إن الماضي بالنسبة لمعظم الناس أجمل وأفضل من الحاضر، فالنوستالجيا تسيطر على الجميع، فإذا كانت النوستالجيا هي الحنين إلى الماضي، فإنها أيضا حالة عاطفية نسترجع بها مشاعر ولحظات جميلة ومفرحة من الذاكرة، نشعر معها بحالة من السلام النفسي والهدوء.
وأعتقد أن جيل التسعينات هو أكثر الأجيال التي تأثرت بالنوستالجيا، ربما لأنه عاصر بساطة الماضي في كل مظاهر الحياة، وحداثة الحاضر بكافة أشكاله ومغرياته وتقدمه، فضلا عن الطفرات التكنولوجية الحالية، فأسلوب الحياه اختلف كليا و جزئيا ولم يتبق لنا غير قشور من الماضي، أو بعض الذكريات، والمزيد من التراث.
ودائما هناك أسباب للنوستالجيا، فربما يعيش الإنسان ظروفا صعبة في حاضره، أو ربما لرغبته في الهروب من الحقيقة الواقعة، أو لأنه غير مهيئ لما يحدث له حاليا، أو لأنه بالفعل عاش تجارب مُفرحة في الماضي جعلته سعيداً، ولم يعد قادراً على إيجاد أسباب تجعله كذلك في الوقت الحاضر.
فالنوستالجيا كآلة الزمن ننتقل بها إلى زمن آخر، وهذا غالبا يحدث عندما نهرب من حاضرنا ونلجأ إلى سماع أغنية قديمة، أو مشاهدة فيلما قديما يأخذنا معه لفترة محملة بنقاء المشاعر، فنشعر بالاستمتاع، ويولد لدينا طاقة إيجابية نتخلص معها لاشعوريا من المواقف السلبية التي نعيشها، فتدفعنا لخوض تجارب جديدة، أو عندما نشم عطراً بعينه، أو عندما نمر بشارع لنا فيه ذكريات، أو عندما نلعب لعبة، أو نشاهد إعلانا تليفزيونيا فنشعر بالحنين لتلك الفترة.
من المؤكد أن النوستالجيا هي آلية دفاع تعمل على تحسين الحالة النفسية والمزاج، خاصة عندما نواجه صعوبات في التكيف مع رتم الحياة السريع، فأهلا بالنوستالجيا في زمن التكنولوجيا والسوشيال ميديا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوستالجيا الحنين جيل التسعينات
إقرأ أيضاً:
خالد يوسف: انتهاكات الجزيرة تعيد ذكريات الماضي
القيادي بتنسيقية تقدم قال إن النظام البائد لم يكتفِ بإشعال الحريق في السودان، بل يسعى لتمديده لما وراء الحدود، مؤكداً أن عقليتهم الإرهابية العنصرية هي ذات العقلية التي لم تتغير..
التغيير: الخرطوم
قال القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، خالد عمر يوسف، إن ما تعرض له بعض أبناء جنوب السودان بولاية الجزيرة على يد عناصر من القوات المسلحة وكتائب الإسلاميين المقاتلة معها هو أمر مؤسف وموجع للغاية، مشيرًا إلى أن ذلك يعيد إلى الأذهان الممارسات التي قسمت البلاد من قبل.
وأضاف يوسف أن النظام البائد لم يكتفِ بإشعال الحريق في السودان، بل يسعى لتمديده لما وراء الحدود، مؤكداً أن عقليتهم الإرهابية العنصرية هي ذات العقلية التي لم تتغير، لافتًا إلى أنهم لم ينسوا شيئًا ولم يتعلموا شيئًا.
وأوضح أن جنوب السودان احتضن كل من فر من جحيم الحرب في السودان، وأنه قدم لأبناء السودان الذين استقروا فيه دفئًا وكرمًا، مشددًا على أن العلاقة بين البلدين ستظل مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا والثقافات المتمازجة.
كما أشار يوسف إلى أن الأحداث التي شهدها جوبا ضد السودانيين تظل أحداثًا مستنكرة، وأشاد بوقفة قطاع واسع من أبناء الجنوب ضد هذه الأعمال، إضافة إلى جهود حكومة جنوب السودان في التصدي لها بحزم وسرعة.
وأردف يوسف أن الحرب التي تدمر البلاد حاليًا هي امتداد لحروب السودان منذ عام 1955، مشيرًا إلى أن ذلك يكشف عن العجز في معالجة جذور القضايا بطريقة منصفة وشاملة وعقلانية، بعيدًا عن فرض مشاريع أحادية عبر فوهة البندقية.
وأضاف أن انقلاب الجبهة الإسلامية القومية قاد إلى تقسيم البلاد، وخلّف إبادة جماعية في دارفور ومجازر بشعة في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان.
وأوضح يوسف أن حملة مشروع الحركة الإسلامية الإرهابي يواصلون إشعال الحروب في البلاد سعيًا لاستمرار مشروعهم الدموي الذي لم يسلم منه أحد.
وأكد أن ثورة ديسمبر المجيدة مثلت فرصة لإنهاء هذا المشروع الظلامي، ولتصالح أهل السودان شمالًا وجنوبًا مع ماضيهم وحاضرهم، بهدف بناء مستقبل أفضل للجميع.
وقال يوسف إن أولى زيارات رئيس وزراء الثورة، عبد الله حمدوك كانت للعاصمة الجنوب سودانية لجوبا، حيث ساهمت جوبا في وقف الحرب في السودان.
وضع حد لأخطاء الماضيوأكد أن الثورة جاءت لتنهى عصور الظلام، وأشار إلى أن الحرب هي آخر محاولة لإجهاض الفرصة التاريخية لوضع حد لأخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة لا دماء فيها ولا قهر ولا كراهية ولا عنصرية. وأكد أن السودان يجب أن يكون وطنًا يسع جميع قومياته بعدالة وإنصاف.
والأيام الماضية، شهدت ولاية الجزيرة، وتحديدًا منطقة الكنابي، سلسلة من الانتهاكات يُزعم أن القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها ارتكبتها ضد المدنيين. تضمنت هذه الانتهاكات عمليات قتل وتنكيل، لجموعات عرقية وإثنية معينة، خاصة من سكان الكنابي.
وأثارت هذه الأحداث ردود فعل غاضبة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه التصرفات واعتبرتها جرائم حرب.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن أزمات إنسانية خانقة شملت مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا.
وقد زادت هذه الحرب من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، وسط دعوات دولية متواصلة لإيجاد حل سلمي ينهي المعاناة ويعيد الاستقرار للسودان.
الوسومانتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة