صحيفة أثير:
2025-04-17@07:55:14 GMT

فلسطين في عيون شعراء المربد

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

فلسطين في عيون شعراء المربد

أثير – مكتب أثير في تونس

إعداد: محمد الهادي الجزيري

تمّ المربد الشعري بالبصرة في دورته 35 ..وسافر السرب كلّ طائر إلى وجهته، بعد أن تقاسم الجميع الشعر والمصافحة والضحك والسهر وخاصة القلق على الجرح النازف فلسطين، خاصة أنّها نزلت ضيفا مبجّلا على المهرجان، وبعد أن كان قد أكد المستشار الثقافي لرئيس الوزراء العراقي عضو اللجنة العليا لمهرجان المربد بدورته الخامسة والثلاثين، الشاعر عارف الساعدي أنّالسوداني وجّه أن تكون دولة فلسطين ضيف شرف المهرجان، وذلك لبيان وتثبيت الموقف العراقي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقد التمسنا من بعض شعراء الدورة 35 أن يقتطفوا من حدائقهم مقاطع كُتبت عن غزّة وفلسطين، وكانت الاستجابة فورية من قِبلهم، وأوّل من نفتتح به الغناء المرّ الصديق الشاعر الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني الذي لبّى النداء:

“غزَّةُ الإلياذةُ الكبرى
إلياذةُ الدَّمِ والرمادْ 
وكتابُ ملحمةٍ تدوِّنهُ الصواعقْ
سطرُ الدمِ القاني .

. وقافيةُ البلادْ
البحرُ من وجعٍ وحنّاءٍ ونارْ
في كلِّ دارٍ رجْفَةٌ للموتْ
ولكلِّ بيتٍ حزنُهُ وبكاؤهُ الدامي وصرختُه الدمارْ
رملٌ من الشهداءِ تعجنُهُ القذائفُ والشواظْ
والموتُ هذا السارقُ الأبديُّ طوّافٌ على الأطفالِ
والأحلامِ واللُّعَبِ اليتيمة والنساءِ وكلِّ حيٍّ في الشوارعِ
والمشافي والكنائسِ والجوامعِ والمدارسْ
هيَ غزَّة الصّبرِ الرسوليِّ
الإرادةُ والشهادةُ
والبطولةُ في زمان الردِّةِ العمياءْ
تُعْلِي بيارقَ من دم الشهداءِ والجرحى وتكتبُ فجرَهَا :
نبقى ولنْ نرحلْ
دمُنا بريدُ الأرضِ للأحرارْ
للعالمِ الصامتْ
نبقى ولن نرحلْ
دمُنا بريدُ الأرضْ.”

وجاء دور عماد جبار الشاعر العراقي ..فأدلى بدلوه ..بكلّ حزن ومقاومة وأمل:
“حارس غزة
أنا لن أصدق جرحَهُ
دمه الغزير على الحجارةِ
كلَّ من قالوا لنا
قد مات حمزة
هو يحفر الأنفاقَ
يلعق جرحه كالذئبِ
يحرس في ظلام الكون غزّة
يمضي بها أعلى
ويملأ سورَها
ودروبَها
وبيوتها الظلماء عِزّة”

وهذا ما باح به الشاعر العُماني عبد الله العريمي من شجن طافح لتقتيل الأطفال، يدين في مقطع شعري ما اقترفه العرب وما لم يفعلوه ..:
“ماذا يقولُ لكَ البحرُ؟
كلَّ الذي يتلألأ في جسمها الغضِّ
يطفئهُ قمرٌ في سماءِ العربْ
الشموسُ التي لا تزالُ على فمها الطفلِ،
نسجُ الورود على صدرها
ستدفنُ يوماً بأرضِ العربْ
وكلُّ الذي لا يُرى من مفاتن أزهارها
سَيُسرقُ يوماً بأيدي العربْ
في نيتي أن أعيدَ الفتاةَ بمريولها المدرسيِّ
ولكنها احتشدت بالبكاءِ
ونامت.. لئلا تراها عيونُ العربْ”

ومن سوريا قابلنا الشاعرة ريم البياتي ..فجادت علينا بهذه الأبيات الغاضبة المعبّرة عن سخط بالغ لدى الشعراء والناس جميعا:
“هاتِ المَراود وارحل أيها القمرُ
وأخبر القُدس َفالأكفانُ تنتظرُ
هاتِ الجميلةَ مهلاً كي أودعها
طالَ الطريقُ وقلبُ الصَبِّ يستعرُ
ومَررِ الكُحلَ رِفقاً فوقَ مُقلتِها
ولن تفارق حتى ينجلي البصرُ
كلُ المكاحل يزهو كُحْلُها غَنَجاً
إلا السَبية إنَّ الكحل يجْتَمِر
…….
تلك القصائدُ عصماءٌ نُرددها
إنَّ الأعاربَ بالأشعارِ تنتصرُ
قد أفصحوا القولَ قولاً لا تجادلُه
وأنكروهُ فما قاموا ولا شَعَروا
إن المنابرَ ساحٌ باتَ… ملعبنا
سيفُ الخَطابة في أعقابهِ الظَفَرُ
…….
يا أمة العُرْبِ نامي لا يفرقنا
إذا غفونا عليٌ كانَ أو عمر
فقد أزحنا حَمولا عن كواهِلنا
ومات فينا ضميرٌ كانَ يحتضرُ
يا أمة العُرب فلترموا فواصِلكم
ولْتَسْتريحوا..فلا عادوا ولا عبروا”

كما ساهم الشاعر الأردني الكبير راشد عيسى بهذه القصيدة القصيرة ” الفينيق الفلسطيني “حبّا في أهالي غزة ونصرة لهم ..:
“قَويون اكثر مما يريد الرغيف
جَميلون في حزننا كصغار الذئاب
صبورون صبر فراخ الصقور على نزق العاصفةْ
وإذ  ما تعثر حلم لنا برصاص الغزاة
تيقّظ فِينيقنا من رماد الظلام
وأمسك كنعاننا سرة الأرض حتى تفيء الى رشدها
وتبرأ من حقدها
فلا وقت نصرفه في العتاب كأنا محبون حتى إلى كارهينا
ولسنا نؤمل من غابة خردلةْ
فنحن جديدون لا تتساقط اوراقنا في الخريف
ونقدر أن نمنح الموت فرصته كي يتوب
وكي يستحي من تدخله في شؤون كراماتنا
فقد حان أن يتنحى قليلا
ويحترف الصمت
حين يرى دمعة الطفل تصنع من ملحها قنبلةْ
وتطلع من دمه ألف شمس وتنبت في قبره سنبلةْ ”
ثمّة شاعر عراقي في مقتبل العمر أهداني كتبه ( سأكتب عنه فهو مذهل ) وسلّمني هذه القصيدة النثرية لأضمّها لهذا الملف أمّا اسمه فهو اسماعيل الحسيني :
” من العجب، 
أنّ غادةَ طفلةٌ في غزة
لم تسمع النشيدَ الوطنيَّ
ولا أغاني “مارسيل خليفة”
ليس لديها غيرُ دميةٍ
مكوّكة للغناء،
عندما رأتِ الأمّهاتِ يدفعْنَ الأولاد
إلى التضحيةِ، 
دفعتْ بالدميةِ
لكنّها قبلَ أنْ تعبرَ الشرَكَ
عبرتْ هي الحياةَ
تُرى مَنْ يجرؤ على دفْنِ غادة
وفي يدِها دميةٌ تغني وترقص؟”

وقبل أن نختم وخير ما نستهلّ به هذا الخروج من الشجن القاتل ومشتقات الوجع اليومي، صوت الشاعر الأردني صلاح أبو لاوي وهو يتغنّى بـ”المقاوم” ..فاستمعوا إليه:
”هو يأكل مثلي
ويشرب مثلي
ويتعب مثلي
ويرتاح مثلي
وينهض مثلي
ومثلي ينامْ
فلماذا
أنا خانعٌ
خاضعٌ
مائعٌ
ظامئٌ
وهو أعلى من النجمِ
من قطرة يرتوي لو سقاه الغمامْ
ولماذا
خطايَ وراءٌ تقيلُ المقامْ
وهو يحملُ هذا الفضاء وحيداً
ويمضي به مسرعاً للأمامْ؟؟؟؟؟
ولماذا أنا مظلمٌ
لا بداية لي أو ختامْ
وهو بدرٌ تمامْ
فعليه السلامُ عليه السلامُ
عليه السلامْ”

أمّا أنا بوصفي ممثلا لتونس في الدورة 35 للمربد الشعري بالبصرة، فقد كتبت قديما مقطعا حزينا وطافحا بإنسانية الإنسان، وأقتطفه لكم يا سادتي لقراء على أمل اللقاء بكم في مربد آخر وفي فرصة أخرى:
”طافح بالتردّد
طفل عدوّي تخطّى سياج عدوّي
ليقطف نرجسة من بلادي
أهمّ به فيموء وأرفع عنه يديّ
وأهرب منه ومنّي
لأبكي صغيري الذي ذبحته الحضارة بين يديَّ”

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مكتب تونس

إقرأ أيضاً:

فارسة فلسطينية-روسية بارزة تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي

أبوظبي – تكريماً لإنجازاتها كأول امرأة عربية تشارك في بطولة العالم للفروسية (الدريساج)، ظهرت الفارسة الدولية الفلسطينية ديانا الشاعر وهي تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي.

ارتدت الشاعر خلال حفل التتويج المقام لمباريات الفروسية في العاصمة الأماراتية اللباس الأسود في إشارة رأى فيها البعض تضامنها مع ما يحدث لشعبها الفلسطيني من مجازر في غزة.

وكانت الفارسة ديانا الشاعر قد سجلت اسم بلدها فلسطين لأول مرة في تاريخ المحافل الدولية خلال مشاركتها في بطولة العالم للفروسية 2022 في هرنينغ، حيث تنافست في مسابقة الترويض الفردي مع حصانها أونازالي دي ماسا. وبذلك أصبحت أول فلسطينية تشارك في بطولة العالم للفروسية، كما ساهمت في منح الجنسية الفلسطينية للفارس الألماني كريستيان تسيمرمان و13 فارساً روسياً آخرين، وذلك لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا ودعماً لفلسطين.

وتعد ديانا الشاعر أول امرأة عربية تشارك في بطولة العالم للترويض، في إشارة حملت الكثير من الدلالات لقضية شعب ما زال صامداً في وجه التحديات، ومتواجداً في مختلف المجالات والمحافل الدولية.

ورثت ديانا الشاعر رياضة الفروسية عن والدها الفارس والدبلوماسي والكاتب السياسي رامي الشاعر، وهي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والروسية. انتقل والدها إلى روسيا الاتحادية عام 1975 وأسس نادي الفارس للفروسية في زافيدوفو في روسيا.

تشغل ديانا حالياً منصب رئيس لجنة الترويض للمجموعة الإقليمية السابعة للاتحاد الدولي للفروسية، والتي تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أنها دبلوماسية وناشطة في المجال الثقافي والرياضي، وتتقن ست لغات هي العربية والروسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية.

تنحدر ديانا من عائلة فلسطينية مناضلة من يافا، حيث كان جدها المناضل والكاتب الفلسطيني العميد الدكتور محمد الشاعر أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وأول سفير لفلسطين في الاتحاد السوفيتي السابق. أما جدتها فهي المناضلة والناشطة والأديبة الفلسطينية وفيقة حمدي الشاعر، إحدى رائدات الحركة النسوية في فلسطين، وثاني امرأة عربية تحصل على دبلوم الأدب الروسي في وقتها. كما أن عمة ديانا، الدكتورة عالية الشاعر، والدكتورة أروى محمد الشاعر، هما أديبتان وكاتبتان فلسطينيتان معروفتان.

غطت وسائل الإعلام الإماراتية حفل التتويج للبطلة العالمية في الفروسية، محتفلة بتمثيلها للاتحاد الدولي للفروسية. كما تناولت الصحف الروسية سيرتها تحت عنوان “امرأة بارزة ومنصب رفيع”، حيث سلطت الضوء على مسيرتها الرياضية والدبلوماسية.

بدأت ديانا ركوب الخيل في سن الحادية عشرة في موسكو، وشاركت في البداية في المسابقات الوطنية قبل أن تنتقل إلى المحافل الدولية. وعندما زارت فلسطين لأول مرة عام 2016، أدركت قدرتها على إحداث تغيير في مجال الفروسية هناك، كما فعلت في روسيا التي ما زالت تحتفظ بمكانة خاصة في قلبها.

إلى جانب إنجازاتها الرياضية، انخرطت ديانا في العمل الاجتماعي، حيث شاركت كممثلة رسمية لفلسطين في الجمعية العامة للاتحاد الدولي للفروسية في طوكيو عام 2016. وفي صيف 2021، تولت رئاسة لجنة رياضة الفروسية للمجموعة الجغرافية السابعة للاتحاد الدولي للفروسية.

على الرغم من تحقيقها حلم التأهل إلى الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، اضطرت ديانا للانسحاب بسبب إصابة حصانها. وقد أعلنت مؤخراً اعتزالها الفرس الذي ركبته منذ طفولتها، لتركيز جهودها على تطوير رياضة الترويض في الشرق الأوسط وروسيا، حيث تقيم حالياً دورات تدريبية منتظمة.

تعد ديانا الشاعر نموذجاً للرياضي الملتزم بقضيته، حيث نجحت في الجمع بين التميز الرياضي والعمل الدبلوماسي والثقافي، حاملةً معها دائماً هوية شعبها ورسالة صموده في كل المحافل التي تشارك فيها.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (2/2)
  • بن حبتور يعزي في وفاة المناضل الشاعر صالح صائل
  • في يومه الأول مخيم العيون بالدندر: مقابلة 2300 مريض وتحديد 420 عملية وإجراء 25 عملية عيون
  • دموع في عيون وقحة!
  • جمال الشاعر: يجب الاهتمام بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في كل المجالات
  • مركز إعلام الفيوم يعقد لقاءً تثقيفيًا تحت عنوان "مصر في عيون شبابها"
  • غزة ترفع علم استقلال فلسطين
  • فلسطين الجريحة.. بين الصهيونية المسيحية وتواطؤ العرب
  • قصة شاعر أقسم ألا يتزوج حتى تموت أمه! .. فيديو
  • فارسة فلسطينية-روسية بارزة تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي