اليمن.. أزمات حادة وظروف معيشية قاسية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أحمد مراد (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةتسببت ممارسات جماعة الحوثي في تدهور مختلف قطاعات الدولة اليمنية، ما جعل الملايين يستقبلون شهر رمضان المبارك وسط أزمات حادة، وظروف معيشية قاسية، وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والمنتجات.
وأوضح الكاتب والمحلل اليمني، ماجد الداعري، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الحوثيين يتعمدون إفساد وتخريب حياة اليمنيين، خلال شهر رمضان وغيره من أشهر العام، وهو ما يظهر في ممارساتهم القمعية، من قطع رواتب الموظفين، والاستيلاء على المساعدات الإنسانية، وتدهور الخدمات والمرافق، بالإضافة إلى فرض إتاوات وجبايات تثقل كاهل المواطن اليمني، وذلك لدعم ما يُسمى بـ«المجهود الحربي»، وإرغام التجار على دفع الضرائب والجمارك بشكل مضاعف.
ومع توقف العديد من المؤسسات والشركات وتدهور المعيشة، فقدت شريحة كبيرة من الشعب اليمني مصادر دخلها، إذ تشير التقديرات إلى توقف رواتب أكثر من مليون موظف حكومي يعيشون في المناطق والمحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، ما يجعلهم عاجزين عن تلبية احتياجات أسرهم المعيشية، ما أدى إلى إفساد الأجواء والطقوس الرمضانية المتوارثة منذ مئات السنين.
ويرى الكاتب والمحلل اليمني، أن ممارسات الحوثي تجعل الشهر الكريم هذا العام خالياً من الأجواء الروحانية بفعل تفاقم وتعدد الأزمات الاقتصادية، واستمرار الحرب، ومواصلة الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ما أثر على التدفقات الغذائية إلى اليمن بسعر معقول.
وتراجعت القدرة الشرائية لليمنيين في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، مع الارتفاعات المتتالية لأسعار السلع والمنتجات، إضافة إلى أن التوتر الذي تشهده منطقة باب المندب بالبحر الأحمر بسبب ممارسات الحوثي أثر بشكل واضح على وصول السلع والمنتجات إلى اليمن.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن جماعة الحوثي تمارس تدميراً ممنهجاً لكل ما يتعلق بهوية اليمنيين وعاداتهم وتقاليدهم واحتفالاتهم، لا سيما في المناسبات الدينية والوطنية، وأبرزها الأجواء الخاصة بشهر رمضان التي لم تعد موجودة الآن مع تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وذكر ابن لعسم في تصريح لـ«الاتحاد» أن ملايين اليمنيين، وخاصة النازحين، يستقبلون شهر رمضان وسط معاناة معيشية شديدة لا تُحتمل، في ظل نقص حاد بالمواد الغذائية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الأزمة اليمنية الأزمة في اليمن جماعة الحوثي
إقرأ أيضاً:
«الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين
رحاب حلاوة
مع حلول شهر رمضان تتزين المائدة اليمنية بأطباق تقليدية لا تظهر إلا خلال هذا الشهر، وفي طليعتها طبق «الشفوت»، الذي يعد من أكثر الأطعمة الرمضانية شعبية وانتشاراً في مختلف المحافظات، فهو ليس مجرد وجبة تضاف إلى سفرة الإفطار، بل يمثل جزءاً من التراث والموروث الشعبي، الذي توارثته الأجيال عبر العقود، ليصبح طقساً غذائياً يرافق اليمنيين خلال الشهر الفضيل.
ويُحضر «الشفوت» بمكونات بسيطة، إلا أن نكهته الفريدة جعلته من الأطباق التي ينتظرها الصائمون كل عام، ويعتمد في أساسه على «اللحوح»، وهو خبز طري ورقيق، يتم إعداده من مزيج الدقيق والماء والخميرة، ثم يُطهى على صاج ساخن، ليأخذ شكلاً إسفنجياً، مما يسهل امتصاصه للنكهات، وبعد ذلك يُنقع «اللحوح» في مزيج من الزبادي «اللبن الرائب» والتوابل والأعشاب كالكمون، الثوم، الكزبرة، والنعناع، ما يمنحه مذاقاً منعشاً ولاذعاً في آنٍ، ويفضل الكثيرون تناوله بارداً، خاصة في الأيام الحارة، حيث يساعد على ترطيب الجسم، وتعويض السوائل التي يفقدها الصائم أثناء النهار.
ورغم بساطة مكوناته إلا أن «الشفوت» يظل طبقاً خاصاً بشهر رمضان فقط، ويرجع ذلك إلى ارتباطه الوثيق بالعادات الغذائية للصائمين، حيث يسهم في تهيئة المعدة لاستقبال الأطعمة الأخرى بعد ساعات طويلة من الصيام، كما أن إعداده يتطلب وقتاً وجهداً، لذا تخصص العائلات اليمنية رمضان لتحضيره، حين يكون هناك اهتمام أكبر بإعداد الوجبات التقليدية، التي تحمل نكهة الشهر الفضيل.
وبالإضافة إلى «الشفوت» تزخر المائدة اليمنية في رمضان بأطباق وحلويات لا تُحضر إلا في هذا الموسم، ما يجعلها جزءاً من الطقوس الغذائية الرمضانية، ومن أشهر هذه الحلويات «الرواني»، وهي كعكة إسفنجية مليئة بالقطر، وتمتاز بهشاشتها وطعمها الحلو، وتُعتبر من أكثر الحلويات شيوعاً على موائد الإفطار، كما تحضر «بنت الصحن»، وهي طبقات من العجين الرقيق المغطاة بالعسل والسمن البلدي، وغالباً ما يتم تناولها بعد صلاة التراويح مع كوب من الشاي العدني. ولا تخلو موائد اليمنيين من القطايف، التي تتشابه مع نظيرتها في بقية الدول العربية، لكنها تتميز بحشوات محلية مثل الجبن الطري أو المكسرات.
رمضان في اليمن ليس مجرد موسم للطعام، بل هو مناسبة دينية واجتماعية تتجلى فيها روح التآخي والتكافل، وفي هذا الشهر تزدحم المساجد بالمصلين، وتقام موائد الإفطار الجماعية في الأحياء والشوارع، حيث يحرص الأهالي على مشاركة وجباتهم مع الفقراء والمحتاجين، كما تُعد «المقايل الرمضانية» من التقاليد الراسخة، حيث يجتمع الأصدقاء وأفراد العائلة بعد الإفطار لاحتساء الشاي وتبادل الأحاديث وسط أجواء رمضانية دافئة.
المصدر: البيان الإماراتية