عقبات في طريق بايدن وترامب إلى البيت الأبيض
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
سرايا - حقق كل من جو بايدن ودونالد ترامب انتصارات حاسمة يوم الثلاثاء الكبير، ليصبح تكرار مواجهة العام 2020 أمرا محسوما على ما يبدو، إلا أن النجاحات التي حققاها في الانتخابات التمهيدية تخفي مشاكل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على السباق للوصول إلى البيت الأبيض.
انعكست المخاوف المرتبطة بسن بايدن والغضب حيال طريقة تعامله مع الحرب بين إسرائيل وحماس على الاحتفالات بالانتصارات الكبيرة التي حققها، بينما يواجه ترامب شكوكا بشأن قدرته على توحيد صفوف حزب مفكك إلى حد لا مثيل له في التاريخ الحديث نتيجة انتقاداته المستمرة للمؤسسة الجمهورية.
في الأثناء، برز المرشحون من المنتمين إلى أحزاب ثالثة والمستقلين كعامل يحتمل بأن يكون حاسما إذ يبدو أن الناخبين الذين باتوا يفضلون الابتعاد عن المرشحين المتصدرين باتوا أكثر انفتاحا من أي وقت مضى تجاه شخصيات غير متوقعة يمكن أن تقلب النتيجة.
وإن كانت الانتخابات التمهيدية التي جرت حتى اللحظة أظهرت أي شيء، فهو أن الحزب الجمهوري ليس موحدا خلف مرشحه المفترض.
ظهرت مقاومة ملموسة لترامب في أوساط الناخبين المعتدلين في الضواحي في كل ولاية تقريبا جرت فيها الانتخابات الرئاسية التمهيدية.
وأوضح قرابة ثلثي إلى ثلاثة أرباع الأشخاص الذين صوّتوا لمنافسته نيكي هايلي في كارولاينا الشمالية وأيوا ونيوهامبشر في الاستطلاعات التي أجريت بعدما أدلوا بأصواتهم، أنه لا يمكن لترامب أن يعتمد على أصواتهم.
وكتبت أليسا فرح غريفن مديرة العلاقات العامة في البيت الأبيض في عهد ترامب، في مقال في "دايلي بيست" الأربعاء أن "سباق هايلي الوهمي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري كشف موقف ترامب المعيب والأضعف في الحزب الجمهوري، بل بشكل أوسع في أوساط الناخبين الأميركيين".
"ناقوس خطر"
وعقّدت القضايا التي يواجهها ترامب في المحاكم (91 تهمة جنائية في أربعة اختصاصات قضائية مختلفة) طريقه للوصول إلى الرئاسة، إذ استبعد ناخب جمهوري على الأقل من كل ثلاثة شاركوا في الاقتراع التمهيدي دعم شخصية مدانة بجريمة جنائية.
وأفاد ترامب في منصات التواصل الاجتماعي الاثنين بأنه يرغب في توحيد الجمهوريين لكنه تباهي بـ"انتصاره" على هايلي واتهمها بتلقي الدعم من الديمقراطيين المنتمين إلى "اليسار المتطرف".
في الأثناء، تسود مخاوف في معسكر بايدن أيضا وإن اختلفت الأسباب.
وكشف استطلاع مؤخرا لنيويورك تايمز/سيينا كوليدج بأن غالبية الأشخاص الذين انتخبوا الرئيس البالغ 81 عاما في 2020 يعتقدون بأنه "كبير جدا في السن ليكون فعالا".
وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري كولين ريد لشبكة "سكاي نيوز" "إذا كنت ضمن فريق بايدن حاليا، فإن ناقوس الخطر هذا يدق ويدق بقوة".
ورغم عدم وجود الكثير الذي يمكنه فعله بشأن سنه، يشكّل الحراك الاحتجاجي في صفوف الديموقراطيين حيال الحرب في غزة عقبة أخرى في طريقه.
وفي ميشيغان التي فاز فيها بايدن عام 2020 بعدما صوّت أغلبية ناخبيها لترامب في 2016، كتب أكثر من 100 ألف ناخب ديمقراطي "غير ملتزم" على بطاقات الاقتراع في انتخابات شباط/فبراير التمهيدية. وبلغت أعداد البطاقات التي حملت العبارة ذاتها بما بين 45 و88 ألفا في ولايات عدة يوم الثلاثاء الكبير.
وقال مؤسس حركة "تخلوا عن بايدن" (Abandon Biden) حسن عبد السلام لفرانس برس "هذه أرقام لا تصدّق"، مضيفا أنه يرى دعما من الأميركيين اليهود والأفارقة إضافة إلى اللاتينيين والناخبين الشباب.
لكن أنصار بايدن يشيرون إلى أرقام مشابهة في بعض تلك الولايات عندما سعى باراك أوباما إلى الفوز بولاية جديدة في 2012.
لكنه سيناريو تفضّل حملة بايدن عدم الاضطرار لمواجهته في الانتخابات التي يتوقع بأن تحسمها بضع مئات آلاف الأصوات في مجموعة صغيرة من الولايات المتأرجحة.
وقد يكون بإمكان بايدن وترامب السيطرة على الأصوات المتمرّدة في صفوفهما بحلول تشرين الثاني/نوفمبر، ما يتركهما أمام أكبر تهديد على الإطلاق: مرشحون من أحزاب ثالثة.
ولم ينتخب الأميركيون رئيسا مستقلا منذ جورج واشنطن لكن عدم رغبتهم بتكرار المواجهة بين بايدن وترامب تجعلهم أكثر انفتاحا من أي وقت مضى على فكرة شخصية ثالثة يمكن أن تغيّر النتيجة.
ويعد الأمر حساسا على وجه الخصوص بالنسبة للديموقراطيين إذ لم ينسوا بعد كيف وقفت جيل ستاين من حزب الخضر في طريق هيلاري كلينتون عام 2016.
يعتقد بعض المحللين أن روبرت إف. كينيدي جونيور، ابن شقيق جون كينيدي، يمكن أن يحوّل انتخابات 2024 إلى سباق بين ثلاثة مرشحين، مؤكدين لمن يشككون بالأمر بأن العديد من الخبراء استبعدوا تماما وصول ترامب إلى الرئاسة في 2016.
وقال المستشار السياسي كيث ناهيغيان المخضرم في العديد من الحملات الانتخابية والذي كان مسؤولا في البيت الأبيض في عهد جورج بوش الأب "روبرت إف كينيدي سيمثّل مشكلة لترامب وبايدن لأنه يسمح للناس بسلك مسار آخر".
وأضاف "يعود الأمر إلى الحملتين في إبقاء الناس ضمن مساريهما".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: البیت الأبیض ترامب فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
روسيا تلمح إلى إمكانية إجراء تجارب نووية بعد رجوع ترامب إلى البيت الأبيض
حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أن روسيا تدرس مجموعة من الخطوات المحتملة في مجال التجارب النووية بسبب الموقف المتشدد الذي يتبناه ترامب حيال هذه القضية.
وقال ريابكوف، الذي يشرف على ملف الحد من انتشار الأسلحة في روسيا، في تصريحات نقلتها صحيفة كوميرسانت الجمعة، إن ترامب اتخذ موقفًا متشددًا تجاه معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية خلال فترة ولايته الأولى.
وأضاف ريابكوف للصحيفة "الوضع الدولي صعب للغاية في الوقت الحالي، والسياسة الأمريكية في جوانبها المختلفة عدائية للغاية تجاهنا اليوم".
وتابع "لذا لا توجد استثناءات فيما يتعلق بتحديد أفعالنا بما يصب في مصلحة أمن البلاد إلى جانب التدابير والإجراءات التي يمكن أن نتخذها لتحقيق ذلك".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في عام 2020 أن إدارة ترامب ناقشت، خلال فترة ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، إمكانية إجراء أول تجربة نووية منذ عام 1992.
ولم تجر روسيا أي تجربة نووية في الفترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.
وكانت آخر تجربة نووية أجراها الاتحاد السوفييتي في عام 1990. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستدرس إجراء تجربة نووية إذا أقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وافق بوتين، على التحديث الجديد للعقيدة النووية الروسية، مشير إلى أن موسكو قد تفكر في استخدام أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية، وذلك في ظل تصاعد المواجهات في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن العقيدة النووية المحدثة تهدف إلى جعل الأعداء المحتملين يدركون أن الرد على أي هجوم ضد روسيا أو حلفائها سيكون أمرا حتميا.
وأضاف بيسكوف أن أي هجوم على روسيا من قبل دولة غير نووية بمشاركة دولة نووية سيتم اعتباره هجوما مشتركا، وفقا لـ"رويترز".
من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالتغيير الذي أعلنته روسيا في عقيدتها النووية ولا تعتزم تعديل وضعها النووي ردا على ذلك.
وأضاف المتحدث في بيان "مثلما قلنا هذا الشهر، لم نفاجأ بإعلان روسيا أنها ستحدث عقيدتها النووية، فقد أشارت روسيا إلى اعتزامها ذلك منذ عدة أسابيع... نفس الخطاب غير المسؤول من روسيا".
من جهتها، لفتت وكالة الأنباء "تاس" الروسية إلى أن "المبدأ الأساسي للعقيدة هو أن استخدام الأسلحة النووية هو إجراء أخير لحماية سيادة البلاد".
وأشارت الوكالة إلى أن ظهور تهديدات ومخاطر عسكرية جديدة دفع روسيا إلى توضيح شروط استخدام الأسلحة النووية، لافتة إلى أن العقيدة المحدثة "تعمل على توسيع نطاق البلدان والتحالفات العسكرية الخاضعة للردع النووي، فضلا عن قائمة التهديدات العسكرية التي تم تصميم هذا الردع لمواجهتها".
بالإضافة إلى ذلك، تنص العقيدة المحدثة على أن "روسيا ستنظر الآن إلى أي هجوم من قبل دولة غير نووية مدعومة بقوة نووية على أنه هجوم مشترك"، وفقا لـ"تاس".
كما تنص العقيدة المعدلة على "احتفاظ موسكو بالحق في النظر في الرد النووي على هجوم بالأسلحة التقليدية يهدد سيادتها".