استشهد 35 من عائلتها في غزة.. طبيبة فلسطينية مدعوة لحضور خطاب بايدن بالكونغرس
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
واشنطن- مع إعلان عدد من قادة الكونغرس دعوة 17 من أقارب الإسرائيليين الأميركيين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية لحضور خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرئيس جو بايدن الجمعة، اختارت نائبة ديمقراطية دعوة طبيبة أسنان فلسطينية فقدت أكثر من 30 شخصا من عائلتها جراء العدوان على غزة.
وقالت النائبة كوري بوش من ولاية ميسوري في منشور على منصة إكس "أتشرف بدعوة الدكتورة انتماء سلامة، طالبة الدراسات العليا الفلسطينية في جامعة سانت لويس، وطبيبة الأسنان، لتكون ضيفة لي في خطاب حالة الاتحاد".
وتابعت "لقد قُتل 35 شخصا من عائلتها في غزة. يجب على الرئيس جو بايدن الاستماع إلى آلام مواطنينا، وأن يضغط للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار الآن".
وفي بيان آخر للنائبة اطلعت عليه الجزيرة نت، قالت بوش -التي تصنف ضمن التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي- إن "العنف المستمر في غزة هو أزمة دولية، ويؤثر بشكل مباشر على الناس، من سانت لويس إلى الشرق الأوسط، وفي كل مكان بينهما".
وتابعت "قتل 35 من أفراد عائلة الدكتورة سلامة خلال أكثر من 150 يوما مضت. هذه خسارة لا توصف، خسارة لا تتحملها وحدها. في سانت لويس وفي جميع أنحاء البلاد، هناك آلاف العائلات التي فقدت أحباءها في الفظائع ضد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين".
I'm proud to bring Dr. Intimaa Salama, a Palestinian graduate student at @SLU_Official and dentist, as my guest to the State of the Union.
35 people in her family have been killed in Gaza.@POTUS must listen to our communities' pain & facilitate a lasting #CeasefireNow. pic.twitter.com/WE0UOuSLW9
— Congresswoman Cori Bush (@RepCori) March 6, 2024
ومنذ عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ردا على انتهاكات الاحتلال المتواصلة، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح، أغلبهم أطفال ونساء، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتقدم الولايات المتحدة دعما سياسيا واسعا لإسرائيل في هذه الحرب، حيث استخدمت الفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن عدة مرات لإحباط قرارات تدعو لوقف إطلاق النار، فضلا عن إقامتها جسرا جويا لتزويد تل أبيب بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخيرة.
واشنطن تؤجج الحربوقالت النائبة بوش، في بيانها، إن "الولايات المتحدة تؤجج هذه الحرب، لكن يمكننا إيقافها بنفس السهولة. بصفتي راعية لقرار وقف إطلاق النار الآن، وزعيمة الحركة المناهضة للحرب والمؤيدة للسلام في الكونغرس، أحث الرئيس بايدن على تسهيل وقف إطلاق النار الدائم على الفور ووقف تمويل جرائم الحرب".
وأضافت "يتم إسقاط القنابل على بُعد آلاف الأميال من هنا، لكننا نرى آثارها في الداخل. آمل أن نتمكن عبر الحديث عن تجربة الدكتورة انتماء ومنحها الفرصة لمشاركة قصتها مباشرة على المستوى الوطني، من إضفاء الطابع الإنساني على حجم الضرر الهائل الذي يسببه تأجيج هذا العنف وسفك الدماء علينا جميعا".
من جانبها، قالت الدكتورة انتماء "نحن أكثر من مجرد إحصاءات وأرقام في حصيلة هذه الإبادة الجماعية. لدينا أسماء وعائلات وتطلعات مستمرة على الرغم من الاضطرابات المحيطة بنا".
وأضافت، في بيان صادر عن مكتب النائبة بوش، "دعوتي هي لوقف إطلاق النار ومستقبل تعلو فيه فرحة أطفالنا وضحكاتهم على صوت الحرب، مما يضمن معاملتنا جميعا بكرامة واحترام يستحقهما كل إنسان".
مدعوون إسرائيليونعلى الجانب المقابل، دعا عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، 17 من أقارب المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة إلى حضور الخطاب.
ومن المنتظر أن يضع كثير من أعضاء الكونغرس على صدورهم شرائط صفراء صارت علامة على التضامن مع المحتجزين الإسرائيليين.
ونجحت وساطة قطرية -بدعم مصري أميركي- في التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، بينهم نحو 80 إسرائيليا.
وينتظر أن يتضمن خطاب حالة الاتحاد -وهو أهم خطاب سنوي يلقيه الرئيس أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ- رؤية بايدن بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويأتي الخطاب بعد 5 أشهر من بدء الحرب، في وقت يواجه فيه بايدن رياحا معاكسة من التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي بسبب دعمه المستمر لإسرائيل.
وصوّت قرابة 20% من الناخبين الديمقراطيين في ولاية مينيسوتا بخيار "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، بدلا من التصويت بتأييد بايدن، وسبقتها ولاية ميشيغان بنسبة متقاربة، وهي خطوات يفهم عموما أنها مرتبطة بسياسات الرئيس الأميركي بشأن إسرائيل. ويواجه بايدن كذلك ضغوطا من بعض النواب لكبح جماح العدوان الإسرائيلي على غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إطلاق النار أکثر من على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تشتعل مجددًا.. لماذا انهار وقف إطلاق النار وعادت الحرب؟
بعد مرور شهرين فقط على وقف إطلاق النار الهش في غزة، انهار الاتفاق تمامًا في ليلة الثلاثاء، ما أدى إلى استئناف العمليات العسكرية وتصاعد العنف مجددًا.
وهذه العودة السريعة إلى الحرب تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع التي أدت إلى هذا التصعيد المفاجئ، وسط تطورات سياسية وعسكرية معقدة.
قدمت الحكومة الإسرائيلية مبررات عدة لاستئناف العمليات العسكرية، فقد صرّح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن الهجمات جاءت ردًا على "رفض حماس إطلاق سراح الرهائن وتهديداتها بإيذاء الجنود والمدن الإسرائيلية".
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن هذا المبرر ذاته هو الذي استخدمته إسرائيل لبدء الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وتشمل أهداف إسرائيل الرئيسية استعادة الرهائن المتبقين والقضاء على قدرة حماس على الحكم والعسكرة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الغارات جاءت نتيجة رفض حماس لمقترحين ملموسين للوساطة، قدمهما مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ووفقًا لمسئول إسرائيلي، فإن الغارات الجوية تمثل المرحلة الأولى من سلسلة عمليات عسكرية تصعيدية تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن، وهو ما يتماشى مع وجهة نظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الضغط العسكري هو الوسيلة الأكثر فاعلية لتحقيق هذا الهدف.
العوامل الداخلية في إسرائيللم يكن اتفاق وقف إطلاق النار يحظى بقبول واسع داخل إسرائيل، لا سيما من قبل اليمين المتطرف الذي اعتبره استسلامًا لحماس.
ويرغب هذا التيار في إخلاء جميع الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات التي تم إخلاؤها عام 2005.
وبالنسبة لنتنياهو، فإن دعم اليمين المتطرف ضروري للحفاظ على ائتلافه الحكومي، خاصة بعد استقالة الوزير إيتامار بن غفير احتجاجًا على الهدنة، وتهديد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب ما لم تستأنف الحرب.
وعودة الصراع في غزة ساهمت في استقرار الحكومة الإسرائيلية بعد أن قرر حزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير العودة إلى الحكومة، وهو ما اعتُبر انتصارًا سياسيًا لنتنياهو.
كما أن التصعيد العسكري يساعد في صرف الأنظار عن مساعيه لإقالة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهو قرار أثار دعوات لاحتجاجات حاشدة.
هشاشة اتفاق وقف إطلاق الناركان من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق في 3 فبراير، لكن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت الموعد النهائي.
وخلافًا للنهج التقليدي، بدأت الولايات المتحدة التحدث مباشرة مع حماس، حيث أرسلت إسرائيل فرق تفاوض إلى قطر ومصر يوم الأحد الماضي لمحاولة دفع المفاوضات إلى الأمام.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، اقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تمديد وقف إطلاق النار حتى رمضان وعيد الفصح في أبريل، ولكن دون التزامات واضحة من إسرائيل.
رفضت حماس هذا المقترح، معتبرة أنه يمثل انقلابًا على الاتفاق الأصلي.
وعرضت الحركة إطلاق سراح الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر إلى جانب جثث أربعة آخرين، مقابل التزام إسرائيل بالاتفاق الثلاثي الموقّع في يناير، وهو ما وصفته إسرائيل بـ"الحرب النفسية".
استئناف الحرب وشكل العمليات العسكريةلم تفصح إسرائيل كثيرًا عن طبيعة عملياتها، إلا أنها أكدت تنفيذ ضربات جوية مكثفة على أهداف لحماس.
وأمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في مناطق واسعة من غزة بالمغادرة، ما أثار تكهنات حول إمكانية تنفيذ غزو بري جديد أو احتلال بعض المناطق الحضرية.
وبحسب "سي إن إن"، فإن تل أبيب عازمة على إجبار حماس على التفاوض تحت الضغط العسكري.
وتؤكد إسرائيل أنها تمتلك خطة لتصعيد عملياتها تدريجيًا، لكنها لم تحدد بعد متى ستتمكن من إعادة إرسال قوات برية إلى القتال.
تأثير الحرب على سكان غزةيوم الثلاثاء كان اليوم الأكثر دموية منذ أكثر من عام، حيث قُتل 548 فلسطينيًا.
ومع استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من أسبوعين، تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، حيث شوهدت حشود من الفلسطينيين ينزحون مجددًا بعد أن أمرهم الجيش بمغادرة منازلهم في المناطق غير الآمنة.
وعودة الحرب إلى غزة بعد توقف قصير تعكس تعقيدات الصراع، حيث تتداخل العوامل السياسية والعسكرية الداخلية والخارجية في تحديد مسار الأحداث.
ومع استمرار التصعيد، يظل مصير سكان غزة مرهونًا بالتطورات المقبلة، فيما تبقى التساؤلات قائمة حول إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة تنهي دوامة العنف المستمرة.