رأي اليوم:
2024-10-04@11:49:51 GMT

حرق القرآن.. نشجب ونستنكر

تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT

حرق القرآن.. نشجب ونستنكر

 

جمال بن ماجد الكندي عبارتان نسمعهما دائماً في مقررات الجامعة العربية، عندما كان الاحتلال الإسرائيلي يوغل في عدوانه على الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسوريا، ويقتل الأطفال والشيوخ ويدمر كل شيء ينبض بالحياة، خاصة في غزة الصامدة، فكنا نحن العرب لا نملك إلا هاتين الكلمتين “نشجب ونستنكر” لأننا نعلم أن وراء هذه الدولة العنصرية كيان عالمي يدافع عن هذا المجرم مهما تجاوز في إجرامه، فكان لابد من استبدالهما بفعل على الأرض يردع هذا الإجرام الصهيوني، فكانت معادلة الردع العسكري في فلسطين ولبنان، حيث اسستها قوى المقاومة الوطنية ونتائجها ظهرت في ساحات القتال يذكرها العدو الصهيوني ويدركها جيداً قبل غيره .

هذه النظرية العسكرية بنيت بسواعد رجال المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد غطرسة الكيان الصهيوني، وأصبح للسياسيين أدبياتهم المعروفة ومنها “نشجب ونستنكر”، ولرجال الميدان أفعالهم التي تجبر الإسرائيلي بالتفكير ألف مرة في الإقدام على أي عمل إجرامي ضد الشعب الفلسطيني أو اللبناني، وإذا فعل ذلك يقدم الوساطات للتهدئة كما هو حاصل في غزة. “نشجب ونستنكر” نسمعها اليوم مجتمعة من دول عربية وإسلامية إزاء فعل عنصري إجرامي متطرف من لاجئ عراقي الأصل في السويد قام بتدنيس المصحف الشريف لمرتين، وأهان أقدس المقدسات لأكثر من مليار مسلم في العالم، وعندما تكررت كلمة “نشجب ونستنكر” فقط أقدم متطرف آخر من الدنمارك وقام بنفس العمل، فكيف لنا أن نستبدل شعارنا “نشجب ونستنكر” كلما دنس دستور المسلمين، كما فعلنا مع الكيان الصهيوني، والذي أسس لقاعدة في العقل العسكري الإسرائيلي مفادها أن الإجرام لا يقابله إلا الرد، والرد مهما كان حجمه فهو يؤلم الإسرائيلي. من هنا نقول بأن التحرك في إجرام من يحتضن المتطرفين والعنصريين اتجاه القران الكريم لابد أن يكون رده بالأفعال وليس بالكلام فقط، فمثل هذه العبارات تعبت ألسنتنا من التحدث بها، وتعود من يفعل هذه الأفعال أن تكون ردودنا “نشجب ونستنكر” كما كان في الماضي مع الكيان الصهيوني، وكل ميدان له أدواته، فأدوات عدوان الكيان الصهيوني قوبلت بالقوة ونفعت في تأسيس قاعدة الردع العسكري، وفي قضية تدنيس المصحف الشريف لابد من تأسيس قاعدة يجتمع عليها كل المسلمين، كما يفعل الغرب تجاه أي شخص يتحدث بسوء إزاء ما حدث لليهود إبان الحرب العالمية الثانية، ويشكك في أعداد من قتلتهم ألمانيا النازية في تلك الحقبة ويتم محاكمته ووصفه بأنه معادياً للسامية، ولا يقال له أبداً بأنه يمارس حرية كلمة يقدسها الغرب.  نحن العرب والمسلمون نملك من المقومات التي نتجاوز بها كلمات الإدانة والاستنكار في أي فعل ضد قيمنا الدينية وفي مقدمتها القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهناك سلاح الاقتصاد والعلاقات السياسية وغيرها، تؤلم من يجرؤ على التعدي على مقدساتنا الإسلامية وعندنا دول إسلامية ذات ثقل إقليمي وعالمي تستطيع التأثير في حجم الرد على من يحتضن من يهين القرآن الكريم، وكلما كان العقاب مؤثراً وفعالاً سيفكر ألف مرة من أقدم على حماية من قام بهذا الفعل بتكرار ذلك ، والإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية كثيرة، وهي التي لابد أن نستبدلها بدل كلمتي “نشجب ونستنكر” فقط  كما فعل رجال المقاومة مع العدو الصهيوني. هنالك استبدلت كلمة “نشجب ونستنكر” بالسلاح، وأمام فعل من دنس القرآن الكريم دستور المسلمين نستبدل هذه الكلمة بفعل مؤثر على الأرض ميدانه الاقتصاد والسياسة، ولو كان تأثيره بسيط فهو سيبلور في الفكر الغربي مسالة اتفاق جميع المسلمين على أن مقدساتهم خط أحمر، وما نفعله اليوم سيؤثر في المستقبل خاصة عندما تتفق جميع الدول الإسلامية بفعل سياسي اقتصادي واحد يكون مؤثراً، ويبني قاعدة جديدة في التعامل مع الغرب الذي يؤي مثل هؤلاء المتطرفين ويدعمهم تحت دعوى حماية حرية الكلمة ، بأن الرد ليس كلاماً فقط ولكن يتبعه فعلاً على الأرض، والغريب بأن الحرية تقف عندهم عندما يتم التعدي على رموزهم السياسية والدينية ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على حقد دفين على الإسلام والمسلمين، والكيل بموازين مختلفة حسب المزاج الغربي. القران الكريم هو الذي يوحدنا نحن المسلمين وقضية الإساءة له ليست قضية سياسية تختص جماعة عن غيرها، ولكنه مرجعية إسلامية لكافة المسلمين على وجه هذه البسيطة بكل تنوعاتهم السياسية والطائفية ، من هنا لابد أن يأتي الرد مجتمعاً بقرار واحد عبر المؤتمر الإسلامي بإجماع الدول المنضوية تحت هذا التجمع، يؤسس لقاعدة عدم المساس بقيمنا الدينية تثبت في العقل الغربي، وتساوي معادلة الردع العسكري عند الكيان الصهيوني، وتبقى كلمة “نشجب ونستنكر” ولكن تغلف بقرارات سياسية واقتصادية يدرك فيها من يسمح لهؤلاء المتطرفين في السويد، والدنمارك وغيرها من الدول أن لدستور المسلمين رجال يدافعون عنه وهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه والعبث فيه بداعي حرية الكلمة، وبهذا فقط يتم احترام مقدستنا بفعل ما نقوم به  تجاه كل من يستهين بالقرآن الكريم ونبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وأله وسلم، وقوتنا في ذلك وحدة قرارنا السياسي والاقتصادي تجاه هذا الفعل المشين. كاتب عُماني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أزهر الغربية يحتفي بنصر أكتوبر المجيد بكلية القرآن الكريم بطنطا

أقامت منطقة الغربية الأزهرية، احتفالية ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيد، بمشاركة عمداء كليات جامعة الأزهر للوجه البحري، وذلك في إطار احتفالات الأزهر الشريف بهذه الذكرى العطرة قصة الكفاح والنصر، الحرب والسلام بإشراف الشيخ عبد اللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الغربية الأزهرية.

وحضر الإحتفالية الأستاذ الدكتور أحمد رمضان الصاوي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الأستاذ الدكتور أحمد عبد المرضي عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا، العقيد مصطفى النجار نائب المستشار العسكري لمحافظة الغربية، الأستاذ الدكتور حمدي أحمد سعد عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، الأستاذ الدكتور محمود عبد الله عميد كلية أصول الدين والدعوة بطنطا، الشيخ محمد نبيل ابو الخير مدير عام وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى وعدد من عميدات كليات جامعة الأزهر بالوجه البحري، وعدد من وعاظ منطقة وعظ الغربية، وشيوخ المعاهد والإدارات التعليمية وطلاب وطالبات المعاهد الأزهرية، وقدم الحفل إبراهيم عبد الجابر المعلم المثقف بمشروع القراءة الوطني، وتخلل الحفل إنشاد ديني لفريق الإنشاد الدينى لطلاب المنطقة وابتهالات وعروض فنية أظهرت إبداعات طلاب وطالبات المعاهد الأزهرية.

استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم بصوت جميل لطالب أزهري متميز، ثم تحدث الدكتور أحمد رمضان الصاوى، موكدًا أن نصر أكتوبر المجيد صنع ملحمة عسكرية سطرها الجيش المصري العظيم برجاله البواسل وبإقتحامه لخط بارليف حطم الهالة التي وضعها الجيش الصهيوني والتي روج من خلالها أسطورة الجيش الذي لا يقهر، قال تعالي"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزلهم ينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين" فكان الإعداد جيدًا والنتائج مبهرة وتطرق لبشري النصر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود التي أخبر بها الرئيس السادات واقترح عليه أن ياخذ قرار الحرب مطمئنا إياه بالنصر المبين، وأشاد بشوري الحرب واستماع القيادات السياسية للجند والقادة والزستفاده من أفكارهم وخططهم حتى تحققت المعجزة الحربية التي مازالت تدرس في كبري الأكاديميات العسكرية حول العالم.

وأشار الدكتور أحمد عبد المرضي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفاً، فذلك الجند خير اجناد الأرض، فقال له أبو بكر:ولم ذلك يارسول الله، ؟ قال:لأنهم في رباط إلى يوم القيامة "وجاء اختيار توقيت الحرب رائعاً، ففي شهر رمضان جائت غزوة بدر وايضاً فتح مكة فهو شهر النفحات والتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رمضان الكريم كان النصر المبين على التتار وخروجهم من بلاد الإسلام بلاعوده قال تعالى" إن ينصركم الله فالغالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون" حيث سجل الشعب المصري ملحمة من المسئولية والوعي والتكاتف وقوة التماسك ورباط الجأش فجائهم النصر من عند الله.

وأوضح العقيد مصطفى النجار أن شعارالجيش المصري الباسل النصر أو الشهادة وأن أخلاق الجنود المصريين في المعارك الحربية مستمده من وصايا الإسلام في الحرب وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم فقد احترم جيشنا الباسل آدمية الأسري وقاموا بعلاجهم وعدم المساس بهم، بينما تعامل الإسرائيلين بوحشية مع الأسري المصريين، وذلك لأن الجندي المصري صاحب عقيدة ثابتة وأخلاق وإيمان بالله، ومن أبرز نتائج الحرب نجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم أسطورة الجيش الذي لايقهر وتدمير خط بارليف وتحصينات الجيش الإسرائيلي بالضفة الشرقية للقناة و التمهيد لتحرير سيناء كاملة ومن أروع الدروس المستفادة هي المثابرة على تحقيق الهدف وقوة العزيمة والإرادة التي تصنع المعجزات.

وقال الدكتور سيف رجب قزامل: إن أسباب النصر الإعداد الجيد الذي جاء ليل نهار استطاع الجنود المصريين البواسل نسف القلاع الحصينة للساتر الترابي، وتحصينات العدو الغاشم وقد كان تلاحم الشعب مع قواته المسلحة من أهم أسباب الإنتصار، وكان بمنزلة ملحمة سطرها الجيش والشعب وأن التخطيط العسكري الجيد واخفاء توقيت ساعة الصفر له بالغ الأثر في مبالغة العدو ودحره والإنتصار عليه، فهم خير اجناد الأرض حرروا الإنسانية والأمة الإسلامية من الهجمات الصليبية والتتار وحافظوا على العروبة والإسلام، وجاءت حرب أكتوبر محاكاة لمافعله الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وفتح مكة فجاء النصر حليف جند الله بحسن الإستعداد والتخطيط والشورى بين أصحابه في اتخاذ المواقف والقرارات المصيرية قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾

وتحدث الشيخ محمد نبيل أبو الخير أن الجندي المصري في حرب (٧٣) هو نفسه الجندي المصري في حرب( ٦٧)فالإنسان يقاد ويتغير من داخله لامن خارجه، يختلف من حيث الباطن والجوهر لايقودهم إلا الإيمان بالله ولايحركهم إلا الجهاد في سبيل الله وكان رسول الله صلى الله عليه الأسوة الحسنة وفي صحابته الكرام المثل والقدوة الصالحة فقد كانوا يضحون بأنفسهم وأموالهم من أجل الدفاع عن دينهم وطنهم هي التي جعلت سيدنا حنظلة يخرج جنباً يوم عرسه لتغسلة الملائكة، وهي التي جعلت سيدنا عمر بن الجموح يطأ بعرجه هذه في الجنة وسيدنا عمير بن الحمام بالمرات حتى لاتحول بينه وبين الجنة، وجعلت سيدنا أنس بن النضر يفي بعهده في أجل الجنة وغيرهم كثير، والجندي المصري خير اجناد الأرض بعزيمته القوية وعقيدته الراسخة وقدرته على التحمل والمثابرة من أجل تحقيق النصر قال تعالى (وماجعله الله إلابشري لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) ولنا في هذا النصر عظة وعبرة لنا وللأجيال القادمة، وأن يكون هذا الإنتصار باعث أمل ورائد نهضة شاملة تقودنا للمستقبل المشرق والإزدهار بإذن الله تعالى.

واختتم الشيخ عبد اللطيف طلحة الإحتفالية بقوله تعالى{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} وقوله تعالى (لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَىِٕذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ، بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ) من حقناأن نفخر أن لدينا درع وسيف وأن السلاح بالجندي وليس الجندي بالسلاح، واستشهد ببعض روايات المحللين العسكريين الغربيين والإسرائيلين التي أشارت إلى خيبة الأمل التي أظهرت فشل المخابرات الحربية الأمريكية والإسرائيلية في أن تكتشف التحركات المصرية قبل المعركة الحاسمة، وعبقرية التخطيط الاستراتيجي والعسكري الذي صاحب قرار الحرب العظيم، وهلع جولدمائير وقائد الجيش الإسرائيلي المتغطرس موشيةديان بعد الهزيمة الموجعة والفشل العسكري والمخابراتي والميداني في ساحة المعركة يوم عبر جند الله البواسل خط بارليف الحصين واخترقوا خطوط العدو براً وجوأَ وبحراً وستظل مصر بفضل الله الحصن الحصين للعروبة والإسلام والفخر لكل العرب والمسلمين في كل مكان وزمان.

مقالات مشابهة

  • واعظ بالأزهر: الله ذم الإسراف والتبذير في كثير من آيات القرآن الكريم
  • مدير الأكاديمية العسكرية يهدي الرئيس عبد الفتاح السيسي نسخة من القرآن الكريم
  • أزهر الغربية يحتفي بنصر أكتوبر المجيد بكلية القرآن الكريم بطنطا
  • 4 أعضاء شريفة لرسول الله وصفها الله في القرآن الكريم
  • بدء تصفيات مسابقة القرآن الكريم ببركاء
  • انطلاق المشروع المستمر لتحفيظ القرآن الكريم في رأس الخيمة
  • شاهد بالصور.. ختمة للقران الكريم بكوستي لنصرة القوات المسلحة
  • انطلاق الدورة الـ”31″ للمشروع المستمر لتحفيظ القرآن الكريم في رأس الخيمة
  • 20 تحفة في «نوادر مخطوطات» مجمع القرآن الكريم
  • المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم.. الموعد والجوائز