بوابة الوفد:
2024-11-23@10:55:19 GMT

شتات اليهود!

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

الصهيونية حركة سياسية ظهرت أواخر القرن التاسع عشر الميلادى داخل التجمعات اليهودية فى وسط وشرق أوروبا، وقامت على فكرة ايجاد كيان سياسى ينهى حالة التيه التى يعيشها اليهود منذ اخضاعهم من قبل المملكة الآشورية، وفق المعتقدات التلمودية، وتسمح بعودة الشعب اليهودى إلى الوطن أو الأرض الموعودة فلسطين.

قامت الحركة الصيهونية على فكرة أن شتات اليهود عبر العالم نزع عنهم صفة الأمة وحرمهم من اقامة كيان أو كيانات سياسية تضمن لهم التميز من الناحية الاجتماعية، وتبعد عنهم خطر الذوبان داخل المجتمعات الأوروبية التى كانوا يعيشون داخلها أقليات تعانى التهميش والاحتقار وتبقى على هامش الحياة السياسية والاقتصادية.

وترى الصهيونية أن العودة الموعودة لن تتم إلا بجهد يهودى صرف ليس له من ظهير إلا الدعم الإلهى، الذى لم تنكره الصهيونية فى بداياتها رغم أنها ستنزع نزعا علمانيا فى العقود اللاحقة خاصة بعد قيام إسرائيل.

وظهرت الصهيونية فى سياق أوروبى تميز بنزعة قومية متعاظمة سادت أوروبا فى القرن التاسع عشر، نتيجة لقيام الدولة الوطنية فى القرنين السابع عشر والثامن عشر وما رافقها من حروب دموية كان الانتماء القومى الركن الركين للتعبئة من أجلها وقيام كيانات وطنية قومية الهدف الأساسى لها.

ارتبطت نشأة الحركة الصيونية فى الأذهان بالكاتب والصحفى السويسرى تيودور هرتزل. ورغم الدور المركزى لهرتزل فى المشروع الصهيونى، فإن ابتكار كلمة صهيونية يعود للصحفى السويسرى ناتان بيربنون، زميل هزتزل، حين أبتكر هذا المصطلح عام 1890.

وكان بيرنبون يؤكد أنه يعنى النهضة السياسية لليهود بعودتهم الجماعية إلى فلسطين، أو بمعنى إعطاء مضمون سياسى وقومى لليهودية.

ومع ذلك فإن هيرتزل هو أبوالحركة الصهيونية وصاحب مشروع الدولة اليهودية التى تحدث عنها بإسهاب فى كتاب أصدره عام 1896 وحمل عنوان «الدولة اليهدوية» بسط فيه أفكار عملية فعالة، وتمحورت هذه الأفكار حول تهجير اليهود إلى فلسطين، والتعبئة من أجل القضية اليهودية عبر العالم، ثم تجنيد الأوساط اليهودية التى لم تكن ذات أهمية لدى فئات واسعة من اليهود.

اكتسبت الحركة الصيهونية اهتماما سياسيا وإعلاميا مهما فى أوروبا والعالم مع انعقاد مؤتمرها الأول بين 29 و31 أغسطس 1897 فى مدينة بال السويسرية، وتوج المؤتمر أعماله بإعلان قيام الحركة الصيهونية العالمية وانتخب لها لجنة تنفيذية اتخذت من فينيا مقرا لها.

وتعززت هذه المؤسسات بذراع مالية هى الصندوق اليهودى الذى تأسس بناء على مقررات المؤتمر الخامس عام 1901.

وبالتزامن مع هذه الخطوة، تواترت موجات هجرات اليهود الشرقيين إلى فلسطين ولا سيما من روسيا بعد الثورة البلشفية عام 1905.

وبحثا عن سند بين القوى الكبرى يومها، لجأ هرتزل إلى الدولة العثمانية وفاوضها بين عامى 1996 - 1906 على إصدار ميثاق يمنح اليهود الحق فى العودة إلى فلسطين، وعرض بالمقابل التدخل لدى القوى الأوروبية لخفض المديونية العثمانية الهائلة.

لكن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة فقرر هرتزل التوجه إلى بريطانيا، واستطاع الحصول على فرصة عرض اشكال الهجرة أمام مجلس العموم، وأقامت صلات وثيقة مع ساسة بريطانيين بينهم وزير المستعمرات جوزيف تشامبرلين الذى اقترح عليه اقامة تجمع لليهود فى العريش أو أوغندا، ورغم فشل هذه المساعى، فإنها شكلت نصرا سياسيا مهما، فقد جسدت اعتراف بريطانيا بأن اليهود أمة لها حق فى السيادة على حيز ترابى خاص بها.

وباركت القوى الاستعمارية خاصة بريطانيا وفرنسا قيام وطن لليهود فى فلسطين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الصهيونية حركة سياسية إلى فلسطین

إقرأ أيضاً:

برشان: الخلاف السياسي فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية في ليبيا

قال عضو مجلس الدولة الاستشاري وحيد برشان، إن الواقع السياسي مازال يُغربل الليبيين ويصهر  مواقفهم حتى يتم لليبيا الجديدة أساس وطني متين.

أضاف في تدوينة بفيسبوك قائلًا “فقاعات الرغوة التى أفرزتها فبراير، تتلاشى وتستبعد هذه الرخوة السياسية، التى كلفت ليبيا وأخرت تأسيس الدولة الوطنية الحديثة.  إذن لا شك في الأثر السلبي للتشرذم السياسي إذا ما أصاب دولة ما. وعلى النقيض من ذلك، فإن التماسك والاستقرار السياسي والتفاف الجميع حول مشروع وطني واضح الأهداف”.

وتابع قائلًا “هدف دولتنا الفتية هو الاستقرار السياسي، أولاً ببعث رسالة إيجابية ومبشرة إلى الداخل والخارج، ومن ثم تحصد النخبة السياسية الحاكمة منها والمعارضة “الثقة والمصداقية” وهي عملة صعبة – أي المصداقية – أيضاً قابلة للصرف والاستثمار. الانشقاقات السياسية والاقتصادية وأستمرار التجاذبات والمناكفات التى تعيشها ليبيا الذي يظهر استحالة وضع اليد في اليد بين الخصوم السياسية هي مشكلة فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية في الشأن الليبي”.

واختتم قائلًا “آلية الانتخابات ستفرز فى المرحلة المقبلة ما هو عليه الحال من تشردم سياسي  وثقافي يصل الي تعريف الهوية الوطنية. فلا نتوقع من آلية الانتخابات او ممارسة الديموقراطية ستعالج المشاكل العضوية فى مجتمعنا الليبي. التى أساسها جهلنا بالشعارات السياسية التى نطلقها ونتائجها التى لا نتحملها ونسقطها بكلّ شراسة مثل الية تداول السلطة”.

مقالات مشابهة

  • برشان: الخلاف السياسي فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية في ليبيا
  • استهداف قاعدة نيفاتيم الصهيونية بصاروخ فلسطين 2
  • أهالي قرية الحربياب بدراو يشكرون محافظ أسوان لاستجابته بتوفير عبارة نيلية
  • عودة عيد البترول... والنصر للسيارات
  • محافظ أسوان يكلف وحدة أيادى مصر بالمشاركة بمعرض الحرف اليدوية والتراثية بالوادى الجديد
  • حقيقة الصهيونية
  • ‏عنصريةُ الصهـــيونية اليهـــودية وإرهابُهم سببُ هلاكهم وزوالهم
  • لتنمية المهارات الحياتية .. بروتوكول بين أسوان والاتحاد الرياضى للجامعات
  • الطفلة «مليكة» تدعم قضية الدهر بـ«المقاطعة والهتاف».. «تعيشي يا فلسطين»
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين