم كبشر، وهي ممارسات تذكّرنا بممارسات النظام البعثي السابق، وتُعتبر انتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانية” وقد أشار البيان إلى أن المجموعة الأهلية حاولت التواصل مع قادة الهيئة السياسية لتوضيح الموقف ومعالجة هذه التجاوزات، من دون أن تتلقّى أي ردود حتى الآن، كما طالبت بتشكيل فرق مدنية مرافقة للعملية الأمنية، وإدانة الانتهاكات، والتوقيفات، موضحة أنه «تم تسجيل 118 حالة توقيف خلال الحملة في يوم واحد»، مطالبةً بـ«الكشف عن قوائم الموقوفين وإبلاغ ذويهم بأماكن احتجازهم والتهم الموجّهة إليهم».

وتأتي هذه الأحداث بعد نحو أسبوع على مواجهات ذات خلفية طائفية شهدتها بعض المحافظات السورية مثل اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص وبعض مناطق دمشق أيضاً ..

إن تجاوزات واعتداءات عناصر هيئة تحرير الشام لم تتوقف بحق الأبرياء حتى يوم أمس، حيث قام بعض أفراد القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام في كليات (جامعة حماة)، برفض تسليم أوراق الامتحان إلى الطالبات (السافرات ) إلا بعد تقديمهن تعهداً خطياً بارتداء الحجاب بعد انتهاء الامتحانات ..!

لقد حصل هذا مع جميع الطالبات بما في ذلك الطالبات غير المسلمات !. إن هذا النظام التكفيري الذي هدم أمس قبر أبي العلاء المعري، وهو الشاعر الذي أضاء ظلمات الفكر بعبقريته الفذة، رغم أن المعري (سوري )، مولود في حلب ومتوفى فيها أيضاً.. أقول: إن نظاماً غير قادر على استيعاب شعر وفلسفة شاعر متوفى قبل حوالي 1200 سنة، شاعر لم ينتقد جرائم الجولاني، أو يشتم الحاج أردوغان، أو يلعن الشيخ القرضاوي، كيف سيتعامل مع مسرحيات الماغوط الناقدة حد التدمير، أو يتقبل غزليات نزار قباني ، أو يوافق على غناء سارية السواس وفرقتها الغجرية المثيرة؟!.

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • روسيا: تدمير 15 مسيرة أوكرانية فوق 3 مقاطعات
  • تدمير قبر الشاعر أبو العلاء المعرّي أول الغيث في مطر الجولاني
  • نصر عبده: قوى خارجية لا تريد الاستقرار للسودان.. فيديو
  • الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار تستقبل وفدا عن “جيلي”
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام: الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عملية نسف لعددٍ من المنازل
  • تزايد التحذيرات الإسرائيلية من تنامي انخراط الصين في المشاريع الأمنية والعسكرية
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: تأجيل زيارة رئيس الموساد التي كانت مقررة اليوم إلى الدوحة لمواصلة محادثات صفقة التبادل
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: السلطة الفلسطينية سلمت إسرائيل منفذة عملية الطعن التي وقعت أمس في بلدة دير قديس
  • صحافة عالمية: الأونروا تحذر من انهيار اجتماعي وشيك في غزة