“شتات”… معرض للنحات عفيف آغا يطرح إشكاليات بصيغة بصرية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
دمشق-سانا
طرح النحات عفيف آغا موضوعاً اجتماعياً شائكاً في معرضه الفردي الـ 15 عالج من خلاله البعد والتفرقة بين أفراد العائلة وأبناء المجتمع الواحد تحت عنوان “شتات”.
المعرض الذي تستضيفه غاليري زوايا بدمشق ضم 50 عملاً نحتياً بأحجام تراوحت بين 10 سم و2 متر بخامات الحجر والاونكس والرخام والخشب بأساليب تعددت بين التجريدي والواقعي التعبيري بالاضافة إلى 6 أقنعة بخامة الخشب.
وعن أعمال المعرض قال النحات آغا في تصريح لمراسل سانا: في هذا الوقت أكثر ما نحتاج إلى لقاء العائلة والأحباب وصفاء النفس والروح والشتات الذي نعيشه يشوش الروح والقلب والعقل وخاصة أن أثره على النفس يشعرنا بالضياع والحيرة والقلق وفقدان السيطرة على المشاعر، ما يشبه تساقط أوراق النبات وعريها لكن الأمل يبقى ليعيدنا إلى ذاتنا كتلك البراعم التي تبدأ بالظهور وتعاد دورة الحياة من جديد.
وأوضح النحات آغا أن أعماله تظهر الحيرة والقلق والاضطراب مع وجود البثور والأخاديد عليها من آثار الشتات وبالمقابل هناك البزوغ على الأجسام والوجوه التي ستنبض بالحياة رغم قساوة الزمن، مؤكداً أن الصراع بين الخير والشر يشبه صراع النور مع الظلام فرغم تشتت الضوء أحياناً يبقى العدل هو الحقيقة التي ستتحقق في النهاية.
والنحات عفيف آغا من مواليد أوغاريت عام 1959 عضو في اتحاد التشكيليين السوريين منذ عام 1993 وله عدة معارض فردية وجماعية داخل سورية وأعماله مقتناة لدى وزارة الثقافة والمتحف الوطني وضمن مجموعات خاصة في عدد من دول العالم أنشأ متحفه الخاص صالة الكوارتز في اللاذقية عام 2014.
محمد سمير طحان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
“وما أدراك ما صيدنايا”… فيلم يوثّق أقسى فصول الذاكرة السورية
دمشق-سانا
على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق، لم يكن عرض فيلم “وما أدراك ما صيدنايا” مجرد عرض سينمائي عادي، بل كان بمثابة شهادة بصرية مؤلمة على فصل شديد القسوة من التاريخ السوري المعاصر.
الفيلم، الذي أخرجه السينمائي السوري عبده مدخنة، وأنتجته قناة الجزيرة، يعيد فتح واحد من أكثر الملفات وجعاً في الذاكرة السورية، وهو ملف الاعتقال في سجن صيدنايا.
صُوَّر الفيلم داخل سجن صيدنايا سيئ الصيت على مدى سبعة أيام، ليقدّم تجربة بصرية وإنسانية تتجاوز حدود العمل السينمائي، ليكون بمثابة وثيقة للعدالة، كما وصفه مخرجه، يمكن أن تُستخدم لاحقاً في محاكمات دولية أو مراجعات قانونية بحق من ارتكبوا انتهاكات بحق المعتقلين.
رمزية ارتباط مشهد “التحريرين”يرى المخرج عبده مدخنة أن لحظة عرض الفيلم ليست مجرد استذكار لمرحلة، بل استعادة لصوت المعتقلين الذين حاول النظام إسكاتهم لسنوات، حيث قال: “في 8/12، كان الناس في دمشق يعيشون حدثين مترابطين بشكل دراماتيكي، تحرير مدينة دمشق، وتحرير المعتقلين من سجن صيدنايا، بالنسبة لي، كانت هذه اللحظة تختصر وحشية النظام”.
ويضيف المخرج: “قضية المعتقلين لم تكن فقط قضية حقوق، بل كانت جريمة ضد الإنسانية، حيث إن ربع الشعب السوري مرّ بتجربة الاعتقال بطريقة أو بأخرى”.
شهادات من قلب سجن صيدنايايكشف الفيلم، من خلال شهادات ولقطات تصوير دقيقة، عن تفاصيل صادمة داخل السجن، منها اكتشاف غرفة الإعدام، التي وصفها المخرج بأنها واحدة من أصعب اللحظات التي مرّ بها أثناء التصوير، رغم معرفته بقضايا الاعتقال وفظاعته، والتي تناولها في أعمال سابقة.
لمحة عن “وما أدراك ما صيدنايا”يستعرض الفيلم الخلفية التاريخية لهذا السجن الذي افتتح أواخر الثمانينيات كمركز احتجاز عسكري، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رمز للقمع والتعذيب، وخلال هذه الفترة استخدم لقمع المعارضين السياسيين والعسكريين، إلا أن تحوّله الجذري حدث مع بداية الثورة السورية، حيث بات مركزاً للإعدامات الجماعية والعنف الممنهج.
يكشف الفيلم من خلال شهادات معتقلين سابقين عن تصميم السجن المعقّد، من الزنازين الضيقة، وغرف الإعدام، كما يعرض تفاصيل يومية لروتين التعذيب القاسي، من الضرب والصعق الكهربائي إلى التجويع والتعذيب النفسي الوحشي.
وتُوثق مشاهد الفيلم كيف أصبحت الإعدامات الجماعية جزءاً من عمل السجن، حيث كانت الجثث تُنقل إلى مستشفيات ومقابر جماعية دون أي إجراءات قانونية، كما يكشف عن أدلة صادمة لوجود نساء وأطفال بين الضحايا، رغم إنكار النظام البائد وجود معتقلات رسمياً.
ويُبرز الوثائقي الدور المركزي للنظام البائد في إدارة هذا “المسلخ البشري”، حيث كانت الأوامر تأتي من مستويات أمنية عليا، ليختتم بدعوة لتحويل السجن إلى متحف للذاكرة، في محاولة لإبقاء الجريمة حاضرة في الوعي كي لا تتكرر.
عن المخرج عبده مدخنةيُذكر أن المخرج عبده مدخنة حاصل على جائزة “الدلفين الفضي” من مهرجان “كان” عن فيلمه “صراع البقاء” (2020)، ويعرف عنه التزامه بتوثيق قضايا الاعتقال في سوريا، عبر أسلوب يجمع بين الواقعية والإنسانية.
تابعوا أخبار سانا على