صحيفة أثير:
2025-02-14@03:45:49 GMT

فلسطين في عيون شعراء المربد

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

فلسطين في عيون شعراء المربد

أثير – مكتب أثير في تونس

إعداد: محمد الهادي الجزيري

تمّ المربد الشعري بالبصرة في دورته 35 ..وسافر السرب كلّ طائر إلى وجهته، بعد أن تقاسم الجميع الشعر والمصافحة والضحك والسهر وخاصة القلق على الجرح النازف فلسطين، خاصة أنّها نزلت ضيفا مبجّلا على المهرجان، وبعد أن كان قد أكد المستشار الثقافي لرئيس الوزراء العراقي عضو اللجنة العليا لمهرجان المربد بدورته الخامسة والثلاثين، الشاعر عارف الساعدي أنّالسوداني وجّه أن تكون دولة فلسطين ضيف شرف المهرجان، وذلك لبيان وتثبيت الموقف العراقي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقد التمسنا من بعض شعراء الدورة 35 أن يقتطفوا من حدائقهم مقاطع كُتبت عن غزّة وفلسطين، وكانت الاستجابة فورية من قِبلهم، وأوّل من نفتتح به الغناء المرّ الصديق الشاعر الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني الذي لبّى النداء:

“غزَّةُ الإلياذةُ الكبرى
إلياذةُ الدَّمِ والرمادْ 
وكتابُ ملحمةٍ تدوِّنهُ الصواعقْ
سطرُ الدمِ القاني .

. وقافيةُ البلادْ
البحرُ من وجعٍ وحنّاءٍ ونارْ
في كلِّ دارٍ رجْفَةٌ للموتْ
ولكلِّ بيتٍ حزنُهُ وبكاؤهُ الدامي وصرختُه الدمارْ
رملٌ من الشهداءِ تعجنُهُ القذائفُ والشواظْ
والموتُ هذا السارقُ الأبديُّ طوّافٌ على الأطفالِ
والأحلامِ واللُّعَبِ اليتيمة والنساءِ وكلِّ حيٍّ في الشوارعِ
والمشافي والكنائسِ والجوامعِ والمدارسْ
هيَ غزَّة الصّبرِ الرسوليِّ
الإرادةُ والشهادةُ
والبطولةُ في زمان الردِّةِ العمياءْ
تُعْلِي بيارقَ من دم الشهداءِ والجرحى وتكتبُ فجرَهَا :
نبقى ولنْ نرحلْ
دمُنا بريدُ الأرضِ للأحرارْ
للعالمِ الصامتْ
نبقى ولن نرحلْ
دمُنا بريدُ الأرضْ.”

وجاء دور عماد جبار الشاعر العراقي ..فأدلى بدلوه ..بكلّ حزن ومقاومة وأمل:
“حارس غزة
أنا لن أصدق جرحَهُ
دمه الغزير على الحجارةِ
كلَّ من قالوا لنا
قد مات حمزة
هو يحفر الأنفاقَ
يلعق جرحه كالذئبِ
يحرس في ظلام الكون غزّة
يمضي بها أعلى
ويملأ سورَها
ودروبَها
وبيوتها الظلماء عِزّة”

وهذا ما باح به الشاعر العُماني عبد الله العريمي من شجن طافح لتقتيل الأطفال، يدين في مقطع شعري ما اقترفه العرب وما لم يفعلوه ..:
“ماذا يقولُ لكَ البحرُ؟
كلَّ الذي يتلألأ في جسمها الغضِّ
يطفئهُ قمرٌ في سماءِ العربْ
الشموسُ التي لا تزالُ على فمها الطفلِ،
نسجُ الورود على صدرها
ستدفنُ يوماً بأرضِ العربْ
وكلُّ الذي لا يُرى من مفاتن أزهارها
سَيُسرقُ يوماً بأيدي العربْ
في نيتي أن أعيدَ الفتاةَ بمريولها المدرسيِّ
ولكنها احتشدت بالبكاءِ
ونامت.. لئلا تراها عيونُ العربْ”

ومن سوريا قابلنا الشاعرة ريم البياتي ..فجادت علينا بهذه الأبيات الغاضبة المعبّرة عن سخط بالغ لدى الشعراء والناس جميعا:
“هاتِ المَراود وارحل أيها القمرُ
وأخبر القُدس َفالأكفانُ تنتظرُ
هاتِ الجميلةَ مهلاً كي أودعها
طالَ الطريقُ وقلبُ الصَبِّ يستعرُ
ومَررِ الكُحلَ رِفقاً فوقَ مُقلتِها
ولن تفارق حتى ينجلي البصرُ
كلُ المكاحل يزهو كُحْلُها غَنَجاً
إلا السَبية إنَّ الكحل يجْتَمِر
…….
تلك القصائدُ عصماءٌ نُرددها
إنَّ الأعاربَ بالأشعارِ تنتصرُ
قد أفصحوا القولَ قولاً لا تجادلُه
وأنكروهُ فما قاموا ولا شَعَروا
إن المنابرَ ساحٌ باتَ… ملعبنا
سيفُ الخَطابة في أعقابهِ الظَفَرُ
…….
يا أمة العُرْبِ نامي لا يفرقنا
إذا غفونا عليٌ كانَ أو عمر
فقد أزحنا حَمولا عن كواهِلنا
ومات فينا ضميرٌ كانَ يحتضرُ
يا أمة العُرب فلترموا فواصِلكم
ولْتَسْتريحوا..فلا عادوا ولا عبروا”

كما ساهم الشاعر الأردني الكبير راشد عيسى بهذه القصيدة القصيرة ” الفينيق الفلسطيني “حبّا في أهالي غزة ونصرة لهم ..:
“قَويون اكثر مما يريد الرغيف
جَميلون في حزننا كصغار الذئاب
صبورون صبر فراخ الصقور على نزق العاصفةْ
وإذ  ما تعثر حلم لنا برصاص الغزاة
تيقّظ فِينيقنا من رماد الظلام
وأمسك كنعاننا سرة الأرض حتى تفيء الى رشدها
وتبرأ من حقدها
فلا وقت نصرفه في العتاب كأنا محبون حتى إلى كارهينا
ولسنا نؤمل من غابة خردلةْ
فنحن جديدون لا تتساقط اوراقنا في الخريف
ونقدر أن نمنح الموت فرصته كي يتوب
وكي يستحي من تدخله في شؤون كراماتنا
فقد حان أن يتنحى قليلا
ويحترف الصمت
حين يرى دمعة الطفل تصنع من ملحها قنبلةْ
وتطلع من دمه ألف شمس وتنبت في قبره سنبلةْ ”
ثمّة شاعر عراقي في مقتبل العمر أهداني كتبه ( سأكتب عنه فهو مذهل ) وسلّمني هذه القصيدة النثرية لأضمّها لهذا الملف أمّا اسمه فهو اسماعيل الحسيني :
” من العجب، 
أنّ غادةَ طفلةٌ في غزة
لم تسمع النشيدَ الوطنيَّ
ولا أغاني “مارسيل خليفة”
ليس لديها غيرُ دميةٍ
مكوّكة للغناء،
عندما رأتِ الأمّهاتِ يدفعْنَ الأولاد
إلى التضحيةِ، 
دفعتْ بالدميةِ
لكنّها قبلَ أنْ تعبرَ الشرَكَ
عبرتْ هي الحياةَ
تُرى مَنْ يجرؤ على دفْنِ غادة
وفي يدِها دميةٌ تغني وترقص؟”

وقبل أن نختم وخير ما نستهلّ به هذا الخروج من الشجن القاتل ومشتقات الوجع اليومي، صوت الشاعر الأردني صلاح أبو لاوي وهو يتغنّى بـ”المقاوم” ..فاستمعوا إليه:
”هو يأكل مثلي
ويشرب مثلي
ويتعب مثلي
ويرتاح مثلي
وينهض مثلي
ومثلي ينامْ
فلماذا
أنا خانعٌ
خاضعٌ
مائعٌ
ظامئٌ
وهو أعلى من النجمِ
من قطرة يرتوي لو سقاه الغمامْ
ولماذا
خطايَ وراءٌ تقيلُ المقامْ
وهو يحملُ هذا الفضاء وحيداً
ويمضي به مسرعاً للأمامْ؟؟؟؟؟
ولماذا أنا مظلمٌ
لا بداية لي أو ختامْ
وهو بدرٌ تمامْ
فعليه السلامُ عليه السلامُ
عليه السلامْ”

أمّا أنا بوصفي ممثلا لتونس في الدورة 35 للمربد الشعري بالبصرة، فقد كتبت قديما مقطعا حزينا وطافحا بإنسانية الإنسان، وأقتطفه لكم يا سادتي لقراء على أمل اللقاء بكم في مربد آخر وفي فرصة أخرى:
”طافح بالتردّد
طفل عدوّي تخطّى سياج عدوّي
ليقطف نرجسة من بلادي
أهمّ به فيموء وأرفع عنه يديّ
وأهرب منه ومنّي
لأبكي صغيري الذي ذبحته الحضارة بين يديَّ”

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مكتب تونس

إقرأ أيضاً:

"الشارقة للشعر النبطي" يختتم فعالياته

اختتمت أمس فعاليات النسخة الـ 19 لمهرجان الشارقة للشعر النبطي، الذي نظمته دائرة الثقافة بالشارقة خلال الفترة من 3 حتى 10 من فبراير (شباط) الجاري.

وتم  تنظيم 9 أمسيات شعرية منها جلسة شعرية خصصت لشاعرات من الوطن العربي، وندوة ناقشت المسيرة الأدبية للشاعرين المكرمين في دورة هذا العام من المهرجان وهما زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي وعوض بن راشد بالسبع الكتبي .
وقدم الشاعر وعازف الربابة الإماراتي عبيد الشوين خلال الأمسية الختامية معزوفات معبّرة تغنّت بالشارقة وببصمات  عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في العمل الثقافي على مستوى الوطن العربي، كما قدم معزوفات أخرى عاطفيّة.
وتغنى الشاعر عبدالله العجوري من الأردن في عدد من القصائد التي غلّفتها أحاسيس الفرح بالزيتون والغاف كشجرتين محملتين بالمحبة والسلام، كما ألقى قصائد في  حاكم الشارقة، فيما قدم الشاعر العُماني أحمد المعشني قصائد في الحكمة والخصال الحميدة، وألقى الشاعر العراقي خالد النبهان قصائد ذات حسّ بدوي مدح فيها الشارقة ورعايتها للثقافة والإبداع .
وشارك الشاعر الإماراتي حسان العبيدلي بقصائد شعرية معتزًّا بالشارقة و"سلطان الثقافة" وأخيراً قرأت الشاعرة السعوديّة "العنود الوصليّة" قصائد حمّلتها هبوب النسايم والسفر والعلاقات الأصيلة بين السعودية والإمارات مؤكدة قيمة الثقافة وآفاقها التي يحرص عليها حاكم الشارقة .

مقالات مشابهة

  • فلسطين للأمن القومي: إسرائيل تنتهج سياسات خطيرة في الضفة الغربية وتدمر البنية التحتية
  • اختتام الدورة العاشرة لمهرجان نواكشوط للشعر العربي في موريتانيا
  • عصام الدين جاد يكتب: فلسطين.. بورًا عليهم
  • قمة بغداد.. وقصة يوسف الذي أكله الذئب!!
  • حزب الريادة يدعو إدارة ترمب لوقف التصريحات العدائية: فلسطين أولوية العرب
  • أمين «إعلام النواب»: فبركة تصريحات عاهل الأردن لن تؤثر على موقف العرب تجاه فلسطين
  • ما علاقة العرب؟.. لماذا تطلق إسرائيل أقمارها الصناعية باتجاه معاكس؟
  • "الشارقة للشعر النبطي" يختتم فعالياته
  • أحمد الشرع: هذا هو الدرس الذي تعلمته الأجيال من فلسطين
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: نطالب بوقف النار وانسحاب جيش الاحتلال من الضفة