المهاجرون وأمريكا.. ورقة ضغط صالحة لكل موسم انتخابي
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
مع كل انتخابات تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية يتجدد الحديث عن ملف الهجرة ومصير المهاجرين، إما وعيد بترحيلهم أو سن تشريعات صارمة تقنن وجودهم داخل أمريكا، إذ تحدث دونالد ترامب، الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظًا للحزب الجمهوري، خلال حملته الإنتخابية عن الوجود غير الشرعي للمهاجرين في بلاده ورغبته في إخراجهم باعتبارهم يدمرون الولايات المتحدة ويفسدون دماء أبناها، بحد وصفه.
وأصبحت الهجرة أزمة إنسانية دائمة؛ فعلاوة على الآثار الناجمة عن الحواجز الإدارية والعنف المنتشر في المنطقة، يواجه المهاجرون قيودًا متعددة تحول دون تمكنهم من الحصول على الخدمات الأساسية كالطعام والملبس والمأوى والصحة والتعليم.
وقبيل الموعد المحدد للانتخابات في نوفمبر القادم، أثارت قضية الهجرة انقاسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين ينظرون إلى تصريحات "ترامب" باعتبارها نوع من الفاشية، لا سيما وعوده بمنع دخول القادمين من آسيا وأفريقيا إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى تخصيص مبالغ كبيرة من الميزانية المخصصة لتنفيذ القوانين الفيدرالية ومكافحة المخدرات ومكتب التحقيقات ووزارة الأمن الداخلي؛ لتعزيز قوات إنفاذ القانون على الحدود الأمريكية، وبناء مراكز احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين.
فيما رد البيت الأبيض وحملة الرئيس الحالي جو بايدن، على تصريحات نظيره "ترامب" بأنه يشبه "هتلر"، ويعتقد المحللون أنه من الممكن أن ملف الهجرة سيكلف الحزب الجمهوري خسارة بعض الأصوات، بينما تظهر استطلاعات للرأي أن ترامب يتمتع بثقة الشارع الأمريكي في ملف الأمن الحدودي والهجرة.
وفي هذا الصدد، تقول أمل مختار، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن قضية المهاجرين في الولايات المتحدة تعتبر ورقة عمل واضحة بالنسبة للجمهوريين، حيث إنها قضية مهمة لدى القاعدة الانتخابية لهم؛ وهي قاعدة تتصف مبدئياً بمعاداتها للتنوع، وتقبلها بسهولة لما يتردد عن "خطر المهاجرين" على الأمن والاستقرار والهوية الأمريكية، وعلى النقيض، نجد أن أنصار الحزب الديمقراطي وهم في أغلبهم من الأمريكيين الأوفر حظاً في التعليم ومن ثم في ثقافة قبول الآخر، لا يمثل ملف المهاجرين أولوية لديهم.
وبحسب دراسة بعنوان " تأثير تدفق المهاجرين عبر المكسيك في انتخابات الرئاسة الأمريكية"، نشر بمركز المستقبل للدراسات السياسية، تعتقد "مختار" أن تصاعد أزمة المهاجرين على الحدود مع المكسيك قد يضر بفرص الديمقراطيين في الانتخابات القادمة، إذ أدّت الموجة الأخيرة من المهاجرين إلى إجهاد الخدمات الحكومية بشدة في أجزاء من أريزونا، وهي الولاية التي فاز فيها بايدن على ترامب بفارق بسيط في الانتخابات الأخيرة، وبالتالي من الممكن أن تؤثر أزمة المهاجرين في نتيجة هذه الولاية أو غيرها من الولايات والمدن الأمريكية المُتضررة.
وأضافت أن ملف المهاجرين غير النظاميين واللاجئين يظل على درجة كبيرة من الأهمية في زمن أصبح يشهد موجات كبيرة من النزوح العالمي لأسباب أمنية واقتصادية وبيئية، وأن تزامن هذه التدفقات البشرية مع فترات الانتخابات يزيد من وطأة التعامل مع هذا الملف، لأنه يصبح ورقة للتنافس بين المرشحين، وفي خضم كل ذلك، يغيب التنسيق الإقليمي لحل مشكلات الهجرة غير النظامية وفتح القنوات القانونية الرسمية لتنظيم إجراءات الهجرة واللجوء، إلى جانب المساعدة في حل المشكلات الاقتصادية والأمنية داخل دول المصدر، وتخفيف الأعباء الإنسانية والمادية على دول المعبر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دونالد ترامب الهجرة جو بايدن انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
المحكمة العليا الأمريكية توافق على الاستماع إلى استئناف حظر تيك توك
وافقت المحكمة العليا الأمريكية على الاستماع إلى استئناف مالك تيك توك بايت دانس لقانون يمكن أن يحظر التطبيق. نظرت المحكمة في القضية (عبر إن بي سي نيوز) بسرعة غير عادية - بعد يومين فقط من تقديم الشركة لاستئنافها. ومن المقرر عقد المرافعات الشفوية في 10 يناير.
من المقرر أن يدخل القانون المتنازع عليه، قانون حماية الأمريكيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة الخصوم الأجانب، حيز التنفيذ في 19 يناير، وهو اليوم السابق لتنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب. لم تمنع المحكمة القانون مؤقتًا عندما قالت إنها ستنظر في القضية.
ينص مشروع القانون على حظر التطبيق إذا لم تبيع بايت دانس المنصة لشركة أمريكية. وقد تم تمريره بدعم ساحق في الكونجرس ووقع عليه الرئيس بايدن في أبريل. كانت الحجة أن تيك توك أصبح قضية أمن قومي.
دافعت وزارة العدل عن القانون في المحاكم الدنيا، مشيرة إلى مخاوف من أن الحكومة الصينية قد تؤثر على الشركة وتجمع بيانات عن المواطنين الأمريكيين. وأيدت محكمة الاستئناف الأمريكية لدائرة مقاطعة كولومبيا التشريع في وقت سابق من هذا الشهر.
ادعت شركة بايت دانس أن القانون ينتهك حقوق حرية التعبير، وهو الموقف الذي دعمته اتحاد الحريات المدنية الأمريكية. حاول ترامب حظر تيك توك خلال فترة ولايته الأولى لكنه غير موقفه خلال الحملة الرئاسية لعام 2024.