النزاعات تهدد مسار «الاستدامة البيئية» في أفريقيا
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة «دول الساحل» تشكل قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب «شرطة أبوظبي» تشارك في حملة «مدينتي مستدامة»في غمار الاهتمام الإقليمي والدولي بالوضع المتدهور في منطقة الساحل الواقعة بغرب أفريقيا وما تشهده من اضطرابات ونزاعات منذ عقود، تحذر دوائر تحليلية غربية، من مغبة اقتصار التركيز على التبعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمثل هذه القلاقل، دون النظر إلى ما ينجم عنها من أضرار جسيمة تلحق بالبيئة.
فالاضطرابات الحالية في هذه المنطقة الممتدة على مساحة تقارب ستة آلاف كيلومتر، تحدث مزيداً من التدهور البيئي، في تلك البقعة التي تتوزع على 10 دول أفريقية يقطنها ما يزيد على 150 مليون نسمة، وتُصنَّف من بين أكثر مناطق العالم معاناة من التغير المناخي وعواقبه.
وبحسب المحللين، تمثل الصراعات والانقلابات والحروب التي تعصف بكثير من بُلدان «الساحل الأفريقي»، خطراً متصاعداً على ثروة هذه الدول من الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز والمعادن، فضلاً عن المياه الجوفية. كما تهدد تلك النزاعات في الوقت نفسه، مسار الاستدامة البيئية في القارة السمراء بأسرها. فمنطقة الساحل، كما يقول المحللون، تشكل في الوقت الحاضر بؤرة ساخنة بفعل ما تضمه بين جنباتها، من مزيج مُنذر بالخطر يجمع بين الفقر والتطرف وانعدام الأمن البيئي، بما يزيد من تفاقم الظروف الإنسانية الهشة هناك من الأساس، على وقع تأثيرات الأزمة المناخية، وتدهور النظام الإيكولوجي جراء موجات الجفاف المتواصلة، والتصحر وتردي أوضاع الأراضي الزراعية أو تلك الصالحة للزراعة. وفي تصريحات نشرتها مجلة «فوربس» الأميركية على موقعها الإلكتروني، انتقد المحللون النهج الذي تتبناه غالبية الأطراف المعنية بالوضع في «الساحل الأفريقي»، لمعالجة أزماته المتعددة، مشيرين إلى أن السياسات المتبعة في هذا الصدد تركز حتى الآن بشكل كبير على الحلول الأمنية والعسكرية، واتخاذ التدابير العقابية.
وشدد المحللون على أن هذه البقعة الأفريقية المضطربة تحتاج بدلاً من ذلك إلى نهج أكثر تكاملاً، يقوم على اعتبار حماية الموارد والاستفادة منها، جزءاً من أي اتفاقات سلام محتملة طويلة الأمد، والعمل كذلك على أن يمثل التوافق الإقليمي والدولي، بشأن أهمية مواجهة التهديدات المُحدقة بالبيئة، مظلةً لأي مساعٍ ترمي لإرساء الاستقرار في منطقة الساحل.
ومن بين السوابق الناجحة في هذا الإطار تحرك أقره القادة الأفارقة في عام 2007، تحت اسم «مبادرة الجدار الأخضر العظيم أمام الصحراء الكبرى والساحل». وذلك بهدف مواجهة التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لزحف التصحر وتدهور الأراضي في منطقة الساحل والصحراء الكبرى في القارة الأفريقية.
وأكد المحللون أن نجاح مثل هذه المبادرات، يسهم في بناء الثقة بين الأطراف المتناحرة، بما يمهد لإجراء نقاشات بينها، بشأن قضايا أكثر تعقيداً، تتعلق بملفات الحكم وتقاسم السلطة والتحول الديمقراطي، وهو ما يمكن أن يعيد منطقة الساحل، في نهاية المطاف، للمضي على مسار يقود نحو الحكم الرشيد والتنمية المستدامة، ويصب في الوقت ذاته، في صالح الجهود الهادفة، لكبح جماح المخاطر البيئية في قارة أفريقيا ككل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النزاعات النزاعات المسلحة الاستدامة البيئية منطقة الساحل الأفريقي أفريقيا منطقة الساحل
إقرأ أيضاً:
%98 نسبة حل النزاعات العمالية ودياً
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلة بتوجيهات محمد بن راشد.. 3 طائرات تحمل مساعدات طبيّة عاجلة إلى غزة محمد بن راشد: المواطن يستحق الحياة الأفضل والمستقبل الأجملأعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين، أن نسبة حل النزاعات العمالية ودياً بين أصحاب العمل والعمال، وصلت إلى %98 في العام 2024، في تطور إيجابي كبير لأحد أهم مقومات سوق العمل الإماراتي، حيث تعتبر المرة الأولى على المستوى السنوي الذي تسجل هذه النسبة القياسية في حل الشكوى ودياً.
فيما أظهرت الإحصائيات الرسمية للوزارة، انخفاض النزاعات العمالية التي أحيلت إلى المحاكم العمالية، لأول مرة على مـدار عــام كــامل، إلى %2 بدلاً من %19، وفقاً لنتائج نهاية العام الماضي.
وشهد سوق العمل، خلال العامين الماضيين، انخفاضاً متدرجاً في عدد النزاعات العمالية المحالة إلى المحاكم المختصة، وهو ما يظهر نجاح وزارة الموارد البشرية في التوصل إلى حلول ناجزة لأي خلافات بين طرفي العملية الإنتاجية (العامل وصاحب العمل).
وأشارت وزارة الموارد البشرية والتوطين، إلى أن دولة الإمارات حصلت على المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر قلة النزاعات العمالية، وفق نتائج تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2024، وذلك ضمن مجموعة من مؤشرات التنافسية العالمية المتعلقة بسوق العمل بالدولة، التي حصلت فيها الإمارات على المراكز الأولى عالمياً.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه النتائج الاستثنائية في حل الشكوى العمالية ودياً، جاءت بعد أن تولت الوزارة، اعتباراً من 1 يناير 2024، الفصل في المنازعات الواردة إليها من طرفي علاقة العمل بمنشآت القطاع الخاص والعمالة المساعدة ومكاتب الاستقدام.
وأوضحت أن ذلك الأمر يتعلق بالشكاوى العمالية التي تكون قيمة المطالبة موضوع النزاع لا تتجاوز 50 ألف درهم، أو متى كانت المنازعة بشأن عدم التزام أي من طرفي النزاع إقامة دعوى أمام المحكمة الابتدائية المختصة للنظر في موضوع النزاع، خلال 15 يوماً من تاريخ إخطاره بالقرار، وإعلانه.
وأكدت الوزارة أن هذا القرار ساهم في توفير الوقت والجهد على المتعاملين وتسريع حصول أصحاب الحق على مستحقاتهم القانونية، مشيرة إلى أنها تطبق نظاماً فاعلاً للشكاوى العمالية، حيث يبلغ متوسط الشكاوى لكل 100 عامل في سوق العمل بالدولة، 3 شكاوى فقط.
وشددت الوزارة، على أنها حريصة على ضمان سرية الشكاوى العمالية التي يتم تقديمها من قبل العمالة المطالبة بحقوقهم.
ولفتت إلى أن التشريعات والآلية المطبقة، خلال الفترة القليلة الماضية، أسهمت في تسريع البت في الشكاوى العمالية المحالة للقضاء، وذلك في إطار التطوير المستمر للتشريعات، بما يعزز التنافسية العالمية للدولة، لا سيما من حيث تقليص أعداد المنازعات العمالية، وسرعة الفصل فيها، وضمان حقوق جميع أطراف علاقة العمل التعاقدية من خلال البيئة التشريعية العادلة والواضحة، والتي تتمتع بالشفافية والنزاهة والحياد.
وتلتزم الوزارة بتوفير الحماية لطرفي علاقة العمل، وضمان حقوقهما على نحو متوازن، بما يسهم في ترسيخ ريادة دولة الإمارات وجهة عالمية للعيش والاستثمار، والعمل ضمن سوق عمل تنافسي مرن مدعوم بمنظومة قانونية وتشريعية ضامنة لحقوق الجميع، وبما يتماشى مع التزام الدولة باتفاقيات العمل الدولية.
وتحرص الوزارة على تسهيل إجراءات تقديم الشكاوى، والنظر فيها من قبل باحثين قانونيين مختصين بكل شفافية وحياد، وبما ينسجم مع أحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم (33) لسنة 2021 بشأن تنظيم علاقات العمل وتعديلاته ولائحته التنفيذية والقرارات الوزارية المنفذة لهما، مؤكدة حرص الباحثين القانونيين على معالجة الشكاوى عبر السعي نحو إيجاد حلول ودية بين أطرافها لتوفير الوقت والجهد على مقدمي هذه الشكاوى، وكذلك على المحاكم العمالية.
ونظمت الوزارة، خلال الفترة الماضية، إجراءات الشكاوى العمالية الفردية، بموجبها يحق لكل من العامل أو العامل المساعد أو صاحب العمل، أو أي مستحق عنهما التقدم بشكوى عمالية للوزارة، وذلك خلال 30 يوماً من إخلال أي من الطرفين بالتزاماته الواردة في عقد العمل، أو القانون، أو اللوائح التنفيذية أو القرارات السارية تجاه الآخر، وذلك عبر القنوات المعتمدة الواردة بدليل الإجراءات الصادر في هذا الشأن.
وتتخذ الوزارة، الإجراءات اللازمة للبت في الشكوى العمالية الفردية، خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً من تاريخ تقديم الشكوى، إما بتسويتها، أو بإصدار قرار نهائي بشأنها، أو إحالتها للقضاء. وحددت الوزارة، إجراءات الشكوى العمالية الفردية التي لا تتجاوز قيمة النزاع فيها مبلغ 50000 درهم، أو التي تمت تسويتها ودياً، بحيث تتولى الوزارة إصدار قرار بالفصل في الشكوى العمالية الفردية في حالات عدة، تتمثل في: إذا كانت قيمة المطالبة موضوع النزاع لا تجاوز مبلغ 50 ألف درهم، وإذا كانت التسوية الودية بين أطراف الشكوى العمالية، وبغض النظر عن قيمة المطالبة.
طلب إلغاء تصريح العمل الأصلي
يكتسب قرار الوزارة الصادر الصبغة التنفيذية فور الإصدار، وفقاً للإجراءات المعمول بها لدى الجهات القضائية، ويجوز لأي من طرفي النزاع إقامة دعوى أمام محكمة الاستئناف المختصة للنظر في موضوع النزاع، خلال 15 يوم عمل من تاريخ إخطاره بقرار الوزارة الصادر في المنازعة، ويترتب على ذلك وقف تنفيذ القرار النهائي الصادر من الوزارة لحين صدور حكم من المحكمة المختصة.
ومنحت الوزارة كل من صدر له قرار نهائي بالفصل في المنازعة العمالية من قبل الوزارة، الحق في التقدم بطلب إلغاء تصريح العمل الأصلي، خلال 60 يوماً من تاريخ إخطاره بقرار الوزارة النهائي، ما لم تكن العلاقة العمالية مستمرة، وللوزارة إلغاء تصريح العمل في حال عدم الالتزام بالمدة المحددة ودون الرجوع لأطراف المنازعة، كما يحق لمقدم الشكوى التنازل عنها في أي وقت قبل صدور القرار النهائي.
وإذا تعذرت التسوية الودية في الشكوى العمالية الفردية التي تزيد قيمة المطالبة فيها عن 50 ألف درهم، على الوزارة إحالة الشكوى العمالية الفردية للقضاء، وفق الإجراءات المعتادة.