دمشق-سانا

بعد مرور ما يقارب القرنين على رحيل المؤلف الموسيقي النمساوي فرانز شوبرت استعاد أعضاء فرقة رباعي أمارة رباعيته التي تعتبر من أهم أعمال موسيقا الحجرة التي ألفها شوبرت على الإطلاق لتكون خاتمة العصر الذهبي للموسيقا الكلاسيكية في العالم.

الأمسية حملت اسم الرباعي الوتري رقم 14 “العذراء والموت” العمل الوحيد الذي قدمته الفرقة اليوم على خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون والتي تضم كلاً من عازفي الكمان رزان قصار وعامر الداكشلي وعازف الفيولا مروان أبو جهجاه وعازفة التشيللو ماريا شاهين.

وغلب على رباعية “العذراء والموت” الطابع الرومانتيكي الذي بدأ بعنف وبملامح واضحة تظهر الخطوط العريضة لإيقاع الحركة الأولى التي ملأتها روح غنائية عذبة، ونشرت جواً من البهجة والتفاؤل ليأخد سحر الحركة الثانية الجمهور إلى عوالم موسيقية حاول من خلال إيقاعها البطيء في النمط الموسيقي العام أن يجسد المؤلف فكرة الموت كتعبير مجازي لرحيله المبكر في الواحدة والثلاثين من عمره بعد صراعات مع المرض والحب والحياة.

وفي الحركة الثالثة يظهر إيقاعها مزيجاً بين الفرح والتحدي الذي يسبق حدث النهاية الذي قاده تمكن العازفين الأربعة وثبات أدائهم المتقن للزخم الموسيقي المتجلي في الحركة الأخيرة والتي أظهر فيها الموسيقيون الشباب مدى تأثرهم بحقيقة الموت فتلفظ المقطوعة أنفاسها الأخيرة بصورة مفاجئة لتعلن نهاية الأمسية.

الجدير بالذكر أنه وصل إجمالي مؤلفات شوبرت إلى أكثرَ من ستمائة أغنية و8 سيمفونيات و22 سوناتا للبيانو و35 عملاً متنوعاً لموسيقا الحجرة، إضافة إلى ستة قداسات و5 أوبرات.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

«باسبور طالب» للمؤلف طارق السيد

قرأت كتابا كتبه المؤلف طارق السيد بعنوان «باسبور طالب» وهو أحد ثلاثة كتب للمؤلف الذى ذاع صيته بالاسكندرية وعرفه الجمهور من خلال لقاءاته بالمراكز الثقافية كمؤلف جديد رغم أنه مشهورا من الأصل لعدة أسباب سوف أذكرها فى نهاية المقال، ولكن اختراقه لمجال الأدب ونشر الكتب أصاب الناس بالدهشة لكونه تخطى مرحلة الستينيات من عمره «باسبور طالب» هو أول ابداعات المهندس طارق السيد وكتبه عن تجارب شخصية مرت بحياته أثناء سفره لعدة دول أوروبية وأفريقية فضلا عن بعض الولايات الأمريكية.
وهى جميعها قصص حقيقية عاشها المؤلف وترسخت فى وجدانه منذ أن كان طالبا بكلية الهندسة، ولم ينوه عنها إلا فى كتابه الأول الذى رأى النور بعد حوالى ستة وأربعين عاما، جسد الكاتب الصورة الحقيقية لمغامراته وربط أحداث المغامرات بأحداث العالم وخاصة فى الشرق الأوسط خلال فترة الثمانينات، وشعرت كم هذا الرجل يحب وطنه، لأنه رفض استبدال باسبوره المصرى بالباسبور الأمريكى الذى يعتبر حلم كل شاب فى العالم ولم يستغل الفرصة كما فعل غيره من ملايين الشباب الذين ذهبوا إلى أمريكا، ونفس الشئ أيضا البلاد الأوروبية التى زارها فضلا عن (تناصات) المؤلف كان فيها تنوع بين الشعور والفكر، بمعنى أن ختمة كل باب من أبواب الكتاب كانت نصائح وحكمة للشباب الراغبين فى السفر، لأن الكتاب فى مجمله رؤية طبيعية لشاب استطاع توثيق الحالة المعيشية للأحداث بقدرة إبداعية، بحيث ترسخ فى الأذهان الأحداث لأى شاب يقرأ الكتاب مع الإحساس للقارئ أنه هو الشخص الذى قام بهذه المغامرات بهذه البلدان.
واستطاع المؤلف خلال تجربته الناجحة أن يحلل صفات وخصائص مواطنى بعض الدول، مثل هولندا وبلجيكا بطابع من السخرية الأدبية.
مما يذكرنى بجولات كبار الكتاب والصحفيين الذين كانوا يتجولون العالم لمعرفة مميزات وسلبيات وخصائص وفلكلور هذه المجتمعات الأجنبية، أعتقد أن الهدف من الكتاب هو نشر المعرفة والتوعية ومعرفة حلول للمشاكل والعراقيل التى تواجه الشباب فى هذه البلدان، كما شمل الكتاب إسقاطات سياسية واجتماعية، وأحسست خلال قرائتى له بالمصداقية والدقة فى تصوير الأحداث، المؤلف كتب القصص بطريقة سلسة وربط بين الأحداث، بحيث لا تكون فصول الرواية فى جزر منعزلة، الكتاب لقى قبولا واسعا لدى الشباب والمهتمين بالعمل الثقافى بالثغر.
الجدير بالذكر أن المهندس طارق السيد، نائبا بالبرلمان للدورة الثانية على التوالى، وكان رئيسا للنادى الأوليمبى الدورتين السابقتين، وكان لاعبا بالنادى الأوليمبى ومنتخب مصر لكرة القدم فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
نقيب الصحفيين بالإسكندرية

مقالات مشابهة

  • الفاشر بعين أخري : مشاهد عن الحياه والموت في المدينة !
  • تطورات الحالة الصحية لرباعي الهلال
  • شغف تنجح في تمكين ذوي الإعاقة بمجالات الثقافة والفنون
  • المملكة المتحدة تسجل أعلى مبيعات موسيقية منذ 20 عامًا.. وتايلور سويفت المفضلة عند البريطانيين بلا منازع
  • دار بيتهوفن تشتري مخطوطاً قيماً للمؤلف الموسيقي
  • خالد أرن.. رحلة 40 عاما في خدمة الثقافة والفنون الإسلامية
  • محمد خلدون.. حفيد عبد القادر الجزائري الذي أعدمه نظام الأسد بصيدنايا
  • ما حقيقة إغلاق الإدارة السورية الجديدة للمعهد الموسيقي في حلب؟
  • «باسبور طالب» للمؤلف طارق السيد
  • وفاة الشيخ سارية الرفاعي “جبل سوريا”.. والرجل الذي لم يهاب الأسد