واشنطن تستعد لإنشاء ميناء عسكري على ساحل غزة لتقديم المساعدات
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيكلف جيش بلاده بإنشاء ميناء عسكري على ساحل قطاع غزة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إليه عن طريق البحر.
وأفاد بذلك مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، دون تسميته، خلال مؤتمر صحفي عقده عبر الهاتف، تحدث فيه عن الجهود الأخيرة التي تبذلها الولايات المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وبحسب المسؤول الأميركي، فإن إنشاء الميناء لن يتطلب قوات أميركية على الأرض بغزة، حيث ستظل في سفن قبالة الساحل، مشيرا إلى أن إنشاء الميناء سيستغرق أسابيع والشحنات الأولى ستصل من قبرص.
وأكد أن الميناء المؤقت على ساحل غزة سيستوعب مئات الحمولات الإضافية من المساعدات يوميا، وأن واشنطن ستعمل مع الدول الشريكة والمنظمات الإنسانية من أجل تشغيل الميناء المؤقت على ساحل غزة، فيما ستنسق مع إسرائيل بشأن الظروف الأمنية للميناء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي -لم تسمه- قوله "نحن لا ننتظر الإسرائيليين. هذه لحظة (لإظهار) القيادة الأميركية"، وسط إحباط متزايد في البيت الأبيض بسبب امتناع إسرائيل عن السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.
ولم يحدد المسؤولون الأميركيون كيفية عمل الميناء في غياب عسكريين أميركيين على الأرض في غزة، غير أنهم أشاروا ضمنا إلى أن "شركاء وحلفاء" بالإضافة إلى الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة سيشاركون في تنفيذ المشروع.
وفي هذا السياق، قال مسؤول ثان للوكالة "يتمتع الجيش الأميركي بقدرات فريدة. ويمكنه القيام بأمور غير عادية من الخارج، وهذا هو التصور العملاني الذي تم إطلاع الرئيس عليه".
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول ثالث أن الخطة "تتضمن وجود أفراد عسكريين أميركيين على متن سفن عسكرية قبالة الشاطئ لكنها لا تتطلب نزول عسكريين أميركيين إلى الشاطئ لتركيب الرصيف أو منشأة الجسر".
ترحيب إسرائيلي
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله "نرحب وندعم بشكل كامل الخطة الأميركية بشأن ميناء مؤقت" في غزة لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن تطوير مرفق ميناء غزة سيكون بالتنسيق الكامل بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وغير بعيد عن هذا، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن تركيز المجتمع الدولي ينبغي أن ينصب على زيادة توزيع المساعدات على نطاق واسع وإدخالها إلى قطاع غزة برا، لكن أي سبيل لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع "جيد للغاية".
وأضاف دوجاريك أن توصيل المساعدات برا أكثر كفاءة من حيث التكلفة والكميات وأن هناك حاجة إلى "مزيد من نقاط الدخول ونحتاج إلى دخول كمية أكبر من المساعدات برا".
من جانب آخر، أعلنت المفوضية الأوروبية أن رئيستها أورسولا فون دير لاين ستزور قبرص خلال أيام للتباحث مع المسؤولين هناك بشأن فتحِ ممر بحري لشحن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الجزيرة، الواقعة شرقي البحر المتوسط.
إنزال مساعدات
ومن ناحية أخرى، قالت القيادة الوسطى الأميركية إنها نفذت بشراكة مع القوات الملكية الأردنية عملية إنزال جوي للمساعدات شمال قطاع غزة. وأفادت القيادة عبر وسائل التواصل "ألقت طائرات سي-130 الأميركية أكثر من 38 ألف وجبة توفر مساعدات إنسانية تنقذ حياة السكان في شمال غزة، لتمكين المدنيين من الوصول إلى مساعدات ضرورية".
وأكدت القيادة الوسطى أنها ستواصل التخطيط لعمليات إنزال أخرى للمساعدات لغزة، مشيرة إلى أن عمليات الإنزال تساهم في جهود واشنطن المستمرة للتخفيف من المعاناة الإنسانية في غزة.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن عمليات الإنزال هي مكمّل للإمدادات غير الكافية التي ترسل برا إلى غزة، لكن كمية المواد الغذائية التي تُقدّم جوا لا تكفي إلا لإطعام جزء صغير جدا من الناس المحتاجين في القطاع الساحلي الذي دمّرته الحرب المتواصلة منذ شهور.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة المجاعة إلى 20 شخصا، بينهم أطفال.
وأشارت الوزارة إلى أن آخر الضحايا هو الطفل أحمد أهل البالغ من العمر 3 سنوات، الذي فارق الحياة بسبب الجفاف وسوء التغذية، الناجم عن انتشار المجاعة في مناطق شمال غزة نتيجة القيود التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات الغذائية والطبية للقطاع.
من جهته، حذر منسق الشؤون الإنسانية المؤقت في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيمس ماكغولدريك من أزمة إنسانية وخيمة في قطاع غزة، مؤكدا أن الجوع هناك وصل إلى مستويات كارثية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن عددا متزايدا من الأطفال في غزة يموتون بسبب الجوع والعطش. وأضافت -في منشور على منصة إكس- أن الوضع مروع، ويزداد سوءا مع مرور كل دقيقة وساعة.
ووفق برنامج الأغذية العالمي، "ترك النزاع في غزة جميع السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في أزمة أو في مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الشديد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة من المساعدات على ساحل قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تستعد لتوقيع اتفاق مع واشنطن لاستغلال ثرواتها المعدنية .. وميلوني تدعو إلى الوحدة الغربية
عواصم "وكالات": وافقت أوكرانيا على بنود اتفاق مع الولايات المتحدة لاستغلال ثرواتها المعدنية، قد يوقعه بعد غد الجمعة الرئيس فلاديمير زيلينسكي خلال زيارة يقوم بها إلى واشنطن،وردا على سؤال بشأن التوقيع، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "سمعت أنه سيأتي يوم الجمعة. هذا أمر جيد بالنسبة لي بالتأكيد. إنه يرغب في التوقيع معي، وأنا أفهم ذلك... إنها صفقة كبيرة، صفقة كبيرة جدا".
وفي وقت سابق، طلب ترامب من أوكرانيا أن تمنح بلاده حق استغلال ثرواتها المعدنية تعويضا عن مساعدات بمليارات الدولارات تلقتها خلال عهد سلفه جو بايدن.
وقال مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس إن الاتفاق سيتضمن قيام الولايات المتحدة بتطوير ثروات أوكرانيا من المعادن النادرة، مع ذهاب الإيرادات إلى صندوق "مشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة" جرى انشاؤه حديثا.
وأضاف أن أوكرانيا مستعدة للتوقيع بعد أن وافقت واشنطن على "حذف كل البنود التي لا تناسبنا، خصوصا تلك المتعلقة بمبلغ 500 مليار دولار" كان من المفترض أن تجنيها الولايات المتحدة من المعادن بحسب ترامب.
وطلبت أوكرانيا ضمانات أمنية من الولايات المتحدة كجزء من الاتفاق. وقال المصدر إن مسودة الاتفاق تتضمن إشارة إلى "الأمن" لكنها لا تحدد بشكل صريح دور الولايات المتحدة.
الى ذلك، يأمل حلفاء كييف في نقطة تحول بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، مع التحذير من دفع أوكرانيا إلى "الاستسلام" بعد أن تناول اجتماع واشنطن إعلان هدنة قصيرة الأمد والحصول على موافقة روسيا على دور أوروبي في تسوية النزاع.
من جهة ثانية، حذرت وزيرة خارجية لاتفيا، بايبا برازي، من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيحاول أن يحقق في محادثات السلام ما لم يتمكن من تحقيقه في حربه ضد أوكرانيا، وهو إضعاف الولايات المتحدة واستعادة السيطرة على جارته الأصغر.
وتحدثت برازي إلى وكالة أسوشيتد برس خلال أسبوع من الدبلوماسية المكثفة بين أوروبا والولايات المتحدة، بعدما قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الأمريكية بقراره عقد محادثات مباشرة مع روسيا، مع استبعاد أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين من المناقشات الأولية.
وأشارت برازي إلى أن روسيا، التي يبلغ عدد سكانها 140 مليون نسمة، تمكنت من السيطرة على أقل من 20% من أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة، منذ أن استولت على شبه جزيرة القرم في عام 2014 وبدأت تدخلها الشامل في 24 فبراير 2022، وأن بوتين فشل في إضعاف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي تقوده، أو الإطاحة بالحكومة الديمقراطية في كييف.
وقالت برازي "لذا، عندما يتعلق الأمر بالبحث عن السلام، أعتقد أن الصعوبة تكمن في الروس، لأن الروس هم الذين يريدون إضعاف قوة الولايات المتحدة، وهم يريدون إضعاف الولايات المتحدة في العالم بشكل عام".
وأضافت برازي أن ما شهده العالم هو أنه عندما يتدخل بوتين في دول أخرى، فإنه يريد السيطرة على كل من الأراضي والخيارات السياسية لحكوماتها.
وقالت برازي إن بوتين لم يحصل على ما أراده خلال الحرب التي استمرت ثلاث سنوات في أوكرانيا، ولكنه "سيحاول تحقيق ما يريده من خلال محادثات السلام. لذا، من المهم أن نتذكر بوضوح هذا المنظور في أي اتفاقية نتفاوض عليها أو نعقدها".
من جهة اخرى، دعت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني إلى الوحدة الغربية وشراكة قوية بين الولايات المتحدة وأوروبا ودعم مستمر لأوكرانيا ضد العدوان الروسي في مؤتمر للمحافظين بالقرب من واشنطن.
وقالت ميلوني في خطاب لها عبر الفيديو أمام مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي يصف نفسه بأنه أكبر تجمع للمحافظين والأكثر نفوذا في العالم:"أوروبا بعيدة عن الضياع ولن تضيع أبدا".
وأعربت ميلوني عن ثقتها في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت رئيسة وزرء إيطاليا "يأمل خصومنا أن ينأي الرئيس ترامب بنفسه عنا، لكني أعرفه كزعيم قوي وفعال وأراهن على أن هؤلاء الذين يأملون في الانقسامات سوف يثبت خطأهم".
وانتقدت ميلوني الليبرالية اليسارية والنخب وأيديولوجيات "الووك" ومعناها استيقظت و"ثقافة الإلغاء" ووسائل الإعلام التي تجاري الاتجاه السائد، بينما أكدت على الحاجة إلى اتحاد الدول الغربية ضد التهديدات الداخلية والخارجية على حد سواء، فيما كانت تحقق توازنا بين الخطاب المحافظ والمخاوف الجيوسياسية الأوسع نطاقا.
وعلى الارض، أعلنت القوات الأوكرانية اليوم الأربعاء أنها أطلقت هجوما مضادا ناجحا في منطقة دونيتسك (شرق) وسيطرت على قرية كوتلين القريبة من طريق رئيسي ومدينة بوكروفسك التي تعد مركزا لوجستيا.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استهدفت "البنية التحتية لعدد من المطارات العسكرية" الأوكرانية، ومن جهة ثانية، أسقطت 128 مسيّرة أوكرانية خلال الليل فوق مناطق روسية مختلفة وشبه جزيرة القرم، في واحدة من أكبر الهجمات التي تستهدف روسيا منذ بداية الحرب.
وكثفت كييف هجماتها الجوية على منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية على الأراضي الروسية في الأشهر الأخيرة، في حملة شنّتها ردا على القصف الروسي المتواصل لمدنها وبناها التحتية منذ فبراير 2022.
وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن قوات الدفاع الجوي "اعترضت ودمرت 128 مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية"، بما فيها 83 فوق منطقة كراسنودار (جنوب غرب) و30 فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
وبالإضافة إلى منطقة كراسنودار المعروفة بمنتجعاتها على البحر الأسود، استهدف الهجوم منطقتَي بريانسك وكورسك الروسيتين المحاذيتين لأوكرانيا، بحسب المصدر نفسه.
وتصر روسيا التي تسيطر على 20% من أراضي أوكرانيا على أنها لن توقف الحرب إلا في حال التوصل إلى نتيجة مرضية لها عبر مفاوضات السلام. وهي تطالب على وجه الخصوص بأن يتخلى الأوكرانيون عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن يتنازلوا عن خمس مناطق تحتلها بالكامل أو جزئيا.