انقطعت شبكة من شبكات المحمول لدقائق وانقطعت وسائل التواصل الاجتماعى عن الجميع لبرهة من الوقت، ولكن منحنا ذلك الانقطاع دروسا لمدى الحياة؛ فماذا لو انقطع الانترنت عن العالم للابد؟! وماذا لو فقدنا التواصل تليفونيا مع بعضنا البعض؟! هل ستتوقف الحياة ام سيبحث البعض عن طرق أخرى للتواصل؟! فلنعد بالزمن للخلف اى قبل اختراع المحمول وقبل تطور التكنولوجيا وتواصل وسائل التواصل الاجتماعى إلكترونيا؛ وكيف كان الناس يتواصلون مع بعضهم البعض؛ وهل التكنولوجيا قربت المسافات وبعدت القلوب بعكس ما قبل التكنولوجيا كانت القلوب والأرواح قريبة وقد تكون المسافات بعيدة! فقديما كان الأحبة يراسلون بعضهم البعض عن طريق الجوابات وكانوا يتقابلون مع بعضهم البعض وكان لقاء أرواح قبل الاجساد، استطيع أن أجزم أن التكنولوجيا زادت المسافات بين الناس بعضهما البعض بل أصبحت وسائل تباعد اجتماعى وليس تقاربا كما يظن البعض؛ فاليوم أصبحت أداة مراقبة وتتبع اخبار الآخرين، فكم من علاقات انقطعت بسبب تلك الوسائل؟! كم من قلوب شحنت بالغل والكراهية نتيجة تتبع اخبار الآخرين ومراقبة حياتهم ومقارنة حياتهم بحياة الآخرين وينتج عن ذلك شعور البعض بعدم الرضا عن حياته والسخط على المجتمع والحياة، كم من علاقات تدمرت بسبب مراقبة الآخر فعندما يراسل البعض الآخر ولا يتم الرد عليه فى ذات الوقت برغم من قراءة كلمة متصل الآن فيبدأ بالشعور بعدم الاهتمام والنفور من الطرف الآخر مع الوقت نتيجة الظنون التى تملأ رأس وفكر الطرف الآخر، فعندما حدث عطل فى بعض وسائل التواصل الاجتماعى لوقت قصير شعر البعض بأن شيئا ما ينقصه بل البعض الآخر شعر بإدمانه لتلك الوسائل وأنه لا يستطيع العيش بدونها، وكأن العطل مقصود ليشعر البعض بدرجة إدمانه لتلك الوسائل، وراودنى تساؤل هل نمتلك وسائل التواصل الاجتماعى ام هى من تمتلكنا؟ فعقب هذا العطل من المهم أن نعيد التفكير فى كيفية استخدامنا لتلك الوسائل سواء تمثلت فى شبكات المحمول ام وسائل التواصل الاجتماعى، ولا نجعلها محور حياتنا بل نجعلها شيئا ثانويا وليس أساسيا؛ بحيث تكون بديلا للوسائل التقليدية، فإذا أردت التواصل مع من تحب فليكن اللقاء وجها لوجه فبكل تأكيد اللقاء سوف يزيل اى سوء تفاهم ويقرب ما بين اى اثنين، فلغة العيون وتعبيرات الوجه تزيل اى سوء تفاهم بعكس ما تفعله وسائل التواصل الاجتماعى الأخرى التى تزيد من سوء الفهم وتبعد المسافات بين اى اثنين، فنحن نرسل رسائل قد تقرأ بطريقة خاطئة وبالتالى يتم فهمها أيضا بطريقة خاطئة، فكم من علاقات انتهت قبل أن تبدأ بسبب ذلك؟!
عضو مجلس النواب
.المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس النواب مسافة السكة شبكات المحمول وسائل التواصل الاجتماعي وسائل التواصل الاجتماعى
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية فلسطينية: استثمار وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة للإعلاميين ومطلب أكاديمي مهم في الجامعات
أوصت دراسة إعلامية فلسطينية حديثة بأهمية استثمار وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة رئيسية لنشر القضية الفلسطينية على نطاق كبير للوصول إلى جمهور واسع، مشددة على ضرورة مواكبة الإعلاميين الفلسطينيين للتطورات التقنية والتكنولوجية لتعزيز دورهم في إيصال الرسائل الإعلامية بفعالية أكبر.
جاءت هذه التوصية ضمن توصيات متعددة لدراسةٍ أنجزها الباحث الفلسطيني الصحفي إسماعيل الثوابتة الذي يعمل مديراً عاماً للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ضمن رسالته لنيل درجة الدكتوراه في الصحافة والإعلام، حملت عنوان: "مدى اعتماد الإعلاميين الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول للجمهور". وأظهرت الدراسة حاجة ماسة إلى تسخير هذه الوسائل المهمة لإبراز الرواية الفلسطينية ومجابهة حملات التضليل والحظر التي تستهدف المحتوى الفلسطيني.
وسلطت الدراسة الضوء على مجموعة من التوصيات المهمة، أبرزها، تعزيز الوعي الأكاديمي بوسائل التواصل الاجتماعي حيث دعت الدراسة وزارة التربية والتعليم العالي والجامعات الفلسطينية إلى تطوير المناهج التعليمية المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتضمينها في مختلف التخصصات لضمان فهم أعمق للمنصات الرقمية وتوظيفها بفعالية لخدمة القضية الفلسطينية.
كما أوصت الدراسة الإعلاميين الفلسطينيين بالالتحاق بالبرامج الأكاديمية والتخصصية الجامعية في الصحافة والإعلام والاتصال، لإثراء خبراتهم بصبغة علمية تضيف بُعداً عملياً وواقعياً لعملهم.
كما وحثت الدراسة الصحفيين على اتخاذ تدابير ذكية لتجنب الحظر أو الحجب الذي تمارسه منصات التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني، مع دراسة سياسات هذه المنصات واستثمار التكنولوجيا الحديثة لدعم عملهم الإعلامي.
وأظهرت الدراسة أن الجمهور الفلسطيني يستهلك وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، إلا أن العديد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية لا تزال تتردد في الاستثمار الكامل في هذه الوسائل، مما يحد من وصولها إلى جمهور أوسع.
اعتمد الباحث الثوابتة على المنهج الوصفي في دراسته العلمية، مستخدماً أدوات متعددة منها الاستبانة، والمقابلات، والملاحظة الميدانية. وشارك في الدراسة 189 إعلامياً معتمداً لدى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حيث تم تحليل البيانات باستخدام برنامج (SPSS) الإحصائي، ما منح الدراسة مصداقية علمية وأهمية إضافية في فهم الواقع الإعلامي الفلسطيني.
تُعد هذه الدراسة واحدة من الدراسات القليلة التي تركز على الاستخدام الاستراتيجي لوسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام الفلسطيني. وتبرز أهميتها في توجيه الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية والجامعات الفلسطينية نحو ضرورة استثمار أمثل لهذه الوسائل، بما يعزز من وصول الرسالة الإعلامية الفلسطينية إلى الجمهور العالمي، ويدعم حق الشعب الفلسطيني في إيصال صوته وحقيقته للعالم.
المصدر : وكالة سوا