لماذا يستخدم حزب الله صواريخه القديمة ضدّ إسرائيل؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
"سماء الشمال بدت هذه الليلة مثل سماء الجنوب.. وهذا فقط القليل من قدرة حزب الله". بهذه الكلمات وصف الإعلام الإسرائيلي، الشهر الفائت، إطلاق حزب الله صلية صاروخية كبيرة نحو مستوطنة كريات شمونة ومستوطنات أخرى شمالي فلسطين المحتلة. وشدّد الإعلام الاسرائيلي على أنّ وابل الصواريخ الذي أُطلق من لبنان لم تشهده إسرائيل منذ عام 2006.
ويؤكد خبراء أنّ المقاومة لم تكشف حتى الآن عن كلّ أوراقها في مواجهة اسرائيل ضمن معركة "طوفان الأقصى"، إذ إنها تستخدم صواريخها القديمة في معظم هجماتها على الأهداف الإسرائيلية، ولم تكشف بعد عن أي صواريخ ضخمة وبعيدة المدى بعد 153 يوماً من القتال.
ويشير الخبراء إلى أنّ المقاومة تهدف، بهذه الطريقة، إلى استنزاف قدرات اسرائيل الاعتراضية عبر إجباره على استهلاك صواريخ منظومات دفاعه الجوي. في مقابل ذلك، تمتلك المقاومة ترسانةً ضخمةً من الصواريخ، غير معروف حجمها بالتحديد، لكن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنّ القدرة الصاروخية لحزب الله تزيد على 150 ألف صاروخ.
وتشمل ترسانة حزب الله الصاروخية مئات الصواريخ الدقيقة ذات القدرة التدميرية العالية، والتي تملك القدرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي وضرب الأهداف بدقةٍ شديدة وهامش خطأ أقل، وهو ما أثار مخاوف المسؤولين الإسرائيليين في حال توسعت الحرب لتشمل جبهة جنوب لبنان، إذ ستضطرّ إسرائيل حينها إلى تحويل منظومتها الدفاعية بالكامل لحماية مؤسساتها العسكرية الحساسة.
وفي هذا السياق، أوضح تقرير صادر عن معهد مكافحة الإرهاب في جامعة "رايخمن" الإسرائيلية، شارك فيه أكثر من 100 من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الإسرائيلية، مدى عدم استعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحربٍ شاملة مع حزب الله. وذكر التقرير أنّ الحرب ستبدأ من الشمال "بوابلٍ هائل ومدمر من صواريخ حزب الله في جميع أنحاء البلاد تقريباً".
وبحسب ما تابع التقرير، الذي يتألف من 130 صفحة، والذي جاء نتيجة دراسة غير مسبوقة استمرّت ثلاث سنوات، فإنّ إطلاق الصواريخ من لبنان سيكون مكثفاً، حيث يتراوح بين 2500 و3000 عملية إطلاق يومياً، بما في ذلك صواريخ أقل دقة وصواريخ بعيدة المدى دقيقة.
كذلك، أكد أنّ معدل إطلاق النار "سيتحدّى التكنولوجيا الإسرائيلية كما لم يحدث من قبل"، مشيراً إلى أنه سيتم استنفاد مخزونات صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وصواريخ مقلاع داوود في غضون أيام قليلة من القتال، مما يترك "إسرائيل" عرضةً لآلاف الصواريخ والقذائف دون دفاعٍ نشط فعال.
ويستخدم العدوّ الإسرائيلي في التصدّي لصواريخ المقاومة في لبنان، وفلسطين المحتلة، عدة أنظمة متكاملة للدفاع الجوي، ومن ضمنها القبة الحديدية، منظومة باتريوت، نظام "أرو"، ومقلاع داوود. وهذه المنظومات، ذات الطبقات المختلفة، تكلّف الميزانية الإسرائيلية مبالغ طائلة، نظراً لارتفاع أسعار صواريخها وتكلفة تشغيلها العالية. (الميادين)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله: الجرائم الإسرائيلية كانت تستهدف كسرنا
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أنهم:" منعنا قوات الاحتلال من التقدم نحو أراضينا"، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
باحث سياسي: أمريكا تعتبر حزب الله لبناني الجنسية وسوري التحرك الأمن القومي بالبيت الأبيض: حزب الله لم يعد بإمكانه إعادة بناء قدراته العسكرية
وقال الأمين العام لحزب الله، إن الجرائم الإسرائيلية كانت تستهدف كسر حزب الله.
وتابع الأمين العام لحزب الله، أن :"الاحتلال أدرك أن الأفق في مقاومة حزب الله مسدود فذهب إلى وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق، أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، أن حزب الله لم يعد بإمكانه إعادة بناء قدراته العسكرية.
الياسري: إسرائيل تسعى إلى تحييد حزب الله عبر اتفاق وقف إطلاق النار
وفي إطار آخر، قال أحمد الياسري، رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات، إن اتفاق وقف إطلاق النار المشروط في لبنان يُعد محاولة لنقل المعركة إلى داخل حزب الله، بهدف الاصطدام بالأوضاع الداخلية في لبنان، ما يتيح لإسرائيل مزيداً من الضغط على الحزب.
وقفل إطلاق النار
وأضاف الياسري، في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل لم تنهِ الحرب بشكل كامل، بل أوقفت إطلاق النار بشكل محدود، بينما واصلت توغلها في نفس الوقت، موضحًا أن إسرائيل تسعى إلى زيادة عمليات الإحراج الداخلي لحزب الله، كي تتمكن من محاصرته، لافتًا إلى أن ما حدث في سوريا كان جزءاً من عملية قطع خطوط الإمداد ولتحقيق تغييرات جغرافية تؤثر على الحزب.
وأشار الياسري إلى أن إسرائيل تهدف إلى إنهاء حزب الله، لكن التفاصيل المتعلقة بكيفية تنفيذ هذا الهدف تظل محل بحث، مؤكدًا أن اتفاق وقف إطلاق النار يُعتبر خطوة واحدة ضمن مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تحييد حزب الله، مما يزيد الضغوط الداخلية عليه، وهو ما يخدم مصالح إسرائيل.