وفاة طفلين ومسن خلال 24 ساعة.. الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية ترتفع في غزة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن معدلات الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية والجفاف ترتفع بشكل مخيف في شمالي قطاع غزة، مع استمرار ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية على مدار خمسة أشهر، وفشل المجتمع الدولي بالضغط عليها لوقف الجريمة المستمرة وإيجادوضمان تنفيذ آليات فعالة لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة الفلسطينيين في القطاع.
وأشار المرصد الأورومتوسطي في بيان له أن فريقه الميداني فيمدينة غزة وشمالي القطاع بات يوثق بشكل شبه يومي حالات وفاة سواء في المستشفيات أو داخل مراكز النزوح وما تبقى من منازل، جراء المجاعة التي تفشت في المنطقة، وأن أعداد الوفيات تسجل ارتفاعًا كبيرًا في صفوف الأطفال والمسنين.
وأضاف أن الحصيلة الرسمية المعلنة من وزارة الصحة بسبب الجوع وسوء التغذية وصلت إلى 20 حالة وفاة حتى مساء الأربعاء 6 آذار/مارس، إلا أن هذا العدد لا يمثل سوى جزءًا من العدد الفعلي، كونهيشمل فقط عدد حالات الوفاة داخل مراكز الاستشفاء التي تعمل بشكل جزئي ودون مقومات حقيقية، والتي يصعب الوصول إليها بسبب تدمير الطرق ونقص الوقود الذي يعيق عمل الإسعافات ووسائل النقل الأخرى.
وقال الأورومتوسطي إن فريقه وثق مساء أمس الأربعاء وفاة الطفل"أحمد وائل أهل" (3 أعوام) نتيجة الجوع والجفاف في ظل المجاعة الآخذة بالانتشار في شمالي قطاع غزة، وطفل آخر يبلغ من العمر 15 عامًا في مجمع "الشفاء" الطبي، ومسن (72 عامًا) في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، نتيجة سوء التغذية والجفاف.
ويحذر الأورومتوسطي أن حياة مئات الآلاف من السكان باتتتواجه خطرًا حقيقيًّا ومحدقًا بالموت بسبب الجوع والجفاف، بمن في ذلك الآلاف من الأطفال، ومنهم مرضى ومواليد جدد، إضافة إلى المرضى من كبار السن والنساء، نتيجة تداعيات أزمة المجاعة المتفشية بفعل استمرار إسرائيل في فرض حصار شامل غير قانوني على قطاع غزة، وعرقلة دخول وإيصال المساعدات الإنسانية على نحو متواصل، وبخاصة إلى شمالي قطاع غزة.
وأوضح الأورومتوسطي أن الوضع المأساوي الحقيقي هو داخل ما تبقى من أحياء مدمرة، حيث يعيش عشرات آلاف من السكان في ظروف قاسية جدًا، بعد أن بلغت مستويات المجاعة حدًا غير مسبوق، وبات الأهالي يخاطرون بحياتهم للوصول إلى الحواجز الإسرائيلية التي تصلها شاحنات المساعدات، وهناك يتعرضون للاستهداف المباشر والمتعمد من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، أو يخاطرون بالتوجه للأراضي الزراعية في المناطق الحدودية الخطرةللحصول على بعض ما تبقى من مزروعات.
ويشير المرصد الأورومتوسطي في هذا الصدد إلى ما صرّحت به المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "أديل خضر"، في 3 آذار/مارس، أن وفيات الأطفال "المأساوية والمروعة" في غزة تتكشف على الرغم من أنها "من صنع الإنسان، ويمكن التنبؤ بها، ويمكن منعها بالكامل."
ويؤيد الأورومتوسطي تأكيد "خضر" أن "حياة الآلاف من الأطفال والرضع تعتمد على الإجراءات العاجلة التي يتم اتخاذها الآن" لمنع حدوث مجاعة، "ولهذا نحن بحاجة إلى نقاط دخول متعددة يمكن الاعتماد عليها لتسمح لنا بإدخال المساعدات من جميع المعابر الممكنة، بما في ذلك إلى شمال غزة، وضمانات أمنية ومرور دون عوائق لتوزيع المساعدات على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة، دون منع أو تأخير أو عراقيل للوصول."
ويشير الأورومتوسطي إلى أن حالة التجويع التي وصلت إلى حد المجاعة وسوء التغذية الحاد، وارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع والجفاف، وبخاصة بين الأطفال والأطفال الرضع، دفعت جمهورية جنوب إفريقيا إلى تقديم طلب عاجل إلى محكمة العدل الدولية يوم أمس الأربعاء، تطالب من خلاله المحكمة باتخاذ تدابير جديدة وتعزيز تدابيرها السابقة لمنع المجاعة في قطاع غزة التي تشهد جريمة الإبادة الجماعية منذ خمسة أشهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطي معدلات الوفيات الجوع وسوء التغذية قطاع غزة إسرائيل الفلسطينيين وسوء التغذیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةمنذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، أصبح الأطفال الضحايا الأبرز لصراع مسلح لا يرحم، إذ يواجهون مزيجاً مميتاً من الجوع، والمرض، والعنف، والنزوح.
وكانت نقابة الأطباء السودانيين قد كشفت عن وفاة أكثر من 45 ألف طفل بسبب سوء التغذية، بينما تُسجَّل وفاة طفل أو طفلين كل ساعة في مخيمات النزوح، مثل «زمزم وكلمة» في دارفور، و«أدري» في تشاد، والتي أصبحت ملاذاً لأكثر من 600 ألف لاجئ سوداني.
وبعيداً عن الأرقام التي لا تروي سوى جزء من المأساة، يعيش الأطفال في السودان تجربة قاسية، وسط انهيار شبه كامل للبنية الصحية والتعليمية، وغياب شبه تام للمساعدات الإنسانية في مناطق واسعة من البلاد، خاصة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
وتشير تقارير المنظمات الدولية والأممية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ أزمات الطفولة في العالم، حيث يعاني أكثر من 3 ملايين طفل، تحت سن الخامسة، سوء التغذية، بينهم 700 ألف معرضون للموت الفوري إذا لم يتلقوا تدخلاً عاجلاً.
ولا تقتصر الأزمة على نقص الغذاء، بل تشمل غياب مياه الشرب النقية، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة في الظروف الطبيعية، مثل الحصبة والملاريا والإسهال الحاد، كما يعاني الأطفال من انقطاع تام في برامج التطعيم الدورية، وتدمير واسع للمراكز الصحية والمستشفيات.
وكان وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، قد أوضح أن 15% من الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع يعانون سوء تغذية حاد، وهو ما يتجاوز الحد الذي يستدعي تدخلاً طبياً فورياً المحدد بـ 6%.
لكن الواقع على الأرض يُعد أكثر تعقيداً مما تظهره بعض التقديرات، إذ إن القيود المفروضة على حركة منظمات الإغاثة تعرقل وصول الدعم إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
وأكد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة، عبدالقادر الأمين أبو، أن 87% من أطفال السودان يعيشون تحت خط الفقر، وغالبيتهم لم يتلقوا أي نوع من الدعم الطارئ منذ بداية الحرب.
وتُعاني فتيات السودان مخاطر مضاعفة، تتراوح بين الزواج القسري، والاعتداءات الجنسية، والاستغلال في مناطق النزوح، حيث أفادت تقارير حقوقية بأن آلاف الفتيات تم تزويجهن قسراً في سن مبكرة، إما بدافع الحماية أو نتيجة الفقر المدقع، في ظل غياب شبه كامل لأي آليات حماية.
أوضح القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، أن الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب، في أبريل 2023، تُعد وصمة عار على جبين الإنسانية، وتُنذر بتدمير جيل كامل، مشيراً إلى أن الانتهاكات تشمل التجنيد القسري، والقتل العمد، وترك الأطفال يواجهون المجاعة، وغيرها من الاعتداءات التي تُمارس ضد الأطفال من دون رادع.
وذكر عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها، يجندون الأطفال قسراً ويحولونهم إلى وقود لحرب عبثية، في انتهاك صريح لكل القوانين الدولية.
وأفاد بأن تقارير عدة صادرة عن «اليونيسف» وثقت مقتل وإصابة آلاف الأطفال، بينما كشفت مشاهد مصورة عن جرائم مروعة، مثل حرق أطفال أحياء في ولاية الجزيرة، وتحديداً في ود مدني، خلال العام الماضي، من قبل قوات متحالفة مع القوات المسلحة السودانية، كانت قد استهدفت قرية «كمبو» المكتظة بالسكان.
من جانبه، قال مصعب يوسف، المحلل السياسي، إن المجاعة تهدد 14 مليون طفل سوداني، ما يفاقم حجم الكارثة الإنسانية، حيث يُترك الأطفال يتضورون جوعاً، وسط الحصار وغياب المواد الغذائية، بينما تتسبب ظروف النزوح في تعريضهم لمزيد من المخاطر، بما في ذلك العنف والمرض والإهمال.
وأضاف يوسف لـ«الاتحاد» أن الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال السودان ترقى إلى مستوى «جرائم الحرب».