كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": فوجئت كتلة «الاعتدال الوطني» بأن ردود الفعل الإيجابية على مبادرتها التي أطلقتها لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية لا توحي بأن الطريق سالكة سياسياً لانتخابه، برغم الترحيب الإعلامي الذي قوبلت به من معظم الكتل النيابية التي أبدت استعدادها للانخراط في اللقاء التشاوري الذي دعت إليه للتوافق على خريطة الطريق المؤدّية إلى إنهاء الشغور الرئاسي.


وبصرف النظر عن مضامين المداولات التي جرت بين كتلة «الاعتدال» والكتل النيابية لتأمين النصاب النيابي الجامع لتسهيل انعقاد اللقاء التشاوري، فإن توجّه قوى المعارضة، باستثناء حزب «الكتائب»، للمشاركة في اللقاء التشاوري إلى جانب كتلة «اللقاء الديمقراطي»، كان وراء إحراج الكتل النيابية المنتمية إلى محور الممانعة، التي كانت تراهن على أن الرفض سيأتي من المعارضة، ما يعفيها من الإحراج.
لكن محور الممانعة أخطأ في تقديره لموقف المعارضة، ما اضطره للدخول مباشرة على الخط لتعطيل المبادرة التشاورية وعدم الانخراط فيها، لقطع الطريق على احتمال توصل المشاورات إلى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث، باستبعاد رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور من السباق إلى رئاسة الجمهورية، إفساحاً في المجال أمام التوافق على مرشح يقف على مسافة واحدة من محور الممانعة والمعارضة، ويتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة «الخماسية».
في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية أن لقاء كتلة «الاعتدال» مع كتلة «الوفاء للمقاومة» الناطقة بلسان «حزب الله» لم يحقق أي تقدّم، وانتهى كما بدأ، لأن لدى الحزب مجموعة من الهواجس، وهو في حاجة لمزيد من الوقت قبل أن يقول كلمة الفصل في دعوته للانخراط في التشاور لوضع حد لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية.
وكشفت المصادر النيابية أن الحزب باقٍ على موقفه بدعم ترشيحه فرنجية، وبالتالي ليس في وارد التخلي عن دعمه لصالح البحث عن رئيس توافقي يصنّف على خانة الخيار الرئاسي الثالث، وقالت إن مثل هذا الخيار يدفعه إلى التوجّس والتمهّل في تحديد موقفه، وهو لن يبدّل خياراته الرئاسية لقطع الطريق على انتخاب رئيس لا يوفر الحماية للمقاومة ولا يطعنها في الظهر، وهذا ما ينطبق على المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس العتيد.
ولفتت إلى أن تريّث الحزب في تحديد موقفه لم يأتِ من فراغ، وجاء متناغماً إلى حد بعيد مع تريّث كتلة تيار «المردة»، وتكتل «التوافق الوطني»، الذي يضم النواب فيصل كرامي، وطه ناجي، وعدنان الطرابلسي، وحسن مراد، ومحمد يحيى، في تحديد موقفهما، بذريعة أنهما في حاجة لمزيد من الوقت لدراسة العرض الذي قدّمته لهما كتلة «الاعتدال».
وسألت المصادر نفسها عن الأسباب الكامنة وراء تريّث كتلتي «المردة» و«التوافق الوطني» في تحديد موقفهما من دعوتهما للقاء تشاوري، وهل لتريثهما علاقة مباشرة بما يتردد أنهما لا يريدان حرق المراحل ويفضّلان التمهّل ريثما يقول «حزب الله» كلمته بعد استقباله كتلة «الاعتدال» في ختام لقاءاتهما بالكتل النيابية؟
وما يزيد من ارتفاع منسوب الهواجس لدى الحزب يكمن في أن تحرك كتلة «الاعتدال» يلقى، كما يقول عدد من نوابها، كل تأييد من «الخماسية» التي تبارك كل حراك لبناني يراد منه تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار أن «الخماسية» تشكل مجموعة دعم ومساندة للمحاولات الرامية إلى إخراج انتخاب الرئيس من التأزم.
ويبقى السؤال؛ هل تأتي مبادرة كتلة «الاعتدال» في سياق ملء الفراغ في الوقت الضائع، في حال تيسّر انعقاد اللقاء التشاوري العالق مصيره على ما سيؤول إليه اجتماعها غداً السبت برئيس المجلس النيابي نبيه بري، لإطلاعه على خلاصة ما توصلت إليه في لقاءاتها النيابية لتسويق مبادرتها، في وقت يبدو، حتى إشعار آخر، أنه لم يحن أوان إدراج انتخاب الرئيس على جدول أعمال الناخبين المحليين، ريثما تعاود «الخماسية» تحركها لوضع إنجاز الاستحقاق الرئاسي على نار حامية
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللقاء التشاوری فی تحدید

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان

التقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم معالي مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق الشقيق، وذلك على هامش أعمال اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات 2025 في دبي.
وتناول اللقاء مجمل العلاقات الثنائية وتطورها الإيجابي في ضوء الرغبة المشتركة في اكتشاف مسارات جديدة تعزز التعاون البنّاء في مختلف المجالات، مع تأكيد أهمية العمل على تعزيز مستويات التبادل التجاري والسياحي وتشجيع الاستثمار وتهيئة المناخ المحفّز للمستثمرين، بما يدعم أهداف التنمية الشاملة والمستدامة للطرفين، ويخدم مصالحهما ويحقق طموحاتهما للمستقبل.
كما تطرّق اللقاء لأهمية النقاشات التي تحتضنها القمة العالمية للحكومات وما تسعى إلى تحقيقه من حشد التعاون ومضافرة الجهود من أجل تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، والاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف مسارات التطوير، لتأكيد قدرة شعوب العالم على تخطي التحديات الراهنة وصُنع المستقبل الذي تنشده، والوصول إلى ما تصبو إليه من مستويات أرحب من النمو والازدهار.
كذلك استعرض الجانبان أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وعدداً من الموضوعات محل الاهتمام المشترك.
حضر اللقاء سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتقنيات العمل عن بُعد، ومعالي عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومعالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، ومعالي هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد يبحث مع رئيس كولومبيا العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين حكومات العالم حمدان بن محمد يبحث مع رئيس سيشل سبل تعزيز الشراكة دعماً لأهداف التنمية المستدامة القمة العالمية للحكومات 2025 تابع التغطية كاملة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أوّل إطلالة لسلام.. هكذا تم متابعتها إعلاميا
  • شايب يؤكد على العناية السامية التي يوليها رئيس الجمهورية للعنصر الشبابي
  • حمدان بن محمد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان
  • منصور بن زايد يبحث تعزيز التعاون مع رئيس مجلس الوزراء في قرغيزستان
  • الأقاليم النيابية تطالب بوثيقة تخرج رئيس مجلس محافظة نينوى
  • نتانياهو انتهى سياسياً!
  • سفير اليمن لدى جمهورية المانيا الاتحادية يؤدي اليمين الدستورية امام رئيس مجلس القيادة الرئاسي
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • رئيس الحكومة بعد لقائه المبعوث الرئاسي الجزائري: نتمنى تعزيز العلاقات بين البلدين
  • كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي تتقدم بمقترح لتعديل قانون الجرائم الالكترونية