القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:  كالعادة تجدد الجدل في الذكرى ال 71 لثورة 23 يوليو 1952، وانقسمت الآراء حول زعيمها جمال عبد الناصر ورفاقه بين قوم يرفعونهم أعلى عليين، وآخرين يهيلون عليها التراب أسفل سافلين. فماذا عن أبرز ما قيل عن ثورة يوليو وزعيمها الذي ملأ الدنيا وشغل الناس؟! الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي قال لـ “رأي اليوم” إن مما لا شك فيه أننا ربحنا في 23 يوليو ما ربحناه سواء فيما يتصل بإجلاء بقايا القوات الإنجليزية التي كانت لا تزال تحتل مدن القناة أو في مجال العدالة الاجتماعية، وتحديد الملكية الزراعية وتوزيع الأراضي الزائدة على الفلاحين، مشيرا إلى أن هذا كان مكسبا من المكاسب التي ربحناها.

ويضيف أننا خسرنا خسارة كبيرة في مجال نظام الحكم الذي اعتمد على رجل واحد أيا كانت موهبته وإخلاصه لوطنه، مشيرا إلى أن الانفراد بالسلطة يؤدي إلى خسائر نعرفها وآخرها ما حدث في 67. د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية قال إن ثورة 23 يوليو 1952 كانت واحدة من أعظم الثورات السياسية والاجتماعية والانسانية في القرن العشرين، اعترفنا بذلك او انكرناه، وذلك لعمق ما احدثته من نتائج وتأثيرات في حياة المصريين، ولاصدائها السياسية المدوية في كل بقاع العالم، عربيا وافريقيا واقليميا ودوليا. وأضاف أن رسالتها للمصريين كانت تحقيق العدل الاجتماعي، وهي الرسالة الانسانية التي احتضنتها منذ ايامها الاولي واعلنت انحيازها التام لها في مبادئها الستة المعروفة . وتابع قائلا: “كان مفهومها للعدل الاجتماعي هو انتصارها للفقراء ممن جارت عليهم الظروف وظلمتهم الاقدار.. ارادت ثورة يوليو ان تؤكد للمصريين والعالم انها جاءت لتقيم مجتمعا اكثر عدالة وانسانية بتقريب الفوارق بين الطبقات بالسياسات والاجراءات، وليس بالوعود البراقة والشعارات الخادعة والزائفة.. ومن اجل ذلك حققت الكثير في مجال الرعاية الاجتماعية الشاملة للطبقات الفقيرة او محدودة الدخل، وفي مجال النهوض بالتعليم واصلاحه واتاحته مجانا للجميع، وكذلك في مجال التصنيع باعتباره الطريق الي المستقبل والذي اقامت له وزارة خاصة كانت هي الاولي في تاريخ الحكومات المصرية.. وغير ذلك الكثير مما قد تصعب الاشارة اليه تفصيلا”. وخلص إلى أنه من هنا لا يعد من قبيل المبالغة القول بان المجتمع المصري بعد ثورة الثالث والعشرين من يوليو لم يعد كما كان قبلها، فقد تغير في اغلب ملامحه وتفاصيل حياته بعد أن تغير المسار وتبدلت الاهداف والاولويات والسياسات والمؤسسات. وعما أحدثته ثورة 23 يوليو عربيا، قال مقلد: “عربيا واقليميا ودوليا، فان ما احدثته ثورة يوليو من اصداء وتأثيرات وردود افعال قد لا تكفيه مجلدات وقد كتب عنه الكثير والكثير.. مما يغنينا عن الدخول في تفاصيله”. وقال إن قائد هذه الثورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان نظيف اليد وعلي درجة عالية من الاستقامة ولم يعرف الفساد والتلوث طريقهما اليه، وكان يفخر دائما بتواضع اصوله الاجتماعية والطبقية التي انحدر منها، ولم يكن يتحرج او يخجل ابدا من المصارحة بها في خطاباته، ولم يتنكر لهذه الاصول او يتمرد عليها كما فعل غيره من بعده، وكانت اصولهم الطبقية المتواضعة عارا يلاحقهم ولا يريدون من يذكرهم به. وقال إن عبد الناصر ظل صديقا وفيا للفقراء من البداية الي النهاية، لافتا إلى أن لثورة يوليو ايجابياتها وسلبياتها علي السواء، وان كانت ايجابياتها- حسب رأيه- ترجح سلبياتها بكثير رغم فداحة بعض اخطائها، وهذا هو حال الثورات التاريخية الكبري في العالم، وبعضها لها اوزارها وخطاياها كالثورتين الفرنسية والروسية، لكن يظل الاساس في تقييمها هو بمدي ما تركته من تأثيرات عميقة في حياة شعوبها، وفي تغييرها لمسار التاريخ. وأردف قائلا: “وهذا ما حاولته ثورة يوليو علي قدر ما أتيح لها من اجتهاد وأتاحته لها ظروفها التي كانت حافلة دوما بالتحديات الخارجية والداخلية”. واختتم داعيا للتنبه أن حركة التاريخ لا تمضي في خطوط مستقيمة دائما، مشيرا إلى أن نظرة فاحصة ومتعمقة الي تاريخ العالم علي مر العصور تغنينا عن الكلام. من جانبه وصف السياسي المصري سيد مشرف الرئيس عبد الناصر بأنه الرجل الذي لا يغيب، مشيرا إلى أنه الرجل الذي غيّر مصر والمنطقة العربية والأفريقية وبلاد العالم الثالث. واختتم واصفا 23 يوليو 1952 بأنه يوم مجد مصر. على الجانب الآخر قال أستاذ العلوم السياسية والمفكر الكبير د.نادر فرجاني إن 23 يولية أخفقت في جميع اهدافها السبعة، مشيرا إلى أنها رسخت كل كوارث الهزائم الماحقة في، 1956، 1967 و1973.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: ثورة 23 یولیو عبد الناصر ثورة یولیو فی مجال

إقرأ أيضاً:

ثورة علمية: "ثني الماء" يفتح آفاقاً جديدة في التحكم بالأجسام العائمة

اكتشف فريق من العلماء الدوليين، من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة (NTU)، طريقةً لثني أمواج الماء، مما يُمكّنها من حبس الأجسام العائمة وتحريكها بدقة بشكل أشبه بالسحر.

وتعتمد هذه التقنية على توليد موجات ودمجها لابتكار أنماط سطحية معقدة، مثل الحلقات المتشابكة والدوامات، حيث كشفت التجارب أن هذه الأنماط تمتلك قدرة فريدة على جذب الأجسام العائمة القريبة واحتجازها، مثل كرات الرغوة الصغيرة بحجم حبات الأرز، وفقاً لما ذكره موقع "إنترستينغ إنجينيرينغ".
بدأ الفريق عمله بإجراء عمليات محاكاة حاسوبية قبل الانتقال إلى التجارب الفعلية، حيث استخدموا خزان مياه وهياكل بلاستيكية مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتوليد الأمواج. وتضمنت إحدى هذه التركيبات حلقة متصلة بـ24 أنبوباً مرتبطة بمكبرات صوت تُصدر أصواتاً منخفضة التردد، ما أدى إلى تشكيل تموجات مميزة على سطح الماء.
في التجارب، استخدم الباحثون كرات رغوية عائمة مصنوعة من البولي إيثيلين، تراوحت أقطارها بين 4.8 و12.7 ملم، بالإضافة إلى كرة تنس طاولة بقطر 40 ملم، وراقبوا كيفية استجابتها لحركة الأمواج، مما أكد نجاح التقنية في جذب هذه الأجسام والتحكم في حركتها.

ونجح الفريق في ابتكار تقنية متقدمة تعتمد على ضبط شدة الموجة وترددها، مع التحكم في تزامن حركة الموجات، مما أدى إلى تشكيل أنماط موجية معقدة تتميز بقدرتها على حصر الأجسام العائمة وتوجيهها بدقة استثنائية.

دقة في التحكم وحركة ثابتة

أظهرت التجارب أن هذه الأنماط الموجية قادرة على تثبيت الكرات في مكان واحد أو توجيهها على مسارات دائرية ولولبية، مع أدنى حد من الانحراف الذي لم يتجاوز 2-4 ملم. وعلى عكس التموجات العادية، تظل هذه الأنماط مستقرة حتى عند تعرضها لموجات خارجية طفيفة، ما يعكس مدى دقة وثبات هذه التقنية.


رؤية مستقبلية واستخدامات واعدة

أوضح شين ييجي، الأستاذ المساعد وأحد المشاركين في البحث، أن هذه التقنية تفتح آفاقاً جديدة في استخدام موجات الماء لتحريك أجسام عائمة بدقة. وأضاف أن الأبحاث المستقبلية قد تتجه لدراسة موجات أصغر بحجم الخلايا، والتي تقل مئات المرات عن الموجات الحالية، وكذلك موجات بحرية أكبر بألف مرة.


إلهام من موجات الضوء وتطوير التقنية

استند هذا البحث إلى عمل سابق لشين على موجات الضوء، حيث أثبتت تلك الدراسات كيف يمكن لموجات الضوء المُهيكلة أن تحجز الجسيمات الدقيقة وتحركها.

ويخطط الفريق حالياً لتوسيع نطاق التقنية عبر إنشاء أنماط مائية تحت السطح لتحريك الأجسام المغمورة، مع السعي لتقليص حجم هذه الأنماط إلى مستوى الميكرومتر، ما قد يتيح تحريك الخلايا والجسيمات المجهرية بدقة عالية دون الحاجة إلى ملامستها.


مقالات مشابهة

  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • بوينغ تفقد ثقة الأميركيين.. هذا ما قاله وزير النقل
  • بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء
  • جيورجيوس سفريس وجائزة نوبل .. بين التقدير العالمي والجدل المحلي
  • طباعة الإنجيل لأول مرة .. قصة ثورة في النشر والمعرفة
  • أبرز الفئات التي شملها قرار الداخلية السورية إلغاء بلاغات منع السفر
  • ثورة علمية: "ثني الماء" يفتح آفاقاً جديدة في التحكم بالأجسام العائمة