فاطمة الحمادي.. تسافر بـ«الحروف»
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
خولة علي (دبي)
الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، وظفت الحروف العربية كمفردة تشكيلية بصرية، لتمزج بين الأصالة والحداثة، فالحروف لها قيمة تشكيلية بديعة تفاعلت مع جماليات اللون، لتقدم لوحات فنية بمظهر تجريدي معاصر، وتخرج عن المألوف والصورة النمطية للوحات الخط العربي، منطلقة من مفهوم فن الحرفيات التشكيلية، في ترويض الحروف ضمن توليفات وإيقاعات حملت الحروف بصرياً نحو العمق لتظهر بانسيابية لونية بديعة.
تناغم وثراء
هذه الزخرفة التي تناغمت مع مزيج لوني بديع، لترسم لوحة فنية ثرية في مظهرها، ورغم كون الحروف توزعت وتناثرت وتمازجت لتعطي جمالية أكثر وبعيدة عن تشكيل الجملة أو الكلمة، فالمعنى غير مهم في هذا الفن الذي تسبح فيه الحروف دون قيود أو حدود، لتمسك زمام حركتها فرشاة الحمادي منطلقة من هاجس الشغف والانغماس في أعماق هذا الفن.
لقد أثبتت الحمادي تميزها وإبداعها بعد زخم البحث والخبرات الواسعة بمختلف المدارس الفنية، وفي مجالات فنية شتى احترفتها، إلا أنها وجدت طريقها في فن المدرسة الحروفية التشكيلية التجريدية، منطلقة بحسها في التعاطي مع الحرف، مشيرة إلى أن مجال الإبداع في هذا الفن متسع وبعيد عن التقيد بقوانين الخط العربي، خصوصاً الخط الديواني الذي يتميز بمرونته التي تلهم الفنان وتدفعه للانطلاق بإبداعه.
محلية ودولية
شاركت الحمادي في عدة معارض فنية محلية ودولية، منها معرض كنوز في لندن، والمعرض الثقافي في المالديف، إلى جانب ورش الرسم الحية بالسوق العالمي في برلين، وأيضاً المشاركة في التجمع الفني في ليتوانيا، بالإضافة إلى إبداع جداريات عملاقة تثري جماليات الخط العربي في دول قطر والأردن وألمانيا، لافتة إلى أن الإمارات أصبحت اليوم تستقطب فناني العالم للمشاركة في فعاليات متنوعة بأنحاء الدولة، إضافة إلى وجود معارض فنية ثابتة مثل «الجاليريات» التي تستقطب الفنانين العالمين، لاستكشاف أنواع الفنون.
استثمار المواهب
من أبرز إنجازات الحمادي، مساهمتها في وضع منهج خاص بالفنون كقاعدة أساسية لبناء أجيال واعية بأهمية الفن وقيمته في تنمية وتطوير المجتمعات، واستثمار المواهب من الشباب في دفع عجلة التنمية، كما شاركت بإحدى لوحاتها في مزاد كريستي العالمي، إضافة إلى حضورها بفعالية جداريات الجرافيتي، وجداريات الألوان المضيئة، فضلاً عن تسجيلها لرقم قياسي جديد بمشاركة فريقها في عمل جدارية بتقنية الاستنسل.
وقد حرصت الحمادي على استضافة عدد من الفنانين العالمين للاستفادة من تجاربهم في عالم الفن، لنقل خبرتهم للفنانين الشباب، عبر تنظيم ورش ودورات تخصصية، وإقامة معارض للفنانين الواعدين والراغبين في إبراز أعمالهم في الساحة الفنية.
دور المرأة
تؤكد فاطمة الحمادي أهمية دور المرأة في تطوير وتنمية مجتمعها، من خلال إسهاماتها في مجالات الحياة المختلفة، مثمنة دور دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في ما حققته من إنجازات ونجاحات مستمرة، أسهمت في وجودها على الساحة الفنية محلياً وعالمياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفنون التشكيلية الفن التشكيلي الإمارات اليوم العالمي للمرأة المرأة الإماراتية يوم المرأة العالمي
إقرأ أيضاً:
الجيل الجديد على الشاشة… موهبة حقيقية أم "كوسة فنية"؟ (تقرير)
شهدت الدراما المصرية والعربية، زحفًا متسارعًا لوجوه جديدة تفرض نفسها على الشاشة، إما بموهبة واضحة لا يختلف عليها اثنان، أو عبر طرق أخرى لا تمت كثيرًا إلى الفن بصلة، كأن يكون الشاب أو الشابة "ابن فنان"، أو نجم تريند على السوشيال ميديا تحوّل إلى ممثل فجأة!
فهل الجمهور مستعد فعلًا لاحتضان هذه الوجوه؟ وهل أصبحت الشاشة مجرد ساحة تجارب؟
بين كل هذا الزخم، يبرز السؤال الأهم: من الذي يستحق فعلًا أن يُطلق عليه لقب "نجم صاعد"، ومن الذي وجد نفسه فجأة في دائرة الضوء دون مؤهلات حقيقية؟
ابن النجم… بطاقة دخول ذهبية؟
ما لا يمكن إنكاره، أن هناك بعض الأسماء التي ظهرت بقوة خلال العامين الماضيين، فقط لأنها تحمل اسمًا فنيًا كبيرًا. وأصبح الجمهور يعرفهم كـ "ابن فلان" أو "بنت فنانة مشهورة"، وليس لكونهم أصحاب أداء مميز أو موهبة لافتة.
بعضهم نجح في كسر هذه الصورة، وأثبت أنه أكثر من مجرد "ابن نجم"، فيما لا يزال البعض الآخر يعاني في إثبات وجوده، رغم الفرص المتتالية، بل ويثير تساؤلات: "لو كان شخص عادي، هل كان سيحصل على هذه الفرصة أصلًا؟"
الوجوه الجديدة… تريند اليوم وغياب الغد؟
منصات التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في إبراز أسماء لم نكن لنعرفها لولا "فيديو تريند"، أو مشاركة خفيفة الظل في برنامج أو تحدٍ، ليتحول بعدها صاحب الفيديو إلى ممثل في عمل درامي كبير، أحيانًا في دور بطولة!
المشكلة هنا ليست فقط في غياب الخلفية الفنية، بل في أن بعض هؤلاء يعتمدون بالكامل على الكاريزما أو الشكل الخارجي، ويتعاملون مع التمثيل كأنه جلسة تصوير على "إنستجرام"، مما يضع العمل الفني في مأزق حقيقي.
الجمهور… مع أو ضد؟
ربما يملك الجمهور اليوم وعيًا أكبر مما يتصوره صناع القرار في الدراما. المتفرج لم يعد يكتفي بالشكل أو الاسم، بل يبحث عن أداء مقنع وقصة تمسّه. وهذا ما يفسّر ارتفاع شعبية بعض الوجوه الجديدة رغم بساطة ظهورها، لأنها استطاعت لمس مشاعر الناس، بعيدًا عن المجاملات أو العلاقات.
ممثلين شباب اتعرضوا لانتقادات بسبب دخولهم الوسط الفني عن طريق "الواسطة" أو إنهم أبناء فنانين:
أحمد مالك
رغم موهبته، اتعرض لانتقادات في بداياته بسبب علاقاته داخل الوسط ودعمه من مخرجين كبار، واتقال إنه بياخد فرص مش متاحة لغيره.
ليلى أحمد زاهر
اتعرضت لهجوم كبير على السوشيال ميديا بدعوى إنها حصلت على أدوار بسبب كونها بنت الفنان أحمد زاهر، رغم إنها بتحاول تثبت نفسها كممثلة مستقلة.
رنا رئيس
رغم إن والدها مش فنان لكنه من داخل مجال الإنتاج الفني، وده خلى البعض يشير لوجود تسهيلات أو دعم غير مباشر ساعدها في البداية.
تيام مصطفى قمر
كتير انتقدوه وقالوا إنه بيشتغل بسبب إنه ابن المطرب مصطفى قمر، خاصة بعد مشاركته في أعمال درامية سريعة وظهوره في برامج.
نور إيهاب
رغم إنها مش من أبناء فنانين، لكن اتقال إنها مدعومة من شخصيات داخل الوسط، خصوصًا مع سرعة صعودها وانتشارها في وقت قصير.
الخاتمة … من يستمر؟
الوجوه الجديدة ليست مشكلة، بل ضرورة طبيعية لأي صناعة تبحث عن التجديد. لكن الفارق الجوهري يكمن في: هل هذه الوجوه قادمة من بوابة الموهبة الحقيقية، أم من أبواب خلفية؟ وهل هي هنا لتبقى، أم مجرّد فقاعات فنية ستنتهي بانتهاء الموسم؟