إسرائيل تخطط لفتح ممر إنساني إلى شمالي غزة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة إيطاليا: دعم إنشاء ممر بحري لنقل المساعدات إلى غزة طيور الخيرتعتزم إسرائيل فتح ممر إنساني مباشر إلى شمال قطاع غزة، نهاية الأسبوع الجاري، فيما أعلن مسؤول إغاثي كبير بالأمم المتحدة أن المنظمة تختبر طريقاً عسكرياً إسرائيلياً جديداً، لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين، الذين تقطعت بهم السبل في شمال القطاع.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، بأن إسرائيل تعتزم فتح ممر إنساني مباشر من داخل إسرائيل إلى شمال قطاع غزة نهاية الأسبوع الجاري، وذلك في أعقاب ضغوط واتصالات دولية، لا سيما من الولايات المتحدة، ومصر.
وقبيل إتمام الحرب الدائرة في قطاع غزة شهرها الخامس، يتواصل الكشف عن إفادات الفرق الطبية والإغاثية، التي تقدم خدماتها للسكان المدنيين في غمار المعارك، بما ترسمه من صورة شديدة القتامة، للأزمة الإنسانية في القطاع، وسط تحذيرات من أن الأوضاع هناك، قاربت على الانهيار.
وتشدد هذه الفرق على أن هذه الأوضاع هي أسوأ ما عايشه عناصرها بين ما عملوا في ظله من نزاعات وصراعات في مختلف بقاع الأرض، وهو ما أكده أطباء انضووا تحت لواء فريق إغاثي تابع لجمعية «ميد جلوبال» الخيرية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، عاد لتوه من القطاع.
فقد كشف بعض أعضاء الفريق النقاب عن أن كل من أخضعوهم للفحص من أطفال غزة كانوا مرضى ويعانون من البرد الشديد، بفعل تدني درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، مشددين على أن العبء الأكبر للحرب يقع على كاهل هؤلاء الصغار، ما يجعل إصابتهم بأي جروح حتى ولو كانت متوسطة أو طفيفة، أمراً مُهدداً لحياتهم في أغلب الأحوال.
وأشار الجراح تشاندرا حسن إلى أن تردي الظروف الإنسانية، ومحدودية الموارد، والافتقار الشديد للمستلزمات الطبية، أدت إلى أن تقود جروح صغيرة، قد لا يتجاوز طولها ثلاثة ميلليمترات، إلى تبعات صحية خطيرة بالنسبة لأصحابها قد تصل إلى الوفاة، خاصة مع عجز كثيرين منهم عن تلقي العلاج فور إصابتهم، أو الحصول على المتابعة اللاحقة من أطقم التمريض في الفترة التالية لذلك.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل قطاع غزة أميركا حرب غزة فلسطين الحرب في غزة
إقرأ أيضاً:
غزة بين قسوة العدوان وحرب التجويع
تتصدر قضية التجويع المتعمّد في شمال غزة بعد ورود تقارير خطيرة من قطاع غزة تصف الوضع الإنساني والغذائي الكارثي الذي يمر به القطاع، بسبب وحشية العدوان الصهيوني الذي لم يتوقف بعد، ولن يتوقف ما دام أنه يحظى بالدعم الأمريكي والأوروبي، والصمت الدولي، وباطمئنان الاحتلال للحالة العربية المستكينة والهزيلة.
حرب إبادة حقيقية ضد سكان قطاع غزة، تمثلت في أكثر من 13 شهرا من المجازر الهمجية والقتل الممنهج المتواصل، والتجويع المتعمّد، والترويع على مدار الوقت، تمهيدا لتشريد سكان القطاع.
عمّقت 410 أيام من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ المحنة الإنسانية، حيث لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى مستويات مثيرة للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في القطاع.
وبموازاة تضرر مصادر الغذاء، يواصل الاحتلال فرض قيود صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة، في سياق سياسة تجويع واضحة ووممنهجة بشكل واضح في حين تكشفّت أولى لحظات حصار التجويع مع بدء العدوان في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ووفقا لتقرير أعده المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد وثق عشرات جرائم القتل المتعمد والإعدامات الميدانية الجديدة التي نفذتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضد عدد كبير من المدنيين في محافظة شمال غزة ضمن عدوانها المتصاعد، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 13 شهرا.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أن جيش الاحتلال يواصل منذ 45 يوما تنفيذ اقتحامه وهجومه العسكري الثالث ضد شمال قطاع غزة وسكانه، مرتكبا فظائع مشينة تشمل قتل المدنيين وترويعهم وطردهم من منازلهم بالقوة وتهجيرهم إلى خارج محافظة شمال غزة قسرا، في إطار واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري في العصر الحديث.
وأشار المرصد إلى أنه ضمن العديد من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال "الإسرائيلية"، والتي شملت قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلهم جماعيا، وقتل النازحين في مراكز الإيواء شمالي غزة واستهداف التجمعات والمركبات، وثق فريقه الميداني حالات قتل مباشرة وإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء نفذها جنود الاحتلال ضد مدنيين دون أي مبرر.
مع طي 410 أيام من العدوان، باتت المجاعة تهدّد معظم سكان القطاع المحاصر والمدمّر، حيث يظهر تقرير أممي أن نصف سكان غزة يعانون الجوع الكارثي، وأن 90 في المئة من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.
هذا المنهجية النازية دفعت مراقبين إلى اعتبارها حرب تجويع، ورأوا في الحوادث المتكررة لإطلاق جيش الاحتلال النار على فلسطينيين يتجمعون للحصول على المساعدات القليلة المتاحة دليلا واضحا على ذلك. وأبرز المرصد أنّ آلاف الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة يعانون من الجوع والخوف، ومن يُصَب منهم يتعذر غالبا نقله للعلاج أو حتى علاجه ميدانيا، ليتوفى عدد كبير منهم ببطء بسبب عدم توفر الرعاية الطبية المنقذة للحياة، مشيرا إلى أنه وثق وجود عشرات الضحايا ممن استشهدوا تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم ولم تتوفر طواقم طبية أو دفاع مدني لإنقاذهم، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منع الفرق الإنسانية من العمل منذ 45 يوما.
ما يعيشه أهالي القطاع في الحرب لا يتحمله بشر، وخاصة أن الجوع ينتشر في شمال غزة كالنار في الهشيم وسط تلكؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر الاحتلال في قطاع غزة، ما يجعلها شريكة في تلك الجرائم ويمثل ضوءا أخضر للاحتلال للمضي قدما في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية، كما يعكس تجاهلا صادما لحياة الفلسطينيين وكرامتهم، في ضوء استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال سياسة العقاب الجماعي المتمثلة بالتجويع والتعطيش ودفعهم إلى النزوح المتكرر بعيدا عن أماكن سكناهم في ظروف تفتقر لأبسط حقوق الإنسان.
لذلك بات لزاما على المحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة، أن تنفض عن نفسها غبار العجز عن تحقيق الأهداف والمبادئ الأساسية التي قامت عليها، وتُظهر وقوفها الجدي بعد الفشل المشين على مدار أكثر من 13 شهرا في الالتزام بحماية المدنيين ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة، وهو ما يفترض أن يكون في صميم عملها وسبب وجودها، والعمل على فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والطبية اللازمة لسكان القطاع.