البرغوثي.. قيادي فتحاوي بقلب صفقة الأسرى المرتقبة بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
كلما تقدمت مفاوضات إطلاق الأسرى برز اسم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي الذي تطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق سراحه بعد 22 عاما قضاها في سجون إسرائيل.
ويرى بعض الفلسطينيين في البرغوثي الشخصية القادرة على لم شملهم، والبعض الآخر ورقة تحتاجها حماس لصد الضغوط الدولية بعد نهاية العدوان، كما جاء في تقرير مطول لصحيفة إلباييس الإسبانية عن القيادي الفتحاوي، بقلم مراسلها في رام الله لويس دي فيغا.
فهل تطلق إسرائيل سراح مروان البرغوثي؟
من بيتها برام الله في الضفة الغربية المحتلة، تكتفي زوجته فدوى بجملة واحدة "أنا متفائلة".
وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية شخصيا بالإفراج عن "السجين الفلسطيني الأشهر" حتى وهو ينتمي إلى فصيل منافس لحماس.
رجل المصالحة
يرى فلسطينيون كثيرون البرغوثي -الذي صدرت بحقه 5 أحكام بالمؤبد بتهمة "الإرهاب"- نيلسون مانديلا فلسطينيا يستطيع لم شمل العلمانيين والإسلاميين منهم، في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بأدق مراحلها.
هذا ما جعل إسرائيل تفرض العزل الانفرادي عليه عدة مرات في الأشهر الثلاثة الماضية، وتنقّله بين سجون عديدة أحدثها "مجيدو" حسب المعلومات المتاحة للعائلة.
واتهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير البرغوثي بالتدبير لأعمال شغب من وراء القضبان، وغرّد منتصف فبراير/شباط الماضي قائلا "نقلنا القاتل الكبير مروان البرغوثي من سجن عوفر إلى العزل الانفرادي، بسبب معلومات عن تخطيطه لاضطرابات"، لكن الابن الأصغر للبرغوثي يكذّب ذلك.
عرب (33 عاما) أصغر أبناء البرغوثي الأربعة، يقول وخلفه صورة كبيرة لأبيه ولمانديلا إن والده يقبع في زنزانة يسلط عليه فيها النور الساطع طول الوقت، وتهدر فيها أصوات مكبرات الصوت بأقصى طاقتها ويُضيَّق عليه في الماء والطعام وحتى في الملابس وأدوات النظافة.
لم يرَ عرب والده منذ 22 عاما، أما الزوجة فلم تزره منذ عام كامل، وحتى المحامي لم يلتقه إلا لفترة قصيرة جدا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وتتمسك العائلة بخيط الأمل، حتى إن كانت "الأولوية وقف حرب الإبادة في غزة وإطلاق كل السجناء السياسيين لا والدي فحسب"، يقول عرب.
ومن بين من التقوا البرغوثي في السجن عبد القادر بدوي الذي كان مراهقا عندما سُجن لـ7 سنوات بسبب مشاركته في التصدي للاحتلال في شوارع الضفة.
"ترك فيّ عظيم الأثر. إنه الإنسان والمعلم والصديق.. إنه بحر من السخاء"، يقول بدوي من مكتبه في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في الضفة، قبل أن يستظهر صورة له مع البرغوثي التقطت في السجن قبل 7 سنوات.
ويرى بدوي في البرغوثي الرجل الذي يستطيع قيادة حكومة وحدة وطنية، ويذكّر كيف كان يشدد عند لقائهما على ضرورة التنظيم، وهي نصائح جعلته يسعى للتحصيل التعليمي ليظفر، وهو في السجن، بشهادة التوجيهي والبكالوريوس.
البرغوثي رئيسرغم شعبية حماس التي ما فتئت تتصاعد على حساب حركة فتح منذ بدء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما زال البرغوثي المرشح للفوز في أي اقتراع رئاسي محتمل سواء كان المنافس هنية أو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب أحدث استطلاع للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.
"حان وقت تنظيم انتخابات رئاسية بعد عقدين كاملين دون اقتراع ليختار الفلسطينيون من يرتضونه قائدا" يقول الابن عرب الذي يؤكده ثقته في قدرة والده على لمّ الشمل الفلسطيني ومحاربة الفساد والاحتلال، لكنه ليس واثقا أنه سيخوض السباق الرئاسي، عكس 2021 حين تقدم للاقتراع الذي لم ينظم في النهاية.
وتبدو حماس حريصة على جعل البرغوثي في قلب مفاوضات الأسرى. و"لو تُرك الأمر لإسرائيل، فلن يغادر السجن، لكن دعونا نرى كيف تسير المفاوضات، وكيف تلعب حماس أوراقها" يقول عبد الفتاح دولة وهو قيادي في فتح تعرّف على البرغوثي في السجون الإسرائيلية التي مكث فيها من 2006 إلى 2011.
أما هيفاء قدسية (68 عاما)، وهي قيادية في فتح، فترى في البرغوثي "المخرج الوحيد المتاح لحماس"، لكنها تخشى أن ترحله إسرائيل إلى الخارج بعد إطلاق سراحه.
ويقول المحلل السياسي والكاتب ساري عرابي -الذي قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال وفي سجون السلطة الفلسطينية أيضا بسبب انتمائه لحماس- إن الحركة تحتاج البرغوثي لصد الضغط الدولي عليها.
ويضيف "تعرف حماس أن من الصعب عليها العودة إلى حكم غزة وإعادة بنائها بعد الحرب لذا سيكون البرغوثي مفيدا حينها".
ويتهم عرابي القيادات الكبيرة في فتح بالتضييق على داعميه في انتخابات 2021، والتي لم تجرِ في النهاية، كما يتهم الحركة بعرقلة الإفراج عن البرغوثي في صفقة 2011، التي غادر فيها السجنَ يحيى السنوار المطلوب الأول لإسرائيل، والذي تعتبره العقل المدبر لأقوى هجوم ضدها منذ قيامها.
رأي مغايرلكن نشأت الأقطش، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، والذي شارك في تنظيم الحملة الانتخابية لحماس في 2006- لا يرى في البرغوثي الحل، حتى إن كان ذلك رأي كثيرين.
ويعتقد الأقطش أن القيادي الفتحاوي يحظى بأنصار كثر بين الجيل الجديد من فتح، لا بين الجيل القديم، لذا يصر على أنه بالرغم من استطلاعات الرأي، ورغم الحرب والضغوط الدولية على الإسلاميين، لن يستطيع البرغوثي هزيمة مرشح حماس لو نظمت انتخابات رئاسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی البرغوثی البرغوثی فی
إقرأ أيضاً:
إطلاق سراح القيادي الفلسطيني البارز في صفقة تبادل الأسرى الإسرائيلية
القدس المحتلة - من المقرر إطلاق سراح زكريا الزبيدي، الزعيم السابق لجماعة فلسطينية مسلحة والذي سجن بسبب هجمات أدت إلى مقتل العديد من الإسرائيليين، الخميس 30يناير2025، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.
ويعد الزبيدي (49 عاما) أحد أبرز المعتقلين الـ110، بينهم 30 قاصرا، الذين من المقرر إطلاق سراحهم مقابل ثلاثة إسرائيليين، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
برز الزبيدي خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ليصبح أحد أبرز القادة المسلحين في جنين ومخيم اللاجئين التابع لها في الضفة الغربية المحتلة.
خلال الانتفاضة، قُتلت والدة الزبيدي برصاصة عندما داهم الجيش الإسرائيلي المخيم.
ويعرفه أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه الرجل الذي يقف وراء العديد من الهجمات المميتة البارزة ضد الإسرائيليين.
- سنوات طويلة من النضال -
انخرط الزبيدي في حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد فترة قضاها في السجن عام 1989 عندما كان في الرابعة عشرة من عمره.
أعيد اعتقاله في عام 1990 بتهمة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات الإسرائيلية، وترقى في الرتب حتى أصبح في نهاية المطاف زعيم الجناح المسلح لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى، في جنين.
وأُطلق سراحه مرة أخرى في عام 1994 بموجب اتفاقيات أوسلو، وانضم إلى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي تم إنشاؤها حديثًا في مدينة أريحا بالضفة الغربية إلى جانب سجناء سابقين آخرين.
وفي عام 2001، أصيب الزبيدي في انفجار عرضي أثناء "مهمة عسكرية" تسبب في حروق بالغة في وجهه وعينيه لا تزال ظاهرة حتى اليوم.
-'الفأر الأسود'-
وأُرغم الزبيدي على الاختباء بسبب نشاطه المسلح المستمر، وظل هارباً حتى عام 2007، عندما وافق على تسليم أسلحته للسلطة الفلسطينية.
وبموجب الصفقة، التي شملت جميع الهاربين الذين اختاروا الامتثال، تم رفع اسم الزبيدي من قائمة إسرائيل للأفراد المطلوبين.
لكن في عام 2011، ألغت إسرائيل العفو عن الزبيدي لأسباب غير معلنة. وقد ألقي القبض عليه في عام 2019 للاشتباه في تورطه في هجمات إطلاق نار متعددة بالقرب من مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية، بالقرب من رام الله.
وزعم المتشدد أنه نجا من عدة محاولات اغتيال من قبل إسرائيل التي قيل إنها أطلقت عليه لقب "الفأر الأسود" بسبب قدرته على التهرب من الاستهداف.
ومن بين الفلسطينيين، يُعرف الزبيدي بأنه صاحب نفوذ في جنين، فضلاً عن كونه أحد السجناء القلائل الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة في عام 2021.
مع خمسة سجناء آخرين، تمكن من الهروب عبر نفق تم حفره تحت جدران السجن، ولكن تم القبض عليه مرة أخرى بعد خمسة أيام.
- المسرح -
وانخرط الزبيدي أيضًا في المسرح في جنين، وهو مخيم للاجئين مكتظ بالسكان تم إنشاؤه في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين لاستضافة الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم عند إنشاء إسرائيل.
عندما كان طفلاً، شارك في أنشطة "بيت أرنا"، وهو مساحة مجتمعية ومسرح أسسته الناشطة الإسرائيلية أرنا مير خميس لشباب المخيم، ويقع في نفس المبنى الذي تعيش فيه عائلته.
وفي غارة عام 2002، دمر الجيش الإسرائيلي مسرح المجتمع المحلي، والذي أعيد بناؤه فيما بعد وأطلق عليه اسم مسرح الحرية.
وبعد العفو الصادر عام 2007، عاد الزبيدي إلى جنين وشارك من جديد في مسرح المخيم.
وفي الفترة نفسها، أصبح أيضًا ناقدًا علنيًا للسلطة الفلسطينية.
خلال سنوات سجنه، قُتل ثلاثة من أشقاء الزبيدي، بالإضافة إلى ابنه محمد، على يد الجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر مقربة من الزبيدي إن أول ما كان يخطط له بعد الإفراج عنه هو زيارة قبر ابنه الذي غاب عن جنازته أثناء وجوده في السجن.
Your browser does not support the video tag.