ساعات فقط ونستقبل أجمل لحظات الدنيا آمنين مطمئنين فى أيام معدودات للخلوة مع الله والنفس.. روحانيات ونفحات تقربا لرب كريم، فلا تشغل نفسك بثناء الناس عليك أو بذمهم فيك، فماذا لو أثنى عليك أهل الأرض جميعًا وأنت عند الله وعند أهل السماء مذموم، فما الذى يضرك من ذم الناس فيك وأنت عند الله من المقربين.. ومن الذى ينفعك أمام الله إذا أثنى عليك الناس وأنت عنده من الخائنين، فقط اسعَ إلى ارضاء الذى يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى، رمضان كريم لكل الذين لا ينكرون معروفًا ولا يخدشون إحساسًا ولا يتغيرون بتغير الفصول ولا الأهواء، رمضان كريم لمن لا تبدلهم حياة ولا تغيرهم ظروف، كريم دائما يا رب على أهلى وزملائى وأصدقائى وأحبابى وكل الناس الطيبة، رمضان كريم للذين كبروا قبل أوانهم، الذين أنضجتهم الحياة وبلغوا مرحلة ما بعد الاستواء قبل النضج، رمضان كريم للذين رأوا وما زالوا يرون وتألّموا وما زالوا يتألمون.
تذكر ان النوايا البيضاء ترتب لصاحبها أجمل الأقدار وتصنع الجمال فى دروبه.. افعل ما يلائم ضميرك.. دع عنك الناس، لا تهدر وقتك فى البحث عن الوهم فى هذا العالم ما يستحق أن تعيش لأجله..
ýنقول دائما الحمد لله للحياة التى ما زالت تسرى فى عروقنا وللعافية التى تسرى فى جسدك وللأمن الذى يجعلك تغمض جفنيك، كن ممتنًا للصعوبات التى صقلتك للعثرات التى أمدتك بالقوة للأحزان التى علمتك قيمة الاحتفاء بالفرح للظلام الذى حثّك على البحث عن النووور لتكون أنت. النور.. الحمد لله دائما وأبدًا بالرغم من زخم الحياة وضجيجها فالود نعمة.. والتواصل والاطمئنان على أحوال الأحبة رحمة، وقد نقصِّر قليلاً وقد يلهينا الزمن.. ولكن يبقى نبض القلب لا ينسى الأحبة فرصة ان نذكر احبابنا فى الشهر الكريم بالخبر فنحن لبعضنا أرزاق... يا رب سخر لنا من الناس أخيرهم وأطيبهم وأنقاهم وأعوذُ بك من تقلب القلوب، ومن الجفاء بعد أعوام من المودّة، ومن الخذلان بعد الثقة، ومن غربة الأشخاص بعد أُلفتهِم وأسأل الله لى ولكم العفو والعافية فى الدين والدنيا، فإن أنبل ما يهبك الله إياه كإنسان هو أن يجعلك ليّن القلب والسريرة، لا يُخشى منك غدر ولا قسوة ولا سوء ولا جفاء ولاغباء، لا يحترمك الآخرون رغمًا عنهم إنما بإرادتهم، ولا يقدّرونك مخافةً، إنما محبة وتقديرا. فظروف البشر مدفونة فى أعماقهم فإن لم تعرفها فأكرمهم بحسن الظنِ بهم لا تتسرع فى الحكم عليهم فقد تظلم عزيزًا وقد ترفع رخيصًا عاملهم بما يظهرون لك ودع السرائر لعالم ما فى الضمائر، تمضى الايام وتمضى اعمارنا معها سنوات العمر تشبه مراقبتنا للشمس ساعة الغروب، لا تعرف أبدًا متى ينتهى النهار ويبدأ الليل من هرولة الوقت التى لم نشعر بها وكأننا فى سباق لا ينتهى مع الزمن، يا روائح رمضان عطِّرى الكون، فما أعظم الشوق، بلغنا الله وإياكم شهر رمضان، بقلب حى، وأعاننا برحمته للوصول لمرضاته، وحدها رائحة قدومِ ýرمضان كفيلة لتزهر القلب ربيعـًا، ونسأل الله أن يبلغنا واياكم الشهر الكريم وان يجعلنا من المقبولين امين يا رب العالمين، اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين مجبورين مطمئنين يا الله، كل رمضان وقلوبكم فى سلامة وفى راحة بال.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماجدة صالح أهلا رمضان نفسك الحزن رمضان کریم
إقرأ أيضاً:
«هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
أتابع عبر الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا وتشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح اليوم الثلاثاء، أتابع وأنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية، الأول ينحاز لترامب والثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه وكأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم وهى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس وترامب وجهين لعملة واحدة، بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور، لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، وسيظل «الفيتو» الأمريكى موجود لتعطيل وتعديل أى قرار ضد الكيان الصهيونى، وستظل المساعدات العسكرية والمالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها، وهناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق ويقتل ويرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى «مصاص الدماء» بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف، وتجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل وسيدة وكبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة وحولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء «الأبناء الأب الأم»، أحدهم أو كلهم شهداء، وهناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، وبسلاح ومساندة ودعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف وبأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر.
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان وحريصة على بقائها، وبقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، ونحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل والنهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، ومصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما ومتى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة والموت، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض، الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، وأمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.
و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم والميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم، و وكر الأفاعى، لكنها تمثل نفس الأمر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها وذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر والشيء العجيب أن كل الأقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى وأمريكا، ورغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا؟، اقرأوا هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،
منذ تأسيس إسرائيل فى عام 1948 حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق فى التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر، فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة ولم ولن تتغير.
تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها، فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته ومصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب فى قطاع غزة فى حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء فى القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، ولا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة أن أمريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان «الأمريكى - الصهيونى».