جريدة الحقيقة:
2025-04-10@17:05:54 GMT

ما مصير الأطفال الجوعى في قطاع غزة؟

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

“ما مصير الأطفال الجوعى؟ هل يجدون مغيثا؟ أم سيقضي عليهم الجوع؟ ابني عليّ قد مات بالفعل”، هكذا تساءل والد علي الذي كان مكلوماً.

فارق الرضيع عليّ الحياة متأثراً بسوء التغذية والجفاف في مستشفى الأطفال الوحيد الذي يعمل في شمال قطاع غزة – مستشفى كمال عدوان.

وناشد الأب العالم لإغاثة أطفال آخرين يتلقون علاجاً في المستشفى ذاته، حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة إذا لم يزِد وصول المساعدات الإغاثية زيادة كبيرة تساعد “للمنكوبين” في قطاع غزة.

وتحدث الأب، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، لبرنامج غزة اليوم من بي بي سي قائلاً: “وُلد عليّ بعد اندلاع الحرب، ولم يكن هناك طعام ولا أي شيء حتى تتغذى عليه والدته – ما تسبب في إصابة الرضيع بفشل كلوي” نتيجة سوء التغذية.

وأضاف: “كانت ظروف علي الصحية تسوء يوما بعد يوم. وقد حاولنا معالجته في المستشفيات، لكن لم نجد ما يمكن إغاثته به … فارق الرضيع الحياة على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرّك أحد ساكناً”.

وقال فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية، الذي زار قطاع غزة مؤخراً، إن الرضيع عليّ لم يكن وحده الذي مات جوعاً في مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا، وإنما كان بين ما لا يقل عن عشرة أطفال آخرين.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 18 طفلاً على الأقل، فارقوا الحياة جرّاء سوء التغذية والجفاف في أنحاء القطاع خلال الأسبوع الأخير، مشيرة إلى أن 15 طفلاً من هؤلاء الضحايا كانوا يتلقون العلاج في مستشفى كمال عدوان. كما أعربت الوزارة عن خشيتها على ستة رُضّع آخرين يعانون سوء التغذية في المستشفى ذاته.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، من زيادة سريعة متوقعة في عدد الأطفال الذين يموتون جوعاً، ما لم تنته الحرب بين إسرائيل وحماس، وما لم يتم إزالة العقبات التي تعترض طريق الإغاثة الإنسانية فوراً.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الأطفال والنساء يمثلون 70 في% من أعداد قتلى هذه الحرب، الذين تجاوز عددهم الـ 30,700 إنسان، ومن أعداد المصابين الذين تجاوزوا حاجز الـ 72 ألف مصاب.

وفي الوقت الراهن، يعيش نحو 300 ألف نسمة تحت الحصار شمالي غزة، بينما يقول برنامج الغذاء العالمي إن الجوع سجّل مستويات كارثية بسبب شُحّ المساعدات التي يمكن دخولها إلى القطاع.

وكشفت فحوص أجرتها منظمات تابعة للأمم المتحدة في يناير أن واحداً من بين كل ستة أطفال دون سن العامين يعانون نقصاً حاداً في التغذية، وأن نحو ثلاثة في المئة من هؤلاء الأطفال يعانون هزالاً شديداً ويحتاجون إلى العلاج بشكل عاجل.

Getty Imagesبموارد أساسية محدودة مثل اللبن، تحاول مستشفى كمال عدوان معالجة الرُضع والأطفال الذين يعانون نقصا حاداً في التغذية.

فضلاً عن الإنهاك والصدمة، تسببت الحرب في نقص الأطعمة المغذية، ما تسبب بدوره في عجز الأمهات عن إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي.

وفي غياب لبن الأم والحليب المركّب يصبح الرُضّع فرائس سهلة للجفاف وسوء التغذية، ما يسبب أمراضاً كالفشل الكلوي، والتي بدورها تشكل خطراً على الحياة.

وفي حديث لبرنامج غزة اليوم الذي يذاع عبر راديو بي بي سي، قالت الطبيبة سامية عبد الجليل من مستشفى كمال عدوان، إن طفلة رضيعة وأختاً لها أكبر سناً فارقتا الحياة في المستشفى خلال غضون أيام معدودة.

وأضافت الطبيبة: “لقد ماتت الرضيعة دون أن تحصل على جرعة صغيرة من اللبن، نواجه صعوبة في تأمين اللبن للأطفال الرضّع جميعا”.

وفي مستشفى كمال عدوان، يعاني صلاح سمارة، الرضيع ذو الأربعة أشهر، رفقة أطفال آخرين، في ظل شُح الموارد لدى المستشفى.

وتقول والدة صلاح إنه وُلد مُبتسراً (أكمل أقل من 28 أسبوعاً من الحمل) ثم عانى من الجفاف الشديد قبل أن يعاني من مرض كلوي مزمن، فضلاً عن احتباس البول – وهي ظروف صحية تسبب ألماً شديداً.

وتضيف الأم لبي بي سي: “قلبي يعتصر ألماً بسبب ما يحدث له … يا له من أمر بالغ الصعوبة أن ترى طفلك يصرخ كل يوم لأنه لا يستطيع التبول، بينما الأطباء يقفون عاجزين عن مساعدته”.

وتتابع الأم: “من حقه أن يتلقى العلاج ومن حقه كل شيء آخر، لأنه طفل في بداية حياته”.

Getty Imagesلا يصل غير القليل جداً من المساعدات إلى شمال قطاع غزة

وفي غضون ذلك، حذر أحمد الكحلوت، مدير مستشفى كمال عدوان، من أن عدد وفيات الأطفال حتى الآن، والذي تشير إليه إحصاءات وزارة الصحة، يحدّ من الحجم الحقيقي للمشكلة.

وقال الكحلوت لبي بي سي، إن “إحصاء عدد الوفيات بسبب سوء التغذية لم يبدأ إلا قبل أسبوعين اثنين، وعليه فإن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير”.

وعبر موقع إكس، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن المنظمة استطاعت توصيل الوقود وبعض الإمدادات الطبية الأساسية إلى مستشفى كمال عدوان ومستشفى آخر (مستشفى العودة في مخيم جباليا) حيث قام فريق بزيارتهما مؤخراً.

لكن غيبرييسوس حذر في الوقت ذاته من أن المساعدات التي وصلت لا تمثل سوى جزء صغير من احتياجات إغاثية ماسّة.

وناشد غبرييسوس إسرائيل بـ”تأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم للمدنيين، وخصوصاً الأطفال الذين يحتاجون إلى زيادة حجم المساعدات بشكل فوري، لكن الدواء الأساسي الذي يحتاجه كل هؤلاء المرضى هو السلام”.

وتمارس حكومات غربية ضغوطاً متزايدة على إسرائيل لكي تفعل المزيد من أجل تسهيل وصول المساعدات.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه “يجب علينا إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة … لا عُذر لنا”.

ومع ذلك، قال برنامج الغذاء العالمي، إن أولى محاولاته في غضون أسبوعين لإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة باءت بالفشل بسبب اعتراض جنود إسرائيليين.

وأوضح البرنامج، التابع للأمم المتحدة، أن قافلة من 14 شاحنة، “أُعيدت” من نقطة تفتيش قبل أن تتعرض للنهب على أيدي “أناس بائسين”.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: مستشفى کمال عدوان سوء التغذیة فی مستشفى قطاع غزة بی بی سی

إقرأ أيضاً:

“الأونروا”: أطفال غزة يعانون آثاراً مدمرة نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات

الثورة نت/..
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن الأطفال في غزة يعانون آثارًا “مدمرة”، نتيجة مواصلة العدو الإسرائيلي إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات والإمدادات التجارية للأسبوع السادس.
وأضافت “أونروا” في منشور على منصة “إكس”، اليوم الأربعاء: “في شمال غزة، لا يبحث الأطفال عن ألعابهم أو أقلامهم، بل عن الماء، لا يذهبون إلى المدرسة، بل يدفعون العربات بحثًا عن شيء يروي عطشهم”.
وأوضحت أن فرض “إسرائيل” للحصار ووقف دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى غزة للأسبوع السادس، أدى إلى ازدياد ندرة المياه النظيفة والغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
وشددت على أن لاستمرار الحصار الإسرائيلي أثرًا “مدمرًا” في أطفال غزة.
وتزداد أزمة المياه في محافظة غزة جراء توقف المياه الواصلة من شركة “ميكروت” الإسرائيلية إلى مدينة غزة، والتي تمثل 70% من إجمالي الإمدادات المتوفرة فيها.
وطالبت الوكالة الأممية بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تمنع سلطات العدو إدخال الإمدادات الأساسية والمواد الغذائية إلى قطاع غزة عقب إغلاقها للمعابر، ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة والعطش.

مقالات مشابهة

  • محاضرة حول “أساسيات الديناميكا البولية للأطفال” في مستشفى الأطفال بحلب
  • عاجل | ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 50 ألفًا و886 شهيدًا
  • صحة غزة: سوء التغذية يتهدد حياة ٦٠ ألف طفل بمضاعفات خطيرة
  • “الأونروا”: أطفال غزة يعانون آثاراً مدمرة نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات
  • ماكرون: أدين عدوان إسرائيل على العزل والعاملين فى المجال الإنسانى
  • وزيرا صحة مصر وفرنسا يتفقدان معهد ناصر ومستشفى 57357 لتعزيز الشراكة الصحية
  • وزيرا الصحة المصري والفرنسي يتفقدان معهد ناصر و57357 للاطلاع على التجربة المصرية
  • وزيرا الصحة في مصر وفرنسا يتفقدان معهد ناصر ومستشفى 57357 |صور
  • استشهاد الصحفي أحمد منصور الذي أحرقه الاحتلال حيا
  • أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار