أدى استمرار الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية لأكثر من مليونى فلسطينى هناك، حيث يعيشون فى ظروف قاسية بسبب نقص حاد فى المياه والغذاء والكهرباء، نتيجة الهجمات المكثفة والانتهاكات المستمرة التى يتعرضون لها جراء الحصار المفروض.

فى ظل هذه الحرب الدموية المستمرة من جانب إسرائيل، يواجه الفلسطينيون خطر المجاعة والأمراض وتردى الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.

وقد تباطأ بشكل كبير تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية خلال الأسابيع الماضية، مما يجعل وضع السكان فى هذا القطاع المحاصر أكثر صعوبة وتعقيدًا. 

"الخيار البحري"
وتتطلع إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لزيادة المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى قطاع غزة عبر البحر، ما يبرز تصاعد التوتر مع إسرائيل ويعكس الوضع الإنسانى الصعب الذى يواجهه المدنيون هناك، فى وقت يتحدث فيه برنامج الأغذية العالمى عن حاجة ملحة لتفادى خطر المجاعة فى المنطقة. وفقا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

فى الأيام الأخيرة، أثار بايدن "الخيار البحري" عندما بدأت الولايات المتحدة فى إنزال المواد الغذائية فى القطاع، الأمر الذى سمح بتسلم كميات محدودة من الوجبات الغذائية. وفى نفس السياق، ناقش كبار المسئولين الأمريكيين يوم الاثنين جهودًا صعبة من المرجح أن تؤدى إلى إنشاء ممر بحرى لزيادة توزيع المساعدات.

وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أنهم يجرون محادثات مع عدد من الشركاء بشأن هذه المبادرة، وعلى الرغم من أنها لا تزال فى مرحلة التطوير، إلا أنهم متفائلون بقدرتها على تعزيز الجهود الجوية والبرية فى هذا الصدد.

وأكد المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أن الخيار البحرى فعال، وقد اقترحه رئيس قبرص العام الماضي، الرئيس نيكوس كريستودوليديس. وأكد يوم الأحد أن بلاده، التى تقع على بعد ٢٣٠ ميلًا من غزة بحرًا، تجرى محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إنشاء طريق لتوصيل المساعدات.

وعلى الرغم من وجود ساحل فى قطاع غزة، إلا أن البنية التحتية للموانئ محدودة، مما يجعل من الصعب على السفن الرسو هناك. وتعكس تدريس الولايات المتحدة لخيار إرسال المساعدات بحرًا مدى خطورة الوضع الإنساني.

وأشارت صحيفة بوليتيكو إلى أن تسليم المواد الغذائية عبر البحر والجو يكشف عن استياء الأمريكيين من إسرائيل، كما يشير إلى فشل الجهود الأمريكية فى استخدام الخطاب والمناشدات الشخصية لإقناع القادة الإسرائيليين بالمزيد من الجهود لمساعدة المدنيين الفلسطينيين.

إعاقة المساعدات
وأعلن برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قامت بإعاقة قافلة غذائية تتألف من ١٤ شاحنة فى طريقها إلى شمال قطاع غزة، بعد انتظار دام لثلاث ساعات عند نقطة تفتيش وادى غزة.

وأكد نائب المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمي، كار سكاو، فى بيان أن البرنامج سيواصل استكشاف كل السبل الممكنة لتوصيل المساعدات إلى شمال غزة، رغم عدم وصول القافلة اليوم إلى الهدف المقصود لتلبية احتياجات الأشخاص المتأثرين بالجوع.

وأشار "سكاو" إلى أن الطرق البرية هى الخيار الأفضل لإيصال المساعدات وتجنب حدوث مجاعة فى غزة، مؤكدًا أن إسقاط المساعدات جوًا هو الخيار الأخير.

وأضاف سكاو قائلًا: "نحن مستمرون فى التعاون مع الأطراف المعنية لإيجاد حلول للتحديات التى تعترض جهودنا فى تقديم المساعدات الغذائية اللازمة لنصف مليون شخص فى شمال غزة".

فى سياق متصل، حذرت الأمم المتحدة خلال الأسابيع الماضية من خطر المجاعة التى تهدد السكان فى قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليونى فلسطينى ظروفًا قاسية بسبب نقص حاد فى المياه والغذاء والكهرباء، نتيجة الغارات المكثفة والانتهاكات المتكررة التى يتعرضون لها جراء الحصار.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن أطفالًا يموتون جوعًا فى مستشفيين فى شمال غزة، والتى زارتهما بعثتها فى نهاية الأسبوع الماضى ورصدت نقصًا حادًا فى الأغذية والوقود والأدوية.

وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن هذه الزيارتين كانتا الأولى للوكالة منذ أكتوبر ٢٠٢٣، على الرغم من جهودها المستمرة للوصول بشكل أكثر انتظام إلى شمال غزة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قطاع غزة الفلسطينيين بايدن قطاع غزة شمال غزة

إقرأ أيضاً:

السويد تعلن التوقف عن تمويل «أونروا»: تعزيز المساعدات لغزة عبر قنوات أخرى

أعلنت وزارة الإغاثة السويدية التوقف عن تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، لكن ستعزز مساعداتها الإنسانية لغزة عبر قنوات أخرى، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في خبر عاجل.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، مرّت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بتحديات كبيرة نتيجة للأحداث التي شهدها قطاع غزة وفلسطين بشكل عام، حيث وجدت الوكالة الأممية التي تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والدول المجاورة نفسها في وسط هذه الأزمة الحادة.

وكانت الوكالة الأممية تعاني من أزمة تمويل مزمنة قبل تصاعد الأحداث، وكان الدعم المالي لها من الدول المانحة يتناقص بشكل ملحوظ، ما أدى إلى صعوبة في تغطية احتياجات اللاجئين، ولكن بعد الهجوم، واجهت أونروا صعوبة في الوصول إلى ملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة بسبب الحصار المستمر والمواجهات العسكرية، ما أثر مباشرة على تقديم الخدمات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الغذائية.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • المبعوث الأمريكي للسودان يطالب العالم بزيادة المساعدات الإنسانية للخرطوم
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: الكارثة الإنسانية في غزة تشتد على كافة المستويات.. فيديو
  • المنظمة الدولية للهجرة تدعو لتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في سوريا بشكل عاجل
  • العمل الوطني الفلسطيني: يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة
  • السويد تعلن التوقف عن تمويل أونروا وتعزيز المساعدات لغزة عبر قنوات أخرى
  • الولايات المتحدة تقدم حوالي 200 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب السوداني
  • السويد تعلن التوقف عن تمويل «أونروا»: تعزيز المساعدات لغزة عبر قنوات أخرى
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم نظام المساعدات الإنسانية سلاحا بغزة
  • الأمم المتحدة تطلب رأي العدل الدولية بشأن عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات للفلسطينيين