جريدة الحقيقة:
2025-01-07@01:27:52 GMT

ما مصير الأطفال الجوعى في قطاع غزة؟

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

“ما مصير الأطفال الجوعى؟ هل يجدون مغيثا؟ أم سيقضي عليهم الجوع؟ ابني عليّ قد مات بالفعل”، هكذا تساءل والد علي الذي كان مكلوماً.

فارق الرضيع عليّ الحياة متأثراً بسوء التغذية والجفاف في مستشفى الأطفال الوحيد الذي يعمل في شمال قطاع غزة – مستشفى كمال عدوان.

وناشد الأب العالم لإغاثة أطفال آخرين يتلقون علاجاً في المستشفى ذاته، حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة إذا لم يزِد وصول المساعدات الإغاثية زيادة كبيرة تساعد “للمنكوبين” في قطاع غزة.

وتحدث الأب، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، لبرنامج غزة اليوم من بي بي سي قائلاً: “وُلد عليّ بعد اندلاع الحرب، ولم يكن هناك طعام ولا أي شيء حتى تتغذى عليه والدته – ما تسبب في إصابة الرضيع بفشل كلوي” نتيجة سوء التغذية.

وأضاف: “كانت ظروف علي الصحية تسوء يوما بعد يوم. وقد حاولنا معالجته في المستشفيات، لكن لم نجد ما يمكن إغاثته به … فارق الرضيع الحياة على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرّك أحد ساكناً”.

وقال فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية، الذي زار قطاع غزة مؤخراً، إن الرضيع عليّ لم يكن وحده الذي مات جوعاً في مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا، وإنما كان بين ما لا يقل عن عشرة أطفال آخرين.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 18 طفلاً على الأقل، فارقوا الحياة جرّاء سوء التغذية والجفاف في أنحاء القطاع خلال الأسبوع الأخير، مشيرة إلى أن 15 طفلاً من هؤلاء الضحايا كانوا يتلقون العلاج في مستشفى كمال عدوان. كما أعربت الوزارة عن خشيتها على ستة رُضّع آخرين يعانون سوء التغذية في المستشفى ذاته.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، من زيادة سريعة متوقعة في عدد الأطفال الذين يموتون جوعاً، ما لم تنته الحرب بين إسرائيل وحماس، وما لم يتم إزالة العقبات التي تعترض طريق الإغاثة الإنسانية فوراً.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الأطفال والنساء يمثلون 70 في% من أعداد قتلى هذه الحرب، الذين تجاوز عددهم الـ 30,700 إنسان، ومن أعداد المصابين الذين تجاوزوا حاجز الـ 72 ألف مصاب.

وفي الوقت الراهن، يعيش نحو 300 ألف نسمة تحت الحصار شمالي غزة، بينما يقول برنامج الغذاء العالمي إن الجوع سجّل مستويات كارثية بسبب شُحّ المساعدات التي يمكن دخولها إلى القطاع.

وكشفت فحوص أجرتها منظمات تابعة للأمم المتحدة في يناير أن واحداً من بين كل ستة أطفال دون سن العامين يعانون نقصاً حاداً في التغذية، وأن نحو ثلاثة في المئة من هؤلاء الأطفال يعانون هزالاً شديداً ويحتاجون إلى العلاج بشكل عاجل.

Getty Imagesبموارد أساسية محدودة مثل اللبن، تحاول مستشفى كمال عدوان معالجة الرُضع والأطفال الذين يعانون نقصا حاداً في التغذية.

فضلاً عن الإنهاك والصدمة، تسببت الحرب في نقص الأطعمة المغذية، ما تسبب بدوره في عجز الأمهات عن إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي.

وفي غياب لبن الأم والحليب المركّب يصبح الرُضّع فرائس سهلة للجفاف وسوء التغذية، ما يسبب أمراضاً كالفشل الكلوي، والتي بدورها تشكل خطراً على الحياة.

وفي حديث لبرنامج غزة اليوم الذي يذاع عبر راديو بي بي سي، قالت الطبيبة سامية عبد الجليل من مستشفى كمال عدوان، إن طفلة رضيعة وأختاً لها أكبر سناً فارقتا الحياة في المستشفى خلال غضون أيام معدودة.

وأضافت الطبيبة: “لقد ماتت الرضيعة دون أن تحصل على جرعة صغيرة من اللبن، نواجه صعوبة في تأمين اللبن للأطفال الرضّع جميعا”.

وفي مستشفى كمال عدوان، يعاني صلاح سمارة، الرضيع ذو الأربعة أشهر، رفقة أطفال آخرين، في ظل شُح الموارد لدى المستشفى.

وتقول والدة صلاح إنه وُلد مُبتسراً (أكمل أقل من 28 أسبوعاً من الحمل) ثم عانى من الجفاف الشديد قبل أن يعاني من مرض كلوي مزمن، فضلاً عن احتباس البول – وهي ظروف صحية تسبب ألماً شديداً.

وتضيف الأم لبي بي سي: “قلبي يعتصر ألماً بسبب ما يحدث له … يا له من أمر بالغ الصعوبة أن ترى طفلك يصرخ كل يوم لأنه لا يستطيع التبول، بينما الأطباء يقفون عاجزين عن مساعدته”.

وتتابع الأم: “من حقه أن يتلقى العلاج ومن حقه كل شيء آخر، لأنه طفل في بداية حياته”.

Getty Imagesلا يصل غير القليل جداً من المساعدات إلى شمال قطاع غزة

وفي غضون ذلك، حذر أحمد الكحلوت، مدير مستشفى كمال عدوان، من أن عدد وفيات الأطفال حتى الآن، والذي تشير إليه إحصاءات وزارة الصحة، يحدّ من الحجم الحقيقي للمشكلة.

وقال الكحلوت لبي بي سي، إن “إحصاء عدد الوفيات بسبب سوء التغذية لم يبدأ إلا قبل أسبوعين اثنين، وعليه فإن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير”.

وعبر موقع إكس، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن المنظمة استطاعت توصيل الوقود وبعض الإمدادات الطبية الأساسية إلى مستشفى كمال عدوان ومستشفى آخر (مستشفى العودة في مخيم جباليا) حيث قام فريق بزيارتهما مؤخراً.

لكن غيبرييسوس حذر في الوقت ذاته من أن المساعدات التي وصلت لا تمثل سوى جزء صغير من احتياجات إغاثية ماسّة.

وناشد غبرييسوس إسرائيل بـ”تأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم للمدنيين، وخصوصاً الأطفال الذين يحتاجون إلى زيادة حجم المساعدات بشكل فوري، لكن الدواء الأساسي الذي يحتاجه كل هؤلاء المرضى هو السلام”.

وتمارس حكومات غربية ضغوطاً متزايدة على إسرائيل لكي تفعل المزيد من أجل تسهيل وصول المساعدات.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه “يجب علينا إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة … لا عُذر لنا”.

ومع ذلك، قال برنامج الغذاء العالمي، إن أولى محاولاته في غضون أسبوعين لإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة باءت بالفشل بسبب اعتراض جنود إسرائيليين.

وأوضح البرنامج، التابع للأمم المتحدة، أن قافلة من 14 شاحنة، “أُعيدت” من نقطة تفتيش قبل أن تتعرض للنهب على أيدي “أناس بائسين”.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: مستشفى کمال عدوان سوء التغذیة فی مستشفى قطاع غزة بی بی سی

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: مستشفى كمال عدوان في شمال غزة لا يزال خارج الخدمة تماما

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة لا يزال خارج الخدمة تماما، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.

 

أستاذ علاقات دولية: اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان استهداف للإنسانية في غزة الغموض يحيط بمصير مدير مستشفى كمال عدوان ومناشدات للمؤسسات الدولية

وجددت منظمة الصحة العالمية الدعوة إلى ضرورة توقف الهجمات على المستشفيات والعاملين في مجال الصحة بغزة

 


الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45717


 

وفي إطار آخر، أعلنت الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45717 شهيدا و108856 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.

وذكرت الصحة الفلسطينية، ان الاحتلال ارتكب 4 مجازر في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدا و 273 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية.

 

وأشار إعلام فلسطيني إلى استشهاد 28 في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم 16 منهم شمالي القطاع.

فرانشيسكا: استهداف المستشفيات جريمة حرب مستمرة في غزة

 

أعربت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، عن قلقها البالغ إزاء استهداف المستشفيات في قطاع غزة، مؤكدة أن هذا النوع من الهجمات محظور وفقاً للقوانين الدولية، خصوصاً في وقت النزاع.

 

وقالت ألبانيز في تصريحات لها، إن استهداف المستشفيات في غزة ليس فقط انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بل يعتبر جزءاً من "حرب الإبادة" التي تُشن ضد سكان القطاع. وأضافت أن تدمير المنشآت الطبية يفاقم المعاناة الإنسانية ويحول دون تقديم الخدمات الطبية اللازمة للمصابين في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الرعاية الصحية بشكل عاجل.

 

وأكدت ألبانيز أن استهداف المستشفيات في غزة يعد جريمة حرب مستمرة منذ عقود. وأشارت إلى أن العديد من الهجمات على المنشآت الطبية قد تمت في سياق النزاعات العسكرية السابقة، دون أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات كافية لوقف هذه الانتهاكات.

 

المقررة الأممية أن ما يحدث في غزة يختلف عن الجرائم السابقة، معتبرة أن "النية وراء هذه الهجمات هي تدمير السكان المدنيين". وقالت إن هذه الحملة العسكرية تستهدف بشكل ممنهج البنية التحتية الأساسية في غزة، ومنها المستشفيات، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

ما يجري في غزة ليس مجرد جريمة حرب

وفي تأكيد على خطورة الوضع، أكدت ألبانيز أن ما يجري في غزة ليس مجرد جريمة حرب، بل هو حرب إبادة. واعتبرت أن العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والمنشآت الطبية هي جزء من محاولات إسرائيلية لتدمير مجموعة سكانية عبر جرائم متعددة، ما يرقى إلى مستوى جريمة إبادة جماعية.

 

وشددت ألبانيز على أن الهجمات المستمرة على المدنيين والمرافق الطبية في غزة تشير إلى نية واضحة لتدمير المجموعة السكانية في القطاع. ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات والعمل على حماية المدنيين في غزة من الهجمات المتواصلة.


 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع وفيات الأطفال الناتجة عن البرد وانعدام المأوى في قطاع غزة إلى 7 حالات
  • منظمة الصحة العالمية تدين إخراج مستشفى كمال عدوان من الخدمة
  • الصحة العالمية: لا معلومات حديثة عن مدير مستشفى “كمال عدوان” حسام أبو صفية
  • الصحة العالمية: لا معلومات حديثة عن مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية
  • الصحة العالمية: لم ترد أي معلومات حديثة عن مدير مستشفى كمال عدوان منذ اعتقاله
  • الصحة العالمية: مستشفى كمال عدوان في شمال غزة لا يزال خارج الخدمة تماما
  • حقوق الإنسان بغزة تكشف سبب اعتداء إسرائيل على مدير مستشفى كمال عدوان
  • أستاذ علاقات دولية: اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان استهداف للإنسانية في غزة
  • أستاذ علاقات دولية: اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان استهدافًا واضحًا للإنسانية في غزة
  • ضغوط على الحكومة الإسرائيلية للكشف عن مكان مدير مستشفى كمال عدوان