ما أفضل الأعمال التي نبدأ بها شهر رمضان؟.. أستاذ فقه يجيب
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يفصلنا عدة أيام عن حلول شهر رمضان المبارك حيث قامت دار الإفتاء المصرية الإعلان بتحديد موعد استطلاع هلال 1445 هجريا، يوافق يوم الأحد 29 من شهر شعبان 1445 هجريا الموافق يوم 10 من شهر مارس عام 2024، وأوضحت دار الإفتاء إن الإعلان عن رؤية هلال رمضان سوف يكون خلال بث مباشر على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، ويتسائل الكثير من الأشخاص عن أفضل وأحب الأعمال التي نبدأ بها الشهر الكريم توجهنا من خلال جريدة الفجربطرح هذا التساؤل إلي أ.
د/ فتحي عثمان أستاذ الفقة المتفرغ بكلية الشرعية والقانون جامعة الأزهر الشريف لمعرفة ذلك وجاء حديثه كالاتي:-
صيام شهر رمضان فريضة، ويعتبر ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، فرضها الله تبارك وتعالى على عباده ليختبرهم بها فيما مدى قوة إيمانهم ومراقبتهم لله تبارك وتعالى. فعبادة الصيام هي العبادة الوحيدة التي يتمثل فيها مدى تقوى الله تبارك وتعالى والإخلاص له، فلا يتأتى فيها الرياء، بل هي تمثل قوة إيمان المسلم ومدى مراقبته لله تبارك وتعالى.
عبادة الصيام على خلاف أركان الإسلام الأخرى، فهي عبادة غير مذكرة بنفسها. فالحج يذكر بنفسه بمعنى لبس الإحرام شبيه باللبس الكفن يذكر بنفسه معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يتسامح فيه بالنسيان. فلو اهتز ركن من أركان الحج، أو واجب من واجبات الحج، يجب جبرها بالدم، وركن الحج لو اهتز أو اختل يفسد الحج ولا يتسامح فيه الله سبحانه وتعالى، لأنه يذكر به. أما الصلاة، فإذا حدث فيها خلل، يجبر بسجود السهو لأن هيئتها مذكرة. أما الصيام فهيئتها لا تذكر بها، فـ يوم 30 شعبان أو 29 شعبان لا يختلف عن يوم 1 رمضان.
ومعظم انتصارات المسلمين، أو كلها كانت في رمضان، وقلة الأعمال الصالحة أو الطيبة تكون في رمضان. الحسنة بعشر أمثالها، ومن صل فيه فريضة كمن صل فريضة في 70 في غير رمضان كما نص على ذلك النبي "صلى الله عليه وسلم".
إذًا، نحن ندخل إلى هذه العبادة، ونريد أن نستزيد من الحسنات فيها قبل أن نبدأ في صيام رمضان. أدخل صيام رمضان وأنا أريد أن أحصل ثوابًا كثيرًا عظيمًا منه، الذي تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان، والحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف الصوم لي وأنا أجزي به.
كل عبادة هي لله تبارك وتعالى، فلماذا الصوم لي وأنا أجزي به لأنه لا يصلح فيه ولا يجوز فيه ولا يتأتى فيه الرياء. فقبل أن ندخل فيه لا بد أن نطهر قلوبنا من كل الآثام والذنوب.
والذي يسميه البعض “التخليه قبل التحليه” بمعنى لو لديك كوب به مشروب الشاي وترد أن تشرب شئ أخر فهل تضيف ما تريد ان تشربه على بقايا الشاي أم تطهره وتغسله، فكذلك قلب المسلم يريد أن يدخل هذا الشهر ويحصل فيه كثير من الثواب فلا بد أن يطهر قلبه، من الغل، والحقد، والحسد، والخصومات. يجب على المسلم أن يعمل على تصحيح علاقاته مع الآخرين ويُرد المظالم إلى أصحابها قبل بدء شهر رمضان. فالظلم ظلمات يوم القيامة، ومن كان عنده مظلمة عند أخيه فليتحللها منه اليوم قبل ألا يكون دينارًا أو درهمًا.
وصوم شهر رمضان فرصة عظيمة لتطهر القلوب من الأضران والأحقاد والذنوب حتى يدخل هذا الشهر وهو على إيمان نرجوا من الله أن يكون كاملا يجب أيضًا أن يتجهز المسلم لشهر رمضان بالتوبة والاستغفار والتصالح مع الله سبحانه وتعالى، حتى يخرج منه وهو أحسن مما دخل فيه.
وبذلك يكون قد قبل صيامه، فإذا أردت أن تعرف هل قبل عبادتك هل قبل صيامك عند الله، أنت صمت ولكن هل قبل عند الله لأن هناك فرق بين إجزاء العبادة وقبوله عند الله تبارك وتعالى فإجزاء العباده أنت أديت الصلاة، الزكاة، الحج، صومت رمضان " لكن هل في الحج خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، والصيام فيه التقوى وتخرج منه وأنت أحسن ممن دخلت فيه يكون قد قبل أما إذا خرجت فيه على الوضع بنفس الوضع الذي كنت فيه قبل الصيام من ظلم الناس وأكل حقوقهم ونمية والغيبة وتضيع حقوق الناس كما دخلت رمضان بهذه الذنوب ولم تتطهر منها قبل الدخول للصيام وخرجت من الشهر الكريم بها فكيف يقبل منك الصيام، يأتي أحدكم أشعس أغبر يمد يده إلى السماء ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام فإنا يستجاب له، طهر نفسك قبل أن تنقل هذه العبادة من كل هذه المعاصي وأبدأ صفحة جديدة وتصالح مع تبارك وتعالى حتى تخرج من صيامك هذا أحسن مما دخلت فيه، أهم شئ وأفضل الأعمال التي تتقرب بها وتبدأ بها هى أن تتخلص وتبرأ ذمتك من حقوق العباد أما حقوق الله سبحانه وتعالى فمبنيه على الغفران والمسامحه أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء أما حقوق العباد فلا يمكن ان يغفرها الله تبارك وتعالى ولو صومت إلا أن تلقى الله تبارك وتعالى ولا بد من أدائها، فإدي ما عليك من حقوق للعباد رد المظالم إلى أهلها تحلل من المعاصي التي أرتكبتها في حق خلق الله تحلل منهم قبل أن تدخل شهر رمضان من أغتبت أذهب إليه إذا امنت الفتنة وقل له أطلب منه أن يسامحك ويعفوا عنك ومن أغتبته وخضت في عرضه إذهب إليه إذا أمنت الفتنة وأطلب منه أن يسامحك تحلل اليوم قبل إلا يكون دينار ولا درهم، هذه أفضل الأعمال أن نطهر أنفسنا من الذنوب والمعاصي والأثام قبل أن ندخل في صيام رمضان حتى نخرج منه ونحن أحسن حالة مما دخلنا فيه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شهر رمضان أستاذ الفقه فتحي عثمان صيام رمضان دار الافتاء الله سبحانه وتعالى الله تبارک وتعالى شهر رمضان قبل أن
إقرأ أيضاً:
تحليل الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان: تداخل بين الماضي والحاضر
في عالم الفن المعاصر، تتكرر بشكل لافت الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان، حيث يتم استكشاف هذه القضايا ليس فقط من منظور نفسي ولكن أيضًا من خلال التفاعل مع التاريخ والثقافة والهويات الجماعية والفردية. من خلال هذه الأعمال، يُطرح جريدة وموقع الفجر في هذا المقال السؤال الأكثر إثارة للجدل: هل الفن قادر على "استرجاع" الذاكرة بشكل دقيق، أم أنه في الواقع يعيد تشكيل الماضي عبر الأبعاد الإبداعية للنسيان؟
الأعمال الفنية التي تتناول الذاكرة والنسيان تثير الجدل في العديد من الأوساط الثقافية والفكرية. فالبعض يرى أن الفن يستطيع أن يعيد الحياة للذكريات ويمنحها شكلاً ملموساً، في حين يرى آخرون أن هذه الأعمال لا تسعى إلا لإخفاء أو تشويه الحقيقة، خاصة عندما تكون الذاكرة الجماعية للثقافات مليئة بالصراعات السياسية أو التاريخية التي لم يتم حلها بعد. قد تثير بعض الأعمال الفنية غضب جمهورها لأنها تقدم سرديات بديلة عن تلك التي يتم تعليمها في المدارس أو تنقل روايات تاريخية مشوهة.
من الأمثلة البارزة على هذا الاتجاه، يمكن الإشارة إلى الأعمال التي تركز على أحداث الذاكرة الجماعية، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية. هذه الأعمال لا تقتصر على مجرد إعادة سرد التاريخ، بل هي غالبًا ما تطرح تساؤلات حول كيفية تأثير الذاكرة على تشكيل الهويات الثقافية والسياسية، وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات أن ينسوا أو يختاروا أن يتذكروا. الفن هنا يتحول إلى أداة لإعادة تقييم ما يتم "نيسانه" عمداً أو ما يتم "استعادته" من خلال الغموض والتلاعب البصري.
لكن السؤال الأكبر الذي يثيره هذا النوع من الفن هو: هل يُعد النسيان عملية ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، أم أنه مجرد آلية دفاعية تؤدي إلى مسح الأثر الفعلي للماضي؟ هذه الأسئلة تزداد تعقيداً في الأعمال التي تتلاعب بالزمن والذاكرة باستخدام التقنيات الحديثة مثل الفيديو والتركيب، حيث يتم عرض الماضي بطرق غير خطية وغير تقليدية. بهذه الطريقة، يطرح الفنانون معضلة فلسفية: هل الذاكرة تتحكم بنا، أم أننا نحن من نتحكم في كيفية تذكرنا للأشياء؟
وفي سياق آخر، يتعامل بعض الفنانين مع مفهوم النسيان كعملية من عمليات التطهير الثقافي أو الشخصي. ربما يكون النسيان في هذه الحالة نوعاً من الحرية، من دون التعلق بالذكريات السلبية أو المحزنة. ولكن، وعلى النقيض، يرى بعض النقاد أن هذه الفكرة قد تكون خطراً يهدد الذاكرة التاريخية للأمم والشعوب. في هذه النقاشات، نجد أن الفن لا يقدم إجابات، بل يفتح المجال لتساؤلات مستمرة حول ما يجب تذكره وما يجب نسيانه.
أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في هذه الأعمال هو استخدام الذاكرة الجماعية في سياقات اجتماعية وسياسية. في بعض الأحيان، يتم تقديم أعمال فنية تحاول إعادة كتابة التاريخ عبر تفسيرات فنية خاصة، مثلما يحدث في بعض البلدان التي تشهد صراعات عرقية أو دينية. في هذا السياق، يمكن أن تكون الأعمال التي تتناول الذاكرة والنسيان مجالًا لتحدي السرديات الرسمية، ولكن قد تكون أيضًا ساحة للصراع الثقافي، حيث يتم تكريس أو تفكيك الهويات الجماعية.
في النهاية، تظل الأعمال الفنية التي تعالج موضوعات الذاكرة والنسيان محط اهتمام ونقاش طويل. بين من يرى أنها تؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، ومن يعتبرها مجرد محاولة للتلاعب بالواقع والماضي، يبقى السؤال مفتوحاً حول حدود الذاكرة، وما إذا كان النسيان يعد حلاً أم خيانة لتاريخنا المشترك.