أشدُّ ما يلاقيه الانسان فى حياته من قسوة هو فجاءة الفقدان، وبخاصّة فقد الأبناء، وهو فقد يُخلف غُصّة مريرة لا تفارق المرء أبدًا ولا تكاد الأيام تمحو ذكراها المؤلمة، على الرغم أن جوهر الحياة نفسها مبنيٌ على الفقد، كل يوم يمر من عمرنا وينقص من حياتنا، هو فقد وفيه فقد، ولولا الإيمان بقضاء الله وقدره ما عاش الإنسان بعد فقد الأعزاء ولا مارس حياته، لكنها إرادة الله سبحانه أخفى لطفه فيما قضى وقدر، وله الحكم فى كل قضاء وتقدير.
الطالب أحمد سالم محمد عبدالقادر بكلية الصيدلة جامعة سيناء، فرع العريش، شاب فى ريعان الشباب ملآن حيوية ونشاط وهمة، فى السنة الخامسة، أدب وأخلاق وشهامة وتدين من مدينة إدفو محافظة أسوان. درس الصيدلة طوال خمس سنوات مضت ولم يبق على تخرجه سوى سنة ليفرح أهله بنتائج عنائه ومثابرته ويكلل تعبهم معه بتخرجه وتفوقه، ولكن القدر شاء غير هذا كله، شاء القدر ما شاء، ومشيئة القدر لا يعلمها سوى الله.
اكتظت وسائل التواصل الاجتماعى فيما يشبه الإعصار العنيف بفقد الطالب المتفوق فجاءة بعد أن كان «أحمد» قد تواصل مع والده تليفونيا منتصف ليل الأحد الموافق ٢٥فبراير فى مكالمة قصيرة للاطمئنان على أحواله، ولكن المكالمة لم تكتمل دون سبب معروف.
حاول الأب معاودة الاتصال بابنه ولكن دون أى رد أو استجابة ما جعله يتوجه فجراً لمدينة العريش مصطحباً معه ابنه الأصغر محمد شقيق أحمد.. وصلا للعريش وعلما من زملائه أن أحمد خرج من منتصف ليلة أمس لشراء بعض احتياجاته من الخارج ومقابلة أحد زملائه (موعد إجراء المكالمة مع والده) ولم يعد؟!
تم إبلاغ السلطات المختصة وقسم شرطة العريش، وبإجراء التحريات اللازمة وجدوا بعضًا من أغراضه وجزءًا من ملابس أحمد بجوار أحد شواطئ منطقة المساعيد مقر إقامته.
توجهت الشكوك نحو غرق أحمد خاصّة بعد أن تم تفريغ إحدى كاميرات أحد المقاهى على الشاطئ وظهر فيها أحمد متوجهًا ناحية البحر منتصف الليل، وهو نفس طريق محل إقامة صديقه الذى ذهب لملاقاته حتى اختفى من مجال الكاميرا.
وفى اليوم التالى بعد عدّة محاولات بالاتصال بالرقم الخاص بأحمد، رد أحد الأشخاص، وقال إنهم وجدوا الموبايل مُلقى على الشاطئ بجوار متعلقات أحمد (شبشب وبنطلون رياضى فقط)!
بدأت حملات تمشيط داخل المياه منطقة اختفائه والمناطق المجاورة من متطوعين إنقاذ من أبناء العريش المُخلصين، جزاهم الله كل خير، بمعدات بدائية حتى يوم الجمعة دون ظهور أى أثر لأحمد حيًّا أو ميتا.
وحتى كتابة هذه الكلمات لا يزال طالب الصيدلة مفقودًا، ولم يتوصل أحد إلى مكانه، هل غرق ولم يعثر عليه؟ هل تم خطفه كما شاع بين زملائه؟ لا يوجد احتمال واحد لاختفاء الطالب فجاءة دون أن يرد فى الاعتبار، ولا نتيجة يطمئن لها بعد عناء والديه وأسرته؟
نداء وإهابة واستغاثة إلى السيد معالى سيادة وزير الدفاع، ومعالى السيد اللواء وزير الداخلية، ومعالى السيد اللواء الوزير محافظ شمال سيناء وأجهزة البحث الجنائى بالمحافظة مساعدة أسرة مكلومة لا تعرف مصير ابنها إن كان على قيد الحياة أو غير ذلك لا قدر الله.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرده سالمًا غانمًا، وأن يربط على قلوب والده ووالدته وإخوته، إنه ولى ذلك والقادر عليه، وهو على كل شىء قدير وهو نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم المؤلمة
إقرأ أيضاً:
أحمد حسن ينعى والدة عصام الحضري بكلمات مؤثرة
نعى الإعلامي الرياضي أحمد حسن، ونجم منتخب مصر السابق، والدة عصام الحضري والتي توفيت صباح اليوم بعد صراع مع المرض.
وكتب أحمد حسن عبر حسابه على فيسبوك: "ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعي والدة الاخ والصديق وشريك العمر / عصام الحضري ونسأل الله لها الرحمة والمغفرة وان يجعل الفردوس الأعلى منزلها ويُلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون".
"أكتر واحدة حبتني"| والدة الحضري “سر نجاحه”.. كواليس العلاقة بينهما عقب رحيلهاتشييع جنازة والدة عصام الحضرى ظهر اليوم بكفر البطيخونشر عصام الحضري عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانا جاء على النحو التالي: “بسم الله الرحمن الرحيم.. الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون.. وانتقلت الى رحمة الله بعد صراع شديد و معاناة مع المرض أمي الغالية الحاجة نفيسة البحيري، اسأل الله تعالى أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته ويجعل مرضها شفيعا لها،، الله يرحمك يا أمي ويصبرنا على فراقك هتوحشيني وهينقصني دعاكي ليا بس اللي هيصبرني إنك أكيد بإذن الله في مكان أحسن يا حبيبتي.. اسألكم الدعاء و إنا لله و إنا إليه راجعون”.
وأعلنت أسرة الكابتن عصام الحضرى حارس منتخب مصر السابق ،تشييع جنازة والدته من كفر البطيخ بمحافظة دمياط،وتؤدى صلاة الجنازة في مسجد راشد عقب صلاة الظهر اليوم الأحد.
العلاقة بين عصام الحضرى والراحلة والدته كانت قوية وتعتمد على الاحترام المتبادل والحب والعطاء، حيث يمكن وصف العلاقة إلا بنموذج للبر بين الإبن والأم.
ولا يخفى على أحد أن عصام الحضرى حارس مرمى منتخب مصر السابق لا يتخذ أى خطوة هامة فى حياته إلا بالرجوع مهرولاً إلى الراحلة والدته، يطالبها بالدعاء له واستشارتها وعادة ما يتكرر ذلك عند مشاركته فى أى مباراة هامة يخوضها سواء مع فريقة أو مع منتخب مصر طوال مشواره الرياضى.