لماذا ظهرت الفصائل المسلحة في العراق.. الحكيم يجيب
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
8 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تصريحات رئيس ائتلاف قوى الدولة، و رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، التي أدلى بها في ملتقى الرافدين، أثارت الكثير من الانتباه والتحليلات السياسية بعد أن اوضح الحكيم اسباب ظاهرة الفصائل المسلحة في العراق، مشيرا الى ان الدول التي تشهد حروباً و صراعات داخلية، يتصدى لها أبناؤها بالدفاع عنها بشجاعة، ولكن بعد انتهاء الحروب، يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في دمجهم في مؤسسات الدولة.
وأكد الحكيم على أن هذه العملية تتطلب وقتاً وسياسات محددة لضمان نجاحها.
وأضاف: لسنا أول دولة تعيش ظاهرة وجود فصائل مسلحة مشيرا الى أن احتلال العراق ووجود 160 ألف جندي من الولايات المتحدة ودول اخرى، أحد أسباب ظهور الفصائل المسلحة.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه الظاهرة ليست حكراً على العراق فقط، حيث أشار الحكيم إلى أن بعض الدول نجحت في احتواء الفصائل المسلحة بعد انتهاء الحروب. ولكن فيما يتعلق بالعراق، أشار إلى أن احتلال العراق ووجود عدد كبير من القوات الأجنبية كانت أحد أسباب ظهور الفصائل المسلحة، ما يؤكد على أهمية التوجه نحو تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
و يظهر من تصريحات عمار الحكيم توجهاً نحو البحث عن حلول سياسية ومؤسسية لتحقيق الاستقرار في العراق، وضرورة التعاطي بشكل جاد مع قضايا تشكيل الدولة ودمج الفصائل المسلحة في المؤسسات الرسمية بطريقة تضمن السلامة والاستقرار للمواطنين.
وترى تحليلات ان الحكيم أصاب في التشخيص لأسباب ظاهرة الفصائل المسلحة، من خلال ربطها بالحروب والصراعات الداخلية التي عاشها العراق مدركا خطورة هذه الظاهرة على استقرار الدولة وضرورة معالجتها.
و يقترح الحكيم نهجاً مدروساً لدمج أفراد الفصائل المسلحة في مؤسسات الدولة، مع التأكيد على أهمية الوقت والسياسات المحددة لضمان نجاح العملية.
و لم يتطرق الحكيم إلى طبيعة السياسات المطلوبة لدمج الفصائل المسلحة.
كما أن تصريحاته تشير إلى ضرورة معالجة جذور المشكلة التي أدت إلى ظهور الفصائل المسلحة، مثل الاحتلال الأمريكي ووجود الجيوش الأجنبية في البلاد، ما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات شاملة لتحقيق الاستقرار والأمن في العراق، بما في ذلك تعزيز دور الحكومة والمؤسسات الأمنية في إعادة بناء البلاد وتعزيز سيادتها.
وفي ظل الأحداث الساخنة التي شهدتها العراق عقب الغزو الأمريكي في عام 2003، ومع اندلاع الصراع الداخلي والتدخل الخارجي، ظهرت الجماعات المسلحة كعناصر أساسية في المشهد السياسي والأمني العراقي.
وهذه الجماعات تأخذ أشكالًا وتوجهات متنوعة، تتراوح بين الفصائل الشيعية والسنية والجماعات الإرهابية الدولية، مما سبب تعقيدات كبيرة في الحكم والأمن وتحقيق الاستقرار.
و بعد الاحتلال الأمريكي، افتقرت البنية السياسية والاجتماعية للعراق إلى الاستقرار، مما يخلق بيئة مناسبة لظهور الجماعات المسلحة وانتشارها.
وشجعت بعض الأطراف الخارجية والداخلية على التفرقة والتحريض على أساس ديني وطائفي، ما ساهم في تعميق الانقسامات وتأجيج الصراعات بين الشيعة والسنة، مما دفع بعض الأفراد والجماعات إلى تشكيل جماعات مسلحة للدفاع عن مصالحهم.
و لم تكن الولايات المتحدة وحلفاؤها مستعدين لإدارة العراق بعد الغزو بشكل فعّال، مما خلق فراغاً أمنياً وسياسياً يُستغل من قبل الجماعات المسلحة لتعزيز نفوذها ونشر التطرف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الفصائل المسلحة فی فی العراق
إقرأ أيضاً:
الانسحاب المؤجل: هل ستبقى القوات الأمريكية بعد 2026؟
27 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تعود التوترات بين الفصائل العراقية والولايات المتحدة إلى الواجهة مع تصاعد الشكوك بشأن نية واشنطن الالتزام بخطة الانسحاب المقررة بحلول نهاية 2026.
وبينما تشدد الحكومة العراقية على إنهاء وجود تنظيم “داعش”، تشير تصريحات مسؤولين وخبراء إلى تحديات معقدة قد تعيق تنفيذ الاتفاق.
تشير الأحداث الأخيرة في سوريا إلى أن تنظيم “داعش” ما زال يحتفظ بقدرة على المناورة، مستغلاً الفوضى الإقليمية وضعف السيطرة الحدودية. هذا ما أكده رئيس الوزراء محمد السوداني خلال لقائه الجنرال كيفن ليهي، حيث شدد على أن التنظيم “لم يعد يمتلك موطئ قدم أو تماسًّا مع السكان”، ولكن الواقع على الأرض يكشف عن نشاط متزايد للجماعات المتخفية، خاصة في مناطق مثل “وادي حوران” قرب الحدود السورية.
و رغم إعلان واشنطن وبغداد عن اتفاق يقضي بانسحاب القوات الأمريكية بحلول 2026، إلا أن تقارير تشير إلى توجهات داخل إدارة ترامب لإبقاء القوات في المنطقة لفترة أطول.
و حذّر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مشاركته في منتدى دافوس، من التهديدات المتزايدة لداعش ونفوذه المتجدد في سوريا. وأشار إلى أن العلاقات مع واشنطن تسير ضمن اتفاقية أمنية ستراتيجية، لكن قلق بغداد يتزايد بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي، خاصة مع توتر العلاقات الأمريكية-الإيرانية.
و تعكس عودة تهديدات الفصائل المسلحة، مثل حركة “النجباء”، تصعيداً مباشراً ضد الولايات المتحدة، إذ صرح أكرم الكعبي بأن “تنصل واشنطن عن انسحابها سيعيد العمليات العسكرية بوتيرة أعلى”. هذا التصعيد يأتي بعد فترة هدوء نسبي شهدت خلالها الفصائل توقفاً مشروطاً عن العمليات المسلحة.
و تسعى الحكومة العراقية إلى دمج الفصائل المسلحة ضمن منظومة الدولة، كما أكد السوداني أن عدد الجماعات المسلحة انخفض إلى ثلاث أو أربع مجموعات فقط. مع ذلك، ما زالت فصائل مثل “النجباء” و”كتائب حزب الله” ترفض التفاوض أو إلقاء السلاح، مما يضيف تعقيدات جديدة أمام جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts