القرارات التاريخية التى اتخذتها الدولة المصرية يوم الأربعاء الماضى، بتوحيد سعر الصرف، ورفع أسعار الفائدة، تعد تاريخية ومهمة جداً وتعد إصلاحاً حقيقياً للاقتصاد المصرى، فى ظل نقص الموارد من العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية، والذى تسبب فى استفحال السوق الموازية بشكل كاد ينذر بالخطر الفادح، وفى ظل تعرض الاقتصاد العالمى للخطر الفادح وتلقيه العديد من الصدمات، وقد جاءت القرارات الأخيرة للبنك المركزى لتعيد الانضباط إلى السوق المصرفى والقضاء تماماً على السوق السوداء أو كما قلت بالأمس إنه شهادة وفاة للسوق الموازية، مما يؤثر بالإيجاب على الاقتصاد الرسمى للبلاد.
ولذلك فإن قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى يرفع سعر عائدى الإيداع والإقراض وتوحيد سعر الصرف وفقاً لآليات السوق هو خطوة إيجابية جداً تقضى تماماً على كل المضاربات والسوق السوداء للعملات، وهذا يعنى أيضا زيادة التدفقات النقدية فى البنوك المصرية، وعلى رأسها تحويلات المصريين بالخارج، وعلى حد علمى أن أمس شهد تدفقات نقدية واسعة رغم أن القرارات الأخيرة لم يتعد عمرها حتى الآن سوى ساعات قليلة جداً.. وتعد هذه من أبرز الخطوات الإيجابية والمهمة التى اتخذتها الدولة مؤخراً، ولذلك فإن الشهور القادمة ستشهد تحويلات واسعة وكثيرة من المصريين بالخارج، بعد وفاة السوق الموازية، والمعروف أن هذه التحويلات قد انخفضت خلال الشهور الماضية بشكل ملحوظ، ومن المؤكد أن كل التحويلات ستتم بعد ذلك فى كل البنوك المصرية، وهى جزء مهم من التدفقات النقدية بالعملات الأجنبية إلى جوار دخل قناة السويس والسياحة.
ويبقى السؤال المهم الذى يراود أذهان المصريين: هل هذه القرارات ستعود على الأسعار بإيجابية؟! والحقيقة أن هذه القرارات لها مردود إيجابى على نسبة التضخم، لكن ليس فى الحال والتو، فهناك نظرية اقتصادية مهمة، وهى أن الصعود فى التضخم يتم سريعاً، أما الهبوط فيحتاج إلى وقت، للمقاومة التى تتم بطرق غير مباشرة فى هذا الشأن، وبالتالى فإن انخفاض الأسعار سيتم لا محالة بعد خفض نسبة التضخم، والمعروف فى الأساس أن هذه القرارات التاريخية الهدف الرئيسى منها هو محاربة ارتفاع الأسعار وضبط الأسواق، ولذلك الأمل معقود خلال الشهور القادمة على خفض الأسعار التى باتت طبقاً لآليات السوق. والحقيقة الغائبة على كثيرين هى أن الهدف الرئيسى من كل هذه الإجراءات هى حماية المواطن من التضخم وارتفاع الأسعار، وبالتالى فإن النتائج المؤكدة فى هذا الأمر ستعود بخفض الأسعار حتى ولو كان تدريجياً، لكن ليس فى الحال والتو.
المهم أيضاً فى هذه القرارات أن الدولة المصرية جادة جداً فى الإصلاح الاقتصادى، ولديها إصرار شديد على العبور من كل هذه الأزمات التى ألقت بظلالها على المواطن الذى يستحق كل تقدير وتعظيم سلام. أما الجانب الآخر المهم هو أن هذه القرارات ستجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية التى تقيم مشروعات، وتتيح الفرص الكثيرة للقطاع الخاص ليشارك فى كل أعمال التنمية التى تطلقها الدولة حالياً على كافة المستويات. وهذا يعنى بالضرورة توفير ملايين فرص العمل من خلال هذه المشروعات التى تتم بعد جذب الاستثمارات، ومن أجل هذا كله صدرت القرارات التاريخية للبنك المركزى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأسعار سعر الصرف القرارات التاريخية أسعار الفائدة للاقتصاد المصرى البنوك المصرية هذه القرارات أن هذه
إقرأ أيضاً:
البكوش: إجراءات المركزي السابقة والحالية المتوقع حدوثها ضربت السوق الموازي في مقتل
ليبيا – قال المستشار السابق بمجلس الدولة الاستشاري صلاح البكوش، إنه من الواضح أن المصرف المركزي بعد التخفيض الاول من 27% الى 20% بنسبة 7% يسير بخطة التخفيض التدريجي للضريبة والجميع يعلم ان القرار لرئيس مجلس النواب الأخير رقم 68 – لسنة 2024 القاضي بتخفيض الضريبة لـ20% ينتهي نهاية العام والمصرف المركزي ربما يكون في سباق مع الزمن لتكون نسبة الضريبة مع نهاية 2024 صفر.
البكوش اعتقد خلال تصريح لقناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتابعته صحيفة المرصد أن المصرف يتجه بالشكل الصحيح بشأن تخفيض نسبة الضريبة والحديث اليوم عن سعر الصرف الرسمي في المصرف المركزي وعن 4,83 دينار للدولار الواحد وبعد الضريبة الجديدة اذا ما اقرت من رئيس مجلس النواب سيكون الحديث عن زيادة مقدارها 72 قرش.
وتابع “نتحدث عن سعر الصرف الرسمي مضاف إليه الضريبة سيكون 5 دينار و 55 نلاحظ ان هناك انخفاض وربما يتم الإجراء مع منتصف نوفمبر الحالي وربما المصرف المركزي يرى ان تخفيض النسبة مرة واحد يترتب عليه بعض الآثار الجانبية تحديداً فيما يتعلق بالتجار انها استوردت بضائع بالسعر الرسمي ومضاف إليه الضريبة، التخفيض التدريجي ربما المصرف المركزي يحاول أن يأخذ بعين الاعتبار السلع الموردة بالسعر الرسمي مضاف إليه الضريبة”.
وأشار إلى أن الفارق السليم بين السوق الرسمي والموازي تقريباً بطبيعة الحال الإجراءات التي قام بها المصرف سابقاً والحالية المتوقع حدوثها في الأيام المقبلة هي بالتأكيد ضربت السوق الموازي في مقتل فلأول مرة الفارق بين السوق الموازي والرسمي لا يتعدى الـ 3 ونصف لـ 4%.
واعتبر أن كل من لديه نقد أجنبي يحاول التخلص منه لأنه يتوقع أن هناك تخفيض آخر وكل من يريد ان يطلب النقد الأجنبي سيؤجل الطلب لأنه يتوقع انه سيتحصل على دولارات اكبر بكميات أقل من الدينارات وهذه المعادلة نتج عنها انخفاض سعر الصرف وهذه النسبة مانعه للطلب على النقد الأجنبي بغرض المضاربة والمحافظة على الثروة.
وأضاف “قلنا إن اجراءات المصرف في الاتجاه الصحيح ولكن نتحدث عن الأمد القصير وليس البعيد والمتوسط، عندما نتحدث عن المصرف المركزي سيفقد ورقة التخفيض التدريجي عندما تصل نسبة الضريبة صفر فما الإجراءات التي يقوم بها المصرف المركزي؟”.
ورأى أن الفجوة بين سعر الصرف والسوق الموازي ستكون كبيره ويتوقف على إجراءات المصرف المركزي ومن جهة العرض أن المصرف المركزي يعرض النقد الأجنبي وفق الضوابط التي طرحها وهذا ما يستطيع فعله او أنه في خطوة جريئة يقوم بتعزيز قيمة الدينار الليبي وبشكل رسمي تغير قيمة الدينار الليبي أمام وحده السحب الخاصة وربما يحدث ويصبح 4و70 بحسب قوله.
وأردف “يحاول ان يبعث رسائل تطمين ورسائل للسوق الموازي ان التخفيض مستمر حتى بعدم وجود ضريبة، المصرف المركزي ليس لديه عصا سحرية لأن هناك جانب الطلب الذي يتوقف على عدة متغيرات , كالإنفاق الحكومي ومدى التوسع فيه”.
وعلق على تصريحات الدبيبة بشأن صرف منح للزواج، اعتبر أن المعادلة واضحة عندما يكون هناك توسع في الإنفاق الحكومي ويكون هناك إنفاق أكبر من الإيرادات هذا إشكال كبير وعند الحديث عن القيم إن كان الإنفاق الحكومي يساوي او أقل من حجم الإيرادات المشكله تكون أقل لذلك يُنصح بعدم التوسع في الإنفاق الاستهلاكي وأن يكون في الإنفاق التنموي.
وأوضح أنه عند الحديث عن موضوع السيولة المصرف المركزي يحاول الآن اعادة ثقة المواطنين في مصارفهم لكن الواقع يقول أن المصدر الرئيس للسيولة إما طباعة العملة وهذا مؤقت او بيع النقد الأجنبي الذي اليوم شبه متوقف لأنه يتوقعون تخفيض اكبر بالتالي مشكله السيولة ستستمر.