اتحاد الجامعات العربية والعولمة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
انعقد هذا الأسبوع (٤-٦ مارس) في العاصمة العراقية بغداد، مؤتمر الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية السادس والخمسون برئاسة الدكتور عمرو عزت سلامة، وقد تأسس الاتحاد في القاهرة سنة ١٩٦٤، أي قبل ٦٠ عامًا من اليوم. الاتحاد منظمة غير حكومية، وتضم في عضويتها أكثر من ٤٥٠ جامعة عربية، ويقع المقر الدائم للأمانة العامة في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية منذ العام ١٩٨٤.
من أهم أهداف اتحاد الجامعات العربية هو تحقيق التعاون بين الجامعات في الوطن العربي، والتنسيق بينها، وبين الجامعات والمؤسسات التعليمية الإقليمية والدولية، خاصةً فيما يتواكب مع مستجدات العصر وتقنيات التعليم وأنماطه الحديثة. وتفعيل انتقال الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس بين المؤسسات التعليمية العربية، وهو ما لم يحدث بالشكل المنشود حتي اليوم.
نشاط غير عادي تبذله الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية لتحقيق الربط المباشر بين الجامعات العربية والجامعات الدولية، فبعد مؤتمر العام الماضي (رقم ٥٥) في تونس، تم لقاء الجامعات العربية مع الجامعات الروسية في مدينة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقبل انعقاد المؤتمر الحالي، استضافت جامعة إسطنبول ايدن التركية يومي ٢٦-٢٧ فبراير الماضي، لقاء الجامعات العربية-التركية، وقمة الجامعات الآسيوية - الأوروبية (Euro-Asian) والذي شارك فيه أكثر من ٨٠٠ جامعة، كان وفد الجامعات العربية برئاسة د. عمرو عزت سلامة، قد شارك في اللقاء مع عدد كبير من وزراء التعليم العالي، ورؤساء الجامعات، والمهتمين بالتعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي. كان اللقاء شديد الثراء من حيث الإعداد والمحتوي، وتمت مناقشة موضوعات عدة أهمها تأثير العولمة (Globalization) علي مستقبل الجامعات والبحث العلمي.
العولمة في التعليم العالي، تعني زيادة تبادل الأكاديميين والباحثين والطلاب والمناهج والتكنولوجيا والبحث العلمي مع دول أخري عبر الحدود. في البداية، ظهرت فكرة ربط الجامعات بعضها ببعض داخل القطر الواحد، (مثل المجلس الأعلى للجامعات المصرية)، ثم ظهرت التحالفات الإقليمية (مثل اتحاد الجامعات العربية، واتحاد الجامعات الأمريكية والأوروبية وغيرها). تجربة الاتحاد الأوروبي للتعاون الأكاديمي، اكتملت بتوقيع إعلان "بولونيا" في عام ١٩٩٩. أدي إعلان بولونيا إلي إقامة محيط أوروبي للتعليم العالي، نتج عنه إنشاء نظام النقاط المعتمدة الأوروبية، (علي غرار نظام الساعات المعتمدة في الجامعات الأمريكية)، والتي أتاحت للطلاب الانتقال بحرية بين دول الاتحاد الأوروبي. نظام النقاط المعتمدة ساعد علي انتقال الطلاب بين بلدان الاتحاد الأوروبي، لدراسة فصل دراسي أو أكثر، مع احتفاظ الطالب بالنقاط التي اكتسبها من دراسته السابقة، وكذلك ساهم في توحيد المقررات في الكليات المتناظرة. هذا النظام معروف حاليا باسم: The European Credit Transfer System (ECTS).
ظلت الجامعات العربية تعمل دون نظام موحد يسمح بحرية انتقال الدارسين بينها حتي عام ٢٠٢١، عندما اقترحت جامعة بغداد إدخال مشروع عربي مشابه لمسار "بولونيا" الأوروبي. جامعة بغداد بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في العراق وإقليم كردستان العراق، (جامعتي الموصل وأربيل) وممثلين من الجامعات العراقية والسفارة الهولندية ومفوضية الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، شاركت في المشروع سنة ٢٠٢١.
اليوم تتم دراسة مخرجات مشروع بولونيا العربي الذي اقترحته بغداد من قبل في مؤتمر الأمانة العامة للجامعات العربية الذي تشهده بغداد، وهناك جلسة مخصصة لهذا المشروع وهناك احتمال كبير أن يتم قبول تعميم المشروع في كل الجامعات العربية. ندعو الله أن يتحقق الحلم العربي في إنشاء نظام يسمح بحرية انتقال الطلاب بين الجامعات العربية وأن يكون هناك صندوق عربي لدعم هذا المشروع وأن تتكامل الجامعات العربية كما تكاملت من قبل الجامعات الأمريكية والأوروبية.
قولوا يارب.
د. السعيد عبد الهادى: رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بغداد إتحاد الجامعات العربية العولمة الجامعات العربية نظام موحد الجامعات العربیة الاتحاد الأوروبی التعلیم العالی بین الجامعات
إقرأ أيضاً:
بمتابعة الشيخة فاطمة بنت مبارك .. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
بمتابعة حثيثة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شاركت دولة الإمارات ممثلةً في الإتحاد النسائي العام في إجتماع رفيع المستوى للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية لمناقشة خطة الانطلاقة الرسمية لمشروع “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”، الذي أقيم في مقر جامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار متابعة تنفيذ القرار الصادر عن الدورة (33) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية عام 2024، بشأن إقرار المبادرة التي تقدمت بها دولة الإمارات حول “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”.
وترأست وفد دولة الإمارات في الاجتماع الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، سعادة نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ومشاركة المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام.
وشهد الاجتماع حضور معالي السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية ـ جامعة الدول العربية، وسعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة، وعدد من سفراء الدول العربية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار دعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل جامعة الدول العربية، بمشاركة فاعلة من الدول الأعضاء، على تفعيل الآليات الإقليمية التي تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وتعكس هذه المبادرة التزاما جماعيا بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد العربي، من خلال مبادرات نوعية تُسهم في معالجة التحديات البنيوية، وتُرسّخ منظومات مستدامة تُعزّز مشاركة النساء في مسارات التنمية، بما يتوافق مع أولويات الأجندة التنموية العربية (2023-2028) وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي هذا الإطار، أوضحت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن المبادرة تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم ريادة المرأة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد، من خلال تأسيس منظومة إقليمية متكاملة تُسهم في توسيع فرص النمو والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية.
وقالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للإتحاد النسائي العام، إنه انطلاقا من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، والذي يُعتبر أساساً لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة في العالم العربي، جاءت مبادرة الإمارات بإطلاق مشروع رائد على مستوى المنطقة وهو “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً” لإحداث نقلة نوعية في واقع المرأة العربية عبر تأسيس أول منظومة متكاملة لإشراك كافة الجهات ذات العلاقة بالدول العربية في دعم نمو الأعمال والاقتصاد للمرأة العربية.
وأوضحت سعادتها أنه تمت مناقشة هذه المبادرة خلال الدورة الثالثة والأربعين للجنة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، برئاسة سلطنة عمان، وتم إدراج المبادرة ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري لتلك الدورة، وقد أسفرت المناقشات عن صدور القرار رقم (18) من لجنة المرأة على المستوى الوزاري، والذي نص على الموافقة على مبادرة الإمارات وتوصية برفعها إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لاعتمادها رسميا، وخلال قمة العرب في البحرين تم اعتماد إنشاء المرصد بتاريخ 16 مايو 2024.
من جانبها، استعرضت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، خلال الاجتماع، الرؤية الطموحة والأهداف الإستراتيجية لـ “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا”، وطرحت توجهات التوسع المستقبلية وخطط الاستدامة لتعزيز دور المرصد إقليمياً.
كما تطرقت إلى إطار الحوكمة الشاملة، وآلية تشكيل اللجنة التنفيذية وفرق العمل الفرعية، مع تحديد واضح لمهامها وأدوارها، إلى جانب استعراض الخطة التنفيذية التي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في دعم وتمكين المرأة اقتصادياً في العالم العرب ، ووضع خطط لضمان استدامة المشروع.
وفي الختام، تم فتح الباب لنقاش مفتوح مع سعادة السفراء المندوبين الدائمين، وعرض مخرجات الإجتماع.