مجلة أمريكية: غزة على أوراق الاقتراع في جميع أنحاء أمريكا
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
نشرت مجلة "ذي نيشين" تقريرا لمراسلها للشؤون الوطنية جون نيكولز قال فيه إن جو بايدن لم يعترف بشكل مباشر بحقيقة أن واحدا من كل سبعة ديمقراطيين من ميشيغان أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في تلك الولاية في 27 شباط/ فبراير، تجاوزوا اسمه وصوتوا بـ "غير ملتزم" ردا على حملة اللحظة الأخيرة لحمل الرئيس على إنهاء دعم الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
لم يكن ذلك إعلان انتصار من جانب النشطاء، الذين يريدون وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. لكن كان هناك حجة مفادها أن الحركة التي تستخدم الاقتراع الأولي كوسيلة للمطالبة بوضع حد للموت والدمار في غزة لها تأثير – ليس فقط على السياسة، بل على التوجهات السياسية أيضا.
والسؤال الآن هو ما إذا كان المزيد من الأصوات "غير ملتزم" التي تم الإدلاء بها في المزيد من الانتخابات التمهيدية قد يغرس في بايدن وفريقه الشعور بالإلحاح الأخلاقي الذي كان مفقودا منذ ردت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل بـهجوم عسكري واسع النطاق على غزة أدى إلى مقتل ما يزيد عن 30 ألف مدني فلسطيني، أكثر من 12 ألف منهم من الأطفال.
سيأتي الجواب من الولايات في جميع أنحاء البلاد، حيث التقط النشطاء لافتة "غير ملتزم" ويدورون بها.
تسمح أكثر من عشرين ولاية للناخبين بالإدلاء بصوت "غير ملتزم" أو "غير معلن" أو "بلا تفضيل". في كل حالة، إذا اختار 15% من الناخبين على مستوى الولاية، أو في مناطق الكونغرس الفردية، أحد هذه الخيارات، فسوف يرسلون مندوبين عنهم إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، حيث يمكنهم إثارة قضية غزة.
وبعد أشهر من المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات، يقول الناشطون إن هناك الآن آلية انتخابية لإثارة هذه القضية، ويستغلها أنصار الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار كوسيلة "لإيصال رسالة إلى بايدن" حول موقفه الأخلاقي.
واكتسبت حملة واشنطن زخما الأسبوع الماضي، عندما دعا المجلس التنفيذي لأكبر نقابة في الولاية، "UFCW Local 3000" إلى إجراء تصويت "غير ملتزم"، حيث قال: "نحن بحاجة إلى مرشح يمكنه الترشح وهزيمة ترامب لحماية العمال في جميع أنحاء هذا البلد وفي جميع أنحاء العالم.. نحن نتضامن مع شركائنا في ميتشيغان الذين أرسلوا رسالة واضحة في انتخاباتهم التمهيدية مفادها أنه يجب على بايدن بذل المزيد من الجهد لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.. يجب على بايدن الدفع من أجل وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء التمويل الأمريكي لهذه الحرب المتهورة".
وبالإضافة إلى واشنطن، ظهرت حملات "غير ملتزم" في عدة ولايات، بما في ذلك كولورادو، ومينيسوتا، وماساتشوستس، ونورث كارولينا، وبنسلفانيا، وأريزونا، وويسكونسن.
المجموعات الوطنية، مثل "ثورتنا"، و"الديمقراطيون التقدميون في أمريكا"، و"الديمقراطيون الاشتراكيون في أمريكا"، و"الصوت اليهودي للعمل من أجل السلام"، تدعم الجهود الوطنية سريعة التوسع من قبل المزيد من الولايات لتكرار نتيجة ميشيغان.
وقد حظي التصويت بـ "غير ملتزم" في ميشيغان - وتأثيره المحتمل على البيت الأبيض - باهتمام كبير من وسائل الإعلام ومن المعلقين من اليمين واليسار.
وأدلت مدينة ديربورن، المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في الولايات المتحدة، بنسبة 56% من أصواتها لصالح خيار "غير ملتزم" في انتخابات ميشيغان، وعلى مستوى الولاية تمكنت حملة "غير ملتزم"، والتي انطلقت قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات التمهيدية، من الحصول على أكثر من 100 ألف صوت ومندوبين اثنين إلى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
ومع ذلك، فاز بايدن، لكن قوة التصويت "غير ملتزم" في ميشيغان لوحظت على نطاق واسع حتى من قبل مؤيدي بايدن.
إن الأمل في إمكانية دفع بايدن نحو هذا المستوى من الوضوح هو الذي ألهم الناشطين في جميع أنحاء البلاد لتقليد ميشيغان وبدء حملات مثل تلك التي جرت في ولاية واشنطن، والتي حصلت للتو على تأييد صحيفة سياتل الأسبوعية البديلة The Stranger.
وبينما قال محررو الصحيفة - مثل العديد من مؤيدي حملات "غير ملتزم" - إنهم سيدعمون بايدن ضد ترامب في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، أوضحوا أن "الانضمام إلى حركة للتصويت للمندوبين غير الملتزمين لدعم وقف إطلاق النار يمنحنا فرصة نادرة للتحدث مباشرة إلى الرئيس بشأن هذه القضية، والكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة هي ببساطة كارثية للغاية بحيث لا يمكن عدم الاستفادة من هذه الفرصة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن ميشيغان الانتخابات غزة ترامب غزة انتخابات بايدن ترامب ميشيغان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی جمیع أنحاء غیر ملتزم المزید من
إقرأ أيضاً:
التصعيد الأمريكي في اليمن بين عمليتي بايدن وترامب
التصعيد الأمريكي في اليمن يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، وخاصة في حال توسعت أهدافه وتصاعدت خسائره البشرية يمنيًا؛ إذ لن تكون المنطقة بمنأى عن الاكتواء بنار هذا التصعيد.
ما بين عملية «يوسيدون أرتشر»، وهو الاسم الذي أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن على حملته مع بريطانيا على الحوثيين في اليمن منذ 12كانون الثاني/يناير 2024، وانتهت في الشهر نفسه من العام التالي، وعملية «رايدر الخشن»، وهو الاسم الذي اعتمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحملته على الحوثيين في اليمن منذ 15 أذار/مارس الماضي..لا يتجلى ما يمكن اعتباره نصرًا وتحقيق أهداف العمليتين، بما فيها العملية الجارية حاليًا؛ التي لم تعلن عما حققته من خلال الأرقام والوقائع، بينما عمليات «أنصار الله» ضد السفن الحربية الأمريكية وفي عمق الكيان الإسرائيلي مستمرة؛ واستمرارها يعني فشل تلك الغارات.
بلاشك إن التصعيد الأمريكي في اليمن يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، وخاصة في حال توسعت أهدافه وتصاعدت خسائره البشرية يمنيًا؛ إذ لن تكون المنطقة بمنأى عن الاكتواء بنار هذا التصعيد، علاوة على تأثيره المباشر على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بما فيه التأثير الذي سيطال سلاسل التوريد العالمية بعد أن كانت قد بدأت بتنفس الصعداء تدريجيا؛ لاسيما وأن التصعيد الأمريكي في العملية الأخيرة مختلف عما كانت عليه العملية السابقة، لكن واشنطن ربما لن تستطيع الاستمرار به على المدى الزمني الذي استمرت به عملية بايدن؛ لأنها ستواجه مشكلة تغطية النفقات؛ لاسيما في ظل تقارير تشير إلى أن ذخائر عملية ترامب في اليمن خلال أربعة أسابيع ستصل إلى مليار دولار.
وبينما يذهب خبراء إلى وصف العملية السابقة بـ«الدفاعية» والعملية الراهنة بـ«الهجومية»؛ فإن كلا من العمليتين كانتا هجوميتين، واستهدفت فيما استهدفته مدنيين وأعيانا مدنية، وهي تبحث عن أسلحة الحوثيين، وفشلت في ذلك غارات كلتا العمليتين بما فيها العملية الراهنة حتى الآن بالنظر للأهداف المعلنة؛ وهي إعاقة قدرات الحوثيين عن شن عمليات هجومية.
اشتركت في العملية السابقة إسرائيل من خلال قصف مباشر شمل خمس موجات منذ 20 تموز/يوليو 2024 حتى كانون الثاني/يناير 2025، بينما العملية الراهنة تقوم بها واشنطن منفردة؛ وسبق وأعلن مسؤولون إسرائيليون عن وجود تنسيق بين الجانبين بخصوص هذه الغارات، ومؤخرًا زار قائد المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى تل أبيب، ولن تكون الغارات الأمريكية على اليمن بعيدة عن مناقشاته مع الإسرائيليين.
900 غارة
على الرغم من العدد الكبير لغارات عملية «يوسيدون آرتشر»، والتي تجاوزت 900 غارة وقصف بحري أمريكي بريطاني، إلا أنها فشلت على مدى عام كامل في تحقيق أهدافها؛ وهو القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية، وعلى الرغم من استخدام مقاتلات بي 2 الشبحية، فقد فشلت جميع الغارات في الوصول إلى أهداف حساسة لـ«أنصار الله» بسبب قصور المعلومات الاستخباراتية، لكنها خلفت خلال عام، وفق خطاب لزعيم الحوثيين في الثاني من كانون الثاني/يناير الماضي، 106 شهداء و314 جريحا.
خلال ثلاثة أسابيع من عملية «رايدر الخشن» المستمرة حاليًا؛ تجاوز عدد الغارات المئتي غارة؛ وهو عدد كبير يتجاوز ما كانت عليه العملية السابقة؛ وتسببت العملية الحالية حتى الأربعاء الماضي، وفق معطيات وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله» في استشهاد 61 شخصًا وإصابة 139 منذ 15 أذار/مارس الماضي، جميعهم مدنيون.
عن العملية عينها؛ قال تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، الجمعة: «لم توضح إدارة ترامب سبب اعتقادها أن حملتها ضد الحوثيين ستنجح بعد أن فشلت جهود إدارة بايدن لمدة عام في ردع الهجمات الحوثية، التي استهدفت أيضًا إسرائيل. يجب على الإدارة أيضًا أن تشرح للكونغرس والشعب الأمريكي مسارها المتوقع في ظل فشل الجهود السابقة»، وكتب السيناتور جيف ميركلي، الديمقراطي من أوريغون، والسيناتور راند بول، الجمهوري من كنتاكي، في رسالة إلى ترامب هذا الأسبوع، «لم تقدم وزارة الدفاع تفاصيل عن الهجمات منذ 17 اذار/مارس، عندما قالت إنه تم ضرب أكثر من 30 هدفًا حوثيًا في اليوم الأول».
وأشارت إلى أنه «في غضون ثلاثة أسابيع فقط، استهلكت وزارة الدفاع ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية الهائلة وتكاليف الأفراد لنشر حاملتي طائرات، وقاذفات B-2 إضافية، ومقاتلات، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وثاد في الشرق الأوسط، وفقًا للمسؤولين. قد تتجاوز التكلفة الإجمالية مليار دولار بحلول الأسبوع المقبل، وقد تضطر وزارة الدفاع قريبًا إلى طلب تمويل إضافي من الكونغرس، حسبما قال أحد المسؤولين الأمريكيين».
وقالت الصحيفة: «في إحاطات مغلقة خلال الأيام الأخيرة، اعترف مسؤولو البنتاغون بأن النجاح في تدمير الترسانة الهائلة، والتي تقع إلى حد كبير تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيرة ومنصات الإطلاق الخاصة بالحوثيين كان محدودًا، وفقًا لمساعدين في الكونغرس وحلفاء. يقول المسؤولون الذين تم إطلاعهم على تقييمات الأضرار السرية إن القصف كان أثقل بشكل مستمر مقارنةً بالضربات التي نفذتها إدارة بايدن، وأكبر بكثير مما وصفته وزارة الدفاع علنًا. لكن المقاتلين الحوثيين، المعروفين بمرونتهم، عززوا العديد من مخابئهم والمواقع المستهدفة الأخرى، ما أدى إلى إحباط قدرة الأمريكيين على تعطيل هجمات الحوثيين الصاروخية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وفقًا لثلاثة مسؤولين في الكونغرس وحلفاء تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور العملياتية».
مستوى التصعيد
أستاذ علم الاجتماع السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، عبدالكريم غانم، يقول لـ«القدس العربي» في قراءته للتصعيد الأمريكي في العملتين إن «كلا من الإدارتين في واشنطن سلكتا نهج التصعيد العسكري تجاه الحوثيين، مع الاختلاف في الأهداف وفي مستوى التصعيد».
وأضاف:»إدارة بايدن قيدت العملية العسكرية ضد الحوثيين، واكتفت بقصف الأهداف التي كانت ترى أنها تشكل تهديدات وشيكة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفضلت القيام بذلك عبر تحالف مع بريطانيا، حيث قيدت إدارة بايدن المستوى العسكري بهامش محدود من القدرة على اتخاذ قرار التعامل مع التهديدات الحوثية، انطلاقًا من حرص الإدارة الديمقراطية على ترك الباب مفتوحا أمام الحوار السياسي والتفاوض مع الحوثيين، خلافًا لنهج إدارة ترامب، الساعية لاستعراض القوة العسكرية، باعتبار أن استعراض عينة من الأسلحة الحديثة للجيش الأمريكي يعتبر مدخلا مناسبا لفرض السلام وإبرام الصفقات مع العديد من الأطراف في المنطقة، وفي مقدمتهم إيران».