الصيام أفضل طريقة لطرد السموم من الجسم
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
حذر مختصون من خطورة الدهون والمقليات والمعلبات والحلويات خلال شهر رمضان المبارك على صحة الإنسان، خاصة لمن يريدوا اتباع حمية غذائية لخفض الوزن وعلاج السمنة، إضافة للوقاية من الكوليسترول الضار، وتجنب آلام الجهاز الهضمي، فيما وأكد باحثون أن الصيام لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 16 ساعة يومياً يساعد الجسم في تحويل الدهون إلى طاقة، وإطلاق الكيتونات في مجرى الدم وبالتالي يتم فقدان الوزن.
جاء ذلك على هامش ندوة الصيام ودوره في علاج السمنة، بمناسبة اليوم العالمي للسمنة 4 مارس، تحت رعاية الأميرة الجوهرة بنت سعود بن عبد الله آل سعود المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان الاجتماعي، وأقيمت بمركز واحة التغذية بالتعاون مع مركز الملك سلمان الاجتماعي.
في هذا الإطار قال د. رشود بن عبد الله الشقراوي أستاذ الغذاء والتغذية بجامعة الملك سعود: ” للصيام دور كبير في إراحة جسم الإنسان وطرد السموم وتنقية الجسم من الخلايا الميتة والهرمة والخلايا السرطانية”، مضيفاً: ” أن أكثر أعضاء الجسم استفادة من الصيام الكبد، الذي يعمل كل يوم مئات العمليات الحيوية، التي تصيبه بالإرهاق والتعب، وحين يتوقف الإنسان عن إدخال الطعام إلى جسمه لمدة من 12-16 ساعة، فإن الكبد يأخذ قسطاً من الراحة فيستطيع تجديد نفسه وخلاياه”.
وينصح “الشقراوي” بالإفطار على التمر ثم مشروبات ساخنة يفضل أن تكون شوربة العظام لفوائدها الكبيرة، وشوربة الشوفان كذلك، أما شوربة القمح فينصح بالتقليل منها لأنها تحتوي على الجلوتين الذي يؤثر على صحة وسلامة الأمعاء الدقيقة والجهاز الهضمي بشكل عام، حيث يسبب الجلوتين ما يعرف بتسرب الأمعاء، منوهاً بضرورة اللجوء إلى الأسماك والتونة والسردين والخضروات والبقوليات، خاصة في شهر رمضان.
وبدورها أوضحت فاطمة محمد الشمسان أخصائي أول تغذية، أكاديمية في جامعة الملك سعود، أن الصوم لساعات متواصلة خلال اليوم يمكن أن يساهم في إنقاص الوزن والحصول على جسم أكثر رشاقة، مبينة أن المسبب الأكبر لزيادة الوزن خلال شهر رمضان عدم تقسيم الطعام وتناول كل شيء دفعة واحدة، وأنه يجب على من يعانون من أمراض مزمنة الالتزام بنصيحة الطبيب حول الصيام أو عدم، مشيرة إلى أن النزول الصحي للوزن في رمضان، هو 1 كيلو أسبوعياً أي 4 كيلو في الشهر، وعلى الرغم من إمكانية خسارة نسبة أكبر من الوزن دون أن يسبب ذلك مشاكل صحية، ولكن يفضل خسارة ما لا يزيد عن كيلو في الأسبوع لضمان الفقدان الصحي للوزن وعدم استعادة الوزن المفقود بسرعة.
وأشارت “الشمسان” أن الصيام المتقطع 12 ساعة للمبتدئين، بينت أنه يعد خياراً جيداً لمن يريد البدء باتباع حمية الصيام المتقطع، لأن فترة الصيام قصيرة نسبياً، ويمكن أن تكون فترة النوم ضمن ساعات الصيام، مما يسهل الصيام والامتناع عن الطعام على الشخص، إذ يمكن أن يبدأ الإنسان بصيام 12 ساعة في اليوم، ثم يرفعها بعد أسبوع إلى 14، وبعد ذلك بأسبوعين يزيد عدد الساعات إلى 16 ساعة، وحين يعتاد عليها ويجدها غير مرهقة، يمكنه أن يجرب صيام 18 ساعة، ثم 20 ساعة، وصولاً إلى 22 ساعة، وحتى 24 ساعة لـ”المتقدمين” في “الصيام المتقطع”.
وأضافت “الشمسان” أن الآثار الجانبية المحتملة للصيام المتقطع، تتمثل في الجوع والإرهاق والأرق والغثيان وحالات الصداع، حيث يحدث إبطاء لعملية الأيض وزيادة في الشهية ناتج عن نقص تناول السعرات الحرارية خلال اليوم، مما قد يدفع الجسم إلى الإبطاء من حرق الدهون أي بطء فقدان الوزن، أو فقدان الوزن السريع، بالإضافة إلى كتلة العضلات، وهو أمر خطير قد يؤدي إلى الإضرار بالكلى والجهاز البولي، والكبد والمرارة نتيجة ركود العصارة، محذرة من تناول الأطعمة المقلية والنشويات كالأرز والمعكرونة، والابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الرديئة وعديمة القيمة الغذائية، مع ضرورة الإكثار من شرب الماء والسوائل دون اللجوء إلى المشروبات المحلاة، ويمكن الاستفادة من المشروبات الساخنة كالشاي والقهوة خلال فترة الصيام.
وفي سياق متصل أشارت أخصائية صحة المجتمع، ماجستير إدارة الصحة سمية حسان العبادي، إلى أن على مرضى الغدد والسكري والضغط والقلب والكلى، قبل شهر رمضان، أن يراعوا التغيير الذي يحدث أثناء الصيام، التي تشمل وقت ومدة الصيام، وأوقات الوجبات وعددها، ونوعية الأطعمة، ثم أوقات النوم.
وكشفت أن التغذية العلاجية تخفف من أعرض الأمراض المزمنة والوقاية منها، مثل السكري وأمراض القلب، والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي والمفاصل، إضافة إلى تقوية الحالة الصحية للفرد والوقاية من سوء التغذية والوزن الزائد، حيث إن استخدام الغذاء كوسيلة علاجية يؤدي للاستفادة من العناصر الغذائية المتواجدة في الأطعمة، ويكون تأثيرها إيجابياً لعلاج مشكلات صحية، وأمراض مزمنة.
ونصحت مرضى الضغط بتجنب المأكولات المالحة، وذات الدهون العالية، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مشددة على ضرورة أخذ الأدوية بعد صلاة التراويح لتجنب الإحساس بالدوار، وكذلك تناول مدرات البول بعد الإفطار وخلال ساعات المساء.
وأضافت أخصائية التغذية جيسيكا أبو حرب، إن عادات الطعام الصحي لا ترتكز فقط على تنويع وتنسيق مجموعات الأطعمة، بل ترتكز أيضا على توقيت أنواع الأكل والعادات اليومية في نظام حياتنا.
و تحدث د. طارق صلاح سعد عياد مدير الابحاث والتطوير والتسويق، باحث في مجال الاغذية العضوية والصحية والخاصة، تأثير المدعمات الغذائية فى تخفيف الوزن، حيث أشار إلى أن المكملات الغذائية لا يمكن أن تحل محل النظام الغذائي الصحي، وإنما يجب أن يكون النظام الغذائي متوازنًا ومتنوعًا، يشمل جميع العناصر الغذائية، منوهاً بضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي بشكل دائم، فقد يكون هناك تفاعلات مع الأدوية الأخرى أو قد يكون هناك احتياجات خاصة، حيث أن يتضح الهدف من تناول المكملات، هل هو لتعزيز الصحة العامة، تحسين اللياقة البدنية؟ أم علاج نقص معين في العناصر الغذائية؟
صحيفة الرياض
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
المكمّلات الغذائية... ضرورة أم رفاهية غير مجدية؟
تُعتبر المكمّلات الغذائية بالنسبة لبعض الأشخاص بوليصة تأمين ضد نظام غذائي غير مثالي، بينما قد يتناولها الآخرون لأنهم لا يستطيعون أو لا يريدون تناول أطعمة معينة. لكنها مع الوقت أصبحت كـ"الموضة الصحية"، وتحظى المكملات للبشرة والشعر والمزاج بشعبية كبيرة، حتى أن الناس بأسرها أصبحت مدمنة على تناول المكملات الغذائية أكثر من أي وقت مضى. فهل هي ضرورة حقًا أم رفاهية غير مجدية؟تشير أخصائية التغذية إليان سلامة لـ"لبنان24" الى أن "بعض المكملات تلعب دورا مهما في الصحة، فالكلسيوم وفيتامين "د" مهمان للحفاظ على قوة العظام، والمغنيسيوم، الموجود في الخضراوات الورقية والمكسرات والحبوب، ضروري لصحة القلب، وأحماض الـ"أوميغا 3" هي نوع خاص من الدهون، والمعروفة باسم الأحماض الدهنية الأساسية، والتي تحتاجها أجسامنا للعمل بشكل صحيح".
وتضيف: "تهدف هذه المكملات إلى إضافة أو استكمال النظام الغذائي في حال وجود نقص وتختلف عن الأطعمة التقليدية، وتعتمد المكملات التي يحتاجها الجسم على حالة كل شخص والمواد التي تنقصه، وهو ما يحدده الطبيب".
وتقول سلامة إن اتباع نظام غذائي صحي هو دائماً أفضل طريقة للمضي قدماً، "يحتاج جسم الإنسان يومياً إلى مجموعة من الفيتامينات التي تتوافر في الأغذية الطبيعية. وحين يتعرض البعض لنقص في الفيتامينات، فإنه غالباً ما يلجأ إلى المكمّلات الغذائية بإشراف الأطباء، لكن تناول 16 نوعاً من الأطعمة الصحية والتغذية المتوازنة تكفي لسد حاجات الجسم من الفيتامينات والمعادن، وتجعل الإنسان يستغني تماماً عن تناول المكمّلات والفيتامينات، لكي يؤدي الجسم وظائفه على أكمل وجه".
أصبح التوجّه نحو المكمّلات الغذائية شائعاً. ففي دراسة لجامعة نيويورك عام 2022، تبيّن أنّ أكثر من 60% من البالغين يتناولون الفيتامينات يومياً لتحسين صحتهم، على رغم من أنّ العديد منهم قد لا يعاني من نقص حقيقي فيها.
وتختلف الاحتياجات الغذائية الفردية حسب العمر، والحالة الصحية العامة، والنظام الغذائي المتبع، والجهد المبذول، ويزداد التنوع لدى النساء عن الرجال، فتحتاج المرأة لمزيد من الفيتامينات والمعادن باختلاف مراحل حياتها، خاصة مع الحمل والولادة، فيصعب عليها اختيار المكمل الغذائي الأمثل.
وأظهرت نتائج دراسة أجرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب عام 2017 أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و50 عاما والمرضعات أو الحوامل هن أكثر عرضة للإصابة بنقص التغذية من الرجال والأطفال. وشمل ذلك انخفاض مستويات فيتامين ب 6 (حمض البانتوثنيك)، وفيتامين د، فتحتاج النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و50 عاما إلى تناول 15 مليغراما يوميا من فيتامين د، و1.3 مليغراما يوميا من فيتامين ب 6.
في الختام، ان فائدة المكملات الغذائية مشروطة بأن تكون لعلاج نقص في فيتامين معين أو معدن محدد، ويكون الشخص غير قادر على الحصول عليه بالكمية المناسبة بالطرق الطبيعية، فهي ليست موضة ولا جرعة سحرية لتحسين صحتكم. المصدر: خاص "لبنان 24"