أثير – مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
تمّ المربد الشعري بالبصرة في دورته 35 ..وسافر السرب كلّ طائر إلى وجهته، بعد أن تقاسم الجميع الشعر والمصافحة والضحك والسهر وخاصة القلق على الجرح النازف فلسطين، خاصة أنّها نزلت ضيفا مبجّلا على المهرجان، وبعد أن كان قد أكد المستشار الثقافي لرئيس الوزراء العراقي عضو اللجنة العليا لمهرجان المربد بدورته الخامسة والثلاثين، الشاعر عارف الساعدي أنّالسوداني وجّه أن تكون دولة فلسطين ضيف شرف المهرجان، وذلك لبيان وتثبيت الموقف العراقي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقد التمسنا من بعض شعراء الدورة 35 أن يقتطفوا من حدائقهم مقاطع كُتبت عن غزّة وفلسطين، وكانت الاستجابة فورية من قِبلهم، وأوّل من نفتتح به الغناء المرّ الصديق الشاعر الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني الذي لبّى النداء:
“غزَّةُ الإلياذةُ الكبرى
إلياذةُ الدَّمِ والرمادْ
وكتابُ ملحمةٍ تدوِّنهُ الصواعقْ
سطرُ الدمِ القاني .
وجاء دور عماد جبار الشاعر العراقي ..فأدلى بدلوه ..بكلّ حزن ومقاومة وأمل:
“حارس غزة
أنا لن أصدق جرحَهُ
دمه الغزير على الحجارةِ
كلَّ من قالوا لنا
قد مات حمزة
هو يحفر الأنفاقَ
يلعق جرحه كالذئبِ
يحرس في ظلام الكون غزّة
يمضي بها أعلى
ويملأ سورَها
ودروبَها
وبيوتها الظلماء عِزّة”
وهذا ما باح به الشاعر العُماني عبد الله العريمي من شجن طافح لتقتيل الأطفال، يدين في مقطع شعري ما اقترفه العرب وما لم يفعلوه ..:
“ماذا يقولُ لكَ البحرُ؟
كلَّ الذي يتلألأ في جسمها الغضِّ
يطفئهُ قمرٌ في سماءِ العربْ
الشموسُ التي لا تزالُ على فمها الطفلِ،
نسجُ الورود على صدرها
ستدفنُ يوماً بأرضِ العربْ
وكلُّ الذي لا يُرى من مفاتن أزهارها
سَيُسرقُ يوماً بأيدي العربْ
في نيتي أن أعيدَ الفتاةَ بمريولها المدرسيِّ
ولكنها احتشدت بالبكاءِ
ونامت.. لئلا تراها عيونُ العربْ”
ومن سوريا قابلنا الشاعرة ريم البياتي ..فجادت علينا بهذه الأبيات الغاضبة المعبّرة عن سخط بالغ لدى الشعراء والناس جميعا:
“هاتِ المَراود وارحل أيها القمرُ
وأخبر القُدس َفالأكفانُ تنتظرُ
هاتِ الجميلةَ مهلاً كي أودعها
طالَ الطريقُ وقلبُ الصَبِّ يستعرُ
ومَررِ الكُحلَ رِفقاً فوقَ مُقلتِها
ولن تفارق حتى ينجلي البصرُ
كلُ المكاحل يزهو كُحْلُها غَنَجاً
إلا السَبية إنَّ الكحل يجْتَمِر
…….
تلك القصائدُ عصماءٌ نُرددها
إنَّ الأعاربَ بالأشعارِ تنتصرُ
قد أفصحوا القولَ قولاً لا تجادلُه
وأنكروهُ فما قاموا ولا شَعَروا
إن المنابرَ ساحٌ باتَ… ملعبنا
سيفُ الخَطابة في أعقابهِ الظَفَرُ
…….
يا أمة العُرْبِ نامي لا يفرقنا
إذا غفونا عليٌ كانَ أو عمر
فقد أزحنا حَمولا عن كواهِلنا
ومات فينا ضميرٌ كانَ يحتضرُ
يا أمة العُرب فلترموا فواصِلكم
ولْتَسْتريحوا..فلا عادوا ولا عبروا”
كما ساهم الشاعر الأردني الكبير راشد عيسى بهذه القصيدة القصيرة ” الفينيق الفلسطيني “حبّا في أهالي غزة ونصرة لهم ..:
“قَويون اكثر مما يريد الرغيف
جَميلون في حزننا كصغار الذئاب
صبورون صبر فراخ الصقور على نزق العاصفةْ
وإذ ما تعثر حلم لنا برصاص الغزاة
تيقّظ فِينيقنا من رماد الظلام
وأمسك كنعاننا سرة الأرض حتى تفيء الى رشدها
وتبرأ من حقدها
فلا وقت نصرفه في العتاب كأنا محبون حتى إلى كارهينا
ولسنا نؤمل من غابة خردلةْ
فنحن جديدون لا تتساقط اوراقنا في الخريف
ونقدر أن نمنح الموت فرصته كي يتوب
وكي يستحي من تدخله في شؤون كراماتنا
فقد حان أن يتنحى قليلا
ويحترف الصمت
حين يرى دمعة الطفل تصنع من ملحها قنبلةْ
وتطلع من دمه ألف شمس وتنبت في قبره سنبلةْ ”
ثمّة شاعر عراقي في مقتبل العمر أهداني كتبه ( سأكتب عنه فهو مذهل ) وسلّمني هذه القصيدة النثرية لأضمّها لهذا الملف أمّا اسمه فهو اسماعيل الحسيني :
” من العجب،
أنّ غادةَ طفلةٌ في غزة
لم تسمع النشيدَ الوطنيَّ
ولا أغاني “مارسيل خليفة”
ليس لديها غيرُ دميةٍ
مكوّكة للغناء،
عندما رأتِ الأمّهاتِ يدفعْنَ الأولاد
إلى التضحيةِ،
دفعتْ بالدميةِ
لكنّها قبلَ أنْ تعبرَ الشرَكَ
عبرتْ هي الحياةَ
تُرى مَنْ يجرؤ على دفْنِ غادة
وفي يدِها دميةٌ تغني وترقص؟”
وقبل أن نختم وخير ما نستهلّ به هذا الخروج من الشجن القاتل ومشتقات الوجع اليومي، صوت الشاعر الأردني صلاح أبو لاوي وهو يتغنّى بـ”المقاوم” ..فاستمعوا إليه: ”هو يأكل مثلي ويشرب مثلي ويتعب مثلي ويرتاح مثلي وينهض مثلي ومثلي ينامْ فلماذا أنا خانعٌ خاضعٌ مائعٌ ظامئٌ وهو أعلى من النجمِ من قطرة يرتوي لو سقاه الغمامْ ولماذا خطايَ وراءٌ تقيلُ المقامْ وهو يحملُ هذا الفضاء وحيداً ويمضي به مسرعاً للأمامْ؟؟؟؟؟ ولماذا أنا مظلمٌ لا بداية لي أو ختامْ وهو بدرٌ تمامْ فعليه السلامُ عليه السلامُ عليه السلامْ”
أمّا أنا بوصفي ممثلا لتونس في الدورة 35 للمربد الشعري بالبصرة، فقد كتبت قديما مقطعا حزينا وطافحا بإنسانية الإنسان، وأقتطفه لكم يا سادتي لقراء على أمل اللقاء بكم في مربد آخر وفي فرصة أخرى: ”طافح بالتردّد طفل عدوّي تخطّى سياج عدوّي ليقطف نرجسة من بلادي أهمّ به فيموء وأرفع عنه يديّ وأهرب منه ومنّي لأبكي صغيري الذي ذبحته الحضارة بين يديَّ”
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس
إقرأ أيضاً:
القصيدةُ إذ تتوهّجُ؛
القصيدةُ إذ تتوهّجُ؛
بعمارةِ اللفظِ والتركيبِ والدلالة
زياد مبارك | كاتب وناشر سوداني
.
.
1️⃣
✨ أجملُ ما في الشِّعر أنه كلما نهلنا من أحدِ منابعه الشعريِّة العذبة؛ قادنا ذلك إلى اليقين بأن من الشِّعر ما لم نقرأه بعد، ولا ينقادُ متذوِّق الشِّعر إلى هذا اليقينِ إلَّا إن تلقَّى رَسن ذائقته شاعرٌ لديه ذا المنهل والاقتدار على التحليقِ باللغة، لتضحى القصائدُ قلائدَ من البيان، لا تلك القصائد المنظومة التي في طوق كل شاعرٍ رصف ألفاظها كما تُرصَف الطُّرقات بالحجارة، بل القصائد المتوهِّجة التي تصعقُ اللبِّ وتأخذ الانتباه من أذنيه، ثم تُقدَّم في معبدِها كمشات من الإعجاب والثناء بغير حساب.
2️⃣
✨ ومما يمثِّل العقيدة الحداثيِّة في شأن الشِّعر - وهي مما قال الشعراءُ السلفيون ودفوفُهم من النقَّاد بصُحبة الصاجات النحاسيِّة الرنَّانة من أصاغرهِم: "إنها تخرجُ من مِلَّة الشعر قولاً واحداً!" – ما قالته سوزان برنار عن اتحاد المتناقضات في قصيدة النثر لا في الشكل فحسب، وإنما في جوهرها كذلك: إذ هي فوضوية مدمرة وفنٌ منتظم. فهذا التباين الداخلي هو ما بُنيت عليه قصيدة النثر، وهو سرُّ حيويتها؛ رُفعت الأقلام وجفَّت الصُّحف!
✨ فالقصيدةُ لا تتوهجُ إلا بانزياحِ اللفظِ عن معناه، وتركيبِ الجملةِ عمَّا اعتدنا عليه وألِفته أذهاننا، والدلالةِ إلى دلالةٍ أخرى بعيدة الغور بابتكارها وجِدَّتها وفرادتها وغرابتها ومخالفتها لتوقعاتنا. والقصيدةُ تتوهجُ حين تُقفلُ بالنهايات المدهِشة الصاعقة مثل مسَّةٍ كهربية. والقصيدة تتوهجُ حين يتنامى نصُّها أو مقاطعها إلى ذروةٍ تضعنا في دوَّامة من التأمل اللذيذ في كنه المعاني وأبعادها، والدلالاتِ ومراميها وأوجه مساقطها – إذا تعدَّدت أو انحصرتْ. والقصيدةُ تتوهجُ حين تُفرَكُ بالاستعارات والمجازات الذهنية؛ فيمتدُ أُفق القصيدةِ آفاقاً باتساع الاستعارة، بل تستعيرُ القصيدة أجنحة الطيورِ وتحلِّقُ في سماء اللغة باجتراحِ الشاعر الفنَّان. والقصيدةُ تتوهجُ حين، وحين، وحين... إلخ من الأحيان الشعريِّة الأخَّاذة ذات الألق والاِقمار.
3️⃣
✨ في ديوان الشاعر السوداني عبد المنعم عوض عبد الرسول؛ عشرة قصائد لأشياء الحرب، وثلاث عشرة قصيدة لأشياء أخرى. كُتبتْ بصورةٍ مقطعيِّة، تتحدُّ مقاطعها اتحاداً موضوعيِّاً. وكذلك فالعشر قصائد عن الحرب كالحبَّاتِ المُرسلةِ في خيطِ المسبحة ليجمعَ تفرُّقَها، فتقرأ مقاطع القصائد العشرة جميعها في موضوعةٍ واحدة، ولكأنها قصيدةٌ طويلة، يُؤذَّن بها في سُرادق النَّوح. إنها حرب الخامس عشر من أبريل 2023، التي يومئ الشاعر عبد المنعم إيماءً بإيحائه كنايةً عنها؛ في قصيدة (وجه):
✒️
"مرَّت الحرب من أمام بيته الطيني،
وبيت جاره الخرساني،
توقفت بقرب شجرة الليمون
كان جده قد مات تحت ظلها بعد عمرٍ ناهز التسعين،
في أبريل".
✨ ونلحظ مزجَ الَّشعر بالسَّرد، باستلاف الحكائية لتنميِّة القصيدةِ بالتداخل الأجناسي، وتلك نزعة الشعر الحديث للتمرّد على القوالب المعهودة المألوفة المطروقة. ولكن الحكائية هاهنا غرائبية فلا نتوقف عندها في ذاتها بقدر ما توقفنا غرائبيتها ومفارقتها الساخرة الصارخة، المفارقة بين بيتي الطين والخرسانة، والحرب المؤنسنة المتجسِّدة المارّة لتتوقّف قرب شجرة الليمون، ولكن الإدهاش في قفلة المقطع بموت الجدِّ تحت ظلِّ الشجرة مناهزاً التسعين، ولكن أوان موته في أبريل! وهنا ندرك أن الأين "قرب شجرة الليمون" لم يكن إلا تمهيداً لمباغتة توقعنا بالأوان، أوان موت الجدِّ الموافق لحرب أبريل. إننا في سرادق النوحِ، إنه الرثاء!
4️⃣
✨ وإنَّ تشريحَ هذا الديوان ليغرقنا فيما يطول ويطول، وإنَّ اقتباسَ مقطعٍ أو مقاطع منه سيوقعنا بلا ريب في ظلم مقاطع الديوان الأُخر. فذا محض إغراء وتحريضٌ على قراءته ودعوة للكشف عليه وسبر ما تحت توهجه وبريقه من أسرار اللغة وسحر البيان. ولا ينبغي إغفال الإشارة إلى "الإشارات" التي صدَّر الشاعر عبد المنعم بها قصائده للحرب، حيث تمثِّل هذه الإشارات عتبات للقارئ. ومنها الإشارة في مدخل قصيدة (الخرطوم الثالثة، هرباً منها)، ونصُّها:
✒️
"إشارة إلى الحرب:
سأخرج إليكِ أيتها الريح المسمومة، فانتظريني خارج حدود المدينة."
✨ وابتداءً من العنوان، والعتبة الإشارية، ثمَّ فيما بقي من جسد القصيدة: نلحظ أن الشاعر اعتمد معجماً لفظيِّاً عزَّز من دلالة الهرب: (هرباً منها/ سأخرج/ خارج حدود المدينة). ثم يلتفتُ إلى الخروج في سياق آخر، لكأن الخروج كله مذموم في أي سياقٍ ورَدَ بما أن سياقات الحرب سواء، يقول:
✒️
"تفتحُ الأسلحةُ مخازنها الحديدية في الفضاء الطلق،
فتخرُج نسورُها الجارحة إلى هواء السكينة الخادعة،
لتنهش بمخالبها الوحشية أمن البيوت الوادعة".
✨ والخروج كالهروب مقرونان بالذهاب والغياب والاختفاء والاحتجاب... إلخ مما تنتظم ألفاظه في حقلٍ دلاليٍّ واحد، لنقرأ:
✒️
"تكوَّرت في الهواء المهشم رائحة البارود الخانقة، وعانقت الغيومُ المنتفخة طقسَ الهزيمة الشخصية المضطرب،
كرةٌ متدحرجة من كتلة اللهب،
لتنفجر في دوار الريح،
وتحتجب".
✨ إن الكرة من اللهب لتتدحرج لتنفجر في دوَّار الريح وتحتجب، وهكذا فليس بعد الهرب من الخرطوم إلَّا خروج النسور إلى هواء السكينة الخادعة، وتدحرُّج كرات اللهب في الريح لتحتجب... لتكون المحصِّلة في الذروة المضمرة في النصِّ، إنها هزيمتنا الشخصيِّة، ففي الحرب الكل مهزوم مهما أُريقتْ في الأجواف من كؤوس النصر.
5️⃣
✨ ثم يتواصل نثر الشاعر لألفاظ تأكيدية لمعنى الهرب ودلالاته واحتمالاته، فذا هو (الركض/ واللهاث/ والتعب)، يقول:
✒️
"الرائحة النحاسية التي تنبعث من جسد النهار،
مفعمةً باليأس من لوثة البنادق المتشاحنة، تلهث متعبة من الركض نحو قبرات الموت،
الذي يسرق جسد الروح من إزاره، والثمر من أشجاره، والماء من أنهاره."
✨ ويصل الشاعر بنا إلى ذروة البناء الشعري، إلى قمَّة القصيدة، إلى قفلتها المدهشة، بتنامٍ فريد لتراجيديا الحرب ورهقها ووطأتها الشعورية الثقيلة، ليصعقنا بمغادرة الآدمي لجسده المنهك من الحرب، إنها الروح المُظلِمة المُطفأة السَّراج بعاصفة الحرب. يتوضأ الآدمي بالدماء ثم يغادر جسده، وهكذا فالهرب والخروج ووو... ينتهي كل ذلك بمغادرة الجسد، إنها المناحة الأخيرة، إذ يحبس الآدمي أنفاسه الأخيرة، يتوضأ بالدماء، يغادر جسده! فالخروج إلى الريح المسمومة خارج حدود المدينة ينتهي بمغادرة الآدمي لجسده عن سابق قصد. يقول الشاعر في المقطع الأخير:
✒️
"يحبس الآدمي أنفاسه الأخيرة، ليتوضأ من دماء الحرب، ويغادر جسده المنهك.
ليصبح الوطن الشهيد؛
خيطَ دم.
وغصةً في الحلق."
6️⃣
✨ وفي قصائد الديوان الأخرى ثمَة فرحٍ وغناء، فبينما تنقص الحرب منّا؛ يضيفُ الغناء إلى الحياة رواءً ومسرَّة. أو كما يتقلَّب النهار والليل، بين شروق ومغيب. إنها المفارقة في الحياة ذاتها، فما اتحاد المتناقضات في الشَّعر -كما في قول مولاتنا سوزان بنت برنار - إلَّا فرع من مفارقات الحياة وتناقضاتها واحتمالاتها المتعاكسة في مرايانا. يقول الشاعر في قصيدة (لنْ يستطيعَ أحدٌ أن يغنِّي وحدَهُ):
✒️
"مرَّ أول المساء حافياً من أمامي
حاملاً مسرجه الشاحب بين يديه
ويركل حجارة الضوء في الطريق بقدميه
فتقع في مستنقع الظلمة وتضيء."
✨ لقد مرَّت الحرب من قبل في قصيدةٍ للحرب، ولكن أول المساء أيضاً يمرُّ ويركل حجارة الضوء فتقع في الظلمة، فتضئ!
✨ إنها المفارقة الألمعية بطول الديوان، وإن الشاعر الشاعر لقادرٌ على إدهاشنا وحسب، وإن تأملنا في الشِّعر لهو ما يقودنا إلى اليقين بأن هناك من الشِّعر ما لم نقرأه بعد.
masarebart2019@gmail.com