رغم مغادرة وفد حماس القاهرة.. مسؤول أميركي يؤكد: مفاوضات الهدنة لم تفشل
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن وفدها غادر القاهرة الخميس بينما اعتبر السفير الأميركي لدى تل أبيب جاك لو أنه من الخطأ افتراض أن محادثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل قد فشلت.
وجاء في بيان لحماس "غادر وفد حركة حماس القاهرة اليوم للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا".
وقال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري إن إسرائيل "أفشلت" كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف لوكالة رويترز أن إسرائيل ترفض مطالب حماس "بوقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين".
وقال مسؤولون في حماس -في وقت سابق- إن إطلاق سراح الأسرى لا يمكن أن يتم قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وأن يتمكن جميع سكان القطاع من العودة إلى منازلهم التي فروا منها.
وتقول حماس -أيضا- إنها لا يمكنها تقديم قائمة بالأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة من دون وقف إطلاق النار لأن الأسرى موزعون على أنحاء مختلفة من منطقة الحرب.
ونقلت وكالة شينغوا الصينية عن مسؤول في حماس أن إسرائيل أعطت الأولوية لقضية أسراها خلال مفاوضات وقت إطلاق النار في حين رفضت شروطا وضعتها الفصائل الفلسطينية.
ويأتي ذلك بعد أن أفادت مصادر للجزيرة أن جولة المفاوضات في القاهرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، انتهت دون التوصل إلى اتفاق. وقالت المصادر إن إسرائيل رفضت طلب حماس وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب الجيش من القطاع، وعودة النازحين دون شروط.
وأضافت المصادر للجزيرة أن الوسطاء في القاهرة حاولوا جسر الهوة بين حماس وإسرائيل، لكن جهودهم لم تنجح.
وعلى خلاف كل ما سبق، أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو -الخميس- أن "الخلافات تضيق" في المحادثات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وصرح ليو -في مؤتمر في تل أبيب- "لا أستطيع أن أقول لكم إن المفاوضات ستتكلل بالنجاح"، لكن "الخلافات تضيق"، مؤكدا أن "الجميع يتطلعون نحو شهر رمضان الذي يقترب ومن الخطأ افتراض الفشل".
وأضاف أنه يجب ممارسة الكثير من الضغوط على جميع الأطراف في المفاوضات، للبقاء فيها.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي رفيع إن الاتفاق المقترح لوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة يتضمن 3 مراحل. وأضاف المسؤول أن عودة السكان إلى شمال القطاع هي ضمن الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار.
وأعرب عن اعتقاده أن هناك طريقا للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وأن من سماهم المتطرفين قد يستغلون رمضان لارتكاب أعمال عنف.
وأكد المسؤول الأميركي أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار الآن إذا وافقت حماس على تحرير المحتجزين.
وعلى صعيد متصل، تحدثت أنباء عن وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز "سرا" إلى مصر مساء الأربعاء لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل.
من جهته، قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت إن حماس تتعرّض لـ"ضغوط خطيرة للغاية" من الوسطاء لتقديم "عرض مضاد". وأضاف آيزنكوت -في مؤتمر تل أبيب- "عندها سيكون من الممكن المضي قدما واتخاذ موقف".
لكن آيزنكوت أشار أيضا إلى أن "عودة المختطفين أولى من تدمير حماس، وإنه من دون ذلك لا يوجد نصر، بل ضرر دائم للقوة الوطنية"، حسب تعبيره.
في غضون ذلك، أغلقت عائلات الأسرى الاسرائيليين في غزة الشارع المقابل لمقر وزارة الدفاع في تل أبيب احتجاجا على عدم التوصل إلى صفقة تبادل.
وطالبت العائلات باجتماع الفوري مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب لاطلاعهم على آخر مجريات محادثات القاهرة بخصوص التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.
وقالت العائلات -في بيان- إنها تصرفت حتى اللحظة بشكل عاقل وهادئ، ولكنها لم تعد تتحمل الحصول على معلومات بخصوص مسار المفاوضات من وسائل الإعلام، وإن على أعضاء مجلس الحرب الجلوس معهم وإخبارهم بالتطورات.
وتلوح عائلات الأسرى بتصعيد احتجاجها بهدف الضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل فورية للأسرى.
ومنذ الأحد، تجرى مفاوضات في القاهرة بمشاركة مصر والولايات المتحدة وقطر وحماس لوقف إطلاق نار بين قطاع غزة وإسرائيل.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بین حماس وإسرائیل وقف إطلاق النار إطلاق النار فی لإطلاق النار لوقف إطلاق التوصل إلى صفقة تبادل قطاع غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
هل تنهار الهدنة في غزة بعد إطلاق سراح الأسرى؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت حركة حماس سراح ثلاثة إسرائيليين آخرين من الأسر في غزة، اليوم السبت، وسط تصاعد التوترات التي كادت أن تعصف بالهدنة الهشة المستمرة منذ أربعة أسابيع.
وتم تسليم الإسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مراسم جرت بدقة في مدينة خان يونس، التي تحولت إلى أنقاض بفعل القصف الإسرائيلي، وتُعد أحد معاقل حماس في جنوب القطاع.
وكان الرهائن الثلاثة قد اختُطفوا من منازلهم في كيبوتس نير عوز خلال الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وظهر الرهائن المحررون، ساجوي ديكل تشين، ساشا تروفانوف، وإيار هورن، في حالة جسدية أفضل مقارنة بالدفعة السابقة من الأسرى الذين بدوا منهكين عند الإفراج عنهم الأسبوع الماضي.
وخلال المراسم، استعرض مقاتلو حماس أسلحة وملابس عسكرية تم الاستيلاء عليها من القواعد الإسرائيلية خلال الهجوم الحدودي عام 2023.
وفي المقابل، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن أكثر من 350 أسيرًا فلسطينيًا في وقت لاحق من يوم السبت، تنفيذًا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار.
توتر يهدد استمرار الهدنة
كاد الاتفاق أن ينهار بعد أن اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار عبر منع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وإدخال مساكن متنقلة لإيواء مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، وهددت الحركة بتأجيل إطلاق سراح الرهائن إذا لم يتم تسهيل دخول المعدات المطلوبة.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنشر قواته مجددًا قرب حدود غزة، متعهدًا باستئناف الهجوم على حماس إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى كما هو مخطط.
وفي الأيام اللاحقة، بثت وسائل الإعلام العربية صورًا تُظهر دخول بعض المعدات الثقيلة إلى القطاع عبر مصر، مما دفع حماس إلى استئناف عملية إطلاق سراح الرهائن يوم الجمعة.
مأساة إنسانية تتفاقم
يواجه سكان غزة أوضاعًا متدهورة، حيث زادت الحاجة إلى المأوى مع هبوب العواصف الشتوية على القطاع، وتشير التقديرات إلى أن نحو مليوني شخص نزحوا عن منازلهم، ويعيشون في مخيمات مؤقتة وسط الدمار الهائل.
وكان من المقرر أن يتم الإفراج عن الغالبية العظمى من الأسرى الفلسطينيين يوم السبت، إذ كانوا محتجزين دون محاكمة في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب، فيما تشير التقارير المحلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص منذ بدء الصراع.
اتفاق هش ومستقبل غامض
يُعد وقف إطلاق النار الحالي مرحلة انتقالية بين أولى مراحل الاتفاق، حيث من المقرر خلال الأسابيع الستة الأولى التي تنتهي أوائل مارس، وتطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم جميع النساء والأطفال والرجال الذين تجاوزوا الخمسين عامًا، وحتى الآن، أطلقت الحركة سراح 24 منهم، بينما يُعتقد أن العديد من الرهائن الباقين، وعددهم 73، قد لقوا حتفهم.
وكانت حماس قد احتجزت نحو 250 رهينة في 7 أكتوبر، وأطلقت سراح 120 منهم خلال وقف إطلاق النار المؤقت في نوفمبر مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
مفاوضات مؤجلة وضغوط دولية
ترفض حماس إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وتسليم جثث الرهائن القتلى إلا بعد التوصل إلى هدنة دائمة تتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة، إلا أن المحادثات، التي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي، لم تشهد مشاركة وفد إسرائيلي رفيع المستوى، حيث لم ترسل تل أبيب ممثلين إلى قطر أو مصر، اللتين تتوسطان في الاتفاق بمشاركة الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته، يواجه الاتفاق ضغوطًا إضافية بسبب التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حول نية الولايات المتحدة فرض سيطرتها على غزة، وتشير تقارير إلى أن خطته، التي قد تؤدي إلى تهجير قسري لنحو 2.3 مليون فلسطيني، شجعت نتنياهو على التردد في إنهاء الحرب.
وتسببت هذه الخطط في غضب واسع النطاق في العالم العربي، حيث استضاف ترامب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض هذا الأسبوع، وكرر تصريحاته حول استعداد الأردن ومصر لاستقبال اللاجئين، وهو ما قوبل برفض شديد من البلدين.