لجنة نيابية أميركية تقر مشروع قانون من شأنه حظر تيك توك في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أقرت لجنة "قوية" في مجلس النواب الأميركي، الخميس، مشروع قانون يمكنه أن يؤدي، في حال إقراره في الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) إلى حظر استخدام تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة في حال لم يقطع التطبيق علاقاته مع شركة "بايت دانس" (ByteDance) الصينية، وسط مخاوف من التجسس، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن".
وقال المشرعون في لجنة الطاقة والتجارة، الذين منحوا الضوء الأخضر لمشروع القانون بعد ظهر الخميس بعد أشهر من المفاوضات، إن القصد منه ليس التخلص من "تيك توك"، بل منع شركة صينية من الوصول إلى مجموعات كبيرة من البيانات الأميركية، وفق ما نقلته شبكة "سي إن بي سي"، التي أكدت أن اللجنة صوتت بأغلبية 50 صوتا مقابل 0 لتقديم مشروع القانون إلى مجلس النواب بكامل هيئته.
وإذا تم سنه، فسيمنح مشروع القانون "بايت دانس" 165 يوما، أي أكثر من خمسة أشهر، لبيع "تيك توك". إذا لم يتم سحبها بحلول ذلك التاريخ، فسيكون من غير القانوني لمشغلي متجر التطبيقات مثل "آبل" و"غوغل" إتاحتها للتحميل في الولايات المتحدة، كما يقترح مشروع القانون أيضا فرض حظر مماثل على التطبيقات الأخرى "التي تسيطر عليها شركات أجنبية معادية"، وفق ما نقلته "سي إن إن".
ويقدر عدد مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة حوالي 170 مليون شخص، وفق "سي إن إن".
والآن وبعد أن وافقت اللجنة على مشروع القانون، سيتوجه "تشريع تيك توك" إلى التصويت الأسبوع المقبل، حسبما قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، مساء الخميس.
أما مصيره فهو أقل وضوحا في مجلس الشيوخ، وفقا لـ "سي إن إن" حيث لا يوجد مشروع قانون مُصاحِب له، ولم تقدم الرئيسة الديمقراطية للجنة التجارة في مجلس الشيوخ، السيناتورة عن واشنطن، ماريا كانتويل، التزاما حازما بالمضي قدما في الاقتراح، وفق تعبير الشبكة.
وقال كانتويل في بيان لـ "سي إن إن": "سأتحدث مع زملائي في مجلسي الشيوخ والنواب لمحاولة إيجاد طريق للمضي قدما يكون دستوريا ويحمي الحريات المدنية".
"حملة ضغط" من تيك توكوتشن "تيك توك" حملة ضد مشروع القانون، بما في ذلك محاولة تعبئة قاعدة مستخدميها.
وقد قدمت الشركة لبعض المستخدمين نوافذ منبثقة بملء الشاشة ضمن التطبيق تحذر من أن مشروع القانون "يجرّد 170 مليون أميركي من حقهم الدستوري في حرية التعبير".
وجاء في الإخطار، الذي راجعت "سي إن إن" نسخة منه: "سيؤدي هذا إلى الإضرار بملايين الشركات، وتدمير سبل عيش عدد لا يحصى من المبدعين في جميع أنحاء البلاد، وحرمان الفنانين من الجمهور".
وتختتم الدعوة إلى الضغط على رابط يدفع المستخدمين إلى الاتصال بأعضاء الكونغرس والتعبير عن معارضتهم لمشروع القانون.
وقال العديد من موظفي الكونغرس لشبكة "سي إن إن"، الخميس، إن مكاتب مجلس النواب تغمرها المكالمات الهاتفية، بالمئات في بعض الحالات، وسط الحملة.
وذكرت الشبكة ذاتها أن العديد من المكالمات يبدو وأنها تأتي من المراهقين وكبار السن، ويبدو أن بعضهم "مرتبك" بشأن سبب اتصالهم بالضبط أو لماذا قد يكون "تيك توك" معرضا للخطر، حسبما قال أحد مساعدي الحزب الجمهوري لشبكة "سي إن إن".
وفي منشور على إكس، رفضت "تيك توك" ادعاءات المشرعين بشأن التشريع.
وكتبت الشركة: "هذا التشريع له نتيجة محددة مسبقا: حظر كامل لـ 'تيك توك' في الولايات المتحدة .. تحاول الحكومة تجريد 170 مليون أميركي من حقهم الدستوري في حرية التعبير. سيؤدي ذلك إلى الإضرار بملايين الشركات، وحرمان الفنانين من الجمهور، وتدمير سبل عيش عدد لا يحصى من المبدعين في جميع أنحاء البلاد".
وخلال جلسة الخميس، رفض النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، دان كرينشو، الانتقادات بأن المشرعين لم يفهموا التكنولوجيا التي كانوا يحاولون تنظيمها.
وقال كرينشو: "ليس لأننا كبار في السن، وعابسون، ولا نفهم تيك توك، وكيف يمكن استخدامه في عملك، وكيف تستخدمه للتواصل مع أصدقائك.. لقد كنت على وسائل التواصل الاجتماعي قبل وقت طويل من ظهور أي من أفراد الجيل 'زي' الذين يشعرون بالجنون بشأن تيك توك. أفهم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة مجلس النواب سی إن إن فی مجلس تیک توک
إقرأ أيضاً:
جبالي: مجلس النواب لن يدخر جهدا في مناقشة قانون الإجراءات الجنائية بكل دقة
قال الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب في كلمته خلال الجلسة العامة لمجلس النواب المنعقدة الآن بمناسبة بدء مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية من حيث المبدأ.
يسعدني أن أشارككم اليوم بضع كلماتٍ حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية، هذا المشروع الذي يعد بحق وثيقةً قانونيةً تستلهم روح العصر، ومبادئ الدستور الذي يمثل تعبيرًا عن إرادة شعب مصر العظيم، وترتكز على الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كما تعكس توجهاتنا جميعًا في بناء مجتمعٍ يعلي من شأن العدالة ويؤمن بحقوق الإنسان والمواطن.
وأود بدايةً أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى اللجنة الفرعية - المنبثقة عن لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية - التي عملت على إعداد مسودة هذا المشروع بقانونٍ، والذي تبنته الحكومة فيما بعد، فجهود اللجنة الموقرة كانت مثمرةً، وساهمت بشكلٍ فعالٍ في وضع الأساس الصلب الذي سنبني عليه اليوم، كما أخص بالشكر اللجنة المشتركة - من لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية ومكتب لجنة حقوق الإنسان -على ما بذلته من جهدٍ استثنائيٍ في أداء مهامها التشريعية خلال الإجازة البرلمانية، متفانيةً من أجل تيسير الوصول إلى هذا النص الماثل بين أيدي حضراتكم.
وأضاف جبالي لا يسعني في هذا المقام إلا أن أشيد بالدور الكبير الذي قامت به الجهات المعنية بالقانون والعدالة وحقوق الإنسان، والتي شاركت في صياغة ومناقشة مسودة مشروع القانون، ومنها: مجلس القضاء الأعلى، النيابة العامة، مجلس الدولة، مجلس الشيوخ، وزاراتا العدل وشؤون المجالس النيابية والقانونية والتواصل السياسي، المجلس القومي لحقوق الإنسان، نقابة المحامين، ونادي قضاة مصر، والتي كان لخبرة ممثليها ودعمهم الأثر الكبير في إثراء النقاشات القانونية، حيث أبدوا تعاونًا صادقًا ومساهمةً جادةً في بلورة مشروع القانون، وجاءت رؤيتهم نابضةً بالحرص على تحقيق العدالة.
كما أتوجه بالشكر العميق لمؤسسات المجتمع المدني، العامة والخاصة، والتي كان لها ملاحظات حول مشروع القانون، حيث أثرت تلك المؤسسات النقاشات برؤًى تعزز روح التعاون بين الجميع وتثري مناهجنا التشريعية.
وفي سياقٍ متصل، رحب مجلس النواب بكل الملاحظات والأفكار والرؤى التي أبداها المواطنون والجهات كافة حول مشروع القانون، وعكفت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية على دراستها والرد عليها، بما يكفل احترام أحكام الدستور وعدم الخروج عليه، وتحقيق المصلحة العليا للوطن.
وأكد جبالي، أن هذا المشروع شهد تفاعلًا واسعًا، وتنوعت حوله الآراء والرؤى، بين مؤيدٍ يثني على ما فيه من حمايةٍ لحقوق الأفراد وكرامتهم، ومعارضٍ يرى فيه ملامح تحتاج إلى مراجعةٍ وتعديلٍ، وهذا التنوع في وجهات النظر يعبر عن حيوية مجتمعنا، وعن تلك الروح البناءة التي تسود حوارنا المجتمعي، فاختلاف الرأي في التشريع ليس عيبًا، بل هو إثراء للديمقراطية.
وقال جبالي يود مجلس النواب أن يطمئن الجميع أنه لن يدخر جهدًا في دراسة هذا المشروع بكل دقةٍ وتأن، لضمان خروجه بصياغةٍ تشريعيةٍ رصينةٍ ودقيقةٍ، تتفق مع المعايير الدستورية والتشريعية الوطنية، كما تتماشى مع التزامات مصر الدولية، وتواكب التطورات المجتمعية الآنية، مع استمرار حرص المجلس على تلقي آراء الجميع أثناء مناقشة مشروع القانون.
ونؤكد للجميع، من مؤيدين ومعارضين لمشروع القانون، أننا قد طوينا مرحلةً طويلةً من النقاش، وما زال أمامنا مراحل عديدة قادمة من المداولات والمناقشات، ونحن منفتحون للحوار والمقترحات، مؤكدين على أن اختلاف الرأي هو مصدر قوتنا، وأن الحوار البناء هو الطريق الأمثل للوصول إلى التشريع السليم.
كما نؤكد على أن مداولات مجلس النواب واختياراته تقوم على موازنةٍ دقيقةٍ بين مختلف البدائل المتاحة، ولا يعني اختيارنا لبديلٍ دون آخر رفضًا للرأي المخالف أو استصغارًا لقيمته، بل هو اختيار مبني على احترام أحكام الدستور ووفق دراساتٍ واعيةٍ ومراعاةٍ للمسؤوليات الجسيمة التي نتحملها جميعًا تجاه وطننا وشعبنا.
الزميلات والزملاء أعضاء المجلس الموقر، إن مجلسكم الموقر، ممثل شعب مصر العظيم، وكما عهد به دائمًا، سوف يتيح لحضراتكم الفرصة كاملةً للتعبير عن آرائكم ووجهات نظركم بكل حريةٍ، فغاية مجلسنا الأساسية هي المضي قدمًا في تحقيق بنود أجندته التشريعية، والعمل على إصلاح المنظومة التشريعية الوطنية بما يضمن استقرارًا للمجتمع المصري.
اليوم نسطر صفحةً جديدةً من صفحات التعاون المشترك بيننا وبين الحكومة، عازمين جميعًا على الوصول إلى صياغةٍ منضبطةٍ لأحكام مشروع قانون الإجراءات الجنائية تليق بمصر وشعبها العظيم.
وفي الختام، أود أن أؤكد أن مجلس النواب هو الحصن الذي يذود عن حقوق الشعب، بصياغة تشريعاتٍ تعزز من العدالة وتكفل الحقوق والحريات، ودورنا اليوم، بل وكل يومٍ، هو العمل بجد وإخلاصٍ لتحقيق هذه الغايات.
ونعلنها بكل ثباتٍ، نحن ملتزمون على الدوام بحماية حقوق المواطنين والمصلحة العليا للوطن. وعلى الجميع أن يعلم أن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.