صور ترامب ومناصريه.. الذكاء الاصطناعي سلاح يهدد مصير الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
مع بداية سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يحتاج كل مرشح إلى حملة دعائية غير عادية، لأجل ذلك تحتل أدوات الذكاء الاصطناعي AI مركز الصدارة هذا العالم، بعد أن استخدمه البعض لصياغة مزيجا من الواقع والخيال لخلق دعاية قوية، من أجل تشجيع الناخبين على اختيار المرشح الأفضل، ولكنها في الحقيقة تكشف عن قوة الذكاء الاصطناعي في الدعاية الانتخابية.
وأفاد تقرير صادر عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية CCDH، أن أنصار المرشح الرئاسي دونالد ترامب، استخدموا تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مضللة تزامنا مع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة 2024.
أنصار ترامب يستخدمون الذكاء الاصطناعي من أجل تشجيع الأمريكيين على التصويت لصالحه
أكد مركز مراقبة التكنولوجيا، على إن أنصار ترامب تمكنوا من التلاعب بالصور لإنشاء لقطات مزيفة تتعلق بالانتخابات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وأدوات التزييف العميق، على الرغم من قواعد التي تضعها الشركات المطورة لهذه البرامج لمنع مثل هذا المحتوى.
وتشير النتائج إلى أنه على الرغم من تعهدات الشركات التي تقف وراء الأدوات الأكثر شعبية بتقنية الذكاء الاصطناعي، بمعالجة المخاطر المتعلقة بالمعلومات السياسية المضللة المحتملة قبيل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى، إلا أن البعض حاولوا الالتفاف حول القواعد بسهولة لإنشاء صور مضللة، لذلك سيتعين على هذه الشركات اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان عدم إمكانية التلاعب بأدواتها.
ولذلك، قام باحثو CCDH، باختبار 4 من أكبر منصات الذكاء الاصطناعي وهي Midjourney، ودريم استوديو التابع لشركة "Stability"، وChatGPT Plus من "أوبن أيه آي"، وبرنامج "صانع الصور" من مايكروسوفت، ووجدوا أنه يمكن مطالبة كل أداة بإنشاء صور مضللة تتعلق إما بالمرشحين الرئاسيين الأمريكيين أو بأمن التصويت.
وعلى الرغم من أن جميع الشركات المالكة للبرامج الأربعة، تحظر إنشاء صور مضللة للسياسيين، لمنع استخدام أدواتها في نشر معلومات مضللة عن الانتخابات، قد نجحت جهود أنصار "ترامب" في إنتاج صور خادعة متعلقة بالانتخابات بنسبة 41 % من الحالات.
وتظهر الصور المضللة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تم التلاعب بها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، الرئيس الأمريكي السابق مع ناخبين سود، من أجل تشجيع الأمريكيين من أصل أفريقي على التصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، كما انتشرت خلال الأسبوع الماضي، صورة أخرى لـ ترامب بعد أن اعتقاله الشرطة.
ويشير تقرير مركز مكافحة الكراهية الرقمية CCDH إلى التهديد الذي يمثله الذكاء الاصطناعي، والذي يمكن أن ينتشر بشكل كبير في العديد من المجالات لخداع الملايين من الأشخاص بأحداث ليست حقيقة، ووفقا لقاعدة بيانات عامة، أنشأ مستخدمو Midjourney بالفعل صورا مضللة محتملة، بما في ذلك صور مزيفة لبايدن وهو يسلم أموالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب يلعبان الجولف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووجد الباحثون أيضا بعض الأدلة على وجود ارتفاع كبير في الصور المضللة المحتملة التي تصل إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، وعلى منصة إكس (تويتر سابقا)، انتشرت الصورة المعدلة بالذكاء الاصطناعي بمتوسط 130٪ شهريًا خلال العام الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب التزييف العميق الانتخابات الرئاسیة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
«من أين تجد الوقت؟» - لسنوات طويلة، عندما كنتُ أُعلن لأصدقائي عن صدور كتاب جديد لي، كنتُ أستقبل هذا السؤال كوسام فخر.
خلال الأشهر الماضية، أثناء الترويج لكتابي الجديد عن الذكاء الاصطناعي «إلهيّ الملامح* (God-Like)، حاولتُ ألّا أسمع في الكلمات ذاتها نبرة اتهام خفيّة: «من أين تجد الوقت؟» -أي أنّك لا بدّ استعنتَ بـ ChatGPT، أليس كذلك؟
الواقع أنّ مقاومة المساعدة من الذكاء الاصطناعي أصبحت أصعب فأصعب. مُعالج الكلمات الذي أستخدمه صار يعرض عليّ صياغة الفقرة التالية، أو تنقيح التي سبقتها.
عملي في مؤسسة بحثيّة تستكشف آثار الذكاء الاصطناعي في سوق العمل البريطاني يجعلني أقرأ يوميا عن تبعات هذه الثورة التقنيّة على كل مهنة تقريبا. وفي الصناعات الإبداعيّة، يَظهر الأثر بالفعل بصورة هائلة.
لهذا السبب، وبعد أن انتهيتُ من الكتاب، أدركتُ أنّ أصدقائي كانوا مُحقّين: يجب أن أواجه السؤال الحتمي مباشرة وأُقدّم إفصاحا كاملا. احتجتُ إلى «بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي» يُطبع في صدر كتابي.
بحثتُ في الإنترنت متوقعا أن أجد نموذجا جاهزا؛ فلم أجد شيئا. فكان عليّ أن أضع قالبا بنفسي. قرّرتُ أن يشمل الإفصاح أربع نقاط رئيسيّة:
1- هل وُلد أي نصّ باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
2- هل جرى تحسين أي نصّ عبر الذكاء الاصطناعي؟ - مثل اقتراحات «غرامرلي» لإعادة ترتيب الجمل.
3- هل اقترح الذكاء الاصطناعي أي نص؟ ـ على غرار طلب مخطَّط من ChatGPT أو استكمال فقرة استنادا إلى ما سبق.
4- هل صُحِّح النصّ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ وإذا كان كذلك، فهل قُبلت الاقتراحات اللغوية أم رُفضت بعد مراجعة بشرية؟
بالنسبة لكتابي، جاءت الإجابات: 1) لا، 2) لا، 3) لا، 4) نعم – مع اتخاذ قرارات يدوية بشأن ما أقبله أو أرفضه من تصحيحات إملائية ونحويّة. أعترف بأنّ هذا النموذج ليس كاملا، لكنّي أقدّمه أساسا يمكن تطويره، على غرار رخصة «كرييتف كومونز» في عالم الحقوق الرقمية.
أردتُ أن أضمّنه لتعزيز نقاش صريح حول الأدوات التي يستخدمها الناس، لا سيّما أنّ الأبحاث تبيّن أنّ كثيرا من استعمالات الذكاء الاصطناعي تتمّ خِفية. ومع تصاعد ضغط العمل، يخشى البعض إبلاغ رؤسائهم أو زملائهم أنّهم يعتمدون أدوات تُسرِّع بعض المهام وتمنحهم فسحة للتنفّس.. وربّما وقتا للإبداع. فإذا كان ما يدّعيه إيلون ماسك صحيحًا ـ بأنّ الذكاء الاصطناعي سيُحلّ «مشكلة العمل» ويُحرّرنا لنزدهر ونبدع ـ فنحن بحاجة إلى الشفافية منذ الآن.
لكن، بصفتي كاتبا يعتزّ بمهنته، أردتُ كذلك بيان الشفافية بسبب لقاء ترك في نفسي قلقا عميقا. اجتمعتُ مع شخص يعمل لدى جهة تنظّم ورشا وملتقيات للكتابة، وسألتُه: كيف تفكّرون في التعامل مع شبح الكتابة التوليدية؟ فأجاب: «أوه، لا نرى أنّ علينا القلق من ذلك».
وأنا أعتقد أنّنا بحاجة ماسّة للقلق. إلى أن نمتلك آلية حقيقية لاختبار أصل النص ـ وهو أمر بالغ الصعوبة ـ نحتاج على الأقل وسيلة تُمكّن الكتّاب من بناء الثقة في أعمالهم بالإفصاح عن الأدوات التي استخدموها.
ولكي أكون واضحا: هذه الأدوات مدهشة ويمكن أن تُصبح شرارة شراكة إبداعيّة. ففي أغسطس 2021 نشرت فاوهيـني فـارا مقالة في مجلة The Believer كتبتها بمساعدة نسخة مبكرة من ChatGPT، فجاءت قطعة عميقة ومبتكرة عن وفاة شقيقتها. بيان الشفافية الخاص بها سيختلف عن بياني، لكن ذلك لا ينتقص من عملها، بل يفتح أفقا لإمكانات خَلّاقة جديدة.
عندما نستثمر وقتا في قراءة كتاب، فإنّنا ندخل علاقة ثقة مع الكاتب. والحقيقة أنّ قلّة من أصحاب شركات التقنية تلاعبوا بفعل بروميثيوس ومنحوا هدية اللغة للآلات مجانًا، وهو ما قوّض تلك الثقة التاريخيّة. لا أشك أنّ ذكاء اصطناعيا سيؤلّف عمّا قريب كتابًا «رائعًا» – لكن هل سيهتمّ أحد؟ سيكون التصفيق فاتِرًا. سيُشبه ألماسة مختبرية بلا شوائب: حيلة مُتقنة، نعم، لكنها ليست فنا.
في هذا الواقع الجديد، يقع على عاتق الكُتّاب أن يُثَبّتوا ثقة القارئ في «أصالة جواهرهم» عبر الشفافية حيال الكيفيّة التي نُقّبت بها تلك الجواهر. تجاهُل السؤال بدعوى أنّ الكتابة حِرفة نبيلة لا تستدعي إجراءات ثقة هو، برأيي، سذاجة خالصة.
كما أشرح في كتابي، فإنّ الذكاء الاصطناعي ـ شأنه شأن القنبلة الذرية ـ ابتكار بشري فائق القوّة، لا خيار لنا إلا تعلّم التعايش معه. أن نكون صريحين بما في ترسانتنا خطوة صغيرة لتجنّب سباق تسلّح أدبيّ لا يجرّ إلا إلى الارتياب والانقسام.
كيستر بروين كاتب ورئيس قسم الاتصالات في معهد مستقبل العمل.
عن الجارديان البريطانية
تم ترجمة النص باستخدام الذكاء الاصطناعي