يتجه الكونغرس لتجديد تفويض إدارة الرئيس جو بايدن باستخدام القوة العسكرية بمواصلة الغارات الجوية ضد جماعة الحوثي، بعد الثاني عشر من مارس الجاري.

وقال السيناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي إنه يمكن للكونغرس منح إدارة بايدن تفويضا لمدة محدودة وإنه سيطرح هذا الملف في الأيام القادمة.

هذا التوجه وفق أعضاء في المجلس، يأتي مع اقتراب انتهاء موعد التفويض الحالي، وذلك في الثاني عشر من مارس الجاري.

وفي 12 مارس، حيث ستكون إدارة بايدن أمام خيارين إما الحصول على تفويض من الكونغرس أو استغلال الرئيس سلطته لمد التفويض الحالي 30 يوما إضافية.

هذا وتوعّدت الولايات المتحدة "بمحاسبة" الحوثيين في اليمن على ضربة استهدفت ناقلة البضائع "أم في ترو كونفيدينس" وأسفرت عن سقوط 3 قتلى، وهم أول 3 أشخاص تودي هجمات الحوثيين على السفن بحياتهم.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الخميس، أنها قصفت مسيّرتين وصفتهما بأنهما "مركبتان جويتان غير مأهولتين" في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.

واعتبرت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن المسيّرتين "شكلتا تهديدا للسفن التجارية ولسفن البحرية الأميركية في المنطقة".

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أكدت مقتل ثلاثة من أفراد طاقم سفينة تبنى الحوثيون استهدافها قرب شواطئ عدن اليمنية.

وقال بيان للقيادة المركزية إن الصاروخ أصاب السفينة قرب الساعة 11 والنصف صباحا بتوقيت صنعاء، وأكد وقوع أضرار جسيمة بالسفينة التي ذكر أنها مملوكة لجهة ليبيرية وترفع علم دولة بربادوس.

من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين "سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته".

وقال ميلر إن هجمات الحوثيين على السفن "لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤد إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عددا منهم".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الكونغرس الأمريكي: من مؤسسة رقابية إلى شاهد زور على تغول السلطة

هذا المقال جهد تحليلي موجه لفائدة الراصدين للتجربة التشريعية الأمريكية، بهدف تسليط الضوء على واحدة من أخطر أزماتها المعاصرة، والمتمثلة في تغول السلطة التنفيذية وتراجع أداء الكونغرس تحت ضغط الجهل السياسي وسيطرة تيارات اليمين المتطرف.
بينما تتزايد الانتقادات ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقيادته البلاد إلى حافة حرب تجارية عالمية، ينسى كثيرون أن المسؤولية الحقيقية لا تقع على عاتق الرئيس وحده، بل كذلك على كونغرس أمريكي مترهل، جاهل، ومخترق من اليمين المتطرف. فالدستور الأمريكي واضح: تنظيم التجارة الخارجية من صلاحيات الكونغرس، لا الرئيس. ومع ذلك، أضحى هذا النص الدستوري مجرد حبر على ورق في ظل تخاذل المؤسسة التشريعية، التي استمرأت الخضوع والتفريط في صلاحياتها الحيوية.
لقد قام الكونغرس، طوعًا، بتقويض نفسه عبر عقود من التنازلات التي بدأت زمن الكساد الكبير، حين مُنح الرئيس سلطات طارئة لتنظيم التعريفات الجمركية. هذه السلطات المؤقتة تحولت تدريجيًا إلى امتيازات دائمة. وبدلًا من مقاومة تغول السلطة التنفيذية، اختار المشرعون طريق السهولة: التنصل من المسؤولية وترك مصير التجارة — وما يتبعه من مصير الاقتصاد الأمريكي — في يد رئيس يتعامل مع الملفات الدولية بمزاجية التاجر، لا بحكمة رجل الدولة.
إن مشهد الكونغرس اليوم يبعث على الأسى: نواب يجهلون أبسط مبادئ الاقتصاد والسياسة التجارية، وآخرون رهائن لابتزاز اليمين الشعبوي المتطرف الذي يُقدس الحمائية الاقتصادية رغم كل الأدلة على فشلها الذريع. وهكذا، تحول الفرع التشريعي إلى قاعة أصداء تهتف لمزاعم الرئيس بدلًا من أن تمارس حقها وواجبها الدستوري في المراجعة والمحاسبة.
رغم الانتهاكات الصارخة التي ارتكبها ترامب — من فرض رسوم جمركية على حلفاء تقليديين إلى تهديد النظام التجاري العالمي بأسره — فإن ردود فعل الكونغرس كانت خجولة ومهلهلة. محاولات محدودة لإلغاء بعض الرسوم أو تمرير مشاريع قوانين لضبط سلطات الرئيس سقطت ضحية لحسابات سياسية رخيصة: الخوف من غضب قاعدة ترامب الانتخابية، أو الرضوخ لضغوط لوبيات الحمائية الاقتصادية داخل الحزب الجمهوري.
إن ضعف الكونغرس ليس مجرد خطأ سياسي؛ إنه تهديد وجودي لمبدأ الفصل بين السلطات. السلطة التجارية كانت ولا تزال من أبرز أدوات التأثير الاستراتيجي الأمريكي، وإن تسليمها لرئيس منفلت يعني التنازل الطوعي عن إحدى ركائز القوة العالمية للولايات المتحدة. والأسوأ أن هذا الانحدار يأتي في لحظة حرجة يتصاعد فيها نفوذ قوى منافسة كالصين وروسيا.
ولا يمكن قراءة هذا المشهد بمعزل عن المد اليميني المتطرف الذي اجتاح الحزب الجمهوري، فحوله من حزب مؤسسات ومسؤوليات إلى حزب شعارات رنانة وعداء أعمى للعولمة، حتى لو كان الثمن هو الإضرار بالمصالح الحيوية للأمريكيين أنفسهم.
في النهاية، ستُسجل كتب التاريخ أن الكونغرس الأمريكي، بهيئته الراهنة، لم يكن فقط عاجزًا عن أداء دوره الرقابي، بل كان شريكًا كاملاً في تمزيق نسيج النظام الديمقراطي الأمريكي، عبر صمته وتخاذله وجهله الفاضح. وإذا لم ينهض المشرعون القلائل الذين تبقوا أوفياء للقسم الدستوري، فإن الانحدار سيكون حتميًا، وستتحول الديمقراطية الأمريكية إلى واجهة مهترئة تخفي دولة الرجل الواحد.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • سخر من بايدن وهاجم رئيس الفيدرالي.. ماذا قال ترامب عن أول 100 يوم من ولايته الثانية؟
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • شاهد.. مؤيدون لفلسطين يهاجمون بن غفير داخل الكونغرس الأميركي
  • المقاتلات الأميركية تتصيّد مقرات لمخابرات الحوثيين
  • الكونغرس الأمريكي: من مؤسسة رقابية إلى شاهد زور على تغول السلطة
  • مسؤول أميركي يوضح خسائر الحملة العسكرية ضد الحوثيين
  • واشنطن تبحث مع الرئاسي اليمني “سير الحملة ضد قدرات الحوثيين”
  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • الغموض يكتنف مصير قائد القيادة المركزية الأمريكية بعد هجوم يمني على حاملة طائراته
  • يعود لمليارات السنين.. جسم غريب يظهر من جديد| ما السبب؟