محمد بن حمد بن طحنون رئيس مجلس إدارة «مطارات أبوظبي» لـ«الاتحاد»: استراتيجية لرفع عدد المسافرين بـ«زايد الدولي» لـ 65 مليون مسافر خلال 10 سنوات
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
رشا طبيلة (أبوظبي)
كشف معالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة «مطارات أبوظبي» عن استراتيجية طموحة ومدروسة لرفع عدد المسافرين عبر مطار زايد الدولي إلى 65 مليوناً خلال السنوات العشر المقبلة، مؤكداً أن المطار سيساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كبوابة نحو العالم، وكمركز استراتيجي للسياحة والتبادل التجاري، ويسهم بصورة فعالة في ارتفاع مؤشر التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، وهو يجسد في الوقت ذاته صورة عن المستقبل المستدام المفعم بالتفاؤل، كما يحافظ على طابع التراث الإماراتي العريق».
وقال معاليه في حوار حصري مع «الاتحاد»، «يساهم مبنى المسافرين الجديد في رفع الطاقة الاستيعابية لتصل لأكثر من 27 مليون مسافر بحلول نهاية هذا العام، وبناءً على ذلك، لدينا الإمكانات التي تؤهلنا لمواصلة النمو من أجل زيادة هذا العدد إلى 45 مليون مسافر سنوياً، واستيعاب 79 طائرة في أي وقت».
وأضاف معاليه أن هذا الصرح الذي نراه اليوم هو ثمرة الأسس التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي قام بتطويرها ورعايتها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وتمضي قدماً في مسيرة التطوير والتحديث وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال: «بالتزامن مع زيادة القدرة الاستيعابية للمطار، نعمل على إثراء تجربة المسافرين على كافة الأصعدة، وذلك عبر توفير مرافق متكاملة مثل التقنيات البيومترية لتسهيل عملية الصعود إلى الطائرات، إضافة إلى مجموعة متنوعة من المطاعم والمتاجر التي تضمن للمسافرين تجربة استثنائية سواء كانت أبوظبي وجهتهم الرئيسية، أو يعبرون من خلالها إلى وجهات أخرى حول العالم».
وحول دور رؤية معاليه في تحقيق مطار زايد الدولي نتائج قياسية العام الماضي والاستمرار في تحقيق ذلك للعام الجاري، قال «ينصب تركيزنا نحو تحقيق الرؤية الاستراتيجية لقيادة أبوظبي الحكيمة، وتنفيذها عبر فريق الإدارة العليا، وترسيخ ثقافة الطموح والتميز في عملياتنا على كافة المستويات».
وأكد أن مطار زايد الدولي يمثل استثماراً ضخماً من قبل إمارة أبوظبي لتحقيق بيئة وبنية تحتية مستدامة. ولدينا كافة الإمكانات التي تتيح لنا مواصلة العمل لتحقيق نمو أكبر. كما أن العمل على بناء فريق قادر على تحقيق هذه الرؤية هو عنصر أساسي لتحقيق النجاحات المنشودة.
خطط استراتيجية
وفيما يتعلق بالخطط الاستراتيجية التي تم وضعها حالياً مع افتتاح المبنى الجديد وتسمية المطار بمطار زايد الدولي، قال معاليه: «ساهم افتتاح المبنى A في زيادة القدرة الاستيعابية للمطار بأكثر من الضعف، ونتعاون في المرحلة الراهنة بشكل وثيق مع شركات الطيران لزيادة عددها وشبكة الوجهات من وإلى مطار زايد الدولي».
وأضاف «نجحنا بالفعل في زيادة عدد شركات الطيران العاملة إلى 29 شركة، مع إضافة رحلات الخطوط الجوية الفرنسية وإيروفلوت، إضافة إلى شركات الطيران الاقتصادية بوبيدا وسمارت وينجز، في حين تدعم المرافق الجديدة أيضاً الاتحاد للطيران في إضافة رحلات إلى وجهات جديدة».
وحول الخدمات الذكية والتحفة الفنية لمطار زايد الدولي وأهمية الاستثمار في خدمات المطار، أكد معاليه أن جودة الخدمات المتوفرة في المطارات تعتبر عناصر حيوية تعكس تطور المدن، والدول بشكل عام، ويمثل الاستثمار في مطار زايد الدولي خطوة استراتيجية لدعم النمو المستقبلي لإمارة أبوظبي، من خلال التأكيد على موقعها كمركز للأعمال للتجارة الدولية وأيضاً كوجهة ترفيهية وسياحية رائدة.
وأضاف معاليه أن المطارات العصرية الناجحة هي تلك التي تمتلك خطة استراتيجية والتي تتمثل في ازدياد حدة المنافسة وسرعة التغيرات، حيث أصبح نجاح المطارات العصرية يتوقف على توفر كفاءة وفاعلية بشتى المجالات، مؤكداً أن المرافق الجديدة في مطار زايد الدولي صورة تقدم متميزة عن إمارة أبوظبي وطموحاتها، علاوةً على دورها في دعم خط النمو الاقتصادي وتنويع الموارد الاقتصادية في الإمارة، والإمارات بشكل عام.
طموحات 2030
وحول الطموحات لقطاع الطيران في أبوظبي للعام 2030 قال: «نتطلع إلى تحقيق نمو كبير في أداء القطاع بحلول عام 2030 وما بعده، مما يعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للمسافرين والبضائع، إلى جانب المساهمة بدور فعال في تنويع الاقتصاد وزيادة إجمالي الناتج المحلي».
وأضاف معاليه «سيحقق مطار زايد الدولي توسعاً ملحوظاً سواء من حيث حركة المسافرين وعلى صعيد قطاعات الخدمات اللوجستية والشحن الحيوية، بالإضافة إلى دعم الخدمات الفنية والمنظومة الأوسع لقطاع الطيران. وسيكون توسع مطار زايد الدولي هو المحرك الرئيسي لهذه التطورات الهامة، وهو ما تجسد في تعزيز القدرة الاستيعابية مع افتتاح المبنى A، وخططنا التطويرية المستقبلية الطموحة».
وحول توقعات العام 2024، قال معاليه: «ستكون أولويتنا المباشرة هي التوظيف الأمثل للمرافق الجديدة، وتطوير إمكاناتها باستمرار. وسيكون هذا التوسع قائماً على خطط استراتيجية تضمن تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع، وفي الوقت نفسه، تساهم توسعة المطار في استقطاب أعداد أكبر من شركات الطيران الجديدة إلى أبوظبي، ودخلنا بالفعل في محادثات مع الشركاء المحتملين في هذا المجال».
تطبيق الاستدامة
وحول تطبيق الاستدامة في مطار زايد الدولي، أكد معاليه «تمثل المسؤولية الاجتماعية مرتكزاً رئيسياً لعملياتنا اليومية، بما يشمل الحد من الآثار البيئية لأنشطتنا والتركيز على تعزيز إدارة وكفاءة استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، وكانت عمليات إعادة التطوير في مطار زايد الدولي متسقة تماماً مع هذه الرؤية، حيث كانت معايير الاستدامة ركيزة أساسية في تصميم وإنشاء المبنى A، ما أدى إلى توفير ما يقدر بنحو 5300 طن من الانبعاثات الكربونية السنوية، أو ما يعادل متوسط استخدام 1060 سيارة لمدة 12 شهراً».
وأضاف «بالاعتماد على المعايير المحددة من قبل برنامج «استدامة»، المبادرة التي أطلقتها دائرة البلديات والنقل، حصل المبنى على شهادة 3 لآلئ في مرحلة التصميم».
وقال معاليه: «خلال مرحلة العمليات الإنشائية، تمت إعادة تدوير أكثر من 90% من الفولاذ المستخدم في حين تم الحصول على 82 % من الأخشاب من مصادر مرخصة وقانونية ومستدامة. وتشمل عناصر خفض الكربون في المطار 7540 مظلة من الألواح الشمسية في مواقف السيارات في المبنى A، في حين أن أكثر من 70% من النباتات المستخدمة في تنسيق الحدائق هي من الأنواع المحلية القابلة للتكيف ومقاومة الجفاف والملوحة».
وأضاف «أدت التركيبات والتجهيزات الخاصة بكفاءة استخدام المياه والمعتمدة في جميع أقسام المبنى إلى تحسن بنسبة 45% بالمقارنة مع معايير برنامج استدامة، وإلى جانب التركيز على خفض الانبعاثات الناجمة عن أنشطتنا، فإننا حريصون على التعاون مع الشركاء للتحكم بالبصمة الكربونية، بما يشمل شركات الطيران ومزودي الخدمات، مثل مزودي الخدمات الأرضية المستقلين، وشركات الأطعمة والمشروبات، ومراقبة الحركة الجوية، وغيرهم من العاملين في موقع المطار، بالإضافة إلى الواصلين إلى المطار بالتعاون مع الهيئات المختصة».
كوادر وطنية
وفيما يتعلق بالكوادر الوطنية ودورها في نجاح قطاع الطيران الإماراتي، أكد معاليه «يُعتبر تطوير وتمكين الكوادر الوطنية من أولوياتنا الاستراتيجية الرئيسية، حيث تعمل هذه الكوادر على تعزيز الجاهزية والتحسين المستمر في جميع جوانب قطاع الطيران، مما يسهم في تحقيق النجاح والتميز في خدمات الطيران».
وقال: «بفضل هذه الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة، نستطيع تقديم خدمات ذات جودة عالية وتلبية احتياجات المسافرين بشكل متفوق، وهم يسهمون أيضاً في تطوير قطاع الطيران ورفع مستوى الأداء العام، مما يعزز مكانة مطار زايد الدولي كواحد من أبرز مرافق الطيران على مستوى العالم».
وأضاف «يعكس النجاح المستمر في قطاع الطيران تعاون الكوادر الوطنية مع الشركاء الدوليين واستمرار تطوير هذه الكوادر وتمكينها، وهو ما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية وتحقيق التطور المستدام في هذا القطاع الحيوي».
تجربة المسافر
شدد معاليه «سنركز في مطار زايد الدولي على تجربة المسافر خلال سفره بكل مراحله، وهي المدة التي يقضيها المسافر داخل المطار سواء عند المغادرة أو الوصول أو حتى المرور والانتظار باستخدام الصالات والمرافق والخدمات وانتهاءً بمغادرة المطار سواء عبر بوابات الخروج أو عبر بوابات الصعود للطائرات».
وأكد أن افتتاح المبنى A بمرافقه المتكاملة يساهم في تزويد أبوظبي بالبوابة التي تستحقها كوجهة عالمية بامتياز، وستستفيد الإمارة من زيادة عدد الرحلات إلى عدد أكبر من الوجهات، وتنوع شركات الطيران المتواجدة في المطار، والاعتماد على أحدث العمليات والتقنيات الذكية لكي يكون وصول ومغادرة المسافرين عبر مطار زايد الدولي من بين الأكثر سرعة وسهولة في العالم.
وقال «يتمثل طموحنا في تزويد كافة زوار أبوظبي بتجربة إيجابية وسلسة منذ لحظة الوصول إلى الإمارة، وحتى مغادرتها، وهو ما نثق بإسهامه في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة أولى للأعمال والسياحة. واختتم قوله «نحن ماضون قدماً في تنفيذ خططنا الطموحة لتحقيق هذه الأهداف».
«زايد الدولي».. احتفاء بإرث وتاريخ حافل بالإنجازات
جاء إطلاق الاسم والهوية الجديدة لـ«مطار زايد الدولي»، تكريماً لذكرى الوالد المؤسِّس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، واحتفاءً بإرثه وتاريخه الحافل بالإنجازات الخالدة التي قدَّمت دولة الإمارات إلى العالم في أبهى صورة.
وشملت الهُوية الجديدة، التي تم إطلاقها في فبراير الماضي، على عناصر مُستلهَمة من الثقافة الإماراتية الغنية وتراثها العربي الأصيل.
وتم تصميم مطار زايد الدولي، لتوفير تجربة تُعَدُّ الأكثر ابتكاراً وسلاسة بين المطارات العالمية في هذا القطاع، كما أنه يتوافق مع أعلى معايير الجودة، ويتجاوز توقُّعات المسافرين.
وتحتفي الهُوية الجديدة، التي تم الكشف عنها ضمن عملية إطلاق المسمى الجديد، بالعديد من السِّمات المميَّزة لإمارة أبوظبي، كما تشمل عناصر وأشكالاً مستوحاة من مناظرها الطبيعية وتاريخها، وتصميم المطار نفسه، حيث تم توظيف القارب الشراعي التقليدي، وشجرة النخيل، وشمس الصحراء، وقلعة قصر الحصن، ومبنى المسافرين A الجديد، لتكون ضمن المصادر الإبداعية للشعار الجديد، الذي يعرض هُوية أبوظبي الفريدة، ويدعو المسافرين إلى صياغة قصص تجاربهم في مختلف أرجاء ومرافق المطار.
خدمات ذكية
يعد مبنى المسافرين A الوحيد في العالم الذي يستخدم تقنية التعرف على الوجه، من خلال 9 نقاط اتصال بيومترية لتعمل تقنية التعرف على الوجه المتقدمة في مراحل مختلفة من الرحلة.
ويمكن للمسافرين المرور عبر قسم الهجرة والصعود للطائرة والخدمة الذاتية لتسليم الحقائب دون الحاجة إلى تقديم أي أوراق أو وثائق، ما يعمل على تقليل وقت انتظار المسافرين بشكل كبير، ويضمن لهم رحلة سلسة عبر المطار، وفي نفس الوقت تعزيز السلامة والأمن على أعلى مستوى.
ويضم مبنى المسافرين الجديد نظام أمتعة فريداً مزوداً بأحدث التكنولوجيا، فهو قادر على التعامل مع 19.200 عملية للحقائب في الساعة، ومتوسط انتظار للأمتعة بين 15 إلى 20 دقيقة.
يتميز هذا النظام بأن كل حقيبة مزودة برمز تعريفي إلكتروني يتم تتبعها في جميع المراحل ما يضمن عدم ضياعها.
مبنى المسافرين.. حقبة جديدة للبنية التحتية
يُعَدُّ مبنى المسافرين A أهم ما يمتاز به مطار زايد الدولي، حيث يُصنَّف أحد أكبر مباني المطارات في العالم، ويمكنه استقبال ما يصل إلى 45 مليون مسافر سنوياً، ويُمثِّل حقبة جديدة للبنية التحتية للنقل والطيران في أبوظبي تحديداً، وعلى مستوى دولة الإمارات عموماً.
وخلال الستين يوماً الأولى بعد افتتاح المبنى الجديد، وبدء عملياته التشغيلية بالكامل، استقبل مطار زايد الدولي نحو 4.48 مليون مسافر، منهم 1.21 مليون قادمون، و1.22 مليون مغادرون، ومليونا شخص في رحلات التحويل، على متن أكثر من 24 ألف رحلة طيران.
ويضع مطار زايد الدولي تجربة المسافرين في صميم جميع عملياته، بفضل مرافقه الرائدة عالمياً، بما في ذلك التكنولوجيا البيومترية، لتبسيط عمليات الفحص والصعود إلى الطائرة، و35 ألف متر مربع من المساحات التي تستضيف 163 منفذاً من محال التجزئة والمطاعم والمقاهي والمرافق الترفيهية، لتوفِّر للمسافرين مجموعة واسعة من خيارات التسوُّق والاستمتاع بتناول المأكولات والمشروبات في أثناء وجودهم في مبنى المطار.
ومنذ افتتاحه في نوفمبر 2023، تمكَّن المبنى من تسجيل العديد من النجاحات التشغيلية الاستثنائية، ومن بينها تقديم مستوى متطوِّر من الخدمات للمسافرين، واستقطاب قائمة متزايدة من شركات الطيران العالمية.
وبشكل عام، تُظهر نتائج حركة المسافرين لمطارات أبوظبي، خلال العام 2023 زيادة كبيرة في الطلب من الركاب، حيث سافر ما مجموعه 22.9 مليون مسافر عبر جميع المطارات التجارية الخمسة في إمارة أبوظبي خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2023، ما يُمثِّل زيادة في الطلب بنسبة 44.5% مقارنة بالعام 2022.
وشهد العام 2023 أيضاً نموّاً في عمليات المطار الحيوية الأخرى، ومنها حركة السفر الجوي في المطارات الخمسة، حيث بلغ العدد الإجمالي للحركة التي تتضمَّن عمليات هبوط وإقلاع الطائرات، 226.362 عملية، لتتجاوز بذلك الرقم المسجَّل للعام 2022 والبالغ 194.7 ألف عملية، ما يُمثِّل زيادة بنسبة 16.3% سنوياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد بن حمد بن طحنون مطار زايد الدولي الإمارات مطارات أبوظبي الکوادر الوطنیة مبنى المسافرین افتتاح المبنى شرکات الطیران قطاع الطیران ملیون مسافر فی المطار إضافة إلى آل نهیان المبنى A التی تم
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر المسافر في أحسن ثلاث مطارات عربية؟
هل أصبح انتظار الطائرة تجربة ممتعة وغنية؟ في بعض المطارات العربية الإجابة هي نعم!
سابقًا، عندما يذكر "المطار"، غالبًا ما كان يتبادر إلى أذهاننا شعور الانتظار والملل، سواء أثناء إجراءات السفر أو خلال أوقات الترانزيت بين الرحلات.
ومع تطور المطارات الحديثة، أصبحت هذه الأماكن أكثر من مجرد محطات عبور، بل أصبحت وجهات متكاملة تقدم العديد من الخدمات الفريدة التي تجعل من فترة الانتظار تجربة ممتعة، وبالتحديد في بعض المطارات العربية التي تمكّنت من تقديم تجارب استثنائية، مما جعلها تتربع على رأس قوائم أفضل المطارات في العالم في السنوات الأخيرة. بل إن أحد المطارات العربية قد حصد المركز الأول عالميًا هذا العام!
في هذا المقال، نستعرض أفضل 10 مطارات في العالم العربي لعام 2024 حسب تصنيف موقع سكاي تراكس، مع تسليط الضوء على أبرز الخدمات غير التقليدية التي تقدمها أفضل ثلاث مطارات عربية.
صوت المسافر هو الفيصلالمسافر اليوم هو المقيّم الأساسي لجودة خدمات المطار، وتعد استطلاعات الرأي التي تجرى سنويًا للمسافرين المعيار الأول لتحديد مستوى هذه الخدمات. موقع "سكاي تراكس"، الذي يختص في ترتيب المطارات على مستوى العالم، هو المصدر الرئيسي لجمع آراء المسافرين.
وتأسست جوائز المطارات العالمية عام 1999، وتقوم على استطلاع آراء المسافرين من أكثر من 100 جنسية حول العالم المسافرين بحسب موقعها الرسمي. ويتم تصنيف المطارات بناءً على مجموعة من العوامل، بدءًا من التسجيل وصولًا إلى المغادرة، بما في ذلك تجربة التسوق، الطعام، والراحة، مما يجعل هذه الجوائز معيارًا حقيقيًا لجودة الخدمة في المطارات.
وتتألق دول الخليج في تصنيف أفضل المطارات العربية لعام 2024، حيث تصدّر مطار حمد في قطر القائمة وحصل على لقب أفضل مطار عربي وعالمي، ليؤكد مكانته الرائدة في عالم السفر. وجاء مطار دبي في المركز الثاني، فيما احتل مطار البحرين المرتبة الثالثة عربيا، في حين جاء مطار الرياض (مطار الملك خالد الدولي) رابعا ومطار مسقط في المرتبة الخامسة عربيا.
قطر في المقدمةهذا العام، حقق مطار حمد الدولي إنجازًا عالميًا استثنائيًا بانتزاعه لقب أفضل مطار في العالم من مطار سنغافورة، ليصبح المطار الأول عالميًا وعربيًا في 2024. بمرافقه التي تتعدى التسوق والمطاعم لتشمل خدمات استرخاء وترفيه استثنائية، يعد مطار حمد أيقونة عربية عالمية تستحق الزيارة.
ويقدّم المطار تجربة سفر لا تُنسى، إذ يوفر للركاب خيارات واسعة من الراحة والرفاهية أثناء فترة الانتظار الطويلة للمسافرين العابرين، أو لمن سيقضون ساعات كثيرة في انتظار رحلتهم المتصلة.
المطار يُعد بمثابة مركز تجاري فخم، يضم ماركات عالمية شهيرة لعشاق التسوق. كما يضم منتجعات صحية ومراكز لياقة بدنية التي تقدم على مدار الساعة مجموعة من الخدمات الصحية وجلسات التدليك (المساج)، والعلاج بالعطور، والعناية بالبشرة والأظافر، ويمنح المسافرين فرصة الاستمتاع بأعلى درجات الراحة والرفاهية أثناء انتظارهم موعد رحلتهم القادمة.
بسبب شساعة مطار حمد فإن إدارته وفرت للمسافرين خدمة النقل بالمترو لتيسير تجربته في المطار (شترستوك)كما يتيح مطار الدوحة خدمة النوم في كبائن نوم صغيرة يمكن استئجارها لفترة قصيرة للاسترخاء أو القيلولة، مما يوفر الراحة للمسافرين في الرحلات الطويلة.
وللعائلات، يوفر المطار مناطق ترفيهية للأطفال تشمل ألعابًا الترفيهية ومساحات للعب والمرح، مما يجعل الانتظار أكثر متعة. كما يمكّن للمسافرين الاستمتاع بجوٍ هادئ في غرف الاستراحة، المصممة خصيصًا لخلق بيئة مثالية الاستمتاع بالقراءة أو القيلولة في أوقات الانتظار.
سعى مطار حمد الدولي، منذ افتتاحه في عام 2014، إلى تقديم تجربة سفر لا تُنسى، حيث أضاف خدمات مبتكرة، كمنتزه النباتات الاستوائية الذي افتُتح في عام 2022، وهو حديقة داخلية من الأشجار والنباتات المتنوعة وشلالات المياه وأصوات الطيور يتخللها ممشي للتمتع بتلك الأجواء الاستوائية، فضلاً عن وجود المقاهي والمطاعم المطلة على تلك الحديقة، مما جعل من مطار حمد الدولي وكأنه منتزه منفرد بذاته يستحق الزيارة، ويستحق أن يحصد لقب المطار الأول في عام 2024.
مطار دبي الأكبر بالمنطقةويُعد مطار دبي الدولي أكبر مطار في الشرق الأوسط وأكثرها ازدحامًا. بخدماته المتنوعة، يحافظ على مكانته في اختيارات المسافرين وتفضيلاتهم، مما جعله يتصدر للمركز الثاني عربيًا والسابع عالميًا، هو أكثر من مجرد مطار؛ بل مُجمع ترفيهي متكامل بحد ذاته يخدم مئات الوجهات العالمية ويمزج بين التسوق الفاخر والفنادق الفخمة، وأماكن الاسترخاء والخدمات الترفيهية، بالإضافة إلى منطقة "قرية الطعام" (The Food Village)، والتي تقدم أشهر الأطباق من مختلف أنحاء العالم، ما يجعل تجربة السفر عبره ممتعة ومريحة.
ويتشابه مطار دبي في بعض خدماته مع مطار حمد الدولي، حيث يقدم مناطق مماثلة للاسترخاء والترفيه واللياقة البدنية مثل المنتجعات الصحية ومراكز العناية بالبشرة وصالات الانتظار الخاصة، وكذلك كبائن النوم للرحلات الطويلة.
مطار دبي يضم منطقة للتسوق الفاخر وأيضا منطقة قرية الطعام لتذوق أشهر الأطباق عالميا (شترستوك)بينما يتفرد مطار دبي بوجود صالات ترفيهية مثل "Game Space" التي تقدم ألعابًا إلكترونية والمجهزة بألعاب "بلاي ستيشن" المخصصة للعب الفردي والجماعي، بالإضافة إلى صالة مخصصة لعشاق لعبة "ليغو" (LEGO)، مما يضمن أن الجميع، من الأطفال إلى البالغين، يمكنهم الاستمتاع بوقتهم في انتظار رحلتهم.
كما يوفر مطار دبي منطقة العائلات لتفريغ طاقة الأطفال في اللعب والمرح، وكذلك يقدم المطار لرجال الأعمال غرف مخصصة الاجتماعات للإفادة من أوقات الانتظار المحتملة. كذلك، يوفر المطار مرافق استحمام مجانية وغرفًا خاصة للأمهات المسافرات لراحة الأطفال الرضع بعيدًا عن صخب المطار المعتاد، مما يجعل تجربة السفر أكثر سهولة وراحة لكافة فئات المسافرين.
مطار البحرين وتخفيف الإجراءاتويأتي مطار البحرين في مصاف أهم مطارات الشرق الأوسط فهو الثالث عربيا و22 عالميا، حيث يحفل بمجموعة متنوعة من الخدمات التي تجعل تجربة السفر مريحة وممتعة. يتيح المطار خدمة إنهاء إجراءات السفر من المنزل، حيث يقوم فريق من المطار بإنهاء كافة الإجراءات وتسجيل الحقائب من المنزل، مما يوفر تجربة سفر سلسة وخالية من عناء الانتظار التقليدي في المطار.
ويولي المطار اهتماما خاصا بالخدمات العائلية، فيقدم للمسافرين غرف رعاية الرضع، وعربات أطفال مجانية موزعة في جميع أنحاء المطار، إلى جانب مناطق ترفيهية للاستمتاع بالوقت أثناء الانتظار، تشمل ألعابًا تفاعلية وإلكترونية تناسب كافة أفراد العائلة.
يتميز مطار البحرين بخدمة إنهاء إجراءات السفر من المنزل ما يوفر وقتا ثمينا للمسافرين (شترستوك)كما يتميز مطار البحرين بوجود صالة خاصة بالأطفال القُصَّر غير المصحوبين من سن عامين إلى 14، والصالة مجهزة بألعاب متنوعة وتحت إشراف فريق مختص، مما يضمن تجربة آمنة ومسلية لهم عند السفر بمفردهم.
وينفرد مطار البحرين باحتوائه على تحف فنية وثقافية بحرينية، مثل المنحوتات ولوحات الفن التشكيلي، التي تتيح للمسافرين التعرف على التراث البحريني دون الحاجة لمغادرة مبنى المسافرين.
ولعشاق التسوق، يضم المطار مجموعة واسعة من أشهر الماركات العالمية، إلى جانب سوق القيصريّة الذي يقدم المنتجات المحلية المتنوعة، والحلي البحرينية التقليدية، وأصناف الطعام والمشروبات الأصيلة. كل هذا يجعل المرور بمطار البحرين تجربة ثقافية متكاملة، تترك لدى المسافر انطباعًا لا يُنسى.
—
باحثة مصرية شغوفة بالكتابة والسفر.