مصر تبدأ مرحلة اقتصادية جديدة بعد التعويم الرابع .. ما ملامحها؟
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
تعهدت مصر بانتهاج سياسة اقتصادية متكاملة جديدة لتجنب عدم تكرار الأزمة الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية وتسببت في تراجع حاد للجنيه المصري بأكثر من 300% منذ نحو عامين ووجود أكثر من سعر للدولار مقابل الجنيه، وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تاريخية.
ورضخت الحكومة المصرية لشروط صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين و الإقليميين وخفضت قيمة العملة المحلية 60%، من أجل توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء وخلق سعر واحد فقط للعملة وإيقاف المضاربة عليها، رغم تعهد السلطات قبل شهور بعدم الرضوخ لمطالب التعويم بسبب مخاوف من انفجار الأسعار.
وتقول مواقع ومؤسسات مالية أن مصر قبل أيام كانت قريبة جدا من حافة "كارثة اقتصادية" قبل أن حصولها على أكثر من 50 مليار دولار استثمارات وقروض من الإمارات وصندوق النقد والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي مع احتمال ورود المزيد من السعودية.
المرحلة الجديدة من الاقتصاد المصرية حددتها الحكومة في عدة توجهات، أبرزها:
-زيادة الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة للدولة المصرية.
-خفض الدين المحلي والأجنبي، تخفيض معدلات التضخم.
-ضمان تدفق استثمارات أجنبية مباشرة بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
-عودة القطاع الخاص ليكون المساهم الأصلي والأكبر في إجمالي الاستثمارات الكلية.
-استهداف معدل نمو الاقتصاد المصري بأرقام عالية (لم تحدد).
-ترشيد وحوكمة الإنفاق، توافر فرص عمل للشباب المصري.
من شأن القرارات الأخيرة الانتقال إلى اقتصاد حر واستعادة ثقة المستثمرين والمؤسسات الدولية، لكن الحكومة سوف يتعين عليها بعد قرار التعويم إعادة تسعير الخدمات والسلع التي يدخل بها مكون أجنبي مستورد كالطاقة والوقود والقمح والزيت وأيضا سترتفع أسعار جميع السلع التي يدخل في إنتاجها مكون مستورد.
من جانبها كشفت بعثة الصندوق الدولي إلى مصر إلى أن المناقشات السياسات وإصلاحات البرامج تركزت حول ستة محاور:
-اتخاذ السلطات خطوات حاسمة للتحرك نحو نظام سعر صرف مرن وموثوق.
-تشديد السياسة النقدية بشكل إضافي لخفض التضخم، وعكس اتجاه الدولرة الأخير.
- ضبط الأوضاع المالية للحفاظ على القدرة على تحمل الديون.
-صياغة إطار جديد لإبطاء الإنفاق على البنية التحتية بما في ذلك المشروعات التي عملت حتى الآن خارج نطاق الرقابة على الميزانية العادية
-اتفاق السلطات على الحاجة إلى توفير ما يكفي مستويات الإنفاق الاجتماعي لحماية الفئات الضعيفة.
-تنفيذ سياسة ملكية الدولة والإصلاحات الرامية إلى تكافؤ الفرص أمرًا أساسيًا لإطلاق العنان لنمو القطاع الخاص.
ستكون تلك المطالب تحت رقابة دولية، بحسب صندوق النقد الدولي سيلعب شركاء مصر الدوليون والإقليميون دورًا حاسمًا في تسهيل تنفيذ سياسات السلطات وإصلاحاتها، مشيرا إلى وضع اللمسات الأخيرة على حزمة الإصلاح لدعم استكمال المراجعتين الأولى والثانية بموجب ترتيبات تسهيل الصندوق الممدد، ومن المتوقع عقد اجتماع لمجلس الإدارة قبل نهاية آذار/مارس .
ملامح الاقتصاد المرحلة القادمة
يعتقد خبير أسواق المال، الدكتور وائل النحاس، أن "أهم ملامحه التحول نحو الاقتصاد الحر وهو وصفة أمريكية وليست مصرية، نحن نتحدث عن تأجير الموانئ وتأجير المطارات وبيع الشركات وانسحاب الحكومة من الاقتصاد وتعزيز دور الاقتصاد الخاص، ولكن الاقتصاد الحر لا يناسب مصر لأنه يحتاج إلى دول بها مؤسسات رقابية للمحاسبة والمساءلة ولكن في دول لا يوجد بها حساب لن يجدي، بالتالي الحل هو أن تكون مصر دولة مؤسسات".
مضيفا لـ"عربي21": "البرنامج الاقتصادي المقبل هو قبول شروط صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين، ولم تعلن مصر عن سياسة جديدة، والتعويم هو شر لا بد وصلت له مصر نتيجة تراكم سياسات اقتصادية خاطئة وأعطانا العالم ظهره ولا توجد وسيلة للاقتراض أو الاستدانة إلا بشروطه وإملاءاته وصفقة رأس الحكمة هي من أجل تحريك المياه الراكدة وليست حلا للأزمة".
وأوضح النحاس أن "طبيعة المرحلة المقبلة ليس الإنتاج لأنه يحتاج إلى سنوات من تضافر الجهود والعمل، ولكن المطلوب الآن هو تحقيق استقرار اقتصادي وتهدئة المخاوف، والمرحلة المقبلة البدء في حل المشاكل وتحسين الأداء في سوق الصرف واستعادة الثقة في النظام المصرفي ودخول الدولارات في القنوات الرسمية وتوفير الدولار في البنوك، وتشجيع الناس على التخلي عن حيازة الدولار بإعادة الثقة و طمأنتهم بسياسات مستقرة من أجل تقليل العجز والفجوة ومن ثم الالتفات إلى العمل والإنتاج وزيادة الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية".
غرق الاقتصاد المصري
فند الباحث الاقتصادي، إلهامي الميرغني، ما أسماه "تورط الحكومة المصرية قروض جديدة، وتعويم الجنيه ورفع أسعار الفائدة يعني غرق مصر في أزمة ديون ممتدة، ولا معنى لاجتماع الحكومة مع وجود الدائنين سوى أنها كارثة، والقروض الأخيرة سوف ترفع حجم الدين إلى 180 مليار دولار تم اقتراضها بأقل من 20 جنيها وسوف تقوم بسدادها بأكثر من 50 جنيها وهذا خراب اقتصادي".
وعن ملامح المرحلة الاقتصادية المقبلة أوضح، لـ"عربي21": "المزيد من بيع أصول وشركات الدولة، ورهن الاقتصاد لسداد الديون، هذا ليس تحرر للاقتصاد المصري كما تروج الحكومة إنما وضع الأغلال حول قدميه، القادم هو المزيد من الديون والاقتراض، وما يقال عن جذب الاستثمار الأجنبي، وزيادة نشاط القطاع الخاص هي مجرد أكاذيب".
واستبعد الميرغني أن تنعكس الإجراءات الاقتصادية على تحسين بيئة ومناخ الاقتصاد، مؤكدا أن "مصر لا يوجد بها موارد دولارية تكفي وتغطي احتياجات البلاد من الخارج وسداد الديون وأقساطها، نحن نستورد أضعاف من نصدره، ومواردنا الدولارية كلها من الخارج وليس إنتاجية وخدمية وتعتمد على التغيرات الجيوسياسية مثل السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج، لذا ل أتوقع أي تحولات جذرية للأفضل إنما أتوقع المزيد من تكبيل الاقتصاد واتباع نفس السياسات الاقتصادية والنقدية والمالية المعتادة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر اقتصادية الجنيه دولار مصر اقتصاد السيسي دولار جنيه المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المزید من
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد الدولي يمنح المغرب تمويل بـ 496 مليون
زنقة 20. الرباط
وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على منح المغرب 496 مليون دولار برسم الدفعة الثالثة لآلية الصلابة والاستدامة.
وأوضح صندوق النقد الدولي، في بلاغ صدر اليوم الثلاثاء بواشنطن، أن الاقتصاد المغربي واصل إظهار قدرته على الصمود، على الرغم من اجتيازه سنة أخرى من الجفاف، متوقعا أن يتسارع النمو، على المدى المتوسط، بفضل الاستثمارات الهامة ومواصلة الإصلاحات الهيكلية.
ويرفع هذا التمويل الجديد إجمالي المبلغ المخصص لهذا البرنامج إلى حوالي 1.24 مليار دولار.
وأورد البلاغ عن نائب المديرة العامة للصندوق ورئيس مجلسه التنفيذي بالنيابة، كينجي أوكامورا، قوله إن الاقتصاد المغربي “واصل إظهار المرونة في مواجهة الصدمات السلبية، مما يشهد على قوة السياسات والأطر الاقتصادية للبلاد”.
وأضاف أنه “على الرغم من الموجة الجديدة للجفاف، لم يتباطأ النشاط الاقتصادي إلا بشكل طفيف، ليناهز 3.2 بالمائة في 2024، مقابل 3.4 بالمائة سنة 2023، بفضل الطلب الداخلي القوي. ومن المرتقب أن يتسارع الناتج الداخلي الخام ليبلغ حوالي 3.7 بالمائة خلال السنوات المقبلة، بفضل دورة جديدة من مشاريع البنيات التحتية ومواصلة تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية. هذه الإصلاحات تعد أساسية من أجل تعزيز النمو، وجعله أكثر صمودا وقدرة على إحداث الوظائف وأكثر شمولا”.
وحسب المؤسسة المالية الدولية، فإن العجز الجاري تفاقم بشكل طفيف، فيما ظل معدل البطالة مرتفعا، وناهز 13 بالمائة، لاسيما بفعل فقدان الوظائف في القطاع الفلاحي.
من جانب آخر، يرتقب أن يتسارع نمو الناتج الداخلي الخام ليبلغ حوالي 3.7 بالمائة خلال السنوات المقبلة، مدعوما بسلسلة جديدة من مشاريع البنيات التحتية ومواصلة تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية.
وأشار البلاغ إلى أن التضخم واصل التراجع خلال 2024، بفضل تخفيف تأثير صدمات العرض، مما دفع بنك المغرب إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي مرتين، في يونيو ودجنبر، فيما واصل سعر الدرهم التطور ضمن نطاق التقلب بنسبة تراوح 5 بالمائة.
وتحسن عجز الميزانية بوتيرة أكبر من المتوقع برسم ميزانية 2024. ووصل العجز الإجمالي لسنة 2024 إلى 4.1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، أي أقل بحوالي 0.2 بالمائة من المتوقع. واعتبر صندوق النقد الدولي أن هذا التحسن يعكس ارتفاع المداخيل الجبائية بنسبة أعلى من المتوقع، مما عوض الزيادة في الإنفاق. وينص إصلاح قانون المالية الأساسي على إدراج قاعدة ميزانياتية جديدة لتحديد مسار الاستدانة على المدى المتوسط.
كما تواصل تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الذي تم الإعلان عنه. وتم اتخاذ تدابير جديدة لإعادة هيكلة المقاولات العمومية، وتفعيل صندوق محمد السادس للاستثمار وتنفيذ الميثاق الجديد للاستثمار.
وحسب صندوق النقد الدولي، فقد “واصل المغرب إحراز تقدم نحو تعزيز صموده في وجه التغير المناخي في إطار تسهيل الصلابة والاستدامة. وتهدف التدابير التي تم تنفيذها في إطار المراجعة الثالثة للاتفاق إلى حماية موارد المياه الجوفية بشكل أفضل، وتمهيد الطريق لتغيير تعريفة المياه، وتحسين الإطار التنظيمي لسوق الكهرباء لتشجيع إنتاج القطاع الخاص للطاقة المتجددة، وتقوية قدرة الأنظمة المالية على الصمود في مواجهة المخاطر المتعلقة بتغير المناخ”.