بريد مصر ومخالفات المرور

 منظومة كاميرات الرادار الذكى، فكرة عظيمة لمراقبة الطرق وضبط سلوكيات القيادة على الطريق، والحد من نزيف الأسفلت اليومى، فزيادة الرقابة تضع حدا لمخالفات السرعة الزائدة والالتزام بقواعد الأمان فى القيادة منها الالتزام بارتداء حزام الأمان، وبعد ربط كل هذه الكاميرات بالملصق الإلكترونى وأرقام الهواتف استكمال للتحول الرقمى فى كل مؤسسات الدولة أصبح لا مجال للخطأ، فى تحرير مخالفات المرور، ولكن!.

على مدار ثلاثة أيام خلال هذا الأسبوع، وصلتنى رسائل من «Egypt post-بريد مصر»، على رقم هاتفى المحمول المسجل فى بيانات رخصة سيارتى الخاصة، بتحرير مخالفات بقيمة 500 جنيه، على محور 26 يوليو فى اتجاه ميدان لبنان، مع العلم أنى كنت فى هذا التوقيت فى اماكن مختلفة بالجيزة والقاهرة، وبالتدقيق فى الرسالة، وجدت أن المخالفات محررة على السيارة التى تحمل لوحات معدنية رقم «ن ب و-924»، وهذه اللوحات لا تخصنى من قريب أو من بعيد، ببساطة كده المخالفات محررة باسم شخص آخر وبيانات سيارة أخرى، ويتم إرسالها إلى رقم هاتفى المحمول، وانتابتنى الريبة لبعض الوقت وما زالت، هل معنى وصول الرسائل لى يضع علىّ مسئولية تسديد هذه المخالفات أو التظلم فيها؟!، أم أن هذا الخطأ سوف تتداركه منظومة الرادار الذكى والتحول الرقمى المنشود، وتضع الأمور فى نصابها؟!.

مشروع التحول الرقمى وربطه بكافة مؤسسات الدولة، عمل عظيم ومجهود مشكور، ولكن ينقصنا تدريب وتطوير بعض القائمين على العمل فى هذه المؤسسات الحكومية، لأن العقول ما زالت «old fashioned»، وهذا ما يتسبب فى السقوط فى أخطاء بديهية لا ينزلق إليها المتدربون والمحترفون.

رسالتى إلى مالك اللوحات المعدنية رقم «ن ب و-924»: أولا- أنت فى خطر راجل بيانات الملصق الإلكترونى الخاص بك فى وحدة المرور التابع لها سيارتك، فهناك مخالفات تحرر عليك وأنت «نائم فى العسل»، وثانيا- التزم بقواعد المرور خلال القيادة لأنك يحرر لك مخالفات فى نفس المكان متكررة.

ورسالتى إلى القائمين على منظومة التحول الرقمى: هدفكم سامٍ ومشروع قومى كبير، سيسهل على الجميع المزيد من الجهد والوقت، لكن مزيد من التدريب للقائمين على تسجيل وتقديم هذه الخدمات سيكلل مجهوداتكم بالنجاح، ويجنبنا مزيدا من الأخطاء.

ورجاء إلى القائمين على «Egypt post-بريد مصر»، رسالة مخالفة المرور التى تصل العميل صباحا، كفيلة بأن تحول نفسيته وهو متجه إلى عمله من 100% إلى زيرو%، فاختيار توقيت إرسال هذا النص مهم جدا.

المصدر: بوابة الوفد