شهدت مدينة جدة السعودية افتتاح أول جامع في العالم يبنى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تُعد من أحدث تقنيات الجيل الرابع في البناء، على مساحة تقدر بـ5 آلاف و600 متر مربع.

وبحسب صحف محلية سعودية، فإن مسجد العزيز شربتلي الذي بني ضمن مشروع "الجوهرة" بمحافظة جدة، افتتح أمس الأربعاء السادس من مارس/آذار 2024 بعد 6 أشهر من انطلاق عملية البناء.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4جهاز من جنرال إلكتريك لإنقاذ الجنود الأميركيين من العطشlist 2 of 4بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.. شركة إيطالية ناشئة للسيارات الكهربائية تقدم سيارة صغيرة للمدنlist 3 of 4كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا الحديثة في إعادة بناء المدن التي دمرتها الحروب؟list 4 of 4باستخدام الذكاء الاصطناعي.. مفاصل أصابع بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعادend of list

وتم بناء المسجد باستخدام 4 طابعات تعمل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأشرفت على إنشائه شركة "جوانلي" الصينية الرائدة في تصنيع الطابعات الثلاثية على مستوى العالم.

وكانت دبي أعلنت عزمها بناء مسجد بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مساحة 185 مترا مربعا، ويتسع لـ600 مصل، على أن ينتهي العمل به في الربع الأول من عام 2025.

وعلى مستوى السعودية، سبق مسجد العزيز شربتلي تشييد "أرامكو" أول مبنى صناعي خرساني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في منطقة الحوية بمحافظة الطائف بمكة المكرمة في مارس/آذار 2023، والذي بلغ ارتفاعه 3.85 أمتار، ومساحته 63 مترا مربعا.

وتم الانتهاء من تشييد المبنى في وقت تسليم قياسي بسرعة طباعة بلغت 100 مليمتر في الثانية على طابعة ثابتة تستطيع الطباعة على مساحة أبعادها بطول 7 أمتار وعرض 4 أمتار وارتفاع 4 أمتار.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، أعلنت الرياض عن نجاح تجربة بناء أول منزل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، على أرض وزارة الإسكان غرب مطار الملك خالد الدولي بالرياض عن طريق شركة "سي واي بي إي" الهولندية.

وبالنسبة للبناء، فإن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد عبارة عن آلة ذات تحكم رقمي، تقوم بخلط مكونات المواد الأولية والإضافات الصناعية، وصبها لتشكيل الهيكل العام للمبنى أو أي من عناصره.

وتتم العملية بحسب المخططات والأبعاد التي تم إدخالها في البرامج الإلكترونية لهذه الطابعة، دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر أو استخدام القوالب أثناء عملية التشكيل، كما هو الحال في عملية صب الخرسانة التقليدية.

الطباعة ثلاثية الأبعاد.. ماذا تعني؟

يمكن تعريف الطباعة ثلاثية الأبعاد على أنها عملية تحويل نموذج أو تصميم رقمي إلى منتج مادي ملموس، عن طريق إضافة العديد من الطبقات المتعاقبة من المادة ودمجها وجعلها صلبة.

وظهر وصف الطباعة ثلاثية الأبعاد للمرة الأولى في قصة خيال علمي في الخمسينيات من القرن الماضي، وأصبحت حقيقة واقعة في الثمانينيات، وتحولت إلى تقنية شائعة في القرن الحالي بعد أن زادت الدقة، وتنوعت المواد المستخدمة.

وفي عام 1981 ظهرت أول براءة اختراع بارزة ترتبط بفكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد، وحملت عنوان "جهاز النماذج الأولية السريعة"، بينما صاغ تشاك هال مصطلح "الطباعة الحجرية المجسمة" عام 1984 من خلال تقدمه بطلب للحصول على براءة اختراع مُنحت له عام 1986.

وفي الثمانينيات، بلغ سعر الطابعة ثلاثية الأبعاد أكثر من 300 ألف دولار، لكن مع مرور الوقت، أصبحت الأسعار في متناول الشركات الصغيرة.

وبدأ استخدام هذا النوع من الطابعات في مجال الإنشاءات في عام 1995، أملا في الوصول إلى طريقة أسرع وأقل تكلفة للبناء. وفي 2015، تم إنشاء فيلا وبرج يدمجان مكونات مطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد، وكشفت إسبانيا عام 2016 عن جسر للمشاة مطبوع بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد بطول 12 مترا وعرض 1.75 متر.

وفي مايو/أيار 2023، أعلنت أوكرانيا عن بناء مدرسة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، باستخدام جهاز آلي بحجم 12 × 15 مترا يصب الخرسانة على شكل طبقات.

وقال رئيس المشروع يفجيني توبا "يختلف البناء هنا عن الطريقة التقليدية وخاصة في تركيبة المزيج ونسبة المكونات مختلفة تماما، الرمل والماء والإسمنت، وبإمكان هذا النوع من البناء إعادة استخدام بقايا المباني المدمرة نتيجة القصف، لإنتاج مواد الخام للبناء".

وفي عام 2021، شهدت بلدة ماسا لومباردا بإيطاليا، أول منزل مطبوع ثلاثي الأبعاد مصنوع من الطين يدعى "تكلا".

الطباعة ثلاثية الأبعاد.. حقيقة سريعة التطوير

ووفق خبراء، فقد تشكل الطباعة ثلاثية الأبعاد بالمواد الطبيعية تطورا مهما، إذ تعمل أوروبا على تحقيق هدفها المتمثل في الحياد المناخي بحلول عام 2050.

ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة للبيئة والوكالة الدولية للطاقة في عام 2020، فإن البناء والتشييد تقع عليهما المسؤولية فيما يخص 38% من جميع انبعاثات الكربون في العالم.

وبلغت قيمة منتجات وخدمات الطباعة الثلاثية الأبعاد في السوق العالمية عام 2020 نحو 12.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتضاعف حجم السوق 3 مرات تقريبا بين عامي 2020 و2026.

وأصبحت الطباعة الثلاثية الأبعاد الآن حقيقة واقعة سريعة التطوير، إذ يجري استخدامها في مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك صناعة الطيران وصناعة السيارات والقطاع الطبي والصناعة العسكرية وحتى في صناعة الأغذية.

وتمثل التكاليف المرتفعة للتقنية المشكلة الكبرى للمستخدمين العاديين، إذ إنها تمنع استخدامها بشكل أكبر، بالإضافة إلى أن الجودة المنخفضة للأجزاء المطبوعة تعد سببا رئيسيا آخر لعدم استخدامها بشكل أوسع في الوقت الحالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بتقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد تقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد فی عام

إقرأ أيضاً:

جامع براثا: صرخة إرث يتهاوى في قلب بغداد.

7 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: يطل جامع براثا من قلب بغداد كشاهد صامت على تاريخ عريق يمتد لقرون، لكنه اليوم يئن تحت وطأة الإهمال الذي بات يهدد وجوده كصرح ديني وتاريخي.

يقع هذا المسجد في منطقة العطيفية بجانب الكرخ، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مركز العاصمة، ويحمل في طياته مقام الإمام علي بن أبي طالب، مما يجعله محطة روحية لآلاف الزوار سنوياً. ورغم هذه الأهمية، تظل أبوابه مغلقة أمام يد الإعمار، فيما تتصاعد الأصوات المطالبة بإنقاذه من التدهور.
وأثارت عضو مجلس محافظة بغداد، سندس نصيف، في منشور لها على منصة “إكس”  قضية الإهمال الذي يعانيه الجامع، واصفة منظره بـ”المؤلم الذي يفطر القلب”. وأشارت إلى تقاعس الجهات الحكومية والعتبات المقدسة والوقف الشيعي عن تحمل مسؤولية ترميمه، رغم موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة.

وتساءلت نصيف بحرقة: “مَن سينفض الغبار عنه ويجعله بأجمل صورة؟”، في دعوة واضحة لتحرك عاجل يعيد للجامع رونقه.

ويمتلك جامع براثا تاريخاً غنياً يعود إلى ما قبل تأسيس بغداد العباسية، حيث كان في الأصل ديرًا نصرانيًا تحول إلى مسجد بعد زيارة الإمام علي له عقب معركة النهروان في القرن الأول الهجري. وتضم المنطقة اليوم مسجداً كبيراً بمئذنتين بُنيتا عام 1375 هـ، وبئرًا يُعرف بـ”بئر الإمام علي”، إلى جانب مقبرة قديمة ومكتبة تاريخية. لكن هذا الإرث يواجه خطر الاندثار بسبب غياب خطط ترميم شاملة، في وقت

وتشير تقارير محلية إلى أن مساحته الحالية تبلغ نحو 4000 متر مربع، بعد أن كانت أضعاف ذلك في الماضي.

ويتزامن هذا الواقع المؤسف مع تصاعد الاهتمام الشعبي بحال الجامع، حيث أظهرت منشورات استياءً واسعًا من تجاهل السلطات.

ويرى محللون أن إهمال مثل هذه المعالم  هو نتيجة لأولويات مضطربة لدى الجهات المعنية.

وتكشف هذه الأزمة عن فجوة بين القيمة الرمزية للجامع وواقع الإدارة المحلية، حيث يمكن أن يشكل ترميمه فرصة لتعزيز السياحة الدينية، التي جذبت أكثر من 6 ملايين زائر إلى النجف في 2024 وفق إحصاءات رسمية.

ويؤكد خبراء أن استثماراً بسيطاً سوف يحول براثا إلى نقطة جذب مماثلة، لكن ذلك يتطلب رؤية وإرادة سياسية غائبة حتى الآن.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حي شمال الغردقة ينفذ إزالة فورية لمخالفة بناء بدون ترخيص بشارع المصالح
  • بأكثر من 36 ألف زائر.. ختام معرض "في محبة خالد الفيصل" بجدة
  • مسجد الحسن الثاني: معلمة دينية وثقافية شامخة في قلب الدار البيضاء
  • سلسلة realme 14 Pro.. تتميز بأول كاميرا ثلاثية العدسات من سوني الرائدة في العالم
  • رفع أكثر من 138 ألف متر مكعب من المخلفات بجدة خلال فبراير 
  • وزير الصحة الدكتور مصعب العلي في كلمة خلال مؤتمر تعافي حمص: نعمل على إعادة بناء النظام الصحي المدمر والمليء بالفساد والمحسوبيات عبر خطوات بدأناها بإعادة تأهيل وترميم ما دمر من المشافي والمراكز الصحية على مستوى البناء والكوادر والأجهزة الطبية ودعم الرعاية
  • “فوق السحاب”.. الصين تكمل بناء الهيكل الفولاذي لأعلى جسر معلق في العالم – صورة
  • تعزيز الرقابة.. مصادرة أكثر من 4 أطنان من الخضروات والفواكه بجدة
  • جامع براثا: صرخة إرث يتهاوى في قلب بغداد.
  • هطول أمطار في 8 مناطق وتيماء الأعلى كمية