إغناتيوس: واشنطن تدرس منع الاحتلال من استخدام أسلحتها في هجوم رفح
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
قال الكاتب الأمريكي، ديفيد إغناتيوس، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من كارثة إنسانية في رفح، وتدرس منع الاحتلال الإسرائيلي من استخدام أي أسلحة أمريكية في هجومه على المدينة.
وقال الكاتب إنه لم يتخذ الرئيس بايدن وكبار مستشاريه أي قرار بشأن فرض "شروط" على الأسلحة الأمريكية. لكن حقيقة أن المسؤولين يناقشون هذه الخطوة المتطرّفة تظهر قلق الإدارة المتزايد بشأن الأزمة في غزة – وخلافها الحاد مع القادة الإسرائيليين بشأن الهجوم على رفح.
ونقل عن قال مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل قوله مرتين: "يجب على إسرائيل أن تفهم أن مستوى الإحباط لدى إدارة بايدن بشأن سوء التعامل مع الوضع الإنساني في غزة قد وصل إلى الحد الأقصى (...) إذا شنت إسرائيل هجوماً على رفح دون توفير الحماية الكافية للسكان المدنيين النازحين، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث أزمة غير مسبوقة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حتى فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة".
وشككت نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان بحدة في خطة هجوم رفح في اجتماعات منفصلة يوم الاثنين مع بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي الذي كان يزور واشنطن، وفقًا لتقرير أكسيوس.
وعلى الرغم من أن غانتس يُنظر إليه على أنه المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أنه يقال إن الزعيمين اتفقا على مهاجمة رفح لتدمير أربع كتائب تابعة لحماس هناك.
وتخشى إدارة بايدن أن تكون خطة رفح غير ناضجة، وأن تؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي في غزة دون إنهاء الحرب. ويقول مسؤولو الإدارة إنهم لم يروا أي خطة واضحة لكيفية حماية أكثر من مليون فلسطيني تم دفعهم نحو منطقة رفح على طول الحدود المصرية بسبب القتال في أقصى الشمال، بحسب الكاتب.
وأضاف: قال بايدن في مكالمة هاتفية مع نتنياهو في شباط/ فبراير إن هجوم رفح "لا ينبغي أن يبدأ دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك"، وفقًا لبيان البيت الأبيض. ولم تؤدّ الأحداث منذ ذلك الحين إلا إلى تعميق مخاوف الإدارة من أن إسرائيل ليس لديها مثل هذه الخطة لنقل جميع هؤلاء اللاجئين بأمان، وأنها لا تتعامل بشكل مناسب مع محنة المدنيين الفلسطينيين بشكل عام.
إن أي قيود على إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل من شأنها أن تمثل انقطاعًا حادًا في العلاقة – وتثير ضجة سياسية. وكان هناك موقف مشابه إلى حد ما، وهو التحرك الذي اتخذه الرئيس جيرالد فورد ووزير الخارجية هنري كيسنجر عام 1975 "لإعادة تقييم" العلاقات الأمريكية الإسرائيلية واقتراح خفض المساعدات العسكرية للضغط على إسرائيل للموافقة على صفقة سحب القوات من سيناء بعد حرب 1973. الحرب العربية الإسرائيلية.
وأصر فورد وكيسنجر على مواجهة الانتقادات الشديدة من أنصار إسرائيل. وفي النهاية قدمت إسرائيل تنازلات، وتم حل النزاع بعد عدة أشهر.
ومن خلال حظر استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية في الهجوم على رفح، يمكن للإدارة أن تجادل بأنها كانت تتخذ خطوة مماثلة لتفاهمها مع أوكرانيا بأنه لا يمكن استخدام الصواريخ الأمريكية طويلة المدى لاستهداف الأراضي الروسية.
وتزايدت مخاوف الإدارة من أن إسرائيل لم تخطط بشكل مناسب لحماية للمدنيين الفلسطينيين في غزة بعد مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 700 آخرين الأسبوع الماضي خلال تدافع عند قافلة للمساعدات قبل الفجر في شمال غزة. وقُتل بعض الفلسطينيين في تدافع من أجل الحصول على الطعام؛ وسحقت شاحنات المساعدات آخرين. وأطلق جنود إسرائيليون النار على بعضهم. وقال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل سمحت بقافلة الشاحنات الفلسطينية لكنها لم توفر الأمن اللازم لمنع وقوع الكارثة.
وأضاف المقال: "بدأت إدارة بايدن، بعد أن كانت تأمل لعدة أشهر في تحقيق نتائج أفضل في غزة، بالتخطيط للأسوأ، أو على الأقل الأكثر احتمالا. ومحاولة تجنب كارثة رفح هي أحد الأمثلة على ذلك، ولكن هناك أمثلة أخرى".
وركزت الإدارة آمالها في وقف التصعيد على خطة إطلاق سراح الرهائن قبل شهر رمضان، المتوقع أن يبدأ في 10 آذار/ مارس، والتي من شأنها أن تؤدي إلى توقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل ومسار أسهل للمساعدة الإنسانية. لكن حماس رفضت حتى الآن قبول وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة، لذا تدرس الإدارة ما يجب فعله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع بداية شهر رمضان.
ومن بين الخيارات: قد تحاول الإدارة مواصلة الضغط على حماس من خلال محاوريها، مصر وقطر، وربما الضغط على قطر لطرد ممثلي حماس من الدوحة إذا لم يتمكنوا من إقناع زملائهم في غزة بالإفراج عن الرهائن.
وتخطط الإدارة أيضًا لتحرك أحادي الجانب لإغراق غزة بالمساعدات الإنسانية، عن طريق الإنزال الجوي والقوافل البرية ومحطة بحرية عائمة جديدة لتفريغ سفن الشحن قبالة الشاطئ. علامة أخرى على الواقعية هي اعتراف الإدارة بأن خططها المعقدة "لليوم التالي" - للتطبيع السعودي مع إسرائيل، مصحوبا بمسار نحو إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية - قد لا تكون قابلة للتحقيق هذا العام، حتى لو انتهت الحرب غداً.
ووراء التوتر المتزايد مع نتنياهو يكمن شعور بايدن بأن إسرائيل لم تستمع إلى التحذيرات والنصائح الأمريكية، وأن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية كانت عبارة عن طريق ذو اتجاه واحد. وتشعر الإدارة بأنها تدعم المصالح الإسرائيلية، بتكلفة سياسية كبيرة في الداخل والخارج، في حين أن نتنياهو لا يستجيب للطلبات الأمريكية. وتجادل إسرائيل بأن أي فجوة بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية لا تفيد إلا حماس. لكن إسرائيل لا تقدم تنازلات لتضييق هذه الفجوة.
وختم المقال: "يريد بايدن أن تكون إسرائيل حليفًا جيدًا وتحمي المصالح الأمريكية – وحياة المدنيين الفلسطينيين – في الوقت الذي تسعى فيه إلى إنهاء الحرب الرهيبة التي بدأت بالهجوم الوحشي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. وكان ربط العلاقة بتوريد الأسلحة أمراً غير وارد ذات يوم. ولكن مع انحسار الصبر الأمريكي، يبدو أن مسؤولي الإدارة قد بدأوا في النظر بهذا الأمر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي بايدن نتنياهو إسرائيل احتلال نتنياهو بايدن طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مخطط التهجير.. أستاذ علوم سياسية: مصر تستطيع ردع وإسكات الإدارة الأمريكية
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن التحركات الشعبية والسياسية المرتقبة غداً تعكس بوضوح جدية التصريحات والدعوات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأكد أن هناك رفضا شعبيا كبيرا في مصر بدأ اليوم، ومن المحتمل أن يستمر لعدة أيام، ما يمثل إشارة مهمة للإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية برفض جميع مخططات الترانسفير والترحيل والتسفير والتسكين.
بالآلاف.. قفزة في أعداد المتظاهرين أمام معبر رفح رفضًا لتهجير الفلسطينيين (فيديو) بالصور..حشود المصريين أمام معبر رفح توصل رسالتها للعالم: لا للتهجير تنسيق مصر عربيولفت إلى أن التصريحات المتكررة من الرئيس ترامب تتطلب أيضاً اتخاذ مسار موازٍ، وهو نقل الملف إلى الساحة الدولية، كاشفا أنه سيكون هناك تنسيق عربي مصري غداً في القاهرة، وهو تنسيق مهم لجميع الأطراف المعنية، سواء على مستوى الجامعة العربية أو الدول العربية الأخرى، استعداداً لنقل الملف إلى الساحة الدولية.
وبين أن الساحة الدولية ليست مجرد جلسة خاصة في الجمعية العامة أو طلب جلسة استثنائية، بل الجزائر تعمل على ترتيب جلسة استثنائية في مجلس الأمن، ومع ذلك، أعتقد أن الأمر يتطلب إعادة تقييم السياسات تجاه هذه الإدارة الأمريكية غير المسؤولة، لأنه لا يمكننا أن نتوقع منها أن توقف هذه الدعوات الصريحة والتحريض الإسرائيلي المتزايد.
لقاء ترامب بنتنياهووأشار إلى أن الوضع قد يكون في أسوأ حالاته، فالأسبوع المقبل سيلتقي نتنياهو وترامب، وسيتم الاتفاق على الإجراءات والتدابير المتعلقة بهذه الفكرة، لذا، فإن سرعة التحرك، كما سنرى غداً في القاهرة، أمر بالغ الأهمية لتسجيل موقف عربي شامل، خاصة دعم مصر والأردن، حيث من الواضح أن الرئيس الأمريكي سيضغط في هذا الاتجاه، والحكومة الإسرائيلية تسعى للاستقواء به.
ولفت إلى أن المبعوث الأمريكي لم يعد مجرد مبعوث، بل تدخل في الشأن الداخلي الحكومي، حيث التقى بعدد من الوزراء لترتيب الأجواء ومنع تفكك الحكومة، ومن بين ما صرح به الرئيس المصري سابقاً، أنه قد يتم العمل مع هذه الإدارة الأمريكية، ما يثير تساؤلات حول كيفية البناء والعمل مع رئيس يدعو إلى تهجير الفلسطينيين.
مصر دولة قويةوأكد أن القاهرة تدرك جيدًا طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية، والإدارة الأمريكية لا ترغب في الاصطدام بمصر، فمصر دولة قوية ولها قرارها وموقفها وتستطيع ردع وإسكات الإدارة الأمريكية، والقيادة السياسية المصرية وضعت النقاط على الحروف في هذا السياق، لعل الإدارة الأمريكية تتفهم ما تم طرحه على لسان السيد الرئيس.
ولفت إلى أن القضية ليست مجرد ظلم للفلسطينيين، بل هي مرتبطة بأولئك الذين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية، أعتقد أنه سيكون هناك تجاوب مرحلي من الإدارة الأمريكية إذا وُجد موقف عربي ودولي داعم لموقف مصر والأردن.
وأكد خلال حواره مع قناة “الغد”، أن الإدارة الأمريكية، سواء كانت تحت قيادة ترامب أو مؤسسات الدولة، لا يمكن أن تدخل في مناكفة مع الدولة المصرية لأسباب عديدة، منها الشراكة العسكرية والاستراتيجية ووجود قوات متعددة الجنسيات في سيناء.
تصريحات ترامب لن تؤثروأما بالنسبة للتحركات، لفت إلى أن الأمور ستسير في اتجاهين: الأول هو نقل الموضوع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث هناك ترتيبات تجريها السعودية تحت مسمى توسيع الإطار أو التحالف الدولي للمطالبة بحل الدولتين، وهو ما أكدت عليه الدول العربية.
أما بالنسبة للجانب الأمريكي، فإن دعوات التهجير قد تعرقل ما يتم طرحه، مما يعكس تناقضًا صارخًا من الإدارة الأمريكية. الفلسطينيون أرسلوا رسالة رمزية قوية بتمسكهم بأراضيهم، سواء من العائدين أو من الموجودين على الأرض.
فيما يتعلق بالاتفاق الجاري في قطاع غزة، أشار إلى أن الجانب المصري مستمر في جهوده لإتمام الاتفاق، بالتعاون مع الجانب القطري، منوها إلى أن القاهرة تتحرك في اتجاهات متعددة تجاه منظمة التحرير وحركة حماس، ولا تقتصر جهودها على تنفيذ الاتفاق فقط، مبينا أن تأثير ما يطرحه الرئيس الأمريكي، أعتقد أنه لن يؤثر بشكل كبير على ما تقوم به القاهرة، لكنها ستتعامل مع أي تبعات بثبات.
ترامب يرد على سؤال عن رفض مصر والأردن لخطة استقبال الفلسطينيين من غزةجدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومضى قدما في خطته المثيرة للجدل إلى حد كبير بشأن "تطهير غزة"، مصرًا على أن مصر والأردن ستقبلان اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة لأن الولايات المتحدة "تفعل الكثير من أجلهم".
وأثناء حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، الخميس، سُئل ترامب عما إذا كان هناك أي شيء يمكنه القيام به للضغط على الدولتين (مصر والأردن)، وكلاهما من الدول الرئيسية المتلقية للمساعدات الأمريكية لاستقبال الفلسطينيين المطرودين.
وأجاب ترامب قائلا: "سيفعلان ذلك.. سيفعلان ذلك تماما.. نحن نفعل الكثير من أجلهما وسيفعلان ذلك".