د. جلال جراغي: مسؤولية وسائل الإعلام الإسلامية تجاه الإساء للمقدسات الإسلامية
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
د. جلال جراغي موضوع الإهانة والإساءة للمقدسات الإسلامية وخاصة القرآن الكريم ليس موضوعا حديثا بل موضوع حديث قديم يرمي اللاعبون ورائه إلى تحقيق مختلف أهداف خبيثة ضد الإسلام والمسلمين. أن يأتي شخص معتوه ناقص العقل- وليس المجنون لأن الجنون له رمزية أدبية وعرفانية- من أصول عراقية ويقف أمام سفارة بلاده لدى ستوكهولم ويقوم على مرأي ومسمع من العالم والمسلمين بحرق المصحف الشريف، إن دل على شيء فإنما يدل في الوهلة الأولى على أن الهدف الكامن وراء هذه الخطوة هو استفزاز مشاعر المسلمين بكافة طوائفهم ومذاهبهم وجعل المسلمين في مقام الرد والانفعال على هذا الفعل الخبيث.
حسب نظرية أو معادلة الفعل وردة الفعل والتي تعتبر من النظريات البالغة الأهمية في تحليل الخطابات، فإن الهدف الأول لمن يقف وراء هذه الخطوة الجبانة، هو إثارة ردود أفعال واسعة على هذا العمل، لماذا؟ لأن ردود الأفعال الواسعة على هذا الفعل المشين أكثر فاعلية من الفعل نفسه والقيام بتضخيم ردود الأفعال سیکون أكثر تأثيرًا من الفعل نفسه وانطلاقا من هذا فإن أول من قام بترويج ردود الأفعال المثارة في الدول الإسلامية على هذا الفعل كان بعض الفضائيات الغربية التي ركزت في إطار مهمتها المرفق الإعلامي لهذا الفعل البشع حیث قامت بتسليط الضوء على أول ردود الأفعال المثارة على هذا العمل لأنه اذا ما ركزت على العمل نفسه، فستفضح أمرهم وعلى هذا وفي إطار تضخيم العمل من خلال تضخيم ردود الفعل، قامت بتسليط الضوء على ردود الأفعال وجعلتها في مقدمة برامجها الخبرية متجاهلة الأخبار الهامة الأخرى مثل الحرب الأوكرانية لأن مهمة وسائل الإعلام هذه حددت في نفس مهمة هذه الفضائيات والسيناريوهات التي تهدف في الوهلة الأولى إلى تضخيم الموضوع بغرض استفزاز المسلمين وإثارة مشاعرهم بأكبر قدر ممكن. وحسب بعض النظريات في علوم الاتصال والإعلام فإنه إذا ما حدث حادث مفتعل وقام الإعلام بتضخيمه فإن هناك شيئا وراء الأكمة يجب الانتباه به والتركيز عليه وفضحه بدل الوقوع في فخ الأعداء ومخططي مثل هذه السيناريوهات الخبيثة. فيما يخص أهداف هذا العمل الجبان وغير القانوني حسب القوانين الدولية، لاشك في أن الهدف الأول في حد ذاته هو القرآن الكريم والعمل على نزع المصداقية عن قدسيته، وأعداء القرآن معروفون للجميع وهم اليهود الصهاينة الذين كانوا على المدى التاريخ لم يبخلوا عن أي جهد في نزع المصداقية عن القرآن الكريم والرسول الأعظم وهذا واضح تماما من الشعارات التي يطلقها الصهاينة في القدس الشريف ضد المسلمين والمقدسات الاسلامية والنبي الأكرم لأن الصهاينة هم الذين يحملون حقدا تاريخيا وجاهليا ضد الإسلام ونبيه الأعظم. وفي هذا السياق، نرى اليوم بأن مصطلحات مثل “حرق المصحف الشريف” أو “حرق القرآن” أصبحت مصطلحات شائعة في وسائل الإعلام وحسب النظريات الموجودة في تحليل الخطابات فإن تكرار مصطلح ما یزیل قبح العمل ودنسه ويجعله أمرا عاديا وهذا يذكرنا بسياسة فرض الأمر الواقع المتبعة من قبل العدو الأول للإسلام في الأراضي الفلسطينية. والهدف الثاني هو أن مخططي مسببي مثل هذا السيناريو يحاولون خلف الكواليس إثارة الأجواء بأكثر قدر ممكن للتستر على أحداث أخرى حدثت أو ستحدث في قادم الأيام فهذا العمل الجبان يأتي تمهيدا لتمرير سيناريوهات شيطانية مستقبلية ويجب من خلال الإساء للقرآن الكريم العمل على حرف انتباه المسلمين عن مثل هذه السيناريوهات سواء ستحدث في القدس المحتلة والمسجد الأقصى أو أي مكان آخر. والهدف الثالث هو العمل على استنزاف طاقات المسلمين لكي لا يقوموا بردود أفعال شديدة على أي سيناريوهات صهيوأمريكية مستقبلية ضد مقدساتهم وأراضيهم وعلى هذا فمن المتوقع أن تتكرر مثل هذه الإهانات والإساءات في الدول الأخرى مثل الدنمارك وهولندا أو أي دولة وبقعة على وجه المعمورة. ونظرا لهذه الأهداف الخبيثة فعلى الدول الإسلامية ووسائل إعلامها بدل أن تستنفذ كامل طاقاتها في الشوارع والإعلام، أن تركز طاقاتها على الساحات العملية والعمل على إجبار هذه الدول المسيئة على اتخاذ خطوات على أرض الواقع ضد داعمي هذه الأعمال البشعة وأخذ زمام المبادرة واتخاذ قرارات حاسمة مقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم من خلال عقد قمة لمؤتمر الدول الإسلامية في أقرب وقت ممكن. كما أنه على المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية القيام بإصدار فتاوى تحرم بضائع الدول الداعمة لمثل هذه الإجراءات غير الإنسانية. كاتب في الشؤون السياسية والإعلامية
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
أستاذ بجامعة القاهرة: وسائل الإعلام التقليدية ضعفت لهذا السبب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور محمود يوسف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الصحافة الورقية كانت تلتزم بالجوانب الأخلاقية إلى حد كبير، على خلاف ما هو موجود الآن، مشيرًا إلى أن الصحف ووسائل الإعلام التقليدية ضعفت بسبب تسلل غير المختصين إلى ساحة الأداء الإعلامي.
وأضاف "يوسف"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن نسبة الالتزام بالمهنية لا تزيد عن 10 أو 15%، مشيرًا إلى أن كل الأخطاء التي تقع في المضمون الصحفي أو في مواقع التواصل الاجتماعي أو المنصات تتعلق بعدة جوانب تتمثل في الثوابت والمفاهيم الدينية، حيث يتحدث غير المتخصص في الدين، وأحيانًا يحدث تطاول على الدين، بالإضافة إلى انتهاك حق الخصوصية، خلاف عدم مراعاة مصلحة المجتمع.
وأوضح أن تخصص التربية الإعلامية مضمونه موجه حول تحصين الجمهور حول كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي.